من كتاباتي ((جيد في الحساب))

خرج الولد ممن المدرسة,فعل هذا بعدما دق الجرس و هاهو ذا يجري في الساحة مهرولا و قد احاط به غلاف من الشغف , لقد كان اول الخارجين من هذه المنظومة التعليمية رغم تعثره اكثر من مرة لكنه بلغ الباب في نهاية المطاف.
إنه يسرع خطاه الى وجهته المعتادة و هي البيت . و لعل سبب هذا السرور الفائض , هو حصوله على علامة "جيد"في مادة الحساب,فمن شدة فرحه توقف جسمه فجأة عن العمل,كانت هذه ردة فعله منذ علم بنتيجته, لقد توقف عقله و كل حواسه على القل هذه الاثناء , كما انه فقد حاسة الذوق -تبا للذوق- توقف كل شيئ
عدا المشي , فقدماه واصلتا السير و فهما تأبيان التوقف , هاهو يصل لمفترق الطرق في قلب المدينة.
حذاري ..!
فقطع الطريق في هذا الوقت,ضرب من أعماق الخيال ,إشارة المرور إحمرت و اشارتا "قف" و "إستفق" في كل مكان و حتى تحت الاقدام .
وقف الولد قليلا , في بادرة منه لإحترام قانون المرور و لقد رأى كلبا يجري وراء قط في الشارع المقابل له و بدا له القط في قمة إنزعاجه فتخيله يحاول أن يقول "تبا لهذا المصير تبا لكلاب الشوارع"
شعر الولد بالضجر ,فلإشارات مازالت تلمع كنجوم في ليل الصيف الهادئ و كأن الزمن توقف . فكر الولد بجدية لكنه اتخذ القرار بالعبور و هم قاطعا الطريق , و ما ان لامس النصف حتى كان في خبر كان , فلقد صدمته شاحنة بكل قسوة و هاهي عجلتها تتوضع على صدره الصغير .
سلام على روحك. لقد مات الولد و السبب تحطم الصدر, آه كم كان الموقف محزنا غير أن الولد هم بالوقوف بخفة و قد صار صدرة مثل ورقة طويت لتخزن في الأرشيف كما أن قلبه قد سقط أمامه فكانت ردة فعل الولد أن ركله بجانب قدمه اليمنى و التفت إلى الشمس و قال و هو يخاطبها: "تبا لك أيتها النجمة الصفراء !" و تابع سيره لكن بسرعة اكبر و كان القط قد أخذ يطارد الكلب ببسالة .واصل الولد الهرولة و علامات الفرح مازالت ترتسم على وجهه الدامي .
و أشرقت الشمس في اليوم التالي و هي تحمل بين أشعتها و رقة كتب عليها "جيد" في الحساب , غير أن القمر لم يظهر في تلك الليلة لأنه كان خجلا بسبب رسوبه في إختبار الحساب.