منظمة اليونسكو
يُطلق اسم اليونسكو (بالإنجليزية:UNESCO) على واحدةٍ من المُنظّمات التابعة لمُنظّمة الأمم المتحدة؛ إذ تُشاركُ اليونسكو الأمم المتّحدة أهدافها في الأمن والسّلام والعدالة وحقوق الإنسان، ودعم التّقدم الاجتماعي والاقتصادي والسّعي لرفع مستوى المعيشة، ويُعتبر هذا الاسم اختصاراً لـ (منظّمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة)،[١] ونظراً لأهميّة ما تُقدّمه هذه المُنظّمة للعالم من مشاريع وأعمال تنموية وتطويرية سيتمّ الحديثُ عنها بشكل مفصّل.
نشأة اليونسكو
تأسّست مُنظّمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو عام 1945م، ويقع مَقرّها الرئيسي في العاصمة الفرنسية باريس؛ حيثُ افتتح عام 1958م، وتتفرّع إلى ما يقارب 50 فرعاً ومكتباً ميدانيّاً، بالإضافة إلى العَديد من المعاهد التعليميّة والتدريبيّة حول العالم، وقد وصلَ عددُ أعضائها اليوم إلى 193 دولة.[٢]
تاريخ اليونسكو
تأسّست اليونسكو على غرار الأمم المتّحدة على أنقاضِ الحرب العالمية الثّانية؛ حيثُ عقدت حكومات الدّول الأوروبية التي كانت في مواجهة ألمانيا النّازية وحلفائها في خضّم الحرب العالمية الثانية اجتماعاً في إنجلترا، ضمن مؤتمر وزراء الحلفاء للتربية (CAME) للبحثِ حول الطّريقة التي تُمكِّنهم من إعادة بناء الأنظمة التعليميّة بعدَ انتهاء الحرب العالمية الثانية وانتشار الأمن من جديد، وسرعان ما تُوّجت هذه الجهودُ بإنشاء مُنظّمةٍ تهدف إلى إنشاء ثقافة سلام حقيقيّةٍ بعد انعقادِ مؤتمرٍ للأمم المتّحدة لإنشاء مُنظّمة تختصّ بالتربية والثّقافة؛ حيثُ ضمّ هذا المؤتمر 40 دولةً بتشجيعٍ من المملكة المتّحدة وفرنسا، واتّخذت المنّظمة فيما بعد بُعداً عالميّاً ممّا دَفع بعضَ الدّول الجديدة كالولايات المتّحدة الأمريكية للدّخول فيها.[٣]
كان يتعيّن على هذه المنظّمة الجديدة في نظر هؤلاء المندوبين أن تسعى لتَحقيق التضامن الفكري والمَعنوي بين بَني البشر، لتحدّ بالتالي من نشوبِ حربٍ عالميّةٍ جديدة، وقد صَادقت في نهاية المؤتمر 37 دولةً على الميثاقِ التأسيسيّ للمُنظّمة ووقّعت عليه؛ حيثُ بدأ تَنفيذ هذا الميثاق عام 1946م، بعد أن صادقت عليه 20 دولة أخرى، هي: البرازيل، وتركيا، وأستراليا، والصين، وفرنسا، والدنمارك، والسعودية، وتشيكوسلوفاكيا، وجنوب أفريقيا، والجمهورية الدومينيكية، وكندا، واليونان، والمكسيك، ولبنان، ومصر، والمملكة المتحدة، ونيوزيلندا، والهند، والنرويج، والولايات المتحدة الأمريكية.[٣]
أصول اليونسكو
مهّدت العديدُ من الهيئات الطّريق أمام نشوءِ مُنظّمة اليونسكو، وهذه الهيئات هي:[٣]
مكتب التّربية الدّولي في جنيف.
اللجنة الدّولية للتعاون الفكري (CICI) في جنيف.
اللجنة التّنفيذية المتمثّلة بالمَعهد الدّولي للتعاون الفكري (IICI) في باريس.
رسالة اليونسكو
تَسعى المُنظّمة بشكلٍ رئيسيّ إلى المُساهمة في تَحقيق السلام والأمن والأمان للشعوب حول العالم، ليحلّ مكان الحروب السياسيّة والطائفية، كما تسعى لتحقيق التنمية المُستدامة والقضاء على الفقر، وإقامة حوارٍ بين الثّقافات عبرَ التّربية والثّقافة والعلوم والاتّصال والمعلومات، حيث تشتمل أعمالها على خمسة برامج أساسيّة تتمثّل في برامج التربية، والتعليم، والعلوم الإنسانية، والاتصال والتواصل حول العالم بما في ذلك الإعلام.[١]
تُرّكز اليونسكو في عملها بشكلٍ خاص على أولويّتين مُهمّتين، وهما:[٤]
المساواة بين الجنسين.
أفريقيا.
هيئات حكوميّة دولية تُنظّم اليونسكو
المؤتمر العام
يتكوّن المؤتمر العام من ممثّلي الدّول الأعضاءِ في هذه المنظّمة، والذين عادةً ما يُمثّلون على المُستوى الوزاري، ويقومُ بعضُ رؤساء الدّول والحكومات بزياراتٍ رَسميّةٍ لمُنظّمة اليونسكو حين تُعقد كلّ دورةٍ من المؤتمر العام، حيثُ تُعقد دورة المؤتمر العام مرّةً واحدةً كلّ سنتين، ويحضرها كذلك مُراقبون من الدّول غير الأعضاء، وممثّلون من الأعضاء المُنتسبين، بالإضافة إلى مُنظّماتٍ دوليّة مختلفة سواء أكانت منظّماتٍ حكومية أم غير حكومية.[٥]
يُقام المؤتمر العام لتَحديد سياسة المُنّظمة ونهجها العام الذي ستمشي عليه؛ حيثُ يَدرسُ البرنامج والميزانيّة لفترة سنتين ويتمّ اعتمادُهما خلال المؤتمر، كما يتمّ اعتمادُ عددٍ من القرارات الأخرى التي تَخصّ موضوعاتٍ مهمّة مُرتبطة بمجالات اختصاص المنّظمة، وتوضع كذلك وثائق تقنينيّة دولية، ومن الجدير ذكره أنّ أعضاء المجلس التنفيذي للمُؤتمر العام يُنتخبون من المُؤتمر العام، كما تُقام انتخاباتٌ لاختيارِ أعضاء الهيئات الفرعيّة المُختلفة، ويُنتخب المدير العام لمُنظّمة اليونسكو كلّ أربع سنوات.[٥]
من الجدير ذكره أنّ المدير العام الحالي للمنظّمة هي السيّدة إيرينا بوكوفا من بلغاريا؛ حيثُ تشغلُ المنصب منذُ سنة 2009م، وأعيد انتخابُها مرّةً أخرى عام 2013م لتتولّى ولاية أخرى، وتُعتبر بوكوفا أوّل امرأةٍ تنتخبُ كمدير عامٍ لمُنظّمة اليونسكو، وأوّل شخصٍ يتولّى إدارة اليونسكو من أوروبا الشّرقية؛ حيثُ أُدرجت بوكوفا عام 2016م ضمن النّساء الأكثر تأثيراً في العالم في قائمة فوربس.[٦]
المجلس التنفيذي
يُعدّ المجلس التّنفيذيّ بمثابة مَجلسِ إدارةٍ لمُنظّمة اليونسكو؛ إذ يُحضّر أعمال المؤتمر العام ويبذل جُهدهُ في تنفيذ قراراته على أكمل وجه، ويستمدّ أعضاء المجلس التّنفيذي مسؤوليّاتهم بشكلٍ أساسيّ من الميثاقِ التأسيسيّ للمُنظّمة ومن التّوجيهات التي تصدر عن المؤتمر العام، كما يُكلَّف المجلس التنفيذي ببعض المهام المُحدّدة كلّ عامين، ويأخذُ المجلسُ كذلك بعضَ صلاحيّاته الأخرى من اتّفاقات ومعاهدات بين منظّمة اليونسكو ومُنظّمات دوليّة حكومية كالوكالات المُتخصّصة ومُنظّمة الأمم المتّحدة، وغيرها.[٥]
يَبلُغ عدد أعضاء المجلس التّنفيذي 58 عضواً ينتخبهم المُؤتمر العام، وهناك عدّة أسس يُعتمد عليها لاختيارِ مُمثّلي الدّول الأعضاء؛ حيثُ يعتمد بشكلٍ رئيسيّ على تَعدّد الثّقافات التي يُمثّلها الأعضاء وتَنوّعها وعلى مَنابتهم الجغرافيّة كذلك، كما يتمّ عَقد عمليّات تَحكيم بالغة الدقّة والتعقيد للوُصول إلى نسبةٍ مُتوازنة بين مَناطق العالم المُختلفة، ومن الجدير ذكره أنّ هَؤلاء الأعضاء المُنتخبون في المَجلس التّنفيذيّ يجتمعون مَرّتين كلّ سَنة.[٥]