شهرُ المعالي والعلا رمضانُ
بين الطُّغاةِ وبينَنا فُرقانُ
أنا مِن هواي نظَمتُ فيه قصائدًا
هيهات أن يحظى بها إنسانُ
هو نُصرةٌ للنفس من شيطانها
وبلَيلِه قد أُنزل القرآنُ
هو صرخةٌ في وجهِ كل منافقٍ
هو فرحةٌ تبدو لنا وأمانُ
إذ فيه قد ذاق الرَّدى أعداؤنا
وتهدَّمَت لصُروحِهم أركانُ
هو بدرٌ الكبرى التي في وصفِها
يَفْنى القَريضُ وتنقضي الأوزانُ
هي وقعةٌ رغِمَت أنوف الكافري
ن لعِزِّها وتمكَّن الإيمانُ
فيها أمدَّ الله جيشَ رسولِه
بمَلائكٍ فتَبارَك الرحمنُ
هو فتحُ مكة خصَّها ربي بفضْ
لِ عنايةٍ ما كبَّر الركبانُ
بل عينُ جالوتٍ وعَمُّوريةٌ
والقادسيةُ كلُّها رمضانُ
وكذاك أندَلُسٌ - أعاد الله دَوْ
لَتَها - لها الشهرُ العظيم زمانُ
أكتوبرٌ لا يستطيع لوصفها
أن يُسْعِفَ اللَّسِنَ البليغَ بيانُ
فيها الجنود تجاوزوا السدَّ المني
عَ بقوةٍ وتحطَّم العدوانُ
الله أكبر قد علا في قوةٍ
فوقَ المدافع صوتُها الرنَّانُ
وتأجَّجَت مِن حرِّها ولهيبها
في جوف نار المِدفَع النيرانُ
فبمِثل هذا النصر حقًّا قومَنا
تُحمَى الممالكُ بينَنا وتُصانُ
كيف انهزامُ المسلمين وحافظُ ال
إسلام في عليائه الرحمنُ
كيف انتصارُ الكافرين وقائد ال
كفار في أغلاله الشيطانُ
لا تَحزني يا قدسُ للشهداء عن
دَ الله في تلك السماء جِنانُ
لا تعجَلي صِهْيَونُ قطُّ فما انتهى ال
إسلامُ بعدُ وما انتهى رمضانُ
فلكلِّ ظلمٍ في الحياة نهايةٌ
ولكل حَصدٍ موعدٌ وأوانُ