غريب بدنيتي .. يادنيا اليكي عني غري غيري..

حين تنقلب الموازين في دنيا ألفت السّير بالمقلوب
وألفنا فيها هذا الغروب
فإننا هاهنا قابعون.. ساكنون.. رابضون..
نتنفس من الهواء الذي يسدّ الأنفاس
ويقطّع الأوصال ويخنق الأرواح
وهو المفروض علينا لا بديل لنا سواه..
.. .. ..
حينما يكذب الكاذب علنا ويجد المصدّقين
المصفقين المؤازرين المحابين
حينما يسرق السّارق علنا ويجد -
ويجدون- له الأعذار ويغيرون المسميات
وتصبح السّرقة إعادة الممتلكات وأخذا للحقوق المهضومة واسترجاعا للممتلكااات حينما يرتشي المرتشي
ويمدّ له الراشي العطاء علنا
ويتذرع كلاهما بأن الحياة هكذا تسير
فاتبع يا هذا.. قافلة المسير..
حينما توأد الرجولة وتسترجل الأنوثة
ويصبح الانقلاب أمرا عاديا فقط لأن العابثين قد كثروا في هذه الحياة
حينما تسلب الحقوق وتؤخذ العطايا عنوة
وتردّ أسبابها لأقوال مثل: عالم لا يرحم.

. تغذّى بهم قبل أن يتعشوا بك.
. كن ذئبا وإلا أكلتك الذئاب
حينما تمشي الخطيئة تتسكع في الشوارع دون رادع.
. تتمايل يمنة ويسرة والكل يرى وينظر ويشاهد ويتمتع ويستمتع
حينما تثور البشرية من أجل قطة..
ولا تتحرك ساكنة من أجل أرواح الملايين في فلسطين الحبيبة..
حينما يموت الصالحون ويرتاحون من دنيا البلاء
فلا يذكرون كما يذكر ملوك البوب أمثال مايكل جاكسون..
حينما تسير الحياة بالمقلوب
ولا يجد الصّالح طريقه وإلا صار غير مرغوب..
حينما يرفع الصّالح راية الحق ويحرقها الضالون
وينعت بغير السّواء.
. في حين يصبح غير السوي هو السوي في هذا الزمان
حينما يمتطي الشر حصان السرعة ويسبق أحصنة الخير فقط لأن قوانين الحياة صارت بالمقلوب
فإننّا نمتعض.
. ونحترق.
. ونكتوي
ونهضم الحرقة ونجترّها مئات المرّات..
فطوبى للغرباء ..
. طوبى للغرباء في حياة غريبة..

إذا كانت الحياة تسير بالمقلوب فهل علينا أن نتشقلب معها أيضا؟
أم نبقى على اقتناعاتنا وقناعاتنا؟

وكيف سبيل الثبات أمام هذا الكمّ من التناقضات؟

قول الرسول صلى الله عليه وسلم......... كن في الدنيا كأنك غريب ، أو عابر سبيل ,..