منتديات سبيس باور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات سبيس باور

 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم

 

 تفسير سورة المعارج

اذهب الى الأسفل 
+5
emily star
أنجليك
دراج الشبح
روح الصداقة
كاورو
9 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
كاورو
(¸.•'´* كبرياء العراق*`'• .¸)
(¸.•'´* كبرياء العراق*`'• .¸)
كاورو


الأوسمة :
تفسير سورة المعارج I_5b2274d1fd1تفسير سورة المعارج 1434606728541تفسير سورة المعارج I_e8385f594d1

انثى عدد الرسائل : 70859
العمر : 100
الإقامة : الرمادي
الدولة : تفسير سورة المعارج Iraq
الجنسية : تفسير سورة المعارج Iraqy
تاريخ التسجيل : 24/01/2009
السٌّمعَة : 187

تفسير سورة المعارج Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة المعارج   تفسير سورة المعارج Emptyالسبت يوليو 07, 2018 6:33 pm

تفسير سورة المعارج عدد آياتها 44 ( آية 1-44 )

وهي مكية




{ 1 - 7 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ * تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ * فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا * إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا }




يقول تعالى مبينا لجهل المعاندين، واستعجالهم لعذاب الله، استهزاء وتعنتا وتعجيزا:




{ سَأَلَ سَائِلٌ } أي: دعا داع، واستفتح مستفتح { بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِلْكَافِرينَ } لاستحقاقهم له بكفرهم وعنادهم { لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ مِنَ اللَّهِ } أي: ليس لهذا العذاب الذي استعجل به من استعجل، من متمردي المشركين، أحد يدفعه قبل نزوله، أو يرفعه بعد نزوله، وهذا حين دعا النضر بن الحارث القرشي أو غيره من المشركين  فقال: { اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم } إلى آخر الآيات.




فالعذاب لا بد أن يقع عليهم من الله، فإما أن يعجل لهم في الدنيا، وإما أن يؤخر عنهم إلى الآخرة  ، فلو عرفوا الله تعالى، وعرفوا عظمته، وسعة سلطانه وكمال أسمائه وصفاته، لما استعجلوا ولاستسلموا وتأدبوا، ولهذا أخبر تعالى من عظمته ما يضاد أقوالهم القبيحة فقال: { ذِي الْمَعَارِجِ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ } أي: ذو العلو والجلال والعظمة، والتدبير لسائر الخلق، الذي تعرج إليه الملائكة بما دبرها  على تدبيره، وتعرج إليه الروح، وهذا اسم جنس يشمل الأرواح كلها، برها وفاجرها، وهذا عند الوفاة، فأما الأبرار فتعرج أرواحهم إلى الله، فيؤذن لها من سماء إلى سماء، حتى تنتهي إلى السماء التي فيها الله عز وجل، فتحيي ربها وتسلم عليه، وتحظى بقربه، وتبتهج بالدنو منه، ويحصل لها منه الثناء والإكرام والبر والإعظام.




وأما أرواح الفجار فتعرج، فإذا وصلت إلى السماء استأذنت فلم يؤذن لها، وأعيدت إلى الأرض.




ثم ذكر المسافة التي تعرج إلى الله فيها الملائكة والأرواح  وأنها تعرج في يوم بما يسر لها من الأسباب، وأعانها عليه من اللطافة والخفة وسرعة السير، مع أن تلك المسافة على السير المعتاد مقدار خمسين ألف سنة، من ابتداء العروج إلى وصولها ما حد لها، وما تنتهي إليه من الملأ الأعلى، فهذا الملك العظيم، والعالم الكبير، علويه وسفليه، جميعه قد تولى خلقه وتدبيره العلي الأعلى، فعلم أحوالهم الظاهرة والباطنة، وعلم مستقرهم ومستودعهم، وأوصلهم من رحمته وبره ورزقه  ، ما عمهم وشملهم وأجرى عليهم حكمه القدري، وحكمه الشرعي وحكمه الجزائي.




فبؤسا لأقوام جهلوا عظمته، ولم يقدروه حق قدره، فاستعجلوا بالعذاب على وجه التعجيز والامتحان، وسبحان الحليم الذي أمهلهم وما أهملهم، وآذوه فصبر عليهم وعافاهم ورزقهم.




هذا أحد الاحتمالات في تفسير هذه الآية [الكريمة] فيكون هذا العروج والصعود في الدنيا، لأن السياق الأول يدل على هذا.




ويحتمل أن هذا في يوم القيامة، وأن الله تبارك وتعالى يظهر لعباده في يوم القيامة من عظمته وجلاله وكبريائه، ما هو أكبر دليل على معرفته، مما يشاهدونه من عروج الأملاك والأرواح صاعدة ونازلة، بالتدابير الإلهية، والشئون في الخليقة




في ذلك اليوم الذي مقداره خمسون ألف سنة من طوله وشدته، لكن الله تعالى يخففه على المؤمن.




وقوله: { فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا } أي: اصبر على دعوتك لقومك صبرا جميلا، لا تضجر فيه ولا ملل، بل استمر على أمر الله، وادع عباده إلى توحيده، ولا يمنعك عنهم ما ترى من عدم انقيادهم، وعدم رغبتهم، فإن في الصبر على ذلك خيرا كثيرا.




{ إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا } الضمير يعود إلى البعث الذي يقع فيه عذاب السائلين بالعذاب أي: إن حالهم حال المنكر له، أو الذي غلبت عليه الشقوة والسكرة، حتى تباعد جميع ما أمامه من البعث والنشور، والله يراه قريبا، لأنه رفيق حليم لا يعجل، ويعلم أنه لا بد أن يكون، وكل ما هو آت فهو قريب.




ثم ذكر أهوال ذلك اليوم وما يكون فيه، فقال:




{ 8 - 18 } { يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ * وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا * يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ * وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ * كَلَّا إِنَّهَا لَظَى * نَزَّاعَةً لِلشَّوَى * تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى * وَجَمَعَ فَأَوْعَى }

أي: { يَوْمِ } القيامة، تقع فيه هذه الأمور العظيمة فـ { تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ } وهو الرصاص المذاب من تشققها وبلوغ الهول منها كل مبلغ.




{ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ } وهو الصوف المنفوش، ثم تكون بعد ذاك هباء منثورا فتضمحل، فإذا كان هذا القلق والانزعاج لهذه الأجرام الكبيرة الشديدة، فما ظنك بالعبد الضعيف الذي قد أثقل ظهره بالذنوب والأوزار؟




أليس حقيقا أن ينخلع قلبه وينزعج لبه، ويذهل عن كل أحد؟ ولهذا قال: { وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا يُبَصَّرُونَهُمْ } أي: يشاهد الحميم، وهو القريب حميمه، فلا يبقى في قلبه متسع لسؤال حميمه عن حاله، ولا فيما يتعلق بعشرتهم ومودتهم، ولا يهمه إلا نفسه، { يَوَدُّ الْمُجْرِمُ } الذي حق عليه العذاب { لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَصَاحِبَتِهِ } أي: زوجته { وَأَخِيهِ وَفَصِيلَتِهِ } أي: قرابته { الَّتِي تُؤْوِيهِ } أي: التي جرت عادتها في الدنيا أن تتناصر ويعين بعضها بعضا، ففي يوم القيامة، لا ينفع أحد أحدا، ولا يشفع أحد إلا بإذن الله.




بل لو يفتدي [المجرم المستحق للعذاب] بجميع ما في الأرضِ ثم ينجيه لم ينفعه ذلك.




{ كلًّا } أي: لا حيلة ولا مناص لهم، قد حقت عليهم كلمة ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون  ، وذهب نفع الأقارب والأصدقاء.




{ إِنَّهَا لَظَى نَزَّاعَةً لِلشَّوَى } أي: للأعضاء الظاهرة والباطنة من شدة عذابها  .




{ تَدْعُوا } إليها  { مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى وجمع فأوعى } أي: أدبر عن اتباع الحق وأعرض عنه، فليس له فيه غرض، وجمع الأموال بعضها فوق بعض وأوعاها، فلم ينفق منها، فإن النار تدعوهم إلى نفسها، وتستعد للالتهاب بهم.







{ 19 - 35 } { إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ * وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ * وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ * وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ }




وهذا الوصف للإنسان من حيث هو وصف طبيعته الأصلية، أنه هلوع.




وفسر الهلوع بأنه: { إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا } فيجزع إن أصابه فقر أو مرض، أو ذهاب محبوب له، من مال أو أهل أو ولد، ولا يستعمل في ذلك الصبر والرضا بما قضى الله.




{ وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا } فلا ينفق مما آتاه الله، ولا يشكر الله على نعمه وبره، فيجزع في الضراء، ويمنع في السراء.




{ إِلَّا الْمُصَلِّينَ } الموصوفين بتلك الأوصاف فإنهم إذا مسهم الخير شكروا الله، وأنفقوا مما خولهم الله، وإذا مسهم الشر صبروا واحتسبوا.




وقوله [في وصفهم] { الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ } أي: مداومون عليها في أوقاتها بشروطها ومكملاتها.




وليسوا كمن لا يفعلها، أو يفعلها وقتا دون وقت، أو يفعلها على وجه ناقص.




{ وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ } من زكاة وصدقة




{ لِلسَّائِلِ } الذي يتعرض للسؤال { وَالْمَحْرُومِ } وهو المسكين الذي لا يسأل الناس فيعطوه، ولا يفطن له فيتصدق عليه.




{ وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ } أي: يؤمنون بما أخبر الله به، وأخبرت به رسله، من الجزاء والبعث، ويتيقنون ذلك فيستعدون للآخرة، ويسعون لها سعيها. والتصديق بيوم الدين يلزم منه التصديق بالرسل، وبما جاءوا به من الكتب.




{ وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ } أي: خائفون وجلون، فيتركون لذلك كل ما يقربهم من عذاب الله.




{ إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ } أي: هو العذاب الذي يخشى ويحذر.




{ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ } فلا يطأون بها وطأ محرما، من زنى أو لواط، أو وطء في دبر، أو حيض، ونحو ذلك، ويحفظونها أيضا من النظر إليها ومسها، ممن لا يجوز له ذلك، ويتركون أيضا وسائل المحرمات الداعية لفعل الفاحشة.




{ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ } أي: سرياتهم { فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ } في وطئهن في المحل الذي هو محل الحرث.




{ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ } أي: غير الزوجة وملك اليمين، { فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ } أي: المتجاوزون ما أحل الله إلى ما حرم الله، ودلت هذه الآية على تحريم [نكاح] المتعة، لكونها غير زوجة مقصودة، ولا ملك يمين.




{ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ } أي: مراعون لها، حافظون مجتهدون على أدائها والوفاء بها، وهذا شامل لجميع الأمانات التي بين العبد وبين ربه، كالتكاليف السرية، التي لا يطلع عليها إلا الله، والأمانات التي بين العبد وبين الخلق، في الأموال والأسرار، وكذلك العهد، شامل للعهد الذي عاهد عليه الله، والعهد الذي عاهد عليه الخلق، فإن العهد يسأل عنه العبد، هل قام به ووفاه، أم رفضه وخانه فلم يقم به؟.




{ وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ } أي: لا يشهدون إلا بما يعلمونه، من غير زيادة ولا نقص ولا كتمان، ولا يحابي فيها قريبا ولا صديقا ونحوه، ويكون القصد بها  وجه الله.




قال تعالى: { وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ } { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ } .




{ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ } بمداومتها على أكمل وجوهها.




{ أُولَئِكَ } أي: الموصوفون بتلك الصفات { فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ } أي: قد أوصل الله لهم من الكرامة والنعيم المقيم ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين، وهم فيها خالدون.




وحاصل هذا، أن الله وصف أهل السعادة والخير بهذه الأوصاف الكاملة، والأخلاق الفاضلة، من العبادات البدنية، كالصلاة، والمداومة عليها، والأعمال القلبية، كخشية الله الداعية لكل خير، والعبادات المالية، والعقائد النافعة، والأخلاق الفاضلة، ومعاملة الله، ومعاملة خلقه، أحسن معاملة من إنصافهم، وحفظ عهودهم وأسرارهم  ، والعفة التامة بحفظ الفروج عما يكره الله تعالى.







{ 36 - 39 } { فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ * عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ * أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ * كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ }




يقول تعالى، مبينا اغترار الكافرين: { فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ } أي: مسرعين.




{ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ } أي: قطعا متفرقة وجماعات متوزعة  ، كل منهم بما لديه فرح.




{ أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ } بأي: سبب أطمعهم، وهم لم يقدموا سوى الكفر، والجحود برب العالمين، ولهذا قال: { كلَّا } [أي:] ليس الأمر بأمانيهم ولا إدراك ما يشتهون بقوتهم.




{ إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ } أي: من ماء دافق، يخرج من بين الصلب والترائب، فهم ضعفاء، لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا.




{ 40 - 44 } { فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ * عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ * فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ * يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ }




هذا إقسام منه تعالى بالمشارق والمغارب، للشمس والقمر والكواكب، لما فيها من الآيات الباهرات على البعث، وقدرته على تبديل أمثالهم، وهم بأعيانهم، كما قال تعالى: { وَنُنْشِئَكُمْ فِيمَا لَا تَعْلَمُونَ } .




{ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ } أي: ما أحد يسبقنا ويفوتنا ويعجزنا إذا أردنا أن نعيده. فإذا تقرر البعث والجزاء، واستمروا على تكذيبهم، وعدم انقيادهم لآيات الله.




{ فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا } أي: يخوضوا بالأقوال الباطلة، والعقائد الفاسدة، ويلعبوا بدينهم، ويأكلوا ويشربوا، ويتمتعوا { حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ } فإن الله قد أعد لهم فيه من النكال والوبال ما هو عاقبة خوضهم ولعبهم.




ثم ذكر حال الخلق حين يلاقون يومهم  الذي يوعدون، فقال: { يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ } أي: القبور، { سِرَاعًا } مجيبين لدعوة الداعي، مهطعين إليها { كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ } أي: [كأنهم إلى علم] يؤمون ويسرعون  أي: فلا يتمكنون من الاستعصاء للداعي، والالتواء لنداء المنادي، بل يأتون أذلاء مقهورين للقيام بين يدي رب العالمين.




{ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ } وذلك أن الذلة والقلق قد ملك قلوبهم، واستولى على أفئدتهم، فخشعت منهم الأبصار، وسكنت منهم الحركات، وانقطعت الأصوات.




فهذه الحال والمآل، هو يومهم { الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ } ولا بد من الوفاء بوعد الله [تمت والحمد لله].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روح الصداقة
مراقبة قسم الانمي
مراقبة قسم الانمي
روح الصداقة


الأوسمة :
تفسير سورة المعارج P_59jyzp1تفسير سورة المعارج P_239rakx1تفسير سورة المعارج I_eb4744df221تفسير سورة المعارج 2ivbojrتفسير سورة المعارج 1434607027571تفسير سورة المعارج I_c3c0f377bf1

انثى عدد الرسائل : 59752
العمر : 28
الإقامة : ·♥ في وطني المجروح ♥·
الدولة : تفسير سورة المعارج Iraq
الجنسية : تفسير سورة المعارج Iraqy
تاريخ التسجيل : 19/07/2013
السٌّمعَة : 224

تفسير سورة المعارج Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة المعارج   تفسير سورة المعارج Emptyالسبت يوليو 07, 2018 6:49 pm

تسلمي حبيبتي الغالية على روعة انتقائك
ربي يعطيك العافية وما يحرمنا شوفتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.spacepoweriq.net
دراج الشبح
مشرف منتدى الكمبيوتر والانترنت
مشرف منتدى الكمبيوتر والانترنت
دراج الشبح


الأوسمة :
ذكر عدد الرسائل : 44273
العمر : 25
الإقامة : ليبيا
الدولة : تفسير سورة المعارج Lybia
الجنسية : تفسير سورة المعارج Lybian
تاريخ التسجيل : 12/09/2016
السٌّمعَة : 60

تفسير سورة المعارج Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة المعارج   تفسير سورة المعارج Emptyالأحد يوليو 08, 2018 5:19 am


_
_______
-
بارك الله فيك على مجهودك الرائع
لك مني كل شكر وتقدير
بإنتظار الجديد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أنجليك
مشرفة المنتدى العـام
مشرفة المنتدى العـام
أنجليك


الأوسمة :
تفسير سورة المعارج 10pdid0تفسير سورة المعارج 1434607027571تفسير سورة المعارج I_c3c0f377bf1

انثى عدد الرسائل : 13321
العمر : 33
الإقامة : سوريا
الدولة : تفسير سورة المعارج Sirya
الجنسية : تفسير سورة المعارج Iraqy
تاريخ التسجيل : 08/03/2009
السٌّمعَة : 35

تفسير سورة المعارج Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة المعارج   تفسير سورة المعارج Emptyالأحد يوليو 08, 2018 11:39 am

بارك الله فيك ومن نهر الكوثر يسقيك
ويجزيك عنا وعن الاسلام والمسلمين كل خير
على ماتقدمه لنامن مواضيع  تنثر عبيراها
في صفحات وزوايا منتدانا الحبيب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كاورو
(¸.•'´* كبرياء العراق*`'• .¸)
(¸.•'´* كبرياء العراق*`'• .¸)
كاورو


الأوسمة :
تفسير سورة المعارج I_5b2274d1fd1تفسير سورة المعارج 1434606728541تفسير سورة المعارج I_e8385f594d1

انثى عدد الرسائل : 70859
العمر : 100
الإقامة : الرمادي
الدولة : تفسير سورة المعارج Iraq
الجنسية : تفسير سورة المعارج Iraqy
تاريخ التسجيل : 24/01/2009
السٌّمعَة : 187

تفسير سورة المعارج Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة المعارج   تفسير سورة المعارج Emptyالأحد يوليو 08, 2018 11:48 am

الله يبارك فيكم على تواصلكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
emily star
شمس المنتدى
شمس المنتدى
emily star


الأوسمة :
انثى عدد الرسائل : 13076
العمر : 19
الإقامة : :)
الدولة : تفسير سورة المعارج Jazaer
الجنسية : تفسير سورة المعارج Unknow
تاريخ التسجيل : 28/07/2016
السٌّمعَة : 48

تفسير سورة المعارج Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة المعارج   تفسير سورة المعارج Emptyالجمعة يوليو 13, 2018 9:16 pm

السلام عليكم ورحمة الله
اهلا بالغالية كاورو كيف حالك؟


سلمت على الموضوع القيم
شكرا لك على مجهوداتك وابداعك
بارك الله فيك وجزاك خيرا


ننتظر جديدك
دمتي بخير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
spacepower
مشرف منتدى الأنمي الحديث
مشرف منتدى الأنمي الحديث
spacepower


الأوسمة :
تفسير سورة المعارج P_239r5101تفسير سورة المعارج 1434606728541تفسير سورة المعارج I_c3c0f377bf1

ذكر عدد الرسائل : 50292
العمر : 35
الإقامة : spacepower
الدولة : تفسير سورة المعارج Iraq
الجنسية : تفسير سورة المعارج Iraqy
تاريخ التسجيل : 20/05/2009
السٌّمعَة : 94

تفسير سورة المعارج Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة المعارج   تفسير سورة المعارج Emptyالجمعة يوليو 27, 2018 12:49 am





كالعادة إبداع رائع


وطرح يستحق المتابعة

شكراً لك

بإنتظار الجديد القادم



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
iraqi
شمس المنتدى
شمس المنتدى
iraqi


الأوسمة :
تفسير سورة المعارج 1434607027571تفسير سورة المعارج I_c3c0f377bf1

عدد الرسائل : 13714
العمر : 33
الإقامة : iraq
الدولة : تفسير سورة المعارج Iraq
الجنسية : تفسير سورة المعارج Iraqy
تاريخ التسجيل : 30/08/2012
السٌّمعَة : 46

تفسير سورة المعارج Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة المعارج   تفسير سورة المعارج Emptyالجمعة يوليو 27, 2018 2:33 pm


شكر جزيلا لك لهذا الطرح الجميل
ننتظر المزيد من الابداع والتميز من مجهوداتكم الرائعه

تحيتي وتقديري لكم
وددي قبل ردي .....!!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هيمورا كينشن
مشرف منتدى التسالي والطرائف
مشرف منتدى التسالي والطرائف
هيمورا كينشن


الأوسمة :
تفسير سورة المعارج 1434606867371تفسير سورة المعارج I_c3c0f377bf1

ذكر عدد الرسائل : 53554
العمر : 39
الإقامة : الرمادي
الدولة : تفسير سورة المعارج Iraq
الجنسية : تفسير سورة المعارج Iraqy
تاريخ التسجيل : 01/05/2008
السٌّمعَة : 60

تفسير سورة المعارج Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة المعارج   تفسير سورة المعارج Emptyالجمعة يوليو 27, 2018 10:31 pm

شكري وامتناني لك على جمالية انتقائك
..
ربي يجزيك الخير ويبارك بجهودك الطيبة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كاورو
(¸.•'´* كبرياء العراق*`'• .¸)
(¸.•'´* كبرياء العراق*`'• .¸)
كاورو


الأوسمة :
تفسير سورة المعارج I_5b2274d1fd1تفسير سورة المعارج 1434606728541تفسير سورة المعارج I_e8385f594d1

انثى عدد الرسائل : 70859
العمر : 100
الإقامة : الرمادي
الدولة : تفسير سورة المعارج Iraq
الجنسية : تفسير سورة المعارج Iraqy
تاريخ التسجيل : 24/01/2009
السٌّمعَة : 187

تفسير سورة المعارج Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة المعارج   تفسير سورة المعارج Emptyالسبت يوليو 28, 2018 7:09 pm



اسعدني تواصلكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nah.
صديق برونزي
صديق برونزي
nah.


الأوسمة :
انثى عدد الرسائل : 1379
العمر : 24
الإقامة : الجحيم
الدولة : تفسير سورة المعارج Palestine
الجنسية : تفسير سورة المعارج Palestinian
تاريخ التسجيل : 23/10/2017
السٌّمعَة : 0

تفسير سورة المعارج Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة المعارج   تفسير سورة المعارج Emptyالجمعة سبتمبر 21, 2018 2:53 pm

شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيد
جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى 

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير سورة المعارج
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير سورة المعارج
» اسباب النزول سورة المعارج
» تفسير سورة البقرة : الآية 169 - تفسير السعدي
» تفسير سورة البقرة : الآية 168 - تفسير السعدي
» تفسير سورة البقرة من الآية 166 الى الآية 167 - تفسير السعدي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سبيس باور :: المنتديات الاسلامية :: منتدى القرآن الكريم-
انتقل الى: