من الان بولدوين
لندن 30 أغسطس آب (خدمة رويترز الرياضية العربية) - سيعود
مايكل شوماخر إلى ما يعتبرها "غرفة المعيشة" في بلجيكا مطلع
الأسبوع المقبل حيث سيستعد لخوض السباق رقم 300 في مشواره ببطولة
العالم لسباقات فورمولا 1 للسيارات في حلبة سبا فرانكوشان التي
منحته بالفعل الكثير من الذكريات الرائعة.
وغير شوماخر لا يوجد سوى سائق واحد آخر هو البرازيلي روبنز
باريكيلو زميله السابق في فيراري وصل للسباق 300 في مسيرته
بالبطولة ولم يكن السائق الالماني الفائز ببطولة العالم سبع مرات
ليختار مناسبة أفضل لتحقيق إنجازه.
وحلبة سبا هي المكان الذي خاض فيه شوماخر سباقه الأول في بطولة
العالم عام 1991 حيث انطلق من المركز السابع كشاب صغير السن في
فريق جوردان وفيها حقق أول انتصاراته في البطولة والتي وصلت إلى 91
انتصارا وهو رقم قياسي وذلك عام 1992 مع فريق بنيتون.
وسبا هي أطول حلبات بطولة العالم وتمر عبر غابات اردين وفيها
أيضا توج شوماخر بآخر ألقابه العالمية مع فيراري عام 2004. ويملك
شوماخر البالغ من العمر 43 عاما ستة انتصارات في حلبة سبا أي أكثر
من أي سائق آخر.
وقال شوماخر سائق مرسيدس في بيان للفريق مع عودة المنافسات
عقب فترة راحة طويلة في أغسطس اب "سبا بالنسبة لي أشبه بغرفة
المعيشة. إنها الحلبة الأولى في العالم بالنسبة لي."
وأضاف "الذكريات الخاصة التي أحتفظ بها هناك غريبة.. كذلك
حقيقة أني سأشارك في السباق رقم 300 في مسيرتي ببطولة العالم في
حلبة سبا وسيكون علينا أن نحتفل بالطريقة المناسبة."
ويحتل شوماخر المركز 12 في الترتيب العام للبطولة هذا العام
وتفصله 135 نقطة كاملة عن المتصدر الاسباني فرناندو الونسو سائق
فيراري قبل تسعة سباقات من نهاية الموسم.
ورغم انه السباق رقم 300 للسائق الالماني إلا انه لم يبدأ
العدد نفسه من السباقات.
وكان تعريف بدء سائق لسباق محل جدل لفترة طويلة ويستبعد البعض
سباق المانيا عام 1976 من مسيرة نيكي لاودا لأن السباق بدأ من جديد
بدونه عقب حادث مروع تعرض له السائق النمساوي.
وأصبحت اجابة لاودا بطل العالم ثلاث مرات عندما تم ابلاغه بأنه
لم يبدأ السباق رسميا من الأقوال المأثورة في فورمولا 1. وقال
السائق النمساوي وقتها "حسنا.. ماذا حدث الى أذني؟"
ولم يبدأ شوماخر سباق فرنسا في 1996 رغم أنه احتل المركز الأول
في التجارب التأهيلية لكن محرك سيارته فيراري أصيب بمشكلة في لفة
الاحماء. كما تعرض شوماخر لحادث في سباق بريطانيا عام 1999 حين
كسرت ساقه في حادث تصادم قبل أن تعاد بداية السباق.
وسيأمل مرسيدس - الذي حقق انتصارا غير متوقع في الصين عن طريق
نيكو روزبرج في ابريل نيسان واحتفل بأول صعود لشوماخر على منصة
التتويج منذ عودته من الاعتزال في 2006 حين احتل المركز الثالث في
بلنسية في يونيو حزيران - أن يكون سباقا لا ينسى رغم أنه ليس من
المرشحين للفوز.
وحلبة سبا التي يعيبها التقلب في حالة الطقس هي المفضلة لكل
سائقي فورمولا 1 بفضل مضمارها السريع.
ولا يوجد مكان هناك للقلوب الضعيفة ويحصل الأقوياء على مكان في
قائمة الفائزين. وفي مرتين فقط في آخر 25 عاما فشل الفائز في
السباق البلجيكي في التتويج باللقب أو لم يكن بطلا بالفعل.
ولا يزال الرقم القياسي لأسرع لفة في حلبة سبا مسجلا باسم كيمي
رايكونن سائق لوتس وسجله مع مكلارين في 2004 وفيها أيضا كان آخر
انتصار للسائق الفنلندي حين تفوق مع فيراري في 2009 قبل أن يترك
فورمولا 1 لعامين ويخوض سباقات الرالي.
وحقق رايكونن - الذي يحتل المركز الخامس في الترتيب العام
بفارق 48 نقطة وراء الونسو - أربعة انتصارات في بلجيكا من ضمنها
ثلاث مرات على التوالي بين 2004 و2007 (لم يقم السباق في 2006).
وبعد حصوله على المركز الثاني في السباق الماضي في المجر قبل
العطلة الصيفية سيمني رايكونن نفسه بأول انتصار مع فريقه الجديد
خاصة لو ظل الطقس جافا.
وقال رايكونن "بالطبع سنبذل قصارى جهدنا للفوز بهذا السباق.
فزت به عدة مرات من قبل وأريد الفوز به مرة أخرى. بالنسبة لي إنها
أروع حلبة في العالم. هي مكاني المفضل."
ويأمل جيمس اليسون المدير الفني لفريق لوتس أن تلائم الحلبة
مواطن القوة في سيارة فريقه.
وقال "لو كان الطقس جافا فإن حلبة سبا من الحلبات التي تمنحنا
الكثير من الثقة. لو أمطرت السماء فإن كل شيء سيصبح ممكنا لجميع
الفرق ليس لنا فقط."
وعادة ما يحقق فيراري ومكلارين نتائج جيدة في حلبة سبا بينما
فاز الالماني سيباستيان فيتل سائق رد بول وبطل العالم في العامين
الماضيين هناك العام الماضي عقب انطلاقه من المركز الأول.
ولم يسبق لالونسو - الذي يسعى بقوة للحصول على لقب ثالث في
فورمولا 1 وهو في طريقه لمعادلة رقم قياسي بالحصول على نقاط في 24
سباقا متتاليا - أو مارك ويبر سائق رد بول أو جنسون باتون سائق
مكلارين تحقيق الفوز في حلبة سبا مع دخول الموسم لمراحله الحاسمة.