منتديات سبيس باور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات سبيس باور

 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
乂دامي سبيس باور乂
مكتبة بغداد التفسيرية في العصر العباسي Vote_rcapمكتبة بغداد التفسيرية في العصر العباسي Voting_barمكتبة بغداد التفسيرية في العصر العباسي Vote_lcap 

 

 مكتبة بغداد التفسيرية في العصر العباسي

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
$~~ HISOKA~~$
شمس المنتدى
شمس المنتدى
$~~ HISOKA~~$


الأوسمة :
ذكر عدد الرسائل : 17084
العمر : 27
الإقامة : !!! EVERYWHERE
الدولة : مكتبة بغداد التفسيرية في العصر العباسي Soudiarabian
الجنسية : مكتبة بغداد التفسيرية في العصر العباسي Unknow
تاريخ التسجيل : 04/11/2017
السٌّمعَة : 35

مكتبة بغداد التفسيرية في العصر العباسي Empty
مُساهمةموضوع: مكتبة بغداد التفسيرية في العصر العباسي   مكتبة بغداد التفسيرية في العصر العباسي Emptyالسبت مارس 31, 2018 8:19 pm

مكتبة بغداد التفسيرية في العصر العباسي
 




في زمنٍ غير معهود شبَّت المدينة الوليدة (بغداد) حتى ضاهت المدن علماً وأدباً وحضارة، وراحت تجرُّ ذيلها طرباً وكبرياء بنفسها وبأهلها، تتيه على الدهر، وتفخر على الدنيا، وتستقطب كلَّ راغب بالعلم، طَموح إلى المجد، يحب أن يكون شيئاً مذكوراً.




 




ولم تكن بغداد لترضى أن تكون عاصمة سياسية فقط، بل لقد جمعت الكمال من كل أطرافه، فهي للدين والدنيا، وللعلم والأدب، وهي- باختصار-: مدينة الروح والجسد.




 




وكان من جولاتها العلمية المشهودة خدمتها لكتاب الله الخالد في شتى جوانبه، ومن ذلك تفسيره والوقوف على أبعاده ومراميه، وألفاظه ومبانيه.




 




وفيما يلي عرضٌ موجزٌ - يُراعي التسلسلَ التاريخي- عن هذا المسلك المهمِّ في تاريخ عاصمة الحضارة الإسلامية: بغداد، آملًا أنْ يُصارَ إلى عروض مماثلة لسائر مسالكها الأُخرى، ليَظهر جليّاً جهدُها الماتع، وأثرُها الرائع في خدمة العلم والدين.




♦    ♦    ♦












وأول ما يطالعنا فيما نحن بصدده من أهل القرن الثاني (الهجري):




الحافظ الكبير الحجّة الصدوق هُشيم بن بشير(ت: 183هـ) أول شيخ للإمام أحمد بن حنبل، له (تفسير) يرويه عنه أبو هاشم زياد بن أيوب البغدادي.




 




ومن طريف أمر هُشيم أنّ أباه كان طبّاخاً، وقد اشتهر بإعداد بعض أنواع أطعمة السمك، لكنّ هشيماً اتجه إلى طلب العلم وتحمّل لومَ أبيه في ذلك، وكان يحضر مجالسَ أبي شيبة القاضي، ويناظره في الفقه، وقد حدث أنْ مرض مرّةً فتفقّده أبو شيبة فقيل له: إنه عليل، فقال: قوموا بنا حتى نعوده، فقام أهلُ المجلس جميعاً يعودونه اتباعاً لأمر القاضي، حتى جاؤوا إلى منزل بشير الطبّاخ، وأُخبر بذلك، فلما خرج القاضي وصحبه قال بشيرٌ لابنه هُشيم: يا بنيَّ قد كنتُ أمنعك من طلب الحديث، فأما اليومَ فلا، صار القاضي يجيء إلى بابي، متى أمَّلت أنا هذا؟




 




ثم يطالعنا إمامُ نحوِ الكوفة وأحد القرّاء السبعة علي بن حمزة الكسائي، وله كتاب (معاني القرآن)، وقد توفِّي في طريق خراسان، وكان في صحبة الرشيد عام (ت: 189هـ).




♦    ♦    ♦












وفي القرن الثالث هناك:




عبدالوهاب بن عطاء العجلي (ت: 204 هـ)، وقد جاء عنه أنه صنّف (تفسيراً).




 




ويحيى بن زياد المعروف بالفرّاء(ت:207هـ)، وله: (معاني القرآن).




 




والأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة (ت:210هـ)، وله كذلك: (معاني القرآن).




 




وصاحب التصانيف المشهورة والعلوم المذكورة من القراءات والفقه واللغة والشعر، أبو عبيد القاسم بن سلام البغدادي(ت: 224هـ)، له: (غريب القرآن)، و(المجاز في القرآن)، و(معاني القرآن)، وذلك أن أول مَنْ صنَّف في ذلك من أهل اللغة أبو عبيدة معمر بن المثنى، ثم قطرب بن المستنير، ثم الأخفش. وصنَّف من الكوفيين الكسائي، ثم الفراء، فجمع أبو عبيد ما في كتبهم، وجاء فيها بالآثار والأسانيد، وتفاسير الصحابة والتابعين والفقهاء، وبلغ فيه إلى الحج أو الأنبياء، ثم تركه فلم يكمله، وذلك أنَّ الإمام أحمد بن حنبل كتب إليه: (بلغني أنّك تؤلِّف كتاباً في القراءات(كذا) أقمتَ فيه الفرّاء وأبا عبيدة أئمة يحتج بهما في معاني القرآن فلا تفعل).




 




ويلي أبا عبيدٍ العالم الفاضل الأديب الشاعر نديم الخلفاء إبراهيم بن يحيى اليزيدي (ت: 225هـ) له: (مصادر القرآن)، ولم يكمل.




 




وسريج بن يونس شيخ البخاري ومسلم والنسائي (ت: 235هـ) له من الكتب: (التفسير)، و(الناسخ والمنسوخ)، و(القراءات).




 




وهنا يبرز أمامَنا مرجعُ المسلمين في عصره، إمام السُّنة الممتَحن، صاحب (المسند) الشهير: أحمد بن محمد بن حنبل (ت: 241هـ) نُسِبَ إليه: كتاب (التفسير)، ذُكِرَ أن فيه مئة وعشرين ألف حديث!




 




وله: (المقدَّم والمؤخَّر في كتاب الله تعالى)، و(جوابات القرآن)، و(الناسخ والمنسوخ).




 




وبعده يأتي يوسف بن موسى الكوفي نزيل بغداد (ت: 252هـ) له: (تفسير).




 




ومحمد بن عبدالله البغدادي (ت: 257هـ) له: (تفسير).




 




والحسن بن محمد الزعفراني (ت: 260هـ) تلميذ الإمام محمد بن إدريس الشافعي ببغداد، يُؤخذ من كلام الإمام الفقيه عبد الكريم الرافعي أنَّ له (تفسيرا).




 




وعبدالله بن مسلم بن قتيبة (ت: 267هـ) له كتب منها: (معاني القرآن)، و(مشكل القرآن)، و(غريب القرآن) الذي يُعَدُّ مصدراً مهمّاً لكثيرٍ ممن جاءوا بعده، وخاصة ابن جرير الطبري.




 




وداود بن علي الأصبهاني البغدادي مؤسس المذهب الظاهري (ت:280هـ) له: كتاب (ناسخ القرآن ومنسوخه).




 




والفقيه المالكي الحافظ إسماعيل بن إسحاق الجهضمي الأزدي (ت:282ه) له: (أحكام القرآن)، قالوا: إنه لم يُسبق إلى مثله، وقد طبع قسمٌ منه، و(معاني القرآن وإعرابه) في خمسة وعشرين جزءاً، وأصله للقاسم بن سلام، وقد أخذه إسماعيل، وزاد فيه زيادة، وانتهى إلى حيث انتهى أبو عبيد.




 




ثم محمد بن يزيد المعروف بالمبرِّد (ت:286هـ) له: (معاني القرآن).




 




وآخر مفسِّري هذا القرن وفاةً حاملُ لواء علم التزكية الجنيد بن محمد القواريري البغدادي (ت:298ه) وله: (أمثال القرآن).




♦    ♦    ♦












ونراجع سجلات القرن الرابع فنلتقي بـ:




الحسين بن منصور المعروف بالحلاّج (المقتول سنة 309هـ) وله كتب منها: (تفسير سورة قل هو الله أحد)!.




 




ومحمد بن خلف المحولي (ت:309هـ) كذلك، له: (الحاوي في علوم القرآن) في سبعة وعشرين جزءاً.




 




وعبدالله بن سليمان المعروف بابن أبي داود (ت:310هـ) له: (التفسير).




 




ثم نلتقي بأحد أئمة الدنيا العَلم المفرد الذي كان موسوعة علمية ضخمة الإمام محمد بن جرير الطبري (224-310ه) وتفسيره: (جامع البيان عن وجوه تأويل آي القرآن) من أشهر التفاسير وأوثقها، وأجلّها وأعظمها، وهو أقدم تفسيرٍ وصل إلينا كاملاً، وقد طبع في (30) جزءاً من الحجم الكبير، وفيه يقول الإمامُ أبو حامد أحمد بن محمد الإسفراييني: لو سافر رجلٌ إلى الصين حتى يحصل له تفسير ابن جرير لم يكن ذلك كثيراً.




 




ويقول الإمامُ أبو بكر بن خزيمة: نظرتُ فيه من أوله إلى آخره، وما أعلمُ على أديم الأرض أعلمَ من ابن جرير.




 




ويقول الإمامُ النووي: أجمعت الأُمة على أنه لم يُصنف مثل تفسير الطبري.




 




ولهذا كان في رأس قائمة المصادر لكل مَنْ ألَّف في التفسير، أو اشتغل به منذ خرج إلى الوجود، حتى يوم الناس هذا.




 




ويأتي بعده العالمُ النحويُّ المشهور أبو إسحاق الزجّاج (ت: 311هـ) وله: (معاني القرآن).




 




والعالمُ الكبيرُ بحرُ الحفظ محمد بن القاسم المعروف بابن الأنباري البغدادي المتوفى سنة (ت:328هـ).




 




كان أعجوبة الأعاجيب في سعة المحفوظات، وكان يحفظ - فيما ذُكِرَ - ثلاثمائة ألف بيت من الشعر شاهدة في القرآن، ويحفظ مئة وعشرين تفسيراً من تفاسير القرآن بأسانيدها!




 




ومن كتبه التي تزيد أوراقُها على أكثر من خمسين ألف ورقة - فيما قالوا- كتاب: (المشكل في معاني القرآن)، ومما يُؤسف عليه أنه لم يتمّه، ويُلاحظ أنَّ ابن الجوزي ينقل عنه كثيرًا.




 




ثم نلتقي بعبد العزيز بن محمد - من ذرية هارون الرشيد - توفي على ما قيل سنة (ت:350هـ)، وله من الكتب: (التفسير).




 




والشيخِ الرحّالِ الجوالِ المقرئ أبي بكر النقّاش (ت:351هـ) له: تفسيرٌ كبيرٌ اسمه (شفاء الصدور) في (12) ألف ورقة - وقد تُكلِّم فيه -.




 




والقاضي أحمد بن كامل (ت:355هـ) تلميذ الطبري، وله: (موجز التأويل عن معجز التنزيل).




 




وإمامِ الحنفية في عصره الإمام أحمد بن علي الرازي الجصّاص (ت:370هـ)، وله من الكتب: (أحكام القرآن)، وهو من التفاسير الفقهية، وقد طبع في ثلاثة مجلدات ضخمة تجاوزت (1500) صفحة.




 




ومحدِّث العراق أبي حفص عمر بن أحمد المعروف بابن شاهين البغدادي (ت:375هـ) وله: (تفسير كبير) في ألف جزء.




 




والحافظ العلامة المتفنِّن أبي الفرج المُعافى بن زكريا النهرواني (ت:390هـ)، له: (تفسير كبير) في ستة مجلدات.




♦    ♦    ♦




 




وفي القرن الخامس يطالعنا:




عالمُ الشعراء وشاعر العلماء الشريف الرضي محمد بن الحسين (ت:406هـ) له: (حقائق التأويل في متشابه التنزيل) طبع منه الجزء الخامس، و(تلخيص البيان في مجازات القرآن) وقد طبع أيضاً، وغير ذلك.




 




كما يطالعنا الإمامُ هبة الله بن سلامة البغدادي (ت:410هـ) والذي يقول عنه ياقوت الحموي: (كان من أحفظ الناس لتفسير القرآن والنحو، وكان له حلقة بجامع المنصور)، صنَّف - فيما صنّف -: (التفسير)، و(الناسخ والمنسوخ).




 




ثم الشريف المرتضى علي بن الحسين (ت:436هـ) له الأمالي المشهورة: (غرر الفوائد ودرر القلائد) وفيها مباحث تفسيرية كثيرة، وهي مطبوعة.




 




وتشيرُ سنة (490هـ) إلى وجود محمد بن عبدالله الأندلسي المعروف بأبي بكر ابن العربي (468-543هـ) في بغداد يأخذ العلمَ عن جهابذتها، ومنهم حجة الإسلام أبو حامد الغزالي الذي ذُكِرَ له تفسيرٌ كبيرٌ بعنوان: (ياقوت التأويل في تفسير التنزيل)، ومِنْ ثم سيُؤلِّف أبو بكر هذا: (أحكام القرآن)، و(أنوار الفجر في تفسير القرآن) في ثمانين مجلدًا.




♦    ♦    ♦












ونلج في القرن السادس لنجد في انتظارنا:




الأديب المعروف يحيى بن علي الخطيب التبريزي (ت:502هـ) صاحب الرحلة إلى أبي العلاء المعري، فقد صنّف: (تفسير القرآن).




 




ثم نجد عَلميْن بنفس الاسم مشهورين بالتفسير وغيره:




أولهما: عبدالرحمن بن علي الحلواني (ت:546ه)، له (تفسير) في واحد وأربعين جزءاً، وقد حدَّثَ به.




 




وثانيهما: عبدالرحمن بن علي الشهير بابن الجوزي، علامة بغداد وواعظها الأكبر (ت:597ه)، وقد كان له في التفسير باع طويل، تشهد بذلك العلماءُ الأجلاء، وتشهد كذلك مصنفاتُه فيه، ومنها:




تفسيره الكبير: (المُغني) في عشرين مجلداً. وهذا لم يصل إلينا. - وقد يتحرف العنوانُ إلى المُعين-.




 




والأوسط: (زاد المسير في علم التفسير). والمختصرات ك:




(تيسير البيان في تفسير القرآن).




و(تذكرة الأريب في تفسير الغريب).




وله في علوم القرآن:




(تذكرة المنتبه في عيون المشتبه).




 




و(نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر) الذي يكاد يكون أفضلَ كتابٍ في بابه على الإطلاق، وغير ذلك.




 




وقد طُبع (زاد المسير) فجاء في تسعة مجلدات، ونقرأ في مقدمته (1/3): (إني نظرت في جملة من كتب التفسير فوجدتُها بين كبيرٍ قد يئس الحافظُ منه، وصغيرٍ لا يستفاد كل المقصود منه، والمتوسط منها قليل الفوائد، عديم الترتيب، ربما أُهمل فيه المشكل، وشرح غير الغريب، فأتيتك بهذا المختصر اليسير منطوياً على العلم الغزير...).




 




ولا يضيق بنا البحث أنْ نجد تلميذاً تأثر بابن الجوزي، أو أخذ عنه، فهناك:




محمد بن أبي القاسم الخضر الحرّاني (ت:622هـ) فقد كان من شأنه أنه رحل إلى بغداد، ولازم ابنَ الجوزي، وسمع منه كثيراً من مصنّفاته، وقرأ عليه كتاب (زاد المسير) قراءة بحثٍ وفهمٍ، وحين رجع إلى بلده شرع في إلقاء التفسير بكرة كلِّ يوم بجامع حرّان في سنة (588هـ)، وواظب على ذلك، حتى فسَّرَ القرآنَ خمسَ مرّات، انتهى آخرُها إلى سنة (610هـ)، وذَكَرَ ذلك في أول (تفسيره)، وهو كتاب كبير في مجلدات ضخمة.




 




ولعلي لستُ مخطئاً إذا قلتُ: إنَّ بغداد انفردت على يد عالمها الموسوعي ابن الجوزي بمزية رائعة على كل البلاد، ومن ذلك أنه فسَّر القرآن كله على منبر الوعظ، ويقول هو عن هذه المفخرة في كتابه (المنتظم) في حوادث سنة (570هـ): (وفي يوم السبت سابع عشر جمادى الأُولى انتهى تفسيري للقرآن في المجلس على المنبر، فإني كنتُ أذكر في كل مجلس منه آيات من أول الختمة على الترتيب، إلى أن تمَّ فسجدت على المنبر سجدة شكر، وقلت: ما عرفتُ أن واعظاً فسَّر القرآن كله في مجلس الوعظ منذ نزل القرآن، فالحمد لله المنعم، ثم ابتدأتُ يومئذ في أول ختمة، وأنا أفسِّرها على الترتيب، والله قادر على الإنعام بالإتمام، والزيادة من فضله). وكان عمره آنذاك ستين عاماً، أو يزيد قليلاً.




♦    ♦    ♦




 




أما في القرن السابع فهناك:




العالم الضرير عبد الله بن الحسين العكبري (ت:616هـ)، كان معيداً للشيخ ابن الجوزي في مدرسته، وقد قرأ عليه المؤرِّخ ابنُ النجار غالب تصانيفه، وهي كثيرة جداً، منها (تفسير القرآن)، وهو مخطوط، و(التبيان في إعراب القرآن)، وهو مطبوع.




 




ويليه الفقيه العارف عمر بن محمد السُّهروردي (ت:632هـ) ولا يزال قبرُه في بغداد ماثلا، واسمه يتكرر على الألسنة لوجود شارعٍ باسمه فيها، له كتاب: (نُغبة البيان في تفسير القرآن)، وقد رأيتُ نسخة منه قرئت عليه، وعليها خطُّه.




 




وكذلك الواعظ المؤرِّخ الذي وُصف بأنه حائز القبول التام عند الخاص والعام من أبناء الدنيا والآخرة: سبط ابن الجوزي يوسف بن قزغلي (ت:654هـ) بدمشق، له: (تفسير) في سبعة وعشرين مجلداً.




 




ثم نلتقي بعالِمين استُشهدا بسيوف التتار في واقعة سقوط بغداد عام (656هـ):




أولهما: محمود بن أحمد الزنجاني الذي قال عنه الحافظُ الذهبي: (كان من بحور العلم) له تصانيف، منها: (تفسير القرآن).




 




وثانيهما: محيي الدين يوسف ابن الإمام أبي الفرج عبد الرحمن بن علي، كان من كبار العلماء وأشهرهم، وفيه يقول الملكُ العادلُ الأيوبي: (كل أحد يعوزه زيادة عقلٍ، إلا محيي الدين ابن الجوزي فإنه يعوزه نقصُ عقل)!




 




له تصانيف، منها: (معادن الإبريز في تفسير الكتاب العزيز)، وقد قُتِل هو وأولاده الثلاثة.




 




وما أرى أن أحداً يستطيعُ أن يتصور ذلك اليوم الذي التقتْ فيه دموعُ بغداد ودماءُ الشهداء ومدادُ العلماء مع مياه دجلة ليسيطروا كارثةً من أكبر الكوارث التي نزلت بالحضارات، ولا يعلم إلا اللهُ ما ضاع لنا من ثروة علمية - ومن ضمنها التراث التفسيري- في تلك المجزرة الرهيبة.




♦    ♦    ♦












ومن رجال العصر العباسي - وإن كان قد تأخرت وفاته -: العلامة المحدِّث البارع المؤرِّخ علي بن أنجب المعروف بابن الساعي البغدادي (593-674هـ) له مصنَّفات كثيرة، قال عنها الذهبي: (لعلها وقر بعير)، منها: (مختصر تفسير البغوي).




 




وقد نجا ابنُ الساعي من التتار إذ كان في دار الوزير ابن العلقمي.




 




في حين نجد عالماً كبيراً مفسِّراً وُصِفَ بأنه وحيد الدهر في علم الوعظ ومعرفة التفسير، قد أُسِرَ في تلك الواقعة المهولة، وخلص من ذلك عن طريق شرائه منهم، ذلك هو عبد الجبار بن عبد الخالق البغدادي (ت:681هـ)، وله: (مشكاة البيان في تفسير القرآن) في ثمانية مجلدات.




 




وآخر علماء العصر العباسي المفسِّرين:




العالم الضرير عبدالرحمن بن أبي القاسم (624-684هـ)، ولد بناحية عبدليان من قرى البصرة، وتوفي في بغداد، وكان من العلماء المجتهدين، والفقهاء المنفردين، وله: (جامع العلوم في تفسير كتاب الله الحي القيوم).




♦    ♦    ♦




 




وقد حدَّثنا التاريخُ عن علماء ألّفوا تفاسير، ثم أرسلوها إلى بغداد، وأكتفي منهم باثنين:




1- الإمام النحوي اللغوي المعتزلي محمود بن عمر الزمخشري (467-538هـ) صاحب: (الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل)، وقد وقفه مع كتبه كلها، وجعل مقرها مسجدَ أبي حنيفة، ولا شك أن هذا الوقف يسّرَ لكثير من العلماء الاطلاع عليه، والنقل منه، ومناقشته.




 




2- والإمام عبدالرازق بن رزق الرسعني (589-661هـ) صنَّف تفسيراً حسناً في أربعة مجلدات ضخمة سمّاه (رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز)، وكان لمّا قدم بغداد فأنعم عليه الخليفة المستنصر(تولى الخلافة من 623-640هـ) صنَّفَ هذا التفسيرَ ببلده - رأس عين خابور-، وأرسله إليه، ووُقِفَ بالمدرسة المستنصرية، ثم نُقِلَ إلى المدرسة البشيرية، وله فيه مناقشاتٌ مع الزمخشري وغيره، في العربية وغيرها.




♦    ♦    ♦












وبعد: فأرجو أن أكون قد أعطيتُ تصوراً عاماً عن جهود بغداد في خدمة كتاب الله الخالد، وقد رأينا من خلال هذه السطور ضخامةَ إنتاجِ العلماء، ورفعة هممهم، ومزيد اهتمامهم، مما يؤكِّد تفانيهم المخلص في هذا السبيل، وبذلك كانت المكتبة العربية الإسلامية جداراً تتقهقرُ القرونُ أمامه، على الرغم من النكبات والصدمات التي استهدفت هذه المكتبة، ولا شك في أنَّ لأجواء بغداد أثراً كبيراً في نشوئها وتنميتها، فهي الزجاجةُ الصافية التي سَكَبَ العلماءُ فيها بضاعتهم، أو بالأحرى هي معرض الشرق الكبير...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روح الصداقة
مراقبة قسم الانمي
مراقبة قسم الانمي
روح الصداقة


الأوسمة :
مكتبة بغداد التفسيرية في العصر العباسي P_59jyzp1مكتبة بغداد التفسيرية في العصر العباسي P_239rakx1مكتبة بغداد التفسيرية في العصر العباسي I_eb4744df221مكتبة بغداد التفسيرية في العصر العباسي 2ivbojrمكتبة بغداد التفسيرية في العصر العباسي 1434607027571مكتبة بغداد التفسيرية في العصر العباسي I_c3c0f377bf1

انثى عدد الرسائل : 59752
العمر : 28
الإقامة : ·♥ في وطني المجروح ♥·
الدولة : مكتبة بغداد التفسيرية في العصر العباسي Iraq
الجنسية : مكتبة بغداد التفسيرية في العصر العباسي Iraqy
تاريخ التسجيل : 19/07/2013
السٌّمعَة : 224

مكتبة بغداد التفسيرية في العصر العباسي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مكتبة بغداد التفسيرية في العصر العباسي   مكتبة بغداد التفسيرية في العصر العباسي Emptyالأحد مايو 13, 2018 8:16 pm

ربي يسلم اياديك على جميل طرحك
يعطيك العافية ويرضى عنك








مكتبة بغداد التفسيرية في العصر العباسي P_1597e7nxy1
مكتبة بغداد التفسيرية في العصر العباسي 1557228125161
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.spacepoweriq.net
nah.
صديق برونزي
صديق برونزي
nah.


الأوسمة :
انثى عدد الرسائل : 1379
العمر : 24
الإقامة : الجحيم
الدولة : مكتبة بغداد التفسيرية في العصر العباسي Palestine
الجنسية : مكتبة بغداد التفسيرية في العصر العباسي Palestinian
تاريخ التسجيل : 23/10/2017
السٌّمعَة : 0

مكتبة بغداد التفسيرية في العصر العباسي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مكتبة بغداد التفسيرية في العصر العباسي   مكتبة بغداد التفسيرية في العصر العباسي Emptyالخميس سبتمبر 20, 2018 2:08 pm

كالعادة ابداع رائع 
وطرح يستحق المتابعة
شكراً لك 
بانتظار الجديد القادم
دمت بكل خير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مكتبة بغداد التفسيرية في العصر العباسي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شعراء العصر العباسي
» مكتبة تراث التنوع الحيوي ( Biodiversity Heritage Library) تدخل العصر الرقمي بفضل مشروع
» قصه .. الخليفة العباسي المأمون
» وباء هذا العصر
» قصة الخليفة العباسي ابوجعفر المنصور مع الاصمعي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سبيس باور :: المنتديات العامة :: المنتدى العام-
انتقل الى: