منتديات سبيس باور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات سبيس باور

 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
دراج الشبح
الويل والثبور لمن يركن للفتور Vote_rcapالويل والثبور لمن يركن للفتور Voting_barالويل والثبور لمن يركن للفتور Vote_lcap 
乂دامي سبيس باور乂
الويل والثبور لمن يركن للفتور Vote_rcapالويل والثبور لمن يركن للفتور Voting_barالويل والثبور لمن يركن للفتور Vote_lcap 

 

 الويل والثبور لمن يركن للفتور

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
$~~ HISOKA~~$
شمس المنتدى
شمس المنتدى
$~~ HISOKA~~$


الأوسمة :
ذكر عدد الرسائل : 17084
العمر : 27
الإقامة : !!! EVERYWHERE
الدولة : الويل والثبور لمن يركن للفتور Soudiarabian
الجنسية : الويل والثبور لمن يركن للفتور Unknow
تاريخ التسجيل : 04/11/2017
السٌّمعَة : 35

الويل والثبور لمن يركن للفتور Empty
مُساهمةموضوع: الويل والثبور لمن يركن للفتور   الويل والثبور لمن يركن للفتور Emptyالأربعاء مارس 21, 2018 3:05 pm

الويل والثبور لمن يركن للفتور




الفتور آفة تصيب النفس فيشعر صاحبها بقسوة في القلب وضيق في الصدر وتبلد في الإحساس ووهن في الإرادة واستسلام للكسل والتراخي. عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ الإيمانَ لَيَخْلَقُ في جَوْفِ أحدِكُمْ كَما يَخلَقُ الثّوبُ، فاسْألُوا اللهَ تعالَى: أنْ يُجَدِّدَ الإيمانَ في قُلوبِكمْ" (صحيح الجامع).


 


الفتور هو أحد شِباك الشيطان التي يحاول بها أن يُكبل المؤمن السائر بعزم على طريق ربه لكي يفت من عزمه ويقيد خطواته حتى تخور قواه فيستسلم لحبائل الشيطان ويقع فريسة سهلة يخوض في وحل الشهوات والمنكرات ظناً منه أنها ستكون فترة قصيرة ويُعاود بعدها السير إلى ربه فلا يجد نفسه إلا راكباً سفينة تمخر به في بحر لُجي من الذنوب والشهوات والتنازلات التي تراكمت بعضها فوق بعض وقد فقد القدرة على التوقف وكذلك القدرة على العودة ولم يعد أمامه سوى خيار واحد ألا وهو أن يخوض هذا الغِمار حتى النهاية وهو لا يدري أنه بحر بلا قاع ولا شُطآن.


 


والفطن والمُوفق هو الذي يعرف مداخل الشيطان فيحترز منها ولا يستسلم لها وهو من يُعِد لهذه النكبات عُدتها من الإيمان والهمة والعزيمة حتى إذا أتته أصابها قبل أن تصيبه فاندحر الشيطان مُولياً لأنه قد اقترب من حِمى عبد بربه مُتحصناً وعليه مُتوكلاً وإليه مُنيباً.


 


أولاً: بعض الآيات التي تحدثت عن الفتور وضعف الهمة في القرآن الكريم:


لقد ذكر الفتور في القرآن الكريم بمعاني عديدة كلها متقاربة في المعنى، فذكر الفتور بمعنى (الكسل - التثاقل - التثبيط " المنع والحبس " - الغفلة - الضعف - الملل والسآمة - الرجوع عن الأمر.... الخ). حقيقة إن المعاني كلها صعبة وتؤدي إلى نتيجة واحدة لا يرضى عنها الله عز وجل.


 


1- قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 142].


 


2- قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ﴾ [التوبة: 38].


 


3- قال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ ﴾ [التوبة: 46].


 


4- قال تعالى: ﴿ وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ ﴾ [التوبة: 54].


 


5- قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [يونس: 7، 8].


 


6- قال تعالى: ﴿ اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي ﴾ [طه: 42].


• جاء في تفسير أضواء البيان: فقوله: ولا تنيا في ذكري أي لا تضعفا، ولا تفترا في ذكري.






7- قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ﴾ [طه: 115].


 


8- قال تعالى: ﴿ وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ ﴾ [الأنبياء: 19، 20].


 


• جاء في تفسير القرطبي رحمه الله: " قال ابن زيد في قوله ﴿ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ ﴾ [الأنبياء: 19] قال: لا يستحسرون، لا يملون، ذلك الاستحسار، قال: ولا يفترون، ولا يسأمون، هذا كله معناه واحد والكلام مختلف، وهو من قولهم: بعير حسير: إذا أعيا وقام.... ".


 


9- قال تعالى: ﴿ قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ ﴾ [المؤمنون: 66].


• تنكصون: ترجعون عنها القهقرى، والنكوص: الرجوع عن الأمر.


 


10- قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ﴾ [الزخرف: 74، 75].


 


11- قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ ﴾ [محمد: 25].


 


ثانياً: بعض الأحاديث التي وردت في السنة النبوية المطهرة للتحذير من الفتور أو للاستعاذة منه:-


1- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ ويقول: " اللهم إني أعوذ بك من الكسل، والهرم، والمأثم، والمغرم " (رواه البخاري).


 


2- عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة: " التمس لنا غلامًا من غلمانكم يخدمني. فخرج بي أبو طلحة يردفني وراءه، فكنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما نزل، فكنت أسمعه يكثر أن يقول: اللهم إني أعوذ بك من الهم، والحزن، والعجز، والكسل، والبخل، والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال " (رواه البخاري).


 


3- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لكلِّ عمل شِرَّة، ولكلِّ شِرَّة فَتْرة، فمن كانت فَتْرته إلى سنَّتي، فقد أفلح، ومن كانت إلى غير ذلك، فقد هلك " (رواه أحمد).


 


4- عن أنس رضي الله عنه، قال: " دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد، وحبل ممدود بين ساريتين، فقال: ما هذا؟ قالوا: لزينب تصلي، فإذا كسلت، أو فترت أمسكت به، فقال: حلوه، ليصل أحدكم نشاطه، فإذا كسل، أو فتر قعد " (رواه مسلم).


 


5- عن أبي سلمة رضي الله عنه أن عائشةَ رضي الله عنها حدَّثَتْه قالتْ: " لم يكنِ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يصومُ شهرًا أكثرَ من شَعبانَ، فإنه كان يصومُ شعبانَ كلَّه، وكان يقولُ: خُذوا من العملِ ما تُطيقون، فإن اللهَ لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا. وأُحِبُّ الصلاةَ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما دُووِمَ عليه وإن قَلَّتْ، وكان إذا صلَّى صلاةً داوَمَ عليها " (رواه البخاري).


 


6- عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: " قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل " (رواه البخاري).


 


7- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنَّ أثقلَ صلاةٍ على المنافقِينَ صلاةُ العشاءِ وصلاةُ الفجرِ. ولو يعلمون ما فيهما لأتَوهُما ولو حَبوًا. ولقد هممتُ أن آمرَ بالصلاةِ فتقامُ. ثم آمرُ رجلًا فيُصلِّي بالناسِ. ثم أنطلقُ معي برجالٍ معهم حِزَمٌ من حطبٍ، إلى قومٍ لا يشهدون الصلاةَ، فأُحَرِّقُ عليهم بيوتَهم بالنارِ " (رواه مسلم).


 


8- عن الأغر المزني رضي الله عنه أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنه لَيُغانُ على قلبي. وإني لأستغفرُ اللهَ، في اليومِ، مائةَ مرةٍ " (رواه مسلم).


 


جاء في " غذاء الألباب " للسفاريني - رحمه الله - قال: ".... وفي معنى الغين خلاف بين العلماء رضي الله عنهم.


• فقال بعضهم قد يكون هذا الغين السكينة التي تغشى قلبه لقوله تعالى ﴿ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ ﴾ [الفتح: 26] والسكينة فعيلة من السكون الذي هو الوقار الذي هو فقد الحركة ويكون الاستغفار إظهارا للعبودية والافتقار وملازمة الخضوع وشكرا لما أولاه مولاه.


 


• وقال القاضي عياض: ويحتمل أن هذا الغين حال خشية وإعظام يغشى القلب ويكون استغفاره شكرا. وقيل: كان عليه الصلاة والسلام في ترق من مقام إلى مقام. فإذا ارتقى من المقام الذي كان فيه إلى مقام أعلى استغفر من المقام الذي كان فيه.


 


• وقيل: الغين شيء يغشى القلب ولا يغطيه كالغيم الذي يعرض في الهواء فلا يمنع ضوء الشمس.


• وقيل: هو همه بسبب أمته وما اطلع عليه من أحوالها بعده فيستغفر لهم.


• وقيل: المراد الفترات والغفلات عن الذكر الذي كان شأنه الدوام عليه، فإذا فتر عنه أو غفل عد ذلك ذنبا فاستغفر منه.


وقيل: غين أنوار لا غين أغيار والعدد المذكور في الحديث عدد للاستغفار لا للغين، والله الموفق. أ هـ.


 


9- عن حنظلة بن حذيم الحنفي رضي الله عنه، قَالَ: " لقِيني أبو بكرٍ فقال: كيف أنت؟ يا حنظلةُ! قال قلت: نافق حنظلةُ. قال: سبحان اللهِ! ما تقول؟ قال قلتُ: نكون عند رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. يُذكِّرنا بالنار والجنةِ. حتى كأنا رأيَ عَينٍ. فإذا خرجنا من عند رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، عافَسْنا الأزواجَ والأولادَ والضَّيعاتِ. فنسِينا كثيرًا. قال أبو بكرٍ: فواللهِ! إنا لنلقى مثل هذا. فانطلقتُ أنا وأبو بكرٍ، حتى دخلْنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. قلتُ: نافق حنظلةُ. يا رسولَ اللهِ! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ " وما ذاك؟ " قلتُ: يا رسولَ اللهِ! نكون عندك. تُذكِّرُنا بالنارِ والجنةِ. حتى كأنا رأىُ عَينٍ. فإذا خرجْنا من عندِك، عافَسْنا الأزواجَ والأولادَ والضَّيعاتِ. نسينا كثيرًا. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ " والذي نفسي بيده! إن لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذِّكر، لصافحتْكم الملائكةُ على فُرشِكم وفي طرقِكم. ولكن، يا حنظلةُ! ساعةٌ وساعةٌ " ثلاثَ مراتٍ (رواه مسلم).


 


• قوله: " عافَسْنا الأزواجَ والأولادَ والضَّيعاتِ ": قال الهروي وغيره: معناه حاولنا ذلك ومارسناه واشتغلنا به، أي: عالجنا معايشنا وحظوظنا، والضيعات: جمع ضيعة بالضاد المعجمة، وهي: معاش الرجل من مال أو حرفة أو صناعة.


 


10- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الدينَ يُسرٌ، ولن يُشادَّ الدينَ أحدٌ إلا غلبَه، فسدِّدوا وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوَةِ والرَّوْحةِ وشيءٍ من الدُّلْجَةِ " (رواه البخاري).


 


ثالثاً: بعض أقوال السلف والعلماء في الفتور وخطورته:-


1- قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " إنَّ لهذه القلوب إقبالًا وإدبارًا. فإذا أقبلت فخذوها بالنوافل، وإن أدبرت فألزموها الفرائض ".


 


2- قال الإمام ابن القيم رحمه الله: " تخلل الفترات للسالكين أمر لا بد منه، فمن كانت فترته إلى مقاربة وتسديد، ولم تخرجه من فرض، ولم تدخله في محرم؛ رُجي له أن يعود خيرًا مما كان ".


 


3- وقال أيضاً: " إنَّ المقبل على الله المطيع له، يسير بجملة أعماله، وكلما زادت طاعاته وأعماله، ازداد كسبه بها وعظم، وهو بمنزلة من سافر فكسب عشرة أضعاف رأس ماله، فسافر ثانيًا برأس ماله الأول وكسبه، فكسب عشرة أضعافه أيضًا، فسافر ثالثًا أيضا بهذا المال كله، وكان ربحه كذلك، وهلم جرًّا، فإذا فتر عن السفر في آخر أمره، مرة واحدة، فاته من الربح بقدر جميع ما ربح أو أكثر منه".


 


4- وقال كذلك: " فمن كانت الغفلة أغلب أوقاته، كان الصدأ مُتراكبًا على قلبه، وصدأه بحسب غفلته، وإذا صدئ القلب لم تنطبع فيه صور المعلومات على ما هي عليه، فيرى الباطل في صورة الحق، والحق في صورة الباطل؛ لأنه لـمَّا تراكم عليه الصدأ أظلم، فلم تظهر فيه صورة الحقائق كما هي عليه، فإذا تراكم عليه الصدأ، واسود، وركبه الران فسد تصوره وإدراكه، فلا يَقبل حقًّا، ولا ينكر باطلًا، وهذا أعظم عقوبات القلب، وأصل ذلك من الغفلة واتباع الهوى، فإنَّهما يطمسان نور القلب، ويعميان بصره ".


 


5- قال الشاطبي رحمه الله: " إنَّ المكلف لو قصد المشقة في عبادته، وحرص على الوقوع فيها، حتى يعرض نفسه لمضاعفة الثواب، فإنَّه يعرض نفسه في واقع الأمر لبغض عبادة الله تعالى، وكراهية أحكام الشريعة، التي غرس الله حبها في القلوب، كما يدلُّ عليه قوله تعالى: ﴿ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ﴾ (الحجرات 7)؛ وذلك لأنَّ النفس تكره ما يُفرض عليها، إذا كان من جنس ما يشق الدوام عليه، بحيث لا يقرب وقت ذلك العمل الشاق، إلا والنفس تشمئز منه، وتود لو لم تعمل، أو تتمنى أنها لم تلتزم ".


 


رابعاً: درجات الفتور: إن الفتور له درجات متفاوتة تتفاوت حسب تمكن الإيمان من القلب وحسب قرب العبد من الله تعالى. هذه الدرجات يمكن تلخيصها في أربعة أحوال.


1- الفتور العام والبغض والتثاقل عن جميع الطاعات وهو فتور المنافقين.


2- الفتور عن بعض الطاعات دون بعض مع عدم وجود البغض وهو فتور العصاة وأصحاب الشهوات.


 


3- فتور الكسالى وضِعاف الهمم فهم ينوون الطاعة ولا يأخذون بأسبابها وقد يكونون في أنفسهم صالحين ولكنهم ضعاف الهمة والعزيمة.


 


4- الفتور العارض المؤقت وهذا لا يسلم منه أحد والفطن هو الذي يُسرِع العودة حتى لا يطول فتوره وحتى لا يستمريء الكسل فتفوته الخيرات.


عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من القلوب قلبٌ إلا وله سحابةٌ كسحابةِ القمرِ، بينما القمرُ يُضيءُ إذ عَلَتْه سحابةٌ، فأظلَم، إذ تجلَّتْ " (صحيح الجامع).


 


• ولكي نعفي أنفسنا من جلد الذات ومن تأنيب الضمير ولكي نخوض غِمار العمل بخطى واثقة ثابتة دون زلل ولا انتكاس فلابد وأن نعلم أن: -


أ) العصمة للأنبياء ولمن عصمهم الله تعالى وكل من هم دون ذلك يزداد إيمانهم وينقص وتخور عزائمهم وتنهض وهذه طبيعة الطريق وطبيعة النفس البشرية فلا يجب أن نترك الإيمان ينقص حتى يزل صاحبه وينتكس ولا يجب أن نهمل تعهد العزيمة حتى تخور ولا تقوى على النهوض.


 


ب) الهداية والثبات على الرشد من الله تعالى وحده فالقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء فلا يجب الإقلاع عن قرع الباب ولا التوقف عن التذلل على الأعتاب.


 


ج) الثبات على وتيرة واحدة من الإيمان أمر مُتعذر لأي إنسان لما يعترينا من جواذب دنيوية ووساوس شيطانية وزيادة الإيمان ونقصانه ليس من الرياء ولا من النفاق ولكن الفطن كما قلنا هو من يتعهد إيمانه فيقويه أولاً بأولا والفطن من ينأى بنفسه عما يفسد إيمانه ويكدر صفوه.


 


د) الأخذ بالأسباب مأمور به شرعاً فلا يجب أن نغفل أسباب الإيمان والتقوى وزيادتهما وكذلك لا يجب أن نسرف في مُسببات الفتور والتراخي والدَّعة.


 


خامساً: أسباب ومظاهر الفتور بصفة عامة:


بداية لابد وأن نؤكد على أن أسباب الفتور ومظاهره تختلف من فرد لآخر حسب درجة إيمانه، وحسب ثقافته وبيئته ومقومات شخصيته وغيرهم من الأسباب وما سيُذكر هنا هو الخطوط العريضة للأسباب والمظاهر التي ربما يشترك فيها معظم من يعانون من آفة الفتور.


 


1- الخطأ في أساليب التربية حيث لا يكون هناك توازن بين التربية الفردية والتربية الجماعية ولا بين فقه العبادة وقت النشاط والهمة وفقه العبادة وقت الفتور والكسل فترى الفرد ينشط بين أقرانه وتفتر همته إذا كان وحده، وذلك لأنه قد تمت تربيته على العمل الجماعي ولم يُربى على العمل الفردي كما ينبغي، أو لانه يُتابع ويحاسب على العبادات الجماعية ولا يتابع على العبادات الفردية. وكذلك ترى هناك تناقض بيِّن في أحوال عبادته بين الإفراط والتفريط.


 


2- ضعف إيمان الفرد وقسوة قلبه وعدم تفكره في الآخرة وذلك نتيجة للتسويف وطول الأمل.


 


3- تهاون الفرد في الطاعات وتوسعه في الصغائر والمباحات وعدم اهتمامه بالتزود بالعلم الشرعي الذي يضبط إيمانه وتصرفاته.


 


4- عدم غيرة الفرد ولا اكتراثه لرؤية المعاصي ترتكب حتى ولو في أهله أو في أقرب المحيطين به.


 


5- جهل الفرد بثواب الأعمال الصالحة التي يقصر فيها وكذلك جهله بوزر المعاصي التي يرتكبها.


 


6- البعد عن الصحبة الطيبة الناصحة المُحفزة والمُعينة على الخير والطاعات.


 


7- ضعف الوازع الديني لدى الفرد مع الإقبال المفرط على الدنيا وعلومها وإغفال الزاد الروحي الذي يُجدد الإيمان ويحفز الهمم.


 


8- سوء توزيع طاقته فينهمك في عمل على حساب آخر حتى تخور قواه فلا ينعم بهذا ولا ذاك.


 


9- الاستعجال والشعور باليأس لعدم تحقيق ما يصبوا إليه رغم ما يبذله من جهد.


 


10- التعلق بالأشخاص وليس بالمباديء فإذا زلوا زل معهم وإذا انتكسوا انتكس معهم.


 


11- العزلة والانطواء فيجعل الفرد نفسه فريسة سهلة لوساوس الشيطان وذنوب الخلوات.


 


12- الغفلة عن محاسبة النفس أولاً بأول وكبح زمامها وفطامها عن الشهوات.


 


13- الاستهتار والعشوائية وعدم القدرة على تحمل المسئولية.


 


14- الجرأة على الله والمجاهرة بالمعصية والشعور بالسعادة في معية المذنبين المفرطين المسرفين على أنفسهم الذين يثبطون الهمة ويبددون الطاقة والجهد فيما لا طائل منه ولا فائدة.


 


15- كثرة الجزع من تقلبات الزمان فتجد الفرد لا يشكر على نعمة ولا يصبر على نقمة.


 


• أو غير ذلك من العوامل القاصمة المثبطة فالطباع مُختلفة والعزائم مُتفاوتة فهناك من يستسلم لأي عامل مما سبق وهناك من ينهض من عثرته وهناك من يتغلب - بفضل الله تعالى - على كل ذلك ويمضي ثابتاً في طريقه إلى الله.. والموفق من وفقه الله.


 


• كما يقولون أن صحة العلاج هي من صحة التشخيص فإذا كانت الأسباب السابقة هي أسباب الوقوع في آفة الفتور فإن العلاج يكون باتباع نقيضها.


 


سادساً: أسباب ومظاهر الفتور في المحيط الدعوي والتربوي:


هنا سنذكر بعض الأسباب التي تخص الفتور في الجانب الدعوي والتربوي مع التأكيد على عدم إغفال الأسباب والمظاهر العامة السابقة وذلك لأن النفس البشرية كل لا يتجزأ وأيضاً مع عدم إغفال أن الجوانب الشخصية لا تتشابه وأن السلوك البشري ليس فيه مُسَلَّمَات ولا فيه ما هو متفق عليه.


 


1 - ضعف الشعور بالمسؤولية وأن الدعوة إلى الله تعالى فريضة شرعية وضرورة بشرية.


2 - عدم ثقة الفرد بنفسه والاعتقاد بأنه لن يقدم جديداً.


3 - الركون إلى الدنيا والانغماس في مُلهياتها وملذاتها.


4 - الشعور بالانهزامية أمام موجة الظلم والفساد العاتية وأن الظلم والفساد قد ضرب بجذوره في المجتمع ومن الصعب اقتلاعه.


5- ضيق الأفق وحصر الدعوة في مجالات محدودة أو أوقات محدودة.


6- إيثار السلامة خوفاً من الاضطهاد والمضايقات والتضييق.


7- النمطية في أسلوب الدعوة وعدم توفر المجالات المتطورة التي تستوعب طاقات الشباب ومواهبهم.


8- الحاجز النفسي والصورة الذهنية السلبية عن أفراد المجتمع وعن مشكلاته.


9- الميل إلى النقد والجدل وتضخيم الهفوات وإلقاء اللوم على الآخرين هروباً من المسئولية.


10- العشوائية والتخبط وعدم وجود الرؤية الواضحة للوصول للهدف.


11- الاستجابة للنماذج السيئة من المرجفين والمثبطين.


12- النرجسية والتشوف للمسئولية والتعالي على النصيحة.


13- الجهل بالسنن الإلهية في أصحاب الدعوات واستبطاء النصر والظن أن الالتزام وحده يكفي للنصر والتمكين.


14- الإفراط في دراسة الواقع وتحليلاته دون أن يترتب على ذلك عمل.


15- عدم التشبع بمعرفة قدر وثواب الدعاة وعظم منزلتهم عند الله تعالى.




• كما سبق وذكرنا أن حُسن التشخيص كفيل بالوصول إلى العلاج فإذا كانت الأسباب السابقة هي أسباب الوقوع في آفة الفتور الدعوي فإن العلاج يكون باتباع نقيضها.


• وختاماً: إن الفتور عاقبته وخيمة على صاحبه وعلى المُحيطين به..


• فإن صاحب هذه الآفة يفوته من الخير الكثير والكثير دينياً ودنيوياً، فهو يتخلف عن الركب فيسبقه أقرانه ومن هم أقل منه في كل شيء وفي كل مغنم.


• وصاحب هذه الآفة بفتوره هذا يُضاعف الجهد على العاملين المُجتهدين ويغري بهم السُّفهاء بقعوده عنهم.


• وصاحب هذه الآفة إن لم يبادر بالتوبة والأوبة يُختم له بسوء الخاتمة والعياذ بالله.


• والأخطر والأنكى أن صاحب هذه الآفة يسُن سُنة سيئة لمن يقتدي به فيحمل من أوزارهم على أوزاره..... نسأل الله تعالى العفو والعافية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اريج الليل
نجم المنتدى
نجم المنتدى
اريج الليل


الأوسمة :
انثى عدد الرسائل : 4182
العمر : 24
الإقامة : 서울 한국
الدولة : الويل والثبور لمن يركن للفتور Soudiarabian
الجنسية : الويل والثبور لمن يركن للفتور Soudian
تاريخ التسجيل : 23/08/2013
السٌّمعَة : 3

الويل والثبور لمن يركن للفتور Empty
مُساهمةموضوع: رد: الويل والثبور لمن يركن للفتور   الويل والثبور لمن يركن للفتور Emptyالجمعة مارس 23, 2018 12:00 am

شكري وامتناني
على هذا الطرح الطيب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الويل والثبور لمن يركن للفتور
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الويل لتارك الصلاة
» تفسير: (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سبيس باور :: المنتديات الاسلامية :: المنتدى الإسلامي-
انتقل الى: