"الفسيخ" أكلة شعبية فلسطينية تميزت في عيد الفطر

يفضل الفلسطينيون _وخصوصًا الغزيين منهم_ تناول السمك المملح "الفسيخ" في أول أيام عيد الفطر السعيد؛ فهو يعد "أكلة" شعبية فلسطينية منذ قديم الزمان.

ويري الغزيون فوائد صحية وجسدية في تناول "الفسيخ"، تعود بالإيجاب على جسد الإنسان، وخصوصًا معدته، التي خاضت معركة الصيام خلال شهر رمضان، بالرغم من مخالفة بعض الأقوال الطبية والصحية لذلك.

وعلى أي حال، فإن الغزيين يكتفون بتناوله صبيحة يوم العيد بجانب طبق من البندورة، ويعدونه وقاية صحية من الإصابة بأي نوع من النزلات المعوية؛ جراء تناول أنواع الحلوى والمشروبات السائلة التي يتناولونها خلال تبادلهم لزيارات العيد.

ولمعرفة آراء الغزيين، ونظرتهم إلى "الفسيخ"؛ "فلسطين" تجولت بين البائعين والمواطنين الغزيين، لتتعرف إلى آرائهم حول أول طعام يتناولونه بعد انتهاء شهر الصيام، وأعدت التقرير التالي:

البائع أبو حسن عبده سرد لنا حكايته مع "الفسيخ" منذ عقد مضى، مفندًا بحديثه بعض الحقائق، قائلًا: "الفسيخ يباع في السوق طوال العام، ولا يقتصر بيعه على شهر رمضان، أي قبيل عيد الفطر".

وتابع: "عمل الفسيخ لا يتجاوز شهرًا، لكن الطلب عليه يزداد في فترة ما قبل عيد الفطر؛ نظرًا لأن المواطنين يتناولونه صبيحة يوم العيد".

وعزا البائع الذي أحاطته الأسماك المملحة من كل الجهات إلى أن "الفسيخ" أكلة شعبية فلسطينية، توارثتها الأجيال في الأسواق والبيوت، وأن معظم أسباب شرائه تعود لما فيه من " نكهة خاصة لموسمه"، إضافة إلى فوائده الداعمة لجسم الإنسان.

وقاطع "فلسطين" بحديثه مع عبده المختار أبو حسن الشريف، الذي كان حاضرًا في الوقت نفسه؛ لشراء "الفسيخ"، عازيًا سبب شرائه إلى دوره المساعد لجسم الإنسان بعد شهر الصيام.

أما الرجل المسن أبو حسام الطويل (60 عامًا) فعاد بحديثه إلى الطقوس الفلسطينية، قائلًا: "مذ تفتح وعيي على الدنيا، وأنا أرى أهلي يجهزون الفسيخ بجانب طبق البندورة، في إفطار الصباح لأول يوم من أيام عيد الفطر".

وأشار الطويل، خلال حديثه لـ"فلسطين"، إلى أن الغزيين يتمتعون بعادات وتقاليد تميزهم عن غيرهم من الشعوب، قائلًا: "فالبيوت الفلسطينية تتجهز وتتزين بالحلوى والكعك، لتقديم الضيافة لزوارها في يوم العيد".

وتابع: "المعدة اعتادت اتباع نظام معين دام ثلاثين يومًا، فكيف ستتلقى هذه الحلويات والسكريات؟!"، مشددًا على ضرورة تناول "الفسيخ"؛ نظرًا لما يحويه من أملاح تدفع الجسم لتناول كمية كبيرة من المياه، عوضًا عن نقصها من جسم الإنسان خلال فترة الصيام.

وشاركه بالرأي المواطن خليل العصار، لافتًا بحديثه إلى أن "الفسيخ" يؤهل المعدة لتتناول الأطعمة والحلويات والمشروبات، بعد اعتياد نمط معين خلال شهر رمضان.

وقال العصار: "وإن لم تتحقق الفائدة من الفسيخ؛ فإنه يعد أكلة فلسطينية، تملأ الأسواق الشعبية قبيل عيد الفطر، استعدادًا إلى تناولها في أول أيامه، ولكن علميًّا ينصح بعدم تناول أكثر من 150 جرامًا من الفسيخ في الوجبة الواحدة".