مسائل في الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بما أن الصلاة على النبي مشروعة في الصلوات في التشهد ، وغير ذلك من المواضع ، فهي تتأكد عند كتابة اسمه في كتاب أو مؤلف أو رسالة أو مقال أو نحو ذلك ، والمشروع أن تكتب كاملة تحقيقاً بما أمرنا الله به ، وليتذكرها القارئ عند المرور عليها ولا ينبغي عند الكتابة الاقتصار في الصلاة على رسول الله على كلمة أو ( صلعم) أو (ص) وما أشبهها من الرموز التي قد يستعملها بعض الكتاب والمؤلفين كذلك إفراد الصلاة عن التسليم أو العكس لما في ذلك من مخالفة أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بقوله : ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [ الأحزاب 56 ] "
فقد وردت في موقع الشيخ أ.د: محمد بن عبد الغفار الشريف فتوى رقم 4400 سؤال نصه "السلام عليكم. ما حكم افراد الصلاة على النبي دون التسليم؟؟ يعني ما حكم ان اقول( اللهم صل على سيدنا محمد ) دون ان أكملها بكلمة (وسلم)؟؟؟"


الجواب :
إفراد الصلاة عن التسليم

قال الإمام النووي رحمه الله في الأذكار:
فصل‏:‏ إذا صلَّى على النبيّ صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم ، فليجمع بين الصلاة والتسليم ولا يقتصرْ على أحدهما، فلا يقل ‏"‏صلّى اللّه عليه‏"‏ فقط، ولا ‏"‏عليه السلام‏"‏ فقط‏.‏

قال العلامة ابن علان الأشعري رحمه الله في الشرح : ( قوله فليجمع بين الصلاة والتسليم ) قال المصنف في شرح مسلم وقد تضمن نص العلماء أو من نص منهم على كراهة الاقتصار على الصلاة عليه صلى الله عليه وعلى آله وسلم من غير تسليم والله أعلم .

قال القسطلاني رحمه الله : وكذا صرح ابن الصلاح بكراهة الاقتصار على السلام فقط . وعبارة شيخه السخاوي قال ابن الصلاح : ويكره الاقتصار على قوله عليه السلام يعني للنبي عنه مطلقا ، وأنها كما جرت به عادة العرب تحية الموتى لأنهم لا يتوقع منهم جواب فجعلوا السلام عليهم كالجواب . اهـ . وقضيتها أن المكروه عنده من صيغ إفراد السلام عليه فقط والله أعلم .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : إن كان فاعل أحدهما يقتصر عليه دائما فيكره له ذلك من جهة الإخلال بالأمر الوارد بالإكثار منهما والترغيب فيهما ، وإن كان يصلي تارة ويسلم تارة أخرى من غير اخلال بواحد منهما ، فلم أقف على دليل يقتضي علة الكراهة لكنه خلاف الأولى إذ الجمع بينهما مستحب لانزاع فيه ، قال : ولعل النووي اطلع على دليل لذلك * إذا قالت حذام فصدقوها * اهـ .

واعترض على المصنف بأن تعليم السلام في التشهد قبل تعليم الصلاة فقد أفرد السلام عنها ، ويرد بأن الإفراد في ذلك الزمن لا حجة فيه لأنه لم يقع منه صلى الله عليه وعلى آله وسلم قصدا كيف والآية ناصة عليهما . وإنما يحتمل أنه - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - علمهم السلام وظن أنهم يعلمون الصلاة فسكت عن تعليمهم إياها ، فلما سألوه عن تعليمها أجابهم بذلك نعم الحق أن المراد بالكراهة خلاف الأولى إذ لم يوجد هنا مقتضاها من النهي المخصوص وما وقع في الأم وغيرها من كراهة الإفراد لأننا نقول هو وإن صرح به الزين العراقي وغيره فيه نظر فقد وقع كذلك من الشافعي وغيره وهو يرد على من ادعى كراهة ذلك .

تنبيه : في كتاب القسطلاني والدار المنضود وغيرهما نسبة كراهة إفراد الصلاة عن السلام إلى الأذكار ، وأنه تمسك في ذلك بورود الأمر بهما معها في الآية ، ولم أر ذلك فيه هنا وإنما عبارته هنا مجملة وليس فيها تعرض لكراهة في شرح صحيح مسلم ، وقد أحسن ابن الجزري في مفتاح الحصن حيث قال : وقول النووي وقد تضمن نص العلماء أو من نص منهم ، فلم ينسب ذلك للأذكار ونسبه السيوطي في شرح التقريب إليه في شرح مسلم وغيره ، ولم ينسبه إلى الأذكار والله أعلم بحقيقة الحال .