قائد جيش المسلمين: حسان بن النعمان الغساني.
قائد الروم: ملك قَرْطاجَنَّة.
استغلَّ الرومُ وغيرهم من أعداء المسلمين انشغالَ المسلمين بالفتن الداخلية، فأغاروا على أطرف الدولة الإسلامية، خصوصًا في إفريقية؛ حيث تَعرَّضت الإسكندرية لغارات الروم البحريَّة، وكذلك برقة في ليبيا، وتونس، حتى سقطت القيروان بيد كسيلة البربري حليف الروم، ولما فرغ عبدالملك من ابن الزبير وخلت له البلاد من منافس، أعطى اهتمامه لحماية البلاد وأعدَّ الجيوش لذلك؛ فقد عيَّن حسان بن النعمان قائدًا لجيش كثيف وجَّهه إلى إفريقية؛ ليؤدِّب الروم ومَن والاهم، ولينتقم منهم من مقتل زهير بن قيس عندما صدَّ الروم في برقة بأربعين فارسًا وهم ألوف مؤلَّفة، فقد أبى عليه دينُه وشهامتُه أن ينسحب أو يتراجع لكي يجمع جيشه، فقد سمع استغاثة الأسرى المسلمين وهم بأيدي الروم يسحبونهم إلى مراكبهم، فانطلق إليهم مع هذه الكوكبة وقاتل حتى استشهد.
قَدِم جيش حسان بن النعمان إلى إفريقية ونزل في القيروان، ثم توجَّه نحو مدن الساحل التونسي وقصد قرطاجنة، وكانت في منأًى عن هجمات المسلمين، فحاصرها حسان وفتحها، وقاتل جيشها قتالًا عنيفًا بقيادة حاكمها حتى شتَّت شملَهم، وهرب قِسْمٌ كبير منهم إلى صقلية بحرًا، فهدم حسان المدينة؛ حتى لا يعود الروم إليها ثانية، ثم فتح بقية المدن الساحلية مثل بنزرت وصطفورة، بعد أن لقي مقاومة عنيفة فقضى عليها، وتَمَّ السيطرة على هذا الجزء من إفريقية كاملًا.
الرئيسية 
