الحوار ادب وخلق

--------------------------------------------------------------------------------

لحوار بين الناس بأسلوبه وطريقته المهذبة، هل أصبح فناً يفتقده البعض؟ أعني بالحوار أسلوب النقاش بين الناس وطريقة إدارته بحيث تصل الأطراف المتحاورة في نهاية الأمر إلى نتيجة نهائية ترضي الجميع من دون أن يتسبب ذلك في خسارة طرف لآخر بسبب الطريقة الرديئة التي أدير بها الحوار.
كثيراً ما يستخدم الإعلام المرئي كلمة «حوار» على أنه التفاهم والتحاور السياسي بين الأطراف السياسية المتنازعة حول أمر معين للوصول إلى اتفاق نهائي يلقى قبول الجميع، كالحوار الدائر بين الأحزاب السياسية أو الحوار الذي يدور بين زعماء الدول في الملتقيات الدولية الكبرى.
لكن الحوار ليس بأداة سياسية فحسب، بل إن الحوار موجود في الحياة اليومية بين الناس، كالحوار داخل محيط الأسرة أو الحوار داخل محيط العمل أو الحوار بين المعلم وطلابه أثناء اليوم الدراسي.
إن غياب الحوار المنزلي في محيط الأسرة قد يؤدي سريعاً إلى ضعف الترابط الأسري، إضافة إلى معاناة الأبناء من مشاكل نفسية واجتماعية بفعل غياب الحوار الأسري الحميم.
أما في مجال العمل، فإن غياب الحوار بين الموظفين ومرؤوسيهم قد يؤدي إلى قلة إنتاجية الموظف وعدم اكتراثه بتجويد العمل المكلف به، وقد ينتج عن غياب الحوار بين مسؤول العمل وموظفيه إحساس الموظف بعدم التقدير فيما يقوم به من عمل.
وفي المجال التعليمي، فإن وجود جسر من التواصل بين المعلم وطلابه عن طريق الحوار أصبح ضرورياً لنجاح العملية التعليمية، واليوم صارت الغالبية العظمى من المدارس والجامعات تعتمد على توزيع استبيانات لاستطلاع آراء الطلبة فيما يتعلق بأداء المعلمين، الأمر الذي يعد أسلوباً راقياً للتحاور البناء مع الطلبة الدارسين.
واليوم أصبح يوجد ما يسمى بالحوار الإلكتروني وهو أسلوب شاع استخدامه في عالم الإنترنت، ومن أهم مزاياه أنه اختصر المسافة والزمن بين الناس، وساعد على نقل المعارف والخبرات والعلوم في زمن أقل، إلا أن أبرز عيوبه تكمن في إساءة أطراف الحوار لبعضهم البعض مستغلين العامل الإلكتروني كوسيلة التحاور والتواصل.
ويظل أسلوب المتحاورين وأمزجتهم وما يقدمون من آراء مقياس نجاح أي حوار من عدمه. ..

م/ن