من يستطيع
أن يكون معك نقياً ؛ كالطفل .
وفياً كالمطر .
صادقا كالحقيقة .
من يستطيع
أن يتسلق بك شواهق الصعاب
دون أن تتراخى يده عن يدك ؛
فتقع لتلقى حتفك
من يستطيع
أن يمزق استقالتك من الحياة ، لحظة يأس
ليكتب معك عقداً جديداً ،
يتعهد فيه بأن يكون أملك والوقت شحيح بالآمال
وسندك وقد صدمتك الأهوال .
من يستطيع
أن يكون الرفيق ، والصديق والطريق .
وأن يسمع صوت حزنك الأبكم دون صدى .
من يستطيع
أن يتلمس جرحك ، فيضمده دون أن يبوح توجعك بالآهة .
وأن يكون شمسك ودفئك وقد زحف الجليد صوب قلب الحياة .
من يستطيع
أن يهبك في زمن الانكسار فرحة
وزمن الزيف صدق
وزمن الكرامة حباً .
ويحول أرضك الجدباء خضرة ، والهجير ظلالاً
والجفاف مطراً ، والعطش ارتواء ،
والبحر الأجاج نهر فرات .
من يستطيع
أن يقدم لك أجمل عطائات قلبه ،
دون أن يجبرك على تقديم تنازلات بشموخك أو عزتك .
من يستطيع
إلا إنسان ، يحبك ؛ ويرى الدنيا عبثاً بدونك .
وبأن يوم لا يبدأ بك ، يوما غير
ونهار لا يراك فيه ، نهار ضرير .
ومساء لو حمل كنوز العالم ، وحرمه منك
هو مساء قاسي لايعرف الرحمه....