نظرة فنية..الكرة تنصف كلوب وتجهز على حظ فالفيردي

لم يتعظ ارنستو فالفيردي مدرب برشلونة، من مباراة ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، عندما وقف إلى جانبه اثنان فقط في الفوز على ليفربول بثلاثية نظيفة، الحظ وليونيل ميسي.

ولم يتعلم فالفيردي من أخطائه، حيث لعب بذات التشكيل، وذات الطريقة دون إجراء أي تعديل عليها، حتى أن تغييراته كانت هي نفسها، وكأنه ملتزم بشكل وإطار لا يمكن الخروج منه.

وفي الوقت ذاته، كان يورجن كلوب، يصحح الكثير من الأخطاء الهجومية التي وقع فيها الفريق الأسبوع الماضي، على الرغم من المجزرة التي خرج منها منتصرا أمام نيوكاسل في الدوري الإنجليزي يوم السبت الماضي.

كلوب لم يكتف فقط بتهيئة البدلاء بعد إصابة ثلاثة من خيرة لاعبيه وخروجهم من حسابات المباراة، بل وهيأ الفريق بأكمله نفسيا بإمكانية العودة رغم صعوبة المهمة أمام فريق بحجم برشلونة، ولكن روح الأنفيلد التي بعثها المدرب الألماني من جديد كانت لها الكلمة الأخيرة.

خيارات مثالية

خيارات كلوب كانت مثالية، بالزج بشاكيري وأوريجي إلى جانب ساديو ماني لاستكمال المثلث الهجومي الذي افتقد لضلعين، كما شدد من تنظيمه الدفاعي بشكل كبير، بمنح الظهيرين أرنولد وروبرتسون مهمات إضافية في المراقبة وملاحقة ميسي وسواريز، والانطلاق في مرحلة أخرى لزيادة الكثافة الهجومية من الأطراف، وتأمين المنطقة أمام مرمى بيكر بالعملاق فان ديك وماتيب، الذي كفر كثيرا عن أخطاء مواجهة الذهاب.

وعلى الرغم من توقع إصابة نجوم ليفربول بالإرهاق مع مرور الوقت، بعد الضغط البدني الشديد الذي تعرضوا له في مواجهة نيوكاسل، وعدم الراحة من موقعة برشلونة، إلا أنا الأمور كانت مثالية، خاصة مع مشاركة أوريجي وشاكيري المرتاحان تماما، الى جانب لاعب الوسط ميلنر، ومعه فابيينو الذي قدم مباراة رائعة مع هندرسون لاعب الوسط الثالث.

نسق ثابت

المدهش في الأمر أن ليفربول حافظ على نسقه البدني طيلة دقائق المباراة، ولم ينخفض أداءه نهائيا، سوى لبضع دقائق كان يحاول فيها برشلونة الاعتماد على الهجمات المرتدة، وكان بيكر عند الموعد في التصدي لها ليكمل عقد التفوق بدأ من مركز 1 وحتى المركز 11.

الأسوأ يخسر

الليلة، كان برشلونة أقرب إلى الفريق الهلامي، أو أحد فرق الدرجة الثالثة، بتنظيم دفاعي هش، وكرات مقطوعة على الأغلب، وضعف كبير في البناء الهجومي، فالتشكيل الذي بدأ به فالفيردي كان كلاسيكيا بشكل عجيب، حيث لعب بذات التشكيل بتواجد سيرجي روبيرتو كظهير أيمن، على الرغم من عدم ملاءمة هذا المركز له بوجود سيميدو الذي جلس كثيرا على الخط، كما أن راكيتيتش تاه تماما ما بين مركزه في الوسط الأيمن أو العمق، وترك فيدال لوحده يحارب دون إسناد، وكانت مكافأته إخراجه في النهاية وإبقاء راكيتيتش.

الملاحظة كانت واضحة على كوتينيو الذي واصل أداءه السيء، بلمسته الأخيرة الضعيفة والتي تسببت في أكثر من فرصة لليفربول بعد قطع الكرة منه، ولم يكن جوردي ألبا في قمة مستواه المعهود، وانضم إلى منظومة الأداء السيء بأكثر من كرة مقطوعة جاء من بعضها أهدافا بشكل غريب، كما أن بوسكيتس استمر في تقديم أداءه المتراجع، وكان أساسيا رغم الانتقادات التي تعرض لها مؤخرا.

فالفيردي لم يتعلم
كان على فالفيردي البدء بسيميدو في الميمنة، وأمامه روبيرتو، وآرثور مكان راكيتيش، ويمنح الفرصة مبكرا لمالكوم في الميسرة بدلا من كوتينيو، للاستثمار في قوته وقدرته البدنية الكبيرة على الانطلاق وإنهاء الهجمات.

بيكيه ولونجليت قاما بواجبهما، ولا يمكن لوم تير شتيجن لوحده على الأهداف التي تلقاها، فكثرة الضغط تفقد التركيز، وأداء الفريق السيء انعكس على الجميع وليس حارس المرمى فقط.

التخلص من فالفيردي

هل ينبغي على برشلونة التخلص من فالفيردي؟

الإجابة تبقى عند إدارة النادي، التي منحت فالفيردي كل الفرص طيلة الموسم، وصبرت عليه رغم الأداء رافق الفريق، حيث غير كثيرا من أسلوب اللعب بحثا عن الواقعية، لكن ثبت أن برشلونة أكبر بكثير من مجرد واقعية، فالفريق يحب الأداء الهجومي، والسيطرة، وفرض نفسه بدلا من الاكتفاء بدور ردود الفعل وترك الملعب بالكامل للخصم، وانتظار المعجزة من ميسي.

فاز برشلونة بالليجا قبل 3 جولات، وكان ذلك فرصة كبيرة لفالفيردي لإراحة لاعبيه، ولكن هذه الراحة ارتدت عكسيا لأسباب فنية وليست بدنية في النهاية، ورغم الفوز بالليجا الذي رافقه سوء حالة ريال مدريد الغريم المباشر والمنافس الدائم لطموحات برشلونة، وتعثر المنافس الثاني اتلتيكو مدريد في أكثر من محطة، ولولا ذلكلكانت الأمور أكثر سوء على الفريق الكتالوني.

شاهد أيضًا: صلاح وماني يتحدان لكشف ثغرة كلوب

شكرا لك باور على الاخبار الجديدة