تعيس اركب السلم الكهربائي

صباح الخير هذا الموضوع أعجبني وحبيت أن أنقله لكم

للكاتب المصري /عبدالوهاب مطاوع رحمــه الله
من كتابه ( خاتم في إصبع القلب )

،
تدور أحداث القصة حول ممثلة أمريكية جميلة
تدعى ( ساليست تالبرت )
تملّكت قلوب المشاهدين
فلها حضور طاغي في أحد المسلسلات اليومية
الذي استمر عرضه لسنوات
و تمتّعت بشعبية خاصة لدى فئة النساء بمختلف الأعمار
و كان الجميع يحسدها على هذه المكانة
فتتعرّض لعدد من المؤامرات و الدسائس
فيسبب لها ذلك الإحباط ..
ثم تذهب لصديقتها المقرّبة ( روز )
مُنهارة يائسة و تخبرها بأنها ستنسحب و أنّها تعيسة
...الخ من المشاعر السلبية
فتأخذها صديقتها إلى أحد المراكز التجارية الضخمة
التي تحوي سُلّماً كهربائياً
ثم تطلب منها الركوب على هذا السلم و الإبتعاد عنها ..
و في منتصف المسافة .. تقوم روز بالصراخ
أووووه ربّاه .. هل أنتِ تلك الممثلة الجميلة
انظروا هل هي بطلة المسلسل التلفزيوني !!
ثم يبدأ الناس بالصراخ

إنها هي ساليست فيبدأ التزاحم الشديد عليها
من أجل التقاط الصور و من أجل التوقيع ...الخ من حركاتهم
ثم ترحل روز من المركز التجاري بعد أن تُشاهد إشراقة وجه صديقتها
التي كانت قبل دقائق في غاية البؤس و التعاسة ..
و هكذا ...

إنّ ما أعجبني في هذه القصة حقاً ..
هو أنّنا في لحظات كثيرة نمر بمرحلة من مراحل
الإحباط و الحزن و الخوف و التعاسة و فقدان الثقة
في أنفسنا و في الجميع
لدرجة يصعب تجاوزها ..
ليس هذا فحسب بل إنّنا نتغاضى عنها و نكافح للإستمرار
و نجد أن شعورنا بالإحباط والحزن يزداد!! ..
فيؤثر ذلك على الكثير من القرارات التي نتخذها في حياتنا ..
و ننسى أنّنا بحاجة إلى روح جديدة
تدفعنا من جديد للقيام بما نُحب من أعمال ..
،
،
و سأقتبس هنا تعليق الكاتب على هذه القصة

" تعيس !! اركب السلم المتحرك "
هل تشعر بالخوف و الوحدة و التعاسة !!
و فقدان الثقة في نفسك و من حولك !!
اركب السلم المتحرك !
أقصــد ..
إذهب إلى من يحبونك بلا غرض
و يعتزون بك
و يفخرون بصحبتك
و لا يحملون لك مشاعر
العداء
أو
الكراهية
أو
التنافس
و التحم بهم ..
أي احتم بهم من الوحدة و الغربة النفسية و شرور الدنيا
و شرور النفوس الضعيفة و شرور الملل و الكآبة و الشك ..
و الإحساس المؤلم بتفاهة الشأن و اللاجدوى ..
و عليك بإخوان الصدق تعش في كنفهم
فإنهم زينة في الرخاء و عدّة في البلاء
و اعتزل عدوّك و لاتصحب الفجار فتتعلّم من فجورهم ..
و احذر صديقك !! إلا الأمين و لا أمين إلا من يخشى الله ..

،
،

فأنت بين هؤلاء
إنسان طيب مُحب ومحبوب
و جدير بالحب و الإعتزاز بشخصه و صداقته ..
بل أنت بينهم ملك متوّج على قلوبهم و نجم من نجوم الإنسانية
مهما كان حظك من نجومية الحياة ..
و أنت وسط غيرهم و وسط من يكرهونك
أو يضمرون لك العداء و الحقد و إن نطقت ملامحهم بغير ذلك
قط خائف و بائس و تعيس و لاقيمة له ..
شكراً لكل صديقة أو صديق يحب صديقه بإخلاص
و يحاول جاهداً أن يدفع عنه التعاسة و الكآبة و الجنون ..