## .. أعمارنا بين ورقتين ..!! .. ##

## .. أعمارنا بين ورقتين ..!! .. ##

في المستشفى : على اليمين رجل يستخرج شهاده ميلاد ابنه
وعلى اليسار آخر يستخرج شضهاده وفاه آبيه
,, مشهد يختصر الحياه ,,
...

ممكن تعطيني الأذن بإقتباس الفكرة من كلماتك وشكر .
أعمارنا بين ورقتين
عندما قرأت ما خطته أنامل عازف الذكريات في المقهى
توقفت عند تلك الجملة والكلمات ووجدت أن كل مساحة ومسافة بين شئيين
مهما وسعة أو طالت بينهما فهي بالنهاية تبقى محدودة وذات أبعاد لا يمكن
تجاوزها . المساحة بين جبلين ثابته والمساحة بين نهرين كذلك وحتى إذا نظرنا
لتلك المسافة بوجه أي إنسان نجد أن المسافة بين عينيه ثابته وإذا حاول تغييرها
لتغيرت ملامح الوجة ولن يكون بصفته التي خلقه الله عليها .
أعود لموضوع الورقتين :
هي شهادة ولادة من الصرخة الأولى التي يدوي بها ولحظة الفرح التي تنتاب
الأم خاصة بعد ألم .. الله سبحانه أعلم بحجمة .
لأن المرأة هي فقط من تحس أما نحن فلنا الفرحة فقط . وليت بعض الرجال ممن قست قلوبهم يقدرون حجم النعمة التي
وهبها الله لهم بعد إتصال ربما لم يكون له مزاج به كثيراً .
وهناك شهادة مغادرة ورحيل لا يمكن اللقاء بعدها سوى يوم يبعثون وهذا وعد
من رب العالمين (( على سرر متقابلين )) يوم يؤمن به كل مؤمن يوحد الخالق .
بين تلك الورقتين مسافة لا يمكن لبشر أن يغيرها أو يعدل بها هي المسافة
بين إصدار الورقة الأولى بفرح وإفتخار أو إنكسار للبعض لأن الفراق حصل
قبل صرخة الطفل ..!! للأسف بسبب رعونة أحد الطرفين (( الوالدين )) وضاع
بينهما طفل لا ذنب له ولكن الله المستعان .
وبين إصدار ورقة تحمل الحزن بكل ما تحمل الكلمة من معنى لأنها تعلن
الفقد الذي لا لقاء بعده . وتعلن غياب إسم من كل السجلات الرسمية وغير
الرسمية وربما يطوي النسيان ذكراه حتى في البيت الذي بناه أو الطفل الذي
رباه . إلا من رحم الله وتذكرة بصدقة أو حسنة جارية تضيف لأعماله ما نقص
منها يوم كان همة أن يؤمن المعيشة الرغيدة لأطفاله وأهل بيته ..!!

ولكن السعيد بالحالتين هو من يجد من يصدر ورقته الأولى بفرح ويسكب
بين جناحيه الحنان والتربية الحسنة . حتى لا يتعرض بحياته لما نقرأ عنه
اليوم بحق براءة الأطفال من إتتهاكات وربي حتى الحيوان ترفع عنها .!!
والأسعد منه هو ذلك الذي لا تنقطع صلته بالدنيا بعد صدور شهادة الرحيل
كما أخبرنا رسولنا الحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام . ولد صالح يدعو له .
وصدقة جارية يكتب ريعها بسجل الأعمال وهذا من باب البر بالوالدين ..

مسافة لا يقدرها الكثير ولكن مهما كان فهي مكتوبة بسجل لا يتغير
حتى من قبل أن يدوي الإنسان بصرخته الأولى .. العمر والرزق
فهل القلوب مطمئنة بذلك وموقنه به . كمؤمنين نعم نعم نعم ..

م|ن

‎ _
‎ ______
‎
‎ -
بارك الله فيك
على مجهودك الرائع

لك مني كل شكر وتقدير
بإنتظار جديدك‏‎

يعطيك العافية على طيب جهودك

» انشودة أعمارنا أعمالنا