منتديات سبيس باور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات سبيس باور

 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم

 

 الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين

اذهب الى الأسفل 
+5
iraqi
hitsugaya
الليدي لين
بدّوره
ينبوع الأماني
9 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ينبوع الأماني
شمس المنتدى
شمس المنتدى
ينبوع الأماني


الأوسمة :
الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  1434607027571الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  I_307868c13b1الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  SoHQywالخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  O23QBالخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  PPSuiالخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Nu6T1

انثى عدد الرسائل : 68976
العمر : 27
الإقامة : غــــــــــــــــزة
الدولة : الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Palestine
الجنسية : الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Palestinian
تاريخ التسجيل : 30/04/2012
السٌّمعَة : 5

الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Empty
مُساهمةموضوع: الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين    الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Emptyالسبت يونيو 08, 2013 11:24 am

عمر في الجاهلية: هو عمر بن الخطاب بن عبد العزى من بني كعب بن لؤي، فهو عدوي قرشي، ولد بعد عام الفيل بثلاثة عشر عاماً، وكان من أشراف قريش وسادتها، كان في صغره يرعى الغنم لأبيه، ثم عمل بالتجارة يذهب بها إلى الشام، وكان قبل إسلامه شديداً على المسلمين، قاسياً في معاملته لهم، وكان الرسول r يتمنى أن يعز الله دينه بأحد العمرين فقال: "اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك: بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام"، وقد استجاب الله لنبيه، وكان أحب الرجلين إليه سبحانه هو عمر بن الخطاب، فأصابته دعوة الرسول r فأسلم. وكان إسلامه t في السنة السادسة من البعثة، وكان عمره يوم إسلامه ثلاثاً وثلاثين سنة. صفته: كان t رجلاً طوالاً أصلع، أعسر أيسر، أحور العينين، آدم اللون، وقيل: كان أبيض شديد البياض تعلوه حمرة، أشنب الأسنان (أي أبيض الأسنان حسنها)، وكان يصغر لحيته، ويرجل رأسه بالحناء، وأرجح الأقوال فيه أنه كان آدم شديد الآدمة (يعني أسمر شديد السمرة). بعض فضائله: روى البخاري عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r : "لقد كان فيما قبلكم من الأمم ناس محدثون، فإن يكن في أمتي أحد فإنه عمر"، والمحدثون الملهمون. وأخرج الترمذي والحاكم وصححه عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله r : "لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب". وكان t يقول الحق ولا يخشى في الله لومة لائم حتى قال فيه الرسول r : "إن الله وضع الحق على لسان عمر يقول به"([1]). وقال عنه r : "عمر سراج أهل الجنة"([2]). كما كان t سداً منيعاً بين المسلمين وبين الفتن، وقد أشار رسول الله r إلى ذلك بقوله: "هذا غلق الفتن –وأشار بيده إلى عمر- لا يزال بينكم وبين الفتنة باب شديد الغلق ما عاش هذا بين أظهركم". وروى ابن عساكر عن ابن عباس قال: قال رسول الله r : "ما في السماء ملك إلا وهو يوقر عمر، ولا في الأرض شيطان إلا وهو يفرق من عمر". مبايعته بالخلافة: عندما أحس أبو بكر بدنو أجله، فكر ماذا عسى أن يحصل لجماعة المسلمين إن هو فارق الدنيا وترك الأمر لهم يختارون خليفتهم، فهل يضمن أن تجتمع القلوب على خليفة بعده؟ فماذا عليه لو استشفَّ آراء كبار الصحابة ليعرف اتجاههم؟ لهذا أرسل أبو بكر إلى عبد الرحمن بن عوف وقال: أخبرني عن عمر، فقال: يا خليفة رسول الله هو والله أفضل من رأيك فيه، ولكن فيه غلظة، فقال أبو بكر: ذلك لأنه يراني رقيقاً، ولو أفضى الأمر إليه لترك كثيراً مما هو عليه. ودعا الخليفة عثمان بن عفان t وقال له: أخبرني يا أبا عبد الله عن عمر بن الخطاب، وأجاب عثمان: الله علمي به أن سريرته خير من علانيته، وأن ليس فينا مثله. وتابع أبو بكر بحث الأمر مع كل من يعرف له رأياً ومشورة، فاستدعى سعيد بن زيد، وأسيد بن حضير، وغيرهما، وكانت الأنباء قد خرجت من بيت الخليفة تذكر ما دار بين الخليفة ومن طلب مشورتهم في استخلاف عمر، وخاف بعض المسلمين من غلظة عمر على جمع كلمة المسلمين، وصمموا على أن يذهبوا إلى الخليفة يطلبون منه تغيير عمر. وتزعم الجماعة طلحة بن عبيد الله، وتوجهوا إلى بيت الخليفة واستأذنوا في الدخول، فأذن لهم، فقال طلحة: يا خليفة رسول الله، ما أنت قائل لربك إذا سألك عن استخلافك عمر علينا، وقد رأيت ما يلقى الناس منه وأنت معه، فكيف به إذا خلا بعد لقائك ربك؟ وغضب أبو بكر لهذا الموقف، وصاح في أهله: أجلسوني، وقال: "أبالله تخوفوني، خاب من تزود من أمركم بظلم، أقول لربي: اللهم استخلفت على أهلك خير أهلك"([3]). وأراد أن يخاطب الناس بالأمر مباشرة، وانتهز فرصة اجتماع الناس في المسجد وأشرف عليهم من حجرة له مطلة على المسجد، وقال: "أترضون بمن أستخلف عليكم؟ فإني والله ما أولت من جهد الرأي، ولا وليت ذا قرابة، وإني قد وليت عمر بن الخطاب، فاسمعوا له وأطيعوا"، فأجاب الناس: سمعنا وأطعنا. وزادت ثقة الناس في حسن اختيار أبي بكر لهم، واستدعى أبو بكر عثمان بن عفان فأملى عليه: "بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما عهد به أبو بكر بن أبي قحافة إلى المسلمين. أما بعد"، وأغمى على أبي بكر قبل أن يتم عهده، فكتب عثمان من عنده، "فإني قد استخلفت عليكم عمر بن الخطاب، ولم آلكم خيراً". فلما أفاق أبو بكر قال لعثمان: اقرأ عليَّ، فقرأ عليه، فكبَّر أبو بكر وقال: أراك خفت أن يختلف الناس إن أفتلت في غشيتي، قال: نعم، قال: جزاك الله خيراً عن الإسلام وأهله، وأقرها أبو بكر من هذا الموضع. ثم دعا الناس، وطلب منهم أن يبايعوا لمن في الكتاب فبايعوا سامعين مطيعين. وتوفي أبو بكر t بعد مغيب شمس يوم الاثنين لإحدى وعشرين ليلة خلت من شهر جمادى الآخرة من السنة الثالثة عشرة من الهجرة. عمر يتقلد مهام الخلافة: صعد عمر المنبر وخطب الناس بعد أن حمد الله وأثنى عليه، وصلى على رسوله وسلم، وأثنى على أبي بكر بما هو أهله ثم قال: "أيه الناس، ما أنا إلا رجل منكم، ولولا أني كرهت أن أرد أمر الخليفة ما تقلدت أمركم"، وردَّ المجتمعون عليه بالثناء والحمد ذاكرين له فضله وسبقه. ونظر عمر إلى السماء في إشفاق وقلق، وقال: إني قائل كلمات فأمنوا عليهنَّ: "اللهم إني غليظ فليِّني، اللهم إني ضعيف فقوِّني، اللهم إني بخيل فسخِّني". ثم قال: "يا أيها الناس إن الله ابتلاني بكم، وابتلاكم بي، وأبقاني فيكم بعد صاحبي، فوالله لا يحضرني شيء من أمركم فيليه أحد دوني، ولا يتغيَّب عني فآلوا عن الجزء والأمانة، ولئن أحسنوا لأحسنن إليهم، ولئن أساءوا لأنكل بهم".
سياسة عمر الداخلية
أولاً: تعبئة المسلمين للجهاد: وقف عمر على المنبر في مسجد الرسول r وطلب من المسلمين أن يخفُّوا لتعزيز الجيش في بلاد الفرس، ولكنه رأى منهم تقاعساً وميلاً إلى الخلود في المدينة. ولعل عمر t قد لمس من الناس أن الأمر يحتاج إلى شيء من الحزم ليردَّ المسلمين إلى صوابهم، فماذا عليه لو عاد إلى ما اشتهر به من الشدة وأخذ الأمور بالحزم والجد؟ وصعد عمر المنبر حين اجتمع الناس لصلاة الظهر وقد رأى رأياً أحب أن يعلنه على الناس بصراحته المشهورة، فنادى في الناس برد سبايا أهل الردة إلى عشائرهم، وقال: "كرهت أن يكون السبي سنة في العرب". فقد رأى عمر إخلاص هذه القبائل بعد عودتها إلى الإسلام، ورأى في زعمائهم تفانياً يدل على إيمان بالحق الذي فاءوا إليه، وخشي أن يُحدث استمرار السبي في العرب انكساراً في نخوتهم وحطاً من كرامتهم ثم يكون ذلك عادة لهم فلا يغضبون لذل، ولا يأنفون من إهانة، ثم لا يستفاد بهم بعد ذلك في شأن من الشئون. فقام في الناس خطيباً فقال: "إنما مثل العرب مثل جمل أنف، اتبع قائده، فلينظر قائده حيث يقوده أما أنا فورب الكعبة لأحملنهم على الطريق". يبدو أن عمر t قد أراد بتلك الكلمة أن يشعر المسلمين بأن سيحملهم على الجادة طائعين أو مكرهين، وقد بلغت تلك المقالة من نفوس المسلمين المبلغ الذي قصد إليه عمر، فاشرأبت الأعناق، وشخصت الأبصار، ورأى ذلك التغير في الناس فصعد المنبر وقال: "بلغني أن الناس هابوا شدتي، وخافوا غلظتي، وقالوا: قد كان عمر يشتد علينا ورسول الله بين أظهرنا، ثم اشتد علينا وأبو بكر والينا دونه، فكيف وقد صارت الأمور إليه؟"، ثم قال: ومن قال ذلك فقد صدق. وتابع عمر خطبته: "ثم إني وليت أموركم أيها الناس، فاعلموا أن تلك الشدة قد ضعفت، ولكنها إنما تكون على أهل الظلم والتعدي على المسلمين، فأما أهل السلامة والدين والقصد فأنا ألين لهم من بعضهم لبعض، ولست أدع أحد يظلم أحداً أو يتعدى عليه حتى أضع خده على الأرض، وأضع قدمي على الخد الآخر حتى يذهن للحق، وإني بعد شدتي تلك أضع خدي على الأرض لأهل العفاف وأهل الكفاف. وأحس عمر بأن كلامه قد بلغ من النفوس مبلغاً ينبغي ألا يضيعه، فأثار في قلوبهم الحماس للإسلام، وحرضهم على الخروج للجهاد، وكان المثنى بن حارثة قائد قوات المسلمين في العراق حاضراً ولم يعجبه قعود المسلمين عن الجهاد، وكان قد سمع كلام الخليفة، فعز عليه ألا يستجيبوا له فقام فيهم خطيباً، وهوَّن عليهم أمر الجهاد في بلاد الفرس، وأخبرهم بأن جيوش المسلمين قد أخذت من يد الفرس ما جعلهم ينعمون مع شرف الجهاد بحبوحة العيش. وخف المسلمون لجهاد عدوهم، وتجهزت كتيبة من أولى الرأي منهم، وولَّى عمر قيادة تلك الكتيبة لأبي عبيد بن مسعود الثقفي، ثم أرسل كتيبة أخرى بقيادة جرير بن عبد الله البجلي في قوم من بجيلة، وتتابعت القوات على المثنى بن حارثة بعد أن عاد إلى العراق ليقود المسلمين ضد أعداء الله من أهل فارس. ثانياً: توحيد الجزيرة سياسياً: كان عمر t يرى أن ما تتوحد عليه الجزيرة هو العقيدة الصحيحة عقيدة التوحيد، لهذا صمم على ألا يبقي في جزيرة العرب دينان، فأما اليهود لأجلاهم إلى الشام، وأما النصارى فقد أخرجهم إلى العراق، وأوصى بهم عامله خيراً وأمره أن يعوَّضهم أرضاً تشبه أرضهم بنجران، كذلك فعل مع اليهود في الشام. كما أمر عمر برَدِّ سبايا أهل الردة حتى يشعر العرب جميعاً أنهم أمام شريعة الله سواء، وأنه لا فضل لقبيلة على قبيلة إلا بحسن بلائها وما تقدمه من خدمات للإسلام. وتلت تلك الخطوة خطوة أخرى وهي السماح لمن ظهرت توبتهم من أهل الردة بالاشتراك في الحروب ضد أعداء الإسلام، وكان الخليفة أبي بكر t قد منع هؤلاء من الاشتراك في تلك الحروب عقوبة لهم أولاً وخوفاً من انحيازهم إلى أعداء الإسلام ثانياً، فلمَّا زالت المخاوف بصدق توبتهم، وأصبحت الدولة في حاجة إلى خدماتهم في مواجهة أعدائها، أمر عمر برفع ذلك الحظر عنهم والاستفادة من خبراتهم العسكرية، وقد أثبتوا شجاعة في الحرب، وصبراً عند اللقاء، ووفاء للدولة لا يعدله وفاء. كما أمر عمر باتخاذ هجرة الرسول r موعداً للتاريخ الإسلامي، وألزم المسلمين في أنحاء الجزيرة المختلفة، بل وفي أطراف الدولة المترامية ألا يؤرخوا إلا بالهجرة، وعندئذ تظهر وحدة العقيدة بوجود دين واحد، ووحدة الأمة بإزالة الفوارق، ووحدة الاتجاه باتخاذ تاريخ واحد، وهكذا أحدث عمر وحدة سياسية بكل ما تحمله الكلمة من معنى في شبه الجزيرة. ثالثاً: بيت المال وتدوين الدواوين: زاد دخل الدولة في عهد عمر t زيادة عظيمة مما اضطر الخليفة إلى التفكير في مصير هذه الأموال كيف يحفظها؟ وكيف يضبط دخل الدولة ونفقاتها؟ وكيف يوزع هذه الأموال على مستحقيها؟ شغل عمر بالتفكير في هذا الموضوع كثيراً، ثم صادف أن جاءه مال عظيم من البحرين يقدر بخمسمائة ألف درهم، فقال عمر للناس: إنه قد جاءنا مال كثير، فإن شئتم أن نعده لكم عداً، وإن شئتم أن نكيله لكم كيلاً. فقال رجل: يا أمير المؤمنين، إني قد رأيت الأعاجم يدونون ديواناً يعطون الناس عليه، فدون الديوان([4])، وكان ذلك في المحرم سنة عشرين من الهجرة، وصنف الناس على قدر درجاتهم ومنازلهم، وبدأ ببني هاشم رهط رسول الله r ، ثم الأقرب فالأقرب. واضطر عمر أن يتخذ بيت مال يجمع فيه أموال الدولة خوفاً من الضياع فأنشأه على غير سابقة لأن الأموال في عهد رسول الله r وأبي بكر كانت توزع على المسلمين فور وصولها، فلم يكن هناك حاجة لإنشاء بيت مال للدولة، وكما خصص لكل ولاية ديواناً، خصص لكل ولاية قاضياً، وفصل السلطة القضائية عن السلطة التنفيذية ليعطي القضاة حرية النظر والفصل في القضايا ولو كانت ضد الخليفة. وهكذا امتدت يد عمر t إلى جميع مرافق الدولة بالإصلاح والتطوير والإنشاء والتجديد، حتى أقام نظاماً كاملاً لدولة ليس لها ماضٍ ترجع إليه، وكانت بعد مضرب الأمثال في العدل والنظام وحسن السياسة، كما كانت مضرب الأمثال في القدرة على استيعاب حضارة الأمم السالفة وصبغها بالصبغة الإسلامية الخالصة.
نماذج من الفتوحات في عهد عمر
استنفر عمر المسلمين، وجهز جيشاً بقيادة أبي عبيد بن مسعود الثقفي، وكتب إلى المثنى أن ينضم بجيشه إلى أبي عبيد.
وقعة الجسر (شعبان سنة 13هـ):
الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  C:\DOCUME~1\DDED~1\LOCALS~1\Temp\msohtml1\01\clip_ image002
سار أبو عبيد بالجيش نحو الحيرة يستنفر كل من يمر به من أحياء العرب، وانضم إليه من جماعات، وظل يمشي حتى بلغ قس الناطف، وهناك التقى بالمثنى حيث استقبله بجيشه وانضم تحت رايته حسب توجيه أمير المؤمنين. وسار الجيش حتى وصل إلى مكان يقال له النمارق، والتقى بجيش الفرس وهزمهم هزيمة منكرة، وغنم منهم غنائم كثيرة بعث بخمسها إلى المدينة، وواصل مسيرته، فلما وصل باروسما وكان قد بلغه أن الروم أعدوا حامية لها عاجلها أبو عبيد بالقتال قبل أن تصلها الحامية، فأوقع الفرس وهزمهم وهرب الفرس، وفر نرس والجالينوس نحو المدائن، وتقدم أبو عبيد نحو الحيرة. فزع رستم لهذه الهزائم المتوالية فجهَّز جيشاً عظيماً بقيادة بهمن المعروف بذي الحاجب، وسار بهمن بجيش الفرس حتى نزل بقس الناطف، ونزل أبو عبيد بالمروحة، ورأت دومة زوجة أبي عبيد أن رجلاً نزل من السماء بإناء فيه شراب، فشرب أبو عبيد، وشرب معه أناس من جيشه، فلما أصبحت أخبرت أبا عبيد فأوَّلها الشهادة، وعهد إلى الناس وجعل الأمراء بعده من النفر الذين شربوا منه وجعل الإمارة بعدهم إلى المثنى بن حارثة. وفصل بين الجيش النهر المعروف بالفرات، وكان عليه جسر، فأرسل قائد الفرس إلى المسلمين إما أن تعبروا إلينا ونخلي بينكم وبين العبور، وإما أن تدعونا نعبر إليكم. ونصح المسلمون أبا عبيد بعدم العبور، وقال له المثنى: "يا أيها الأمير لا تقطع هذه اللجة فتجعل نفسك ومن معك غرضاً لأهل فارس"، ولكن أبا عبيد كان لا يزال في نشوة النصر، فنظر إلى المثنى مزهواً بانتصاره، وقال: "جبنت يا أخا بكر"، وعبر إلى الفرس دون أن يعبأ بنصح الناصحين، وولى أبا محجن الثقفي على الخيل، ووقف هو على القلب ودارت بين الفريقين معركة رهيبة كان أبو عبيد أول شهيد فيها، واستشهد الأمراء بعده، وكلهم قتلهم الفيل يضربهم ثم يطؤهم حتى يقضي عليهم، واستشهد سبعة من ثقيف كلهم يأخذ اللواء ويحارب به حتى يموت. ثم أخذ اللواء المثنى بن حارثة، وصمد في وجه العدو، ولكن الناس قد ضجروا وضعفت عزائمهم ففروا، وحمى المثنى بن حارثة وقد رأى الفرس يهجمون على المسلمين هجمة شرسة، ورأى المسلمين يتساقطون في النهر ومن صبر منهم تنهشه سيوف العدو فقال ومعه جماعة من فرسان المسلمين: أنا دونكم فاعبروا على هيئتكم، ولا تدهشوا ولا تغرقوا أنفسكم. وجعل المثنى يقاتل من وراء الناس، ويحميهم حتى عبروا، واستشهد من المسلمين أربعة آلاف بين قتيل وغريق، وهرب ألفان، وبقي ثلاثة آلاف، وقُتل من الفرس ستة آلاف.
معركة البويب (رمضان سنة 13هـ):
الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  C:\DOCUME~1\DDED~1\LOCALS~1\Temp\msohtml1\01\clip_ image004 البويب مغيض متفرع من الفرات، وقعت عنده معركة بين المسلمين والفرس عرفت باسمه، وكانت بينها وبين معركة الجسر قرابة شهر. كانت معركة الجسر قد هزت عمر هزاً عنيفاً، فأرسل إلى المثنى المدد تلو المدد، كما أن المسلمين الذين فرُّوا من معركة الجسر ندموا ندماً شديداً على ما كان منهم، وأرادوا تكفير خطيئتهم. وقف جيش المسلمين على شاطئ البويب الشرقي، والمثنى يستقبل الجيوش القادمة من المدينة، وسمع الفرس بذلك فاستخفوا بالمسلمين، ولم يدر بخلدهم أن المسلمين قد حربوا، واختاروا مهران ليكون قائد قواتهم، وهو من فرسان الفرس وشجعانهم، وعسكر مهران وجيشه الكثيف على شاطئ الفرات الغربي بإزاء المسلمين. وكاتب مهران المثنى إما أن تعبر إلينا أو نعبر إليكم، وأجابه المثنى: بل اعبروا إلينا، وعبر مهران وجيشه، واجتمع الجيشان على شاطئ الفرات الشرقي، ودارت معركة عنيفة بين الفريقين، واشتد أوارها، وأخذت تتأرجح حيناً مع المسلمين، وحيناً عليهم، وخشي المثنى أن تطول المعركة ويضعف المسلمون أو يصيبهم الوهن، ففكر وفكر، وتأكد أن المعركة لا تُحسم إلا إذا هزم قائدها، فعزم على أن يحمل عليه مهما كلفه ذلك، وأن يحسم المعركة بضربة خاطفة. حمل المثنى على مهران حملة صادقة، فأزال مهران عن مكانه وتأخر القلب متقهقراً، واختلط الجيشان، وثار الغبار، وانهزم جيش الفرس هزيمة نكراء، وتفرقوا في كل مكان مصعدين ومصوبين، وفروا نحو الجسر يريدون العبور، ويلتمسون النجاة، ولكن المثنى كان أسبق منهم فحال بينهم وبين الجسر، وردهم عنه، وأعمل المسلمون سيوفهم في الفارين منهم قتلاً. وتتبع المسلمون الفرس إلى الليل وهم يتخبطون لا يدرون ماذا يصنعون، وسيوف المسلمين تنهشهم نهشاً، فلما كان الصباح تتبعوهم كذلك حتى أمسوا، وقتلوا منهم زهاء ألف قتيل. وندم المثنى على منعه جيش الفرس من العبور وقال: لقد عجزت عجزة وقى الله شرها بمسابقتي إياهم على الجسر وقطعه، حتى أحرجتهم، فإني غير عائد، فلا تعودوا ولا تقتدوا بي أيها الناس فإنها كانت مني زلي، لا ينبغي إحراج أحد إلا من يقوى على الامتناع.
القادسية
الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  C:\DOCUME~1\DDED~1\LOCALS~1\Temp\msohtml1\01\clip_ image006
وقعت انتصارات المسلمين في البويب في نفوس الفرس موقعاً حطم كبرياءهم، وألقى الرعب في قلوبهم، وتوالت الهزائم على جيوشهم التي انهزمت نفسياً بعد معركة البويب الحاسمة، وأرسل الخليفة عمر جيشاً بقيادة عتبة بن غزوان إلى جنوب العراق ليحمي ظهر جيش المثنى المتقدم في الشمال. اتجه عتبة نحو (الأبلة)، فافتتحها عنوة، وكتب بالنصر إلى عمر فاستبشر المسلمون بذلك، وتابع عتبة سيره إلى إقليم خوزستان ففتح (المذار) وقتل مرزبانها، واقترب بذلك من الحيرة، ثم ارتد إلى فرات البصرة فافتتحها، واتجه نحو الشرق ففتح (دست ميسان)، ودخل المدينة، وتوجه إلى (أبرقباذ) ففتحها وهو في طريقه إلى البصرة. استقر عتبة في البصرة بعد أن ذلل الجنوب والجنوب الشرقي، وحمى بذلك ظهر المسلمين المتقدمين نحو الشمال، ثم عاد عتبة إلى المدينة بعد أن استأذن عمر، واستخلف على الجيش بعده المغيرة بن شعبة. روَّعت هذه الهزائم رجال الفرس، فتشاوروا في أمرهم، ونظروا في كل الوجوه، وبحثوا أسباب تلك الهزائم، فزعموا أنهم إنما أصيبوا بذلك بسبب تولية النساء عليهم، وكانت "أزرميدخت" هي ملكتهم في تلك الفترة، فعزموا على تنحيتها واجتمعوا على "يزدجرد بن شهريار بن كسرى أبرويز"، فولوه أمرهم، وهو يومئذ لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره. كتب المثنى بن حارثة وجرير بن عبد الله البجلي كتاباً إلى عمر أخبراه فيه باجتماع الفرس على يزدجرد، وتحفزهم لقتال المسلمين، وتمرد أهل السواد، وصوروا له حرج الموقف كأنه يراه، فاغتم عمر لذلك، وبعث بكتاب إلى القائدين يرسم لهما الخطة، ويوضح لهما ما ينبغي عليهما اتخاذه في ذلك الموقف، فقال: "أما بعد فاخرجوا من بين ظهري الأعاجم، وتفرقوا في المياه التي تلي الأعاجم على حدود أرضكم وأرضهم، ولا تدعوا في ربيعة أحداً ولا مضر ولا حلفائهم أحداً من أهل النجدات ولا فارساً إلا اجتلبتموه فإن جاء طائعاً وإلا حشرتموه..". لم يكتفِ عمر بذلك الكتاب، بل علم أن ما حدث في فارس لابد أن يكون دافعاً له على إتمام المسير فقال: "والله لأرمين ملوك العجم بملوك العرب". وكتب عمر إلى الأمراء في ذي الحجة سنة ثلاث عشرة: "لا تدعوا أحداً له سلاح أو فرس أو نجدة ولا تدعوا رئيساً ولا ذا شرف وبسطة ولا خطيباً ولا شاعراً إلا وجهتموه إليَّ". فجعل رؤساء القبائل والعمال يوجهون الناس وجهتهم فمن كان قريباً من العراق انضم إلى المثنى، ومن كان أقرب إلى المدينة جاء إلى المدينة، وجاءت الأمداد إلى عمر تترى، وخرج هو بأهل المدينة، ونزل على ماء يعرف بصرار وهو عازم على الخروج بنفسه. الأسد في براثنه سعد بن أبي وقاص: وبعث عمر إلى أهل الرأي وهم مجلس شوراه، وعرض عليهم الرأي فاستقر رأيهم على أن يبعث رجلاً من أصحاب الرسول r ، ويبقى هو في المدينة لأنه أقوى للمسلمين وأنكى للعدو، فإنه إن أصيب انفرط عقد المسلمين وانكسرت شوكتهم، اقتنع عمر بهذا الرأي، ولكن الذي شغل بال عمر t بعد ذلك اختيار القائد الذي يملأ هذا الفراغ، ويسد تلك الثغرة، فسأل المسلمين: من ترون لذلك الأمر؟ وأجابه عبد الرحمن بن عوف t : قد وجدته يا أمير المؤمنين، فقال: من هو؟ قال: الأسد في براثنه سعد بن مالك الزهري، فسر عمر بهذا الاختيار الموفق، فسعد رجل من أصحاب النبي r ، وهو شجاع، مغوار، ورامٍ ماهر، وله بالحرب خبرة وممارسة. ولَّى عمر سعد بن أبي وقاص أميراً على الجيش المتوجه إلى العراق، وأوصاه فقال: "يا سعد، سعد بن وهيب، لا يغرنك من الله، إن قيل خال رسول الله، وصاحب رسول الله r ، فإن الله عز وجل لا يمحو السيء بالسيء، ولكنه يمحو السيء بالحسن، فإن الله ليس بينه وبين أحد نسب إلا طاعته، فالناس شريفهم ووضيعهم في ذات الله سواء، الله ربهم وهم عباده، يتفاضلون بالعافية، ويدركون ما عنده بالطاعة، فانظر الأمر الذي رأيت رسول الله r عليه منذ بعث إلى أن فارقنا فالزمه فإنه الأمر، هذه عظتي إياك إن تركتها ورغبت عنها حبط عملك، وكنت من الخاسرين". وخرج سعد من المدينة ووصية عمر قد استقرت في قلبه، ومعه أربعة آلاف من المسلمين معهم النساء والذرية، وتوافد المسلمون على المدينة بعد مغادرة سعد، فكان الخليفة يبعث بهم إليه لينضموا إلى جيشه، ولم يكد سعد t يصل إلى زرّود حتى بلغ جيشه عشرين ألفاً، وكان بين صفوفهم خيرة الفرسان ومنهم: عمرو بن معدي كرب الزبيدي، وطليحة بن خويلد الأسدي، والأشعث بن قيس الكندي. ولم يكد سعد يبلغ بقواته العذيب حتى التقى مع أحد قواد الفرس على رأس كتيبته، فاشتبك سعد مع قوات الفرس بقيادة شيرزاذ فأوقع بهم، وهزمهم هزيمة أنست المسلمين مخاوفهم، وأعادت إلى قلوبهم الطمأنينة والثقة في نصر الله، وغنم المسلمون منهم غنائم ذات قيمة فخمَّسها سعد وأرسل بالخمس إلى أمير المؤمنين. وتوجه سعد إلى شراف، وهناك انضم إليه جيش المثنى وقوامه ثمانية آلاف جندي، وتوجه من جند الشام ثمانية آلاف جندي كذلك تحت قيادة هاشم بن عتبة، ولكن المثنى لم يكن على رأس جيشه، فبينما ينتظر قدوم سعد، وطال شوقه إلى لقائه انتقض جرح المثنى الذي جرحه في يوم الجسر ومات قبل أن يصل سعد. واتجه سعد يجد السير إلى القادسية، وقد خلف بالعذيب نساء المسلمين وأبناءهم وترك معهم كتيبة من خيل المسلمين بإمرة غالب بن عبد الله الليثي، تحمي الحريم وتذود عن الذراري، وعند القادسية بدأ سعد يعبئ جيشه حسب تعليمات أمير المؤمنين، فعين أمراء القلب والميمنة والميسرة، واختبار نائباً له خالد بن عرفطة، وتزوج سلمى تعويضاً لها عما فقدت بموت زوجها المثنى بن حارثة الشيباني. وتولى رستم أمرة جيش الفرس، وسار إلى ساباط متجهاً إلى القادسية، وعمل سعد بذلك فكتب إلى عمر، فأمره عمر بالثبات والصبر، وأن يرسل الدعاة يدعون يزدجرد ورستم إلى الدين كعادة المسلمين قبل دخول المعركة، وبيَّن له أن دعوتهم إلى الإسلام توهن قوتهم، وتضعف شأنهم إذا لم يستجيبوا ويدخلوا في الإسلام. المسلمون رسل هداية: وصل كتاب الخليفة إلى القائد وفيه: "لا يكربنك ما يأتيك عنهم، ولا ما يأتونك به، واستعن بالله وتوكل عليه، وابعث إليه رجالاً من أهل المنظرة والرأي والجلد يدعونه فإن الله جاعل دعاءهم توهيناً لهم وفلجا عليهم، واكتب إليَّ في كل يوم". وصدع سعد بأمر الخليفة، واختار الوفد الذي سيبعث به ليفاوض الفرس. تكون الوفد من أربعة عشر رجلاً وجههم سعد إلى الملك ليدعوه إلى الله، ولكن يزدجرد أبى واستكبر وكان من الكافرين. خرج رستم إلى ساباط وهي مدينة تقع في الجنوب الغربي للمدائن، وتقدم في خطوات وئيده، وقدَّم الجالينوس في أربعين ألف مقاتل، وتابعه في ستين ألفاً، ولم يكد يصل إلى القادسية حتى ضرب مخيمه ونزل بجنوده هناك، وقد بلغ عددهم مائة وعشرين ألفاً، يتقدمهم ثلاثة وثلاثون فيلاً، بينهم الفيل الأبيض الذي كانت الفيلة تألفه وتسير بسيره. ربعي بن عامر يفاوض الفرس: وقف رستم وجيشه على العتيق مقابل جيش المسلمين، وصف جيشه فجعل الفيلة في المقدمة رجاء أن يرهب المسلمين، ولما اطمأن إلى نظام جيشه، ورجا أن يكون ذلك قد نال من نفوس المسلمين طلب المفاوضة، وأرسل إلى سعد يطلب رجلاً عاقلاً حكيماً يتكلم معه. ركب ربعي بن عامر فرسه، وذهب إلى رستم، ولكن جنود الفرس حبسوه عند القنطرة حتى يستأذنوا له، فأذن له رستم بعد أن أظهر زينته، وجلس على سرير من ذهب وفرش الأرض بالبسط والنمارق، ووضع عليها الوسائد المنسوجة بالذهب. ودخل ربعي راكباً فرسه وسيفه في خرقة بالية، ورمحه مشدود بعضب وقد، وسار حتى وطئ البسط بفرسه ثم نزل وشق وسادتين وربطه فيهما، وأخذ يطعن الطنافس والنمارق برمحه حتى هتكها، وراودوه على أن يضع سلاحه فأبى وقال: لم آتكم فأضع سلاحي بأمركم، بل أنتم الذين دعوتموني، فإما أن أدخل كما أريد وإلا رجعت. فأذن له رستم، وأقبل ربعي حتى جلس قريباً من رستم، فركز رمحه وجلس على الأرض فسألوه ما حملك على هذا، قال: إنا لا نحب أن نجلس على زينتكم هذه، وقال الترجمان لربعي: ما جاء بكم؟ قال ربعي: اللَّهُ ابْتَعَثَنَا، وَاللَّهُ جَاءَ بِنَا لِنُخْرِجَ مَنْ شَاءَ مِنْ عِبَادَةِ الْعِبَادِ إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ، وَمِنْ ضِيقِ الدُّنْيَا إِلَى سِعَتِهَا، وَمِنْ جَوْرِ الأَدْيَانِ إِلَى عَدْلِ الإِسْلامِ، فَأَرْسَلَنَا بِدِينِهِ إِلَى خَلْقِهِ لِنَدْعُوَهُمْ إِلَيْهِ، فَمَنْ قَبِلَ مِنَّا ذَلِكَ قَبِلْنَا ذَلِكَ مِنْهُ وَرَجَعْنَا عَنْهُ، وَتَرَكْنَاهُ وَأَرْضَهُ يَلِيهَا دُونَنَا، وَمَنْ أَبَى قَاتَلْنَاهُ أَبَدًا، حَتَّى نُفْضِيَ إِلَى مَوْعُودِ اللَّهِ. قَالَ: وَمَا مَوْعُودُ اللَّهِ؟ قَالَ: الْجَنَّةُ لِمَنْ مَاتَ عَلَى قِتَالِ مَنْ أَبَى، وَالظَّفْرِ لِمَنْ بَقِيَ. فَقَالَ رُسْتُمُ: قَدْ سَمِعْتُ مَقَالَتَكُمْ، فَهَلْ لَكُمْ أَنْ تُؤَخِّرُوا هَذَا الأَمْرَ حَتَّى نَنْظُرَ فِيهِ وَتَنْظُرُوا! قَالَ: نَعَمْ، كَمْ أَحَبُّ إِلَيْكُمْ؟ أَيَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ؟ قَالَ: لا بَلْ حَتَّى نُكَاتِبَ أَهْلَ رَأْيِنَا وَرُؤَسَاءَ قَوْمِنَا وَأَرَادَ مُقَارَبَتَهُ وَمُدَافَعَتَهُ. فَقَالَ ربعي: إِنَّ مِمَّا سَنَّ لَنَا رسول الله r وَعَمِلَ بِهِ أَئِمَّتُنَا، أَلا نُمَكِّنَ الأَعْدَاءَ مِنْ آذَانِنَا، وَلا نُؤَجِّلَهُمْ عِنْدَ اللِّقَاءِ أَكْثَرَ مِنْ ثَلاثٍ، فَنَحْنُ مُتَرَدِّدُونَ عَنْكُمْ ثَلاثًا، فَانْظُرْ فِي أَمْرِكَ وَأَمْرِهِمْ، وَاخْتَرْ وَاحِدَةً مِنْ ثَلاثٍ بَعْدَ الأَجَلِ، اخْتَرِ الإِسْلامَ وَنَدَعُكَ وَأَرْضَكَ، أَوِ الْجَزَاءَ، فَنَقْبَلَ وَنَكُفَّ عَنْكَ، وَإِنْ كُنْتَ عَنْ نَصْرِنَا غَنِيًّا تَرَكْنَاكَ مِنْهُ، وَإِنْ كُنْتَ إِلَيْهِ مُحْتَاجًا مَنَعْنَاكَ أَوِ الْمُنَابَذَةِ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ، وَلَسْنَا نَبْدَؤُكَ فِيمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْيَوْمِ الرَّابِعِ إِلا أَنْ تَبْدَأَنَا، أَنَا كَفِيلٌ لَكَ بِذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِي وَعَلَى جَمِيعِ مَنْ تَرَى. قَالَ: أَسَيِّدُهُمْ أَنْتَ؟ قَالَ: لا، وَلَكِنَّ الْمُسْلِمِينَ كَالْجَسَدِ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، يُجِيرُ أَدْنَاهُمْ عَلَى أَعْلاهُمْ. وخلا رستم بأصحابه واستشارهم فيما سمعوا، ولكنهم أبوا ونفروا، فزاده ذلك غماً على غم، وأرسل إلى سعد يطلب رجلاً ليكلمه، فأرسل إليه سعد حذيفة بن محصن، وكلمه رستم فلم يجد عنده إلا ما وجد عند ربعي بن عامر، وفي اليوم الثالث أرسل رستم يطلب رجلاً ليكلمه، فبعثوا إليه المغيرة بن شعبة، فتكلم رستم وتكلم المغيرة، ولم يجد رستم عنده إلا ما وجد عند صاحبيه، ولكن رستم أظهر الاستهانة بأمر المسلمين، وأخبره بأنهم كانوا يمدونهم إذا أجدبوا بشيء من التمر والشعير فيقنع به العرب ويعودون إلى جزيرتهم، وتوه رستم للمغيرة بأنه مستعد لأن يأمر للأمير بكسوة وبغل وألف درهم، ويصرف لكل رجل من الجيش بوفر تمر وثوبين، وتنصرفوا عنا. ورد عليه المغيرة بما أفهمه أنهم لم يخرجوا لطلب الدنيا، وإنما خرجوا يدعون الناس إلى الله عز وجل ثم خيره بين الأمور الثلاثة: الإسلام أو الجزية أو السيف، عندئذ غضب رستم وأقسم بالشمس لا يرتفع صبح غد حتى أقتلكم جميعاً. انصرف المغيرة وهو لا يرى إلا الحرب، وأما رستم فقد خلا بقومه قائلاً: أين أنتم من هؤلاء؟ ما بعد هذا؟ ألم يأتكم الأولان فحسراكم واستحرجاكم ثم جاءكم هذا فلم يختلفوا، وسلكوا طريقاً واحداً، ولزموا أمراً واحداً. سعد يبعث الطليعة: انتخب سعد عشرة من خيرة رجاله وأمَّر عليهم طليحة بن خويلد الأسدي، وعمرو بن معدي كرب الزبيدي، كل منهما على خمسة رجال، وأخذ طليحة وعمرو طريقهما إلى معسكر الفرس، فلم يسيرا إلا فرسخاً حتى رأوا مسالح الفرس وسرحهم قد ملأوا الأودية، فرجع عمرو بمن معه، وأصر طليحة على الدخول في معسكر القوم، ودخل طليحة معسكر الفرس، يستطلع أخبارهم، ففطن له بعضهم، فقتل عدد منهم، وأسر جندياً في شجاعة نادرة، وانطلق به معسكر المسلمين حتى دخل على سعد وأخبره خبر القوم. سعد يعبئ جيشه: كتب رستم إلى سعد أتعبر إلينا أم نعبر إليكم؟ فقال سعد: بل اعبروا إلينا، وأمر سعد أن يقفوا في أماكنهم، ونادى مناديه: ألا إن الحسد لا يحل إلا على الجهاد في أمر الله، يا أيها الناس، فتحاسدوا وتغايروا على الجهاد، وجعل سعد خالد بن عرفطة خليفة له في قيادة الجيش. وأما رستم فإنه لما عبر العتيق نظم جيشه، فجعل في القلب ثمانية عشر فيلاً عليها الصناديق والرجال، وفي إحدى المجنبتين ثمانية أفيال، وفي الأخرى سبعة أفيال، وجعل الجالينوس بينه وبين ميمنته،÷ والبيرزان بينه وبين ميسرته، وكان يزدجرد لاهتمامه بأخبار المعركة قد نظم رجالاً من مكان المعركة إلى باب الإيوان ينقلون له أخبارها أولاً بأول. وهكذا تواجه الجيشان، وبدأ رستم يقود الجيش وهو على سريره كانه يظهر بذلك استخفافه بالعرب، وأما سعد فقد عاوده مرض كان يأتيه، وظهر في فخذيه وأليتيه دماميل وعاوده عرق النسا، فكان لا يستطيع أن يركب أو يجلس بل كان منكباً على وجهه وتحت صدره وسادة، يشرف على الناس من فوق سطح القصر. المعركة الفاصلة: وأمر سعد السادة والشعراء وذوي النجدة والوجهاء أن يحرضوا الناس على القتال، ثم نادى سعد في الناس: "الزموا موقفكم، لا تحركوا شيئاً حتى تُصلُّوا الظهر، فإذا صليتم الظهر فإني مكبر تكبيرة فكبروا واستعدوا، ثم إذا سمعتم الثانية فكبروا ولتستتم عدتكم، ثم إذا كبرت الثالثة فكبروا ولينشط فرسانكم ا لناس ليبرزوا وليطاردوا فإذا كبرت الرابعة فازحفوا جميعاً حتى تخالطوا عدوكم، وقولوا: لا حول ولا قوة إلا بالله"، وأمر سعد بقراءة سورة الجهاد (الأنفال)، فقرئت وظهرت السكينة وخيَّم الخشوع على الناس ولم يكد سعد يكبر التكبيرة الثالثة حتى برز ذوو النجدات، و خرج لهم أقرانهم من الفرس وبدأت المعركة حامية ملتهبة، واستمرت أربعة أيام لا تفتر حتى تنشب، ولا تهدأ إلا وتثور، وحمي الوطيس، وكثر القتلى من الفريقين، ولم يكف الفريقان إلا بعد أن خيَّم الظلام وهجم الليل، ومضت هدأة منه. وقد أبلت قبيلة (أسد) بلاءً حسناً حتى قُتل منها خمسمائة في اليوم الأول، واستنجد سعد بعاصم بن عمرو ليحمي بني أسد، فصاح عاصم في أصحابه وأمرهم بأن يرشقوا راكبي الفيلة بالسهام، وأن يقطعوا الأوضان التي تشد بها الصناديق على ظهور الفيلة، وفعل بنو تميم ذلك، فنفرت الفيلة حتى قتل كل فيل أصحابه، ورد بنو تميم الفرس عن بني أسد، وذلك في يوم أرماث وهو اليوم الأول. وفي صبيحة اليوم الثاني أمر سعد بنقل القتلى والجرحى إلى العذيب، فأما القتلى فدفنوا، وأما الجرحى فسُلموا إلى النساء ليقمن بتمريضهن، ومع صبح هذا اليوم وصل طليعة المدد القادم من الشام بقيادة هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، وكان هاشم قد جعل على مقدمته القعقاع بن عمرو التميمي، وكان القعقاع على ألف رجل قسَّمهم أعشاراً، وأمرهم كلما أختفت عشرة تتبعها عشرة أخرى، وقدم هو على العشرة الأولى، فبشر الناس بالمدد، وانغمس في الفرس يقتل ويشرد، وينادي بالمبارزة، فخرج إليه ذو الحاجب -وهو الرجل الثاني بعد رستم- فلما رآه القعقاع عرفه وصاح: يا لثارات أبي عبيد وصليت وأصحاب الجسر، وهجم على ذي الحاجب فأرداه قتيلاً، وطلب المبارزة فخرج له الفيرزان والبنذوان –وهما من فرسان فارس- فقتل القعقاع الفيرزان، وقتل الحارث بن ظبيان البنذوان، وصاح القعقاع: يا معشر المسلمين، احصدوهم بالسيوف حصداً. وأقبل المدد عشرة إثر عشرة، وكلما أقبل عشرة كبَّر المسلمون وفرحوا، وازداد حماسهم، كأن لم يصبهم شيء بالأمس، وكانت فيلة الفرس غائبة في اليوم الثاني، وقد أصابها ما أصابها، وإنهم ليصلحون شأنها. وابتكر جماعة القعقاع طريقاً لإرهاب خيل الفرس، فجللت الإبل، وبرقعتها، فأصبحت كالفيلة، ودفعتها في خيل الفرس، فنفرت منها الخيل، وتعقب المسلمون الفرس، وأعملوا فيهم السيف، وقتلوا منهم مقتلة عظيمة، واستمر القتال إلى منتصف الليل. وفي هذا اليوم قاتل أبو محجن قتالاً عنيفاً وكان محبوساً في بيت سعد، ولكنه لما دارت المعركة أخذ يستعطف سلمى زوج سعد، ويعدها إن هي أطلقته نجّاه الله ليعودن إلى محبسه، فرقَّت له وأطلقته، وأخذ البلقاء فرس سعد، وخرج بها، وانضم إلى ميمنة المسلمين، فحمل على ميمنة الفرس، ثم استدار من خلف المسلمين، وحمل على ميسرة الفرس حملة عنيفة، وكان يقصف الناس قصفاً لم يُر مثله، فأخذ المسلمون يتعجبون وهم لا يعرفونه، يقول بعضهم: هذا بعض رجال هاشم القادمين من الشام، ويقول بعضهم: بل هو هاشم نفسه، ويقول سعد وهو مطلٌ من فوق قصره: لولا محبس أبي محجن لقلت هذا أبو محجن وهذه البلقاء. وبعد أن هدأ الناس وتوقف القتال، عاد أبو محجن إلى القصر، ووضع رجليه في القيد، وسألته سلمى: فيم حُبست؟ فقال: في شعر قلته، وأنشدها قوله:
إذا مت فادفني إلى أصل كرمة
ولا تدفنني بالفلاة فإنني

تروي عظامي بعد موتي عروقها
أخاف إذا ما مت ألا أذوقها

فلما بدا الصباح ذهبت سلمى إلى سعد وأخبرته بقصة أبي محجن، فأطلقه وقال: اذهب فما أنا بمؤاخذك بشيء تقوله حتى تفعله، فقال أبو محجن: لا جرم، والله لا أجيب لساني إلى صفة قبيح أبداً، وسمى المسلمون اليوم الثاني يوم (أغواث). وفي اليوم الثالث أصبح الناس على مواقفهم، وكان بين الصفين من قتلى وجرحى المسلمين ألفان، ومن المشركين عشرة آلاف، ونقل المسلمون قتلاهم إلى حيث يدفنون، والجرحى إلى الناس، وبقي القتلى من المشركين لم ينقلهم أصحابهم، فكان ذلك توهيناً للفرس وقوة للمسلمين. وأخذ القعقاع يرد أصحابه من حيث أتوا، ليقدموا على المسلمين في اليوم الثالث كما قدموا في اليوم الثاني، فيظنهم العدو مدداً جديداً، وقال لهم: إذا طلعت الشمس فأقبلوا مائة مائة، وكان الفرس قد أنزلوا الفيلة بعد أن أعادوا توابيتها، ووقف الرجال يحمونها حتى لا يقطع المسلمون أوضانها، ووصل هاشم بن عتبة بمن معه من المدد، وهجم فارس على قلب جيش فارس فاقتحمه حتى وصل العتيق، ثم عاد، واستبسل أصحاب هاشم في القتال، ورأى سعد الفيلة تفرق بين الكتائب، فأرسل إلى القعقاع وعاصم ابني عمرو: اكفياني الفيل الأبيض، وبعث إلى حمال والربيل: اكفياني الفيل الأجرب، فأخذ كل منهم رمحاً ودلف إلى الفيل الذي كُلف به، ووضع القعقاع وعاصم رمحيهما في عيني الفيل الأبيض، فنفر ورمى بمن على ظهره، وضرب القعقاع شفره فقتله، ووقع على جنبه، فقتل حاميته، وفعل حمال والربيل كما فعل القعقاع وعاصم. الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  C:\DOCUME~1\DDED~1\LOCALS~1\Temp\msohtml1\01\clip_ image008 وأصيب الأجرب ولم يمت، وألقى بنفسه في نهر العتيق، وتبعته بقية الفيلة، وعبروا النهر حتى وصلوا المدائن. واستمر القتال حتى المساء والفريقان متعادلان لم ترجح كفة واحدة منها، وذلك لما كان يمد به يزدجرد جيشه من ذوي النجدة والشجاعة كلما احتاجوا إلى ذلك. وسُمي هذا اليوم يوم (عماس). ودارت رحى معركة عنيفة في الليل، وقاتل المسلمون حتى الصباح، وهم لا يتكلمون، ولكن يهرون هريراً، حتى سُميت الليلة "ليلة الهرير"، واكتشف سعد مخاضة يحتمل أن يأتي منها العدو، فأمر عمرو بن معدي كرب، وطليحة بن خويلد أن يذهبا إليها، فإن وجدا الفرس قد سبقوهما وقفا بحيالهم، وإلا بقيا هناك حتى يصدر إليهما أمره، وذهب عمرو وطليحة فلم يجدا أحداً، فقال طليحة: لو خضنا وأتينا الأعاجم من خلفهم، وقال: عمرو بن نعبر من أسفلها. وعبر طليحة حتى كان خلف العدو، وهناك كبَّر ثلاث تكبيرات فزع لها الفرس، فانهارت أعصابهم وارتبكت صفوفهم، وأخذوا يبحثون عن مصدر الصوت، فلم يجدوا أحداً، وأما عمرو فقد عبر من أسفل المخاضة فلم يجد شيئاً ورجع، وبدأ ذوو النجدات من المسلمين وزحفوا على الفرس بغير إذن من القيادة، ولعلهم وجدوا فرصة من عدوهم فلم يضيعوها، فرأى سعد تزاحف الناس فتعجب كيف يزحفون بغير إذنه، ولكن الأمر لابد أن يكون فيه ما يستدعي ذلك، فدعا للقوم بالمغفرة والنصر، وكان أول من زحف القعقاع ورآه سعد فقال: اللهم اغفرها له وانصره، فقد أذنت له إذ لم يستأذني، وخرجت القبائل وراء القعقاع، يتبع بعضها بعضاً، وتلاحق الناس، واختلطوا والقعقاع وأمثاله من الرؤساء يفعلون بالقوم الأفاعيل، وأفرغ الله عليهم الصبر إفراغاً وانقطعت أخبار الناس عن رستم وسعد، فأقبل سعد على الدعاء يستنجز ربه وعده، ويلح عليه أن يمدهم بعونه ويتوجهم بنصره. نهاية رستم: وأصبح الصباح والناس لم يغمض لهم طرف، ومشى فيهم القعقاع يقول: إن الدبرة بعد ساعة لمن بدأ القوم، فاصبروا ساعة واحملوا، فإن النصر مع الصبر، وسمع الناس كلام الناس فاجتمع عليه جماعة من الرؤساء، وصمدوا لرستم حتى خالطوا جيشه مع الصبح، واشتدت المعركة قاسية عنيفة، وزال الهرمزان والبيرزان من مكانهما، وشد المسلمون على القلب، فتصدع، وهبت ريح عاصف فقلعت خيمة رستم، وألقت بها في النهر، وتقدم القعقاع ومن معه حتى وصلوا سرير رستم، وقد غادره حين هبت عليه الريح، وذهب إلى بغال قد أتته بمال مدداً فاستظل بظل بغل وحمله. وأقبل هلال بن علفة فرأى البغال وهجم عليها وقطع حبل الحمل الذي يستظل به رستم، وهو لا يدري فسقط الحمل عليه وكسر فقرات ظهره، فلما رآه هلال ضربه ضربة بالسيف، ولكنه رستم تحامل حتى ألقى بنفسه في العتيق، واقتحمه هلال، فأخذه وهو عائم فأمسك برجله، وأخرجه إلى الشاطئ وضرب جبينه بالسيف حتى قتله، وصعد سريره وأخذ ينادي: يا معشر المسلمين، إليّ إليّ، قتلت رستم ورب الكعبة، فاجتمع حوله المسلمون وكبروا فرحين بنصر الله، ونادى بعضهم بعضاً مهنئاً بموعود الله. وانقطعت آمال الفرس بموت رستم، وحاول الجالينوس إنقاذ ما يمكن إنقاذه من القوات المنهارة المتداعية، فوقف عند الردم الذي عبروه لملاقاة المسلمين، وناداهم ليعبروا نجاة بحياتهم، فحاول المنهزون الفرار ولكن سقط منهم ثلاثون ألفاً كانوا مسلسلين في النهر، ووخزهم المسلمون برماتهم فلم ينج منهم أحد، وباء الهاربون منهم بخزي الهزيمة بعد قتال لم يسمع بمثله قبل اليوم. وكتب سعد بأخبار المعركة إلى أمير المؤمنين قائلاً: أما بعد فإن الله نصرنا على أهل فارس، ومنحنا سنن من كان قبلهم من أهل دينهم، بعد قتال طويل، وزلزال شديد، وقد لقوا المسلمين بعدة لم ير الراؤون مثل زهائها، فلم ينفعهم الله بذلك، بل سلبوه ونقله عنهم إلى المسلمين، واتبعهم المسلمون على الأنهار، وصفوف الآجام، وفي الفجاج. عمر يخرج كل يوم إلى طريق العراق: وكان عمر يخرج كل يوم إلى طريق العراق يسأل كل قادم عن أخبار المسلمين، ويتحسس الأخبار، حتى ينتصف النهار، ثم يعود إلى منزله. فلما جاء البشير لقيه عمر وسأله: من أين؟ فأخبره، قال: يا عبد الله، حدثني. قال البشير: هزم الله المشركين، وأخذ عمر يسرع في مشيته، والرجل راكب ناقته وهو لا يدري أن الذي يسأله هو أمير المؤمنين، حتى دخل المدينة، وسمع الناس يسلمون عليه بأمرة المؤمنين، فعرف أنه عمر، فقال له: هلا خبرتني –رحمك الله- بأنك أمير المؤمنين؟ فقال عمر: لا بأس عليك يا أخي، وقرأ عمر الرسالة على المسلمين، فبشرهم وأدخل السرور على نفوسهم.
فتح المدائن
أقام سعد بالقادسية شهرين، ينتظر أمر الخليفة وتوجيهاته، وفي هذه الفترة استجم المسلمون وأراحوا ظهورهم، وغنم المسلمون من القادسية المال والسلاح والكراع (الخيل والبغال والحمير)، فكلهم مؤدي فارس مما أنعم الله عليهم من غنائم القادسية ولأيام بقين من شهر شوال سنة 15 هجري جاء خطاب عمر يأمر سعد بالتوجه إلى المدائن، فخرج سعد، فلما وصل (برس) لقي جماعة من الفرس فناوشوه، فهزمهم وطعن قائدهم، حتى نزلوا جميعاً ببابل واقتتل الفريقان، فلول الفرس بقيادة الفريزان، وجموع المسلمين بقيادة سعد، وأنزل المسلمون بتلك الفلول هزيمة لم يسمع في التاريخ بهزيمة أسرع من وقوعها.
موقعة (بهرسير):
الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  C:\DOCUME~1\DDED~1\LOCALS~1\Temp\msohtml1\01\clip_ image010
أتم المسلمون فتح بهرسير التي يسميها ابن كثير (نهر شير)، لأنها كانت تعتبر خط الدفاع الأول عن العاصمة المدائن الشرقية، وهي إحدى المدن السبعة التي أطلق عليها اسم المدائن، وكان كسرى قد حشد فيها قوة هائلة آملاً أن ترد المسلمين أو على الأقل تؤخر تقدمهم حتى يستطيع الانسحاب بنسائه وأولاده وما يريد حمله عند مغادرة العاصمة، وتقدم زهرة بن الحوية نحو بهرسير وقبل وصوله إليها، جاءه دهقان ساباط وطلب الصلح، فأرسله زهرة إلى سعد فصالحه على الجزية، وبينما زهرة يتقدم نحو هدفه التقى بكتيبة بوران بنت كسرى التي كانت تحكم البلاد قبل يزدجرد، وكانت تلك الكتيبة تحلف كل يوم ألا يزول ملك فارس وهم أحياء، وأقبل سعد في جنوده ونزل بمكان يعرف بمظلم ساباط، وهناك التقى بالكتيبة السابقة وكان في مقدمة الكتيبة أسد كبير لكسرى يسمى (المقرَّط)، قد أوقفوه في طريق المسلمين لعله يرهبهم فيخافونه، ولا يتقدمون، ولكن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، تقدم نحو الأسد وضربه بسيفه ضربة قضت عليه والناس ينظرون إلى هاشم وهو يتقدم نحو الأسد ويعجبون بشجاعته وصرامة سيفه، حتى سمي سيفه يومئذ بالمتن. ورأى سعد ما فعل ابن أخيه، فقبل رأسه، وقبل هاشم قدم عمه. وحمل هاشم على الفرس بعد قتل الأسد، فهزمهم هزيمة فرقت جماعتهم، وأزالتهم عن مواقفهم، وأخذ يتلو قوله تعالى: "أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال". الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  C:\DOCUME~1\DDED~1\LOCALS~1\Temp\msohtml1\01\clip_ image012 وفي هدأة الليل سارت جحافل المسلمين تشق طريقها نحو (بهرسير)، ولم يكد الصبح يتنفس حتى أبصر المسلمون إيوان كسرى يلوح من وراء النهر، عندئذ قال ضرار بن الخطاب: الله أكبر، أبيض كسرى، هذا ما وعد الله رسوله، وكبر، فكبر المسلمون. وحاصر سعد بهرسير وبث خيوله في جهات مختلفة، فأغارت على من ليس لهم عهد عند المسلمين، وأصابوا مائة ألف فلاح، وأخذ فيهم رأي الخليفة، فأخبره بأن من كانوا مقيمين من لم يعينوا عليكم، فهو أمانهم، ومن هرب فأدركتموه فشأنكم به، فأطلقهم سعد، وأرسل إلى الدهاقين فدعاهم إلى الإسلام أو الجزية، ولهم الذمة والمنعة، فقبلوا الجزية والمنعة، وأمَّنهم سعد، واغتبط الناس بملك الإسلام. وشدد سعد الحصار ورمى المدينة بالمنجنيق، وبينما المسلمون يشددون الحصار إذ أشرف عليهم رسول يزدجرد، وقال: الملك يقول لكم، هل لكم على المصالحة على أن لنا ما يلينا من دجلة إلى جبالنا، ولكم ما يليكم من دجلة إلى جبلكم؟ أما شبعتم، لا أشبع الله بطونكم. ورفض المسلمون ذلك العرض، ورأى الفرس إصرار المسلمين على فتح المدينة عنوة، ففروا إلى المدائن، وتركوا بهرسير خالية، فدخلها المسلمون بغير قتال، وأنزل سعد المسلمين منازلهم، ثم أراد العبور إلى المدائن، فوجد الجسور مقطعة، والمراكب قد أحرزت إلى الشاطئ الشرقي، ووجدوا دجلة يحول بينهم وبين ما يريدون. المسلمون أمام النهر: في الليل بينما سعد في نومه رأى أن خيل المسلمين اقتحمت دجلة وعبرته، فاستيقظ من نومه مستبشراً، وعزم على تعبير الرؤيا بعبور النهر، فجمع المسلمون، وأخبرهم أنه عزم على قطع النهر، فقالوا جميعاً: عزم الله لنا ولك على الرشد، فافعل. فقال على الفور: من يبدأ ويحمي لنا الفراض حتى تتلاحق به الناس لكيلا يمنعوهم من الخروج؟ فخرج عاصم بن عمرو، وخرج معه ستمائة من ذوي البأس والنجدة، وبدأ عاصم فاقتحم، واقتحم وراءه رجاله الذين نذروا أنفسهم لحماية إخوانهم، وعرفت هذه الكتيبة بكتيبة الأهوال، لما صنعت بالعجم في الماء ساعة العبور. وأما بقية الستمائة فقد كان عليهم القعقاع بن عمرو أخو عاصم، فلما رأى عاصماً قد اقتحم هو ورجاله اقتحم كذلك في بقية الناس، وسميت كتيبة القعقاع بالكتيبة الخرساء. وأخذت الفرس الدهشة وهم يرون خيل المسلمين تعبر النهر فقالوا: مجانين مجانين، وقال بعضهم لبعض: إنكم لا تحاربوا إنساً ولكن تحاربون الجن. وحاول العجم وقف هذا التيار المتدفق، وصد هذه الموجة العارمة، وأنزل الفرس كتيبة من الخيل يواجهون بها خيل المسلمين الزاحفة، وتواجهت الخيل بالقرب من الشاطئ الشرقي، وكان عاصم بن عمرو قائد كتيبة الأهوال في طليعة المسلمين، فنادى في رجال كتيبته: الرماح الرماح، اشرعوها وتوخوا ال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/profile.php?id=100002548988578
بدّوره
شمس المنتدى
شمس المنتدى
بدّوره


الأوسمة :
انثى عدد الرسائل : 9395
العمر : 22
الإقامة : بّــوِطٌــنٌــيّ الـجَــريّــحً
الدولة : الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Palestine
الجنسية : الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Palestinian
تاريخ التسجيل : 27/03/2013
السٌّمعَة : 78

الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين    الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Emptyالأحد يونيو 09, 2013 3:18 pm

جميل جدا
ماطرحت أناملك
لا حرمنا من كل جديد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ينبوع الأماني
شمس المنتدى
شمس المنتدى
ينبوع الأماني


الأوسمة :
الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  1434607027571الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  I_307868c13b1الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  SoHQywالخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  O23QBالخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  PPSuiالخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Nu6T1

انثى عدد الرسائل : 68976
العمر : 27
الإقامة : غــــــــــــــــزة
الدولة : الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Palestine
الجنسية : الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Palestinian
تاريخ التسجيل : 30/04/2012
السٌّمعَة : 5

الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين    الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Emptyالأحد يونيو 09, 2013 4:43 pm

شكر من أعماق قلبي على المرور
العطر والمميز

الذي زاد متصفحي نورا على نوري^^
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/profile.php?id=100002548988578
الليدي لين
نائبة المدير العام
نائبة المدير العام
الليدي لين


الأوسمة :
الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  XCq77148

انثى عدد الرسائل : 56848
تاريخ التسجيل : 18/02/2008
السٌّمعَة : 141

الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين    الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Emptyالإثنين يونيو 10, 2013 2:08 pm

بوركت وجزيت الخير على انتقاءك الجميل

وطرحك الرائع للمواضيع الهادفة


دمت بود








الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  P_1614jiy3j1

الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Fzagb2h8uoru
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ينبوع الأماني
شمس المنتدى
شمس المنتدى
ينبوع الأماني


الأوسمة :
الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  1434607027571الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  I_307868c13b1الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  SoHQywالخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  O23QBالخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  PPSuiالخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Nu6T1

انثى عدد الرسائل : 68976
العمر : 27
الإقامة : غــــــــــــــــزة
الدولة : الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Palestine
الجنسية : الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Palestinian
تاريخ التسجيل : 30/04/2012
السٌّمعَة : 5

الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين    الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Emptyالإثنين يونيو 10, 2013 3:36 pm

شكر من أعماق قلبي على المرور
العطر والمميز

الذي زاد متصفحي نورا على نوري^^
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/profile.php?id=100002548988578
hitsugaya
شمس المنتدى
شمس المنتدى
hitsugaya


الأوسمة :
الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  V7nw1uالخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  37589959الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  O23QB

ذكر عدد الرسائل : 28849
العمر : 26
الإقامة : في أآآع ـــمــ آآآآآآآآقــ ...آآآلـــ ــ ـــظــلــا مــــــ
الدولة : الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Jazaer
الجنسية : الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Gzaery
تاريخ التسجيل : 15/10/2011
السٌّمعَة : 0

الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين    الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Emptyالإثنين يونيو 10, 2013 6:10 pm

موضوع رائع و طرح جميل
جزاك الله خيرا على حسن الانتقاء
في انتظار القادم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ينبوع الأماني
شمس المنتدى
شمس المنتدى
ينبوع الأماني


الأوسمة :
الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  1434607027571الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  I_307868c13b1الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  SoHQywالخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  O23QBالخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  PPSuiالخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Nu6T1

انثى عدد الرسائل : 68976
العمر : 27
الإقامة : غــــــــــــــــزة
الدولة : الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Palestine
الجنسية : الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Palestinian
تاريخ التسجيل : 30/04/2012
السٌّمعَة : 5

الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين    الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Emptyالإثنين يونيو 10, 2013 8:23 pm

شكر من أعماق قلبي على المرور
العطر والمميز

الذي زاد متصفحي نورا على نوري^^
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/profile.php?id=100002548988578
iraqi
شمس المنتدى
شمس المنتدى
iraqi


الأوسمة :
الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  1434607027571الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  I_c3c0f377bf1

عدد الرسائل : 13714
العمر : 33
الإقامة : iraq
الدولة : الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Iraq
الجنسية : الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Iraqy
تاريخ التسجيل : 30/08/2012
السٌّمعَة : 46

الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين    الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Emptyالأربعاء يونيو 12, 2013 12:14 pm

شكر جزيلا لك لهذا الطرح الجميل
ننتظر المزيد من الابداع والتميز من اقلامكم الرائعه

تحيتي وتقديري لكم
وددي قبل ردي .....!!

الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  19037alsh3er








الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  2jadlaf
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ɱiracles ɱaker
شمس المنتدى
شمس المنتدى
ɱiracles ɱaker


الأوسمة :
عدد الرسائل : 15706
الدولة : الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  3oman
الجنسية : الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  3omany
تاريخ التسجيل : 21/01/2013
السٌّمعَة : 0

الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين    الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Emptyالأربعاء يونيو 12, 2013 2:16 pm

يروق لي مآ تنتقيهـ ـأنآملگ ـألمتميزةة

بآرگ ـأللهـ فيگ ~
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ينبوع الأماني
شمس المنتدى
شمس المنتدى
ينبوع الأماني


الأوسمة :
الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  1434607027571الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  I_307868c13b1الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  SoHQywالخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  O23QBالخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  PPSuiالخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Nu6T1

انثى عدد الرسائل : 68976
العمر : 27
الإقامة : غــــــــــــــــزة
الدولة : الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Palestine
الجنسية : الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Palestinian
تاريخ التسجيل : 30/04/2012
السٌّمعَة : 5

الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين    الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Emptyالأربعاء يونيو 12, 2013 10:51 pm

شكر من أعماق قلبي
على المرور العطر والمميز

الذي زاد متصفحي نورا على نوري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/profile.php?id=100002548988578
spacepower
مشرف منتدى الأنمي الحديث
مشرف منتدى الأنمي الحديث
spacepower


الأوسمة :
الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  P_239r5101الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  1434606728541الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  I_c3c0f377bf1

ذكر عدد الرسائل : 50292
العمر : 35
الإقامة : spacepower
الدولة : الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Iraq
الجنسية : الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Iraqy
تاريخ التسجيل : 20/05/2009
السٌّمعَة : 94

الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين    الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Emptyالخميس يونيو 13, 2013 3:50 pm

كالعادة ابداع رائع
وطرح يستحق المتابعة
شكراً لك
بانتظار جديدك








الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  I_f69603c0251
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ينبوع الأماني
شمس المنتدى
شمس المنتدى
ينبوع الأماني


الأوسمة :
الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  1434607027571الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  I_307868c13b1الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  SoHQywالخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  O23QBالخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  PPSuiالخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Nu6T1

انثى عدد الرسائل : 68976
العمر : 27
الإقامة : غــــــــــــــــزة
الدولة : الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Palestine
الجنسية : الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Palestinian
تاريخ التسجيل : 30/04/2012
السٌّمعَة : 5

الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين    الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Emptyالخميس يونيو 13, 2013 4:30 pm

شكر من أعماق قلبي
على المرور العطر والمميز

الذي زاد متصفحي نورا على نوري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/profile.php?id=100002548988578
أسمو بأخلاقي
شمس المنتدى
شمس المنتدى
أسمو بأخلاقي


الأوسمة :
الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  1434607027571الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  I_c3c0f377bf1

عدد الرسائل : 14584
العمر : 26
الإقامة : في وطنـــي
الدولة : الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Iraq
الجنسية : الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Iraqy
تاريخ التسجيل : 09/03/2013
السٌّمعَة : 8

الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين    الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Emptyالخميس يونيو 13, 2013 7:33 pm


طرح لآمس الجمآل

وتسلل إلى الآعمآق

لــ يسقينآ من روعته مآ يكفي
جمال في كل نآحية

شآكرة لك من القلب
ودام ذوقك ينزف اعذب ما لديه
بين طيات هذه الواحة

في شوق مستمر لحروفك ونزفكــ









الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  I_e6ed0689871
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن البلد
شمس المنتدى
شمس المنتدى
ابن البلد


الأوسمة :
الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  1434606728541الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  I_6748d8318a1الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  JR1pBالخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  37589959

عدد الرسائل : 22103
العمر : 30
الإقامة : بالبلد
الدولة : الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Iraq
الجنسية : الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Unknow
تاريخ التسجيل : 13/02/2013
السٌّمعَة : 39

الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين    الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Emptyالخميس يونيو 13, 2013 11:08 pm




صَفَحَات تَرْتَقِي بِالْجَمَال الْعَاطِر


لَاعَدَمَنَا رَوْعَة مَجُهُوْدِك










 ██████████   الله اكبر   ██████████
الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  P_3282kgg61
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ينبوع الأماني
شمس المنتدى
شمس المنتدى
ينبوع الأماني


الأوسمة :
الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  1434607027571الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  I_307868c13b1الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  SoHQywالخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  O23QBالخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  PPSuiالخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Nu6T1

انثى عدد الرسائل : 68976
العمر : 27
الإقامة : غــــــــــــــــزة
الدولة : الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Palestine
الجنسية : الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Palestinian
تاريخ التسجيل : 30/04/2012
السٌّمعَة : 5

الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين    الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين  Emptyالجمعة يونيو 14, 2013 7:07 am

شكر من أعماق قلبي
على المرور العطر والمميز

الذي زاد متصفحي نورا على نوري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/profile.php?id=100002548988578
 
الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصه .. الخليفة العباسي المأمون
» أتعبت الخلفاء بعدك يا عمر‏
» لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبابكر
» قصة الخليفة والقاضي
» قصة الخليفة والقاضي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سبيس باور :: المنتديات الاسلامية :: المنتدى الإسلامي-
انتقل الى: