[center][font=Times New Roman][b][color=black][font='Al-Kharashi 38']رجل واحد ... بعقلية جيش كامل[/font][/color][/b] [b][color=black]!![/color][/b][/font]
[font=Times New Roman][color=black][font='Al-Kharashi 38']( أرشميدس)[/font][/color][b][/b][/font]
[/center]
[font=Times New Roman][color=black][font='Al-Kharashi 52']برع (( أرشميدس )) في اختراعاته التجارية كما قدمنا ،[/font][/color] [color=black][font='Al-Kharashi 52'] بيد أن آلاته الحربية كانت أكثر إثارة من أدواته السليمة و أكثر دهشة . فقد حاصر الرومان مدينته ومسقط رأسه (( سرقوسة )) ، فطلب الملك (( هيرو )) من (( أرشميدس )) أن يبتكر أسلحة الدفاع اللازمة ضد هذا الحصار . وقد أقلع أسطول روماني تحت قيادة (( مارسيلوس )) في طلب سرقوسة . و عندئذ قال (( أرشميدس )) لهيرو: (( أعتقد أنني أستطيع تدمير ذلك الأسطول [/font][/color][color=black]![/color][color=black][font='Al-Kharashi 52'])) [/font][/color][color=black]![/color][color=black][font='Al-Kharashi 52'] فسأله ((هيرو)) مذهولاً : [/font][/color][/font]
[font=Times New Roman][color=black][font='Al-Kharashi 52']((كيف ؟[/font][/color][color=black]![/color][color=black][font='Al-Kharashi 52'])) فرد أرشميدس بثقة : (( عن طريق المرايا الحارقة )). وضاع الكلام من (( هيرو )) فلم ينبس ببنت شفة ، واكتفى بهز رأسه ، فقد بدا له أن العالم المسكين قد فقد عقله نتيجة البحث والدراسة [/font][/color][color=black]! . [/color][/font]
[color=black][font=Times New Roman]ومع ذلك فقد حقق (( أرشميدس )) ما كان يدعيه . فلم تكد سفن العدو تقترب إلى أن صارت على مرمى سهم من (( سرقوسة )) حتى سلط عليها (( أرشميدس )) مجاميع المرايا العاكسة التي كان قد صنعها خصيصاً لذلك الغرض ، وكانت هذه المرايا عبارة عن صفائح ضخمة مقعرة من المعدن مصممة بحيث تركز أشعة الشمس الحارقة على سفن الأسطول الزاحف . [/font][/color]
[color=black][font=Times New Roman]ولكن سرعان ما تحول الحصار حول (( سرقوسة )) إلى تهديد خطير ، وهنا طلب (( هيرو )) من جديد المعونة من (( أرشميدس )) وسأله : (( هل بإمكانك أن تزحزح سفن العدو من مكانها !)). فأجاب أرشميدس : (( بل أزحزح الأرض نفسها إن شئت ! )) . فتساءل هيرو وهو لا يكاد يصدق ما يسمع : (( ما الذي تقصده بالضبط !)) . فأحابه أرشميدس : (( كل ما اقصده هو أنني لو وجدت مكاناً لقدمي في عالم آخر لاستطعت أن أزحزح الأرض من مكانها وأبعدها عن فلكها !)) . ثم مضى يشرح نظريته عن الروافع و البكرات ، وهما من اكتشافاته الخاصة التي يستطيع بهما أن يحرك أكبر ثقل بأيسر قوة ! . [/font][/color]
[color=black][font=Times New Roman]وعندما أعرب (( هيرو )) عن شكه في نجاح هذه الخطة ، شرع (( أرشميدس )) [/font][/color]
[color=black][font=Times New Roman]في وضعها موضع الاختبار . فصنع بكرة مركبة ، وربط الخطاف الحديدي الموجود بأحد طرفيها في سفينة ضخمة من سفن (( سرقوسة )) المحملة بحمولة ثقيلة ، وسلم الحبل المتصل بالطرف الآخر للبكرة إلى (( هيرو )) ، وقال له : [/font][/color]
[color=black][font=Times New Roman](( اجذب الحبل يا مولاي ، وسترى ما يحدث )) . وجذب الملك الحبل ، وعندئذ انطلقت صيحة الدهشة من بين شفيته ، ذلك أن المجهود الضعيف الذي بذله بيديه قد رفع السفينة كما لو كان ذلك يتم بسحر ساحر وجذبها خارج الماء وجعلها تتأرجح في الهواء ! . [/font][/color]
[color=black][font=Times New Roman]وسرعان ما جاء دور (( مارسيلوس )) أيضاً ليتعجب من (( سحر )) أرشميدس . فقد وصل هذا القائد الروماني أمام حصون (( سرقوسة )) وهو مجهز بأسطول يتكون من ستين سفينة مملوءة بكل أنواع الأسلحة بالإضافة إلى قاعدة حربية تتكون من ثماني سفن ضخمة مربوطة معاً . ولكن كل هذا الأسطول الضخم لم يزد عن كونه حفنة من لعب الأطفال أمام الخطاطيف الحديدية الضخمة المتصلة ببكرات [/font][/color]
[color=black][font=Times New Roman](( أرشميدس )) ، فقد كانت هذه (( المخالب )) الحديدية تنقض على السفن الرومانية انقضاض الطيور الجارحة ثم ترفعها في الهواء وتقذفها من مؤخرتها في أعماق المياه ! .[/font][/color]
[color=black][font=Times New Roman]وكان أرشميدس بين الحين والحين ، ومن قبيل التنويع في استراتيجية الدفاع ، يرفع سفن الأعداء عالياً فوق الأجراف التي كانت تبرز تحت أسوار سرقوسة ، ثم يدور بهذه السفن في الفضاء ويدور وفي النهاية يقذف بها بكل ما عليها من رجال وعتاد ليحطمها فوق الصخور الحادة الأطراف . و ياله من منظر مرعب ! . [/font][/color]
[color=black][font=Times New Roman]ويقال أن (( مارسيلوس )) عندما رأى هذا الدمار الذي ينزل بأسطوله صاح :
(( دعونا نكف عن محاربة شيطان الهندسة هذا ، ذلك الذي يستعمل سفننا كما لو كانت أكواباً يغترف بها الماء من البحر ! )) . [/font][/color]
[color=black][font=Times New Roman]وبلغ من خوف الجنود الرومانيين آخر الأمر أنهم كلما رأوا عصى من الخشب أو قطعة من الحبال تبرز قليلاً من فوق أسوار (( سرقوسة )) يصيحون قائلين : (( ها هو شيطان الهندسة ، ها هو أرشميدس !)) ويرتدون على أعقابهم هاربين . [/font][/color]
[color=black][font=Times New Roman]وعندما استيقن (( مارسيلوس )) من استحالة فتح (( سرقوسة )) بالهجوم المباشر صمم أن يتغلب عليها عن طريق الحصار ، ولكن مهارة (( أرشميدس )) أخرت استسلام المدينة مدة ثلاث سنوات على الرغم من هذا الحصار . فلما استسلمت آخر الأمر ، كان سقوطها نتيجة إهمال أهلها . وقد حدث ذلك في ليلة عيد (( أرتميز )) آلهة القمر عندهم !. وكان سكان المدينة المنهكة قد أسلموا أنفسهم للهو و الخمر وأفرطوا في ذلك كثيراً . وقبيل الفجر ، وعندما كانت أجسامهم مرهقة وحواسهم مخدرة ، نجح عدد من الجنود في تسلق الحصون وفتح أبواب المدينة من الداخل . فلما استيقظ أهل سرقوسة في الصباح التالي وجدوا مدينتهم قد سقطت في أيدي العدو . [/font][/color]
[color=black][font=Times New Roman]ويقال أن (( مارسيلوس )) عندما ألقى بنظره إلى أسفل نحو المدينة وهو واقف فوق المرتفعات خارج الأسوار ، بكى كثيراً إشفاقاً عليها مما ينتظرها من مصير مؤلم ، فقد كان يعرف أن جنوده بعد أن طال اصطبارهم لن يستطيع منعهم من جني ثمار عملهم . والحق أنه من بين ضباطه كثيرون ممن يرون أن تدك المدينة حتى تسوى بالأرض ، وأن بعمل السيف في رقاب جميع سكانها . ولكن (( مارسيلوس )) عارض بشدة شهوة الانتقام ، فقد كان معجباً بشجاعة أهل سرقوسة الذين قاوموه كل هذه المدة ، وعلى الأخص (( شيطان الهندسة )) وقال لرجاله : (( لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه حليفاً )) . [/font][/color]