المداومة على الأعمال الصالحة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المداومة على الأعمال الصالحة Frown

( احب الاعمال إلى الله أدومها وإن قل))( صحيح الجامع/ 163)

لنتعرف معاً على اهم الثمار للمداومة على العمل الصالح الذي يرضي العزيز الغفار

اولها : أن المداومة سبب لطاهرة القلب من النفاق واتصاله بربه الخلاق والقلب هو الأصل كما قال صلى الله عليه وسلم :
((ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)) (البخاري 1/117

ويقول الامام احمد ابن القيم رحمه الله : (( الأعمال تتفاضل عند الله بتفاضل مافي القلوب لا بكثرتها وصورها ))

ولذا يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (( إن الله لاينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم )) (البخاري 9/171)

فإذا
استنار القلب بنور التوحيد والإيمان أقبلت وفود الخيرات إليه من كل ناحية
فينتقل صاحبهُ من طاعة إلى طاعة . وإذا أظلم القلب أقبلت سحائب البلاء
والشر عليه من كل مكان فينتقل صاحبهُ من معصية إلى معصية فيصبح كالأعمى
الذي يتخبط في غياهب الظلام ، فمن أعظم علامات صحة القلب وطهارته مداومة
صاحبهُ على العمل الصالح مع شعوره بالتقصير وخوفه من ألا يتقبل منه الرب
القدير . كما قال سبحانه وتعالى :
((والذينَ يؤتونَ ما آتوا وقلوبهم وجلةٌ أنهم إلى ربهم راجعون)) (المؤمنون:60)

قالت
عائشة رضي الله عنها قلت يارسول الله : (( والذين يؤتون ماآتوا وقلوبهم
وجلة )) اهو الرجل يزني ، ويسرق ، ويشرب الخمر : قال (( لا ياعائشة ، ولكنه
الرجل يصوم ويصلي ويتصدق وهو خائف ألا يتقبل منه )) (رواه احمد)

يقول الحسن البصري: ما أمن النفاق إلا منافق ما خاف النفاق إلا مؤمن ( رواه البخاري )

وبالجملة ايها الأحبة : فمن اعظم ثمار المداومة على العمل الصالح طهارة القلب من النفاق واتصاله بالملك الخلاق جل وعلا

ثانياً
: من ثمار المداومة على العمل الصالح (فروضه ونوافله) أنها سبب لمحبة الله
لعبده . وانتبه لا اقول انها سبب لمحبة العبد لربه ، وشتان شتان بين
المنزلتين
فأنى لنور السهى من شمس الضحى !
وأنى للثرى من الثريا !

محبة العبد لربه جل وعلا أمر طبيعي وأما محبد الرب لعبده فأمر تحبس أمامه السنة البلغاء والفصحاء !!

يقول الله جل وعلا في الحديث القدسي الجليل

((من
عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إليَّ عبدي بشيئ أحب اليَّ من
أداء ما افترضت عليه ، ولايزال عبدي يتقرب اليَّ بالنوافل حتى احببته ،
فإذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش
بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني أعطيته ، وإن استعاذني اعذته ، وما
ترددت عن شيئ أنا فاعله ، ترددي عن قبض نفس المؤمن ، يكره الموت وأنا اكره
مساءته)) ( البخاري 11/292)

ثالثاً: ومن أعظم ثمار المداومة على
العمل الصالح أنها سبب للنجاة من المصائب والشدائد ، فمن حرص على العمل
الصالح في وقت الرخاء ما تخلى الله عنه في وقت الشدة كما في وصية النبي صلى
الله عليه وسلم (( تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة)) (حديث حسن /
احمد / الترمذي)

رابعاً : ومن أعظم ثمار المداومة على العمل الصالح
أنها سبب لحسن الخاتمة والفوز بالجنة ، فلا يزال المؤمن يجاهد نفسه على
طاعة الله حتى يختم له بحسن الخاتمة يقول سبحانه وتعالى :

(( والذينَ جاهدوا فينا لنهدينهم سُبُلنا وإنَ الله لمَعَ المُحسِنين)) (العنكبوت : 69)

وعن
النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا اراد الله بعبد خير استعمله . قيل
كيف يستعمله ؟ قال : يوفقه لعمل صالح ثم يقبض عليه)) (السلسلة/969)

فنحن عباد الله إن وفقنا للعمل الصالح وداومنا عليه قبضنا على هذا العمل انشاء الله

كيفية المداومة على العمل الصالح

اولاً: الاستعانة بالله جل وعلا عن معاذ بن جبل قال : إن المصطفى صلى الله عليه وسلم اخذ بيده وقال :
((يامعاذ إني والله لأحبك فلا تدعنَ في دبر كل صلاة أن تقول : اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)) ( صحيح الكلم الطيب/95)

فاطلب العون من الله أن يعينك على العمل الصالح الذي يرضيه

ثانياً
: القصد والاعتدال في الطاعات والأعمال بلا افراط أو تفريط فخير الأمور
الوسط . وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الغلو والتشدد لأن الإنسان
لايصبر عليه .

قال النبي صلى الله عليه وسلم (( إن الدين يسر ولن
يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا ، وقاربوا ، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة
والروحة وشيئ من الدلجة)) (البخاري/39)

ثالثاً : التدرج في الطاعة فيبدأ الانسان بالأسهل والأيسر والأحب إلى قلبه ، ثم يرتقي بعد ذلك في الأعمال والطاعات
وعن
عائشة رضي الله عنها قالت : (( اول ماأنزل القرآن سور في ذكر الجنة والنار
حتى إذا ثاب الناس إلا الاسلام نزل الحلال والحرام ، ولو نزل اولاً لا
تشربو الخمر ولا تزنو لقالو لاندع الخمر ولا ندع الزنا أبداً )) (البخاري)

رابعاً: صحبة الأخيار الذين يعينوك على طاعة الله جل وعلا قال تعالى: (( سنشد عضدك بأخيك))القصص 35

واحرص على صحبة الأخيار الذين يذكرونك بالعزيز الغفار فإن صحبتهم ستعينك على طاعة الله وستأخذ بيدك إلى المداومة على العمل الصالح

واخيراً هذا نموذج مشرق

هذا بلال ذالكم العبد الحبشي الذي رفعه الاسلام إلى درجة عالية حتى قال الرسول صلى الله عليه وسلم يوماً :
((يابلال
حدثني بأرجى عمل عملته في الاسلام فإني سمعت دفَّ نعليك بين يدي في الجنة
فقال : ما عملتُ عملاً أرجى عندي من إني لم أتطهر طهور في ساعة من ليل أو
نهار إلا صليت بذلك الطهور ماكتب لي أن اصلي))
إنها المداومة على الاعمال الصالحات التي ترضي رب الأرض والسماوات (الصحيحين)

ايها
الأحبة المداومة على العمل الصالح من شعار المؤمنين اسأل الله جل وعلا أن
يوفقنا وإياكم للمداومة على العمل الصالح الذي يرضيه إنه ولي ذلك والقادر
عليه

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين

سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله اكبر

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
.منقول للفائدة

بورك طرحك الراقي وجزيت خيراً

المداومة على الأعمال الصالحة P_1614jiy3j1

المداومة على الأعمال الصالحة Fzagb2h8uoru

بوركت على المجهود الرائع والمميز

الله يعطيك العافيه

غَسَق

» الزوجة الصالحة
» المرأة الصالحة
» اللأعمال الصالحة
» ما ينفع الميت من الأعمال
» إنما الأعمال بالنيات