ليست مجرد مباراة عادية بين فريقين كبيرين، إنها أبرز قمم العالم، كما يُسميها عُشاق ومحبي كرة القدم الألمانية "كلاسيكو الأرض"
لم لا، والمباراة تجمع بين قطبي البوندسليجا، بوروسيا دورتموند وبايرن
ميونيخ، حتى وإن كانت بطولة الدوري قد حُسمت للفريق البافاري إلا أن متعة
هذه القمة تظل ثابتة أيًا كانت الظروف.
تتحدث
عن أصحاب الأرض بوروسيا دورتموند، فعليك أن تذكر في البداية الداهية الذي
يتولى قيادة أسود الفيستيفاليا، إنه يورجن كلوب، ذلك المدرب الذي صنع
الطفرة الحقيقة داخل فريق الأصفر والأسود بالشباب الذيين اكتشفهم، وكانوا
طريق العودة بالفريق إلى الأمجاد ببطولتين بوندسليجا والوصول هذه السنة إلى
نهائي دوري أبطال أوروبا.
أما إذا ذكرت اسم البايرن، فبسرعة البرق
ستتذكر ما ألحقه لاعبوا فريق ملعب الأليانز آرينا بلاعبي البرسا بالفوز
عليهم بسباعية نظيفة -مجموع اللقائين-، لقد برهن الفريق البافاري الذي
يقوده يوب هاينكس أنه الأفضل في العالم بالأرقام وبما فعله هذا الموسم
واقترابه من تحقيق ثلاثية سوف يتوقف التاريخ عند أرقامها القياسية الكبيرة،
بطولة الدوري ونهائي الكأس ونهائي دوري الأبطال، انجاز كبير فعلًا حققه
البايرن هذا الموسم.
أسفرت نتائج الدور نصف النهائي عن مباراة
نهائية مثيرة للغاية على ملعب ويمبلي في يوم الخامس والعشرين من مايو بين
قطبي ألمانيا، مباراة يتوقع لها الجميع أن تكون في قمة الإثارة والمتعة،
ومن حسن حظ جماهير كرة القدم وعشاقها أن هذه القمة سوف تُكرر ولكن هذه
المرة في الجولة الثانية والثلاثين من البوندسليجا.
رغم أن المباراة
بالنسبة للأهمية الحسابية غير مهمة بالمرة، فالبايرن يتصدر ترتيب
البوندسليجا برصيد 84 نقطة، بينما يقبع دورتموند في المركز الثاني برصيد
64، مما يُبيّن للبعض أن المباراة غير مهمة ولن تشهد إثارة ولكن على النقيد
تمامًا.
سوف تكون هذه المباراة بمثابة "البروفة"
للنهائي الأوروبي، كل فريق يُريد أن يُزيد من معناوياته قبل أن يذهب إلى
ملعب ويمبلي. المديران الفنيان يبغى كل منهما أن يقول للاعبيه أنتم على
مقدره في الفوز على الفريق الآخر أنتم أفضل منه وهذه المباراة خير دليل،
مما سيجعل المباراة ملحمة بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
بكل التأكيد
الأسماء التي ستتواجد في المباراة لن تكون نفسها التي سيتم إشراكها من قبل
المديرين الفنيّين في النهائي، إلا أن كل من في الملعب سيسعى جاهدًا لكسب
ثقة مديره الفني لنيّل شرف اللعب على أرضية ملعب ويمبلي.
يورجن كلوب
يعتبر مباراة غد بمثابة الثأر له من البايرن، فهاينكس جرّد دورتموند من
الدوري الألماني الذي آخر من حمله كان سيباستيان كيل، إضافة لكأس ألمانيا
بخروجه من الدور ربع النهائي ومباراة السوبر التي كانت مخيبة للآمال في
افتتاحية هذا الموسم.
في
المقابل فإن هاينكس يُريد مواصلة تحطيم الأرقام القياسية بالظفر بأكبر عدد
ممكن من النقاط، صاحب الـ 67 عامًا لا يُريد أن يلحق فريقه بهزيمة أخرى
هذا الموسم، ليس هذا فحسب، بل لا ينسى ما فعله فيه دورتموند بالموسم الماضي
في الدوري والكأس.
بعد كل هذه المُعطيات، من ينتصر في هذه
القمة الكبيرة، كلاسيكو الأرض؟، من يخرج مرتفع المعنويات قبل نهائي
ويمبلي؟، من ينتصر بين الداهية كلوب والداهية الكبرى هاينكس؟ من يغادر
سيجنال أدونا بارك مرفوع الرأس؟، شاركونا بآرائكم متابعينا.