عَاثَتْ شُجُونِيَ فِيَّ الْيَومَ بِالرَّاحِ وَبِتُّ لَيلِي بِسُكْرِ النَّائِمِ الصَّاحِي
هَلْ مِنْ شَفِيعٍ إِلَى الأَحْزَانِ يَسْأَلُهَا: إِلَى مَتَى أَصْطَلِي مِنْ نَارِ أَنْوَاحِي
أَضْلَاعُ صَدْرِيَ كَالْقُضْبَانِ تَحْبِسُنِي بَينَ الْهُمُومِ بِسِجْنٍ وَسْطَ أَشْبَاحِي
مَا عُدتُ أَدْرِي أَمَيتٌ أَمْ أَنَا يَقِظٌ وَلَا شَعَرْتُ بِلَيلِي أَو بِإِصْبَاحِي
قَلْبِي أَسِيرٌ لَدَى الأَشْجَانِ مُعْتَقَلٌ أَبْكِي عَلَيهِ لِجُرْحٍ فِيهِ سَحَّاحِ
وَهَلْ تُوَاسِيهِ فِي أَحْزَانِهِ عِظَةٌ؟ وَهَلْ يُطَيِّبُهُ نُصْحٌ لِنُصَّاحِ؟
أَمْ هَلْ سَتَبْلَى مَعَ الأَزْمَانِ لَوعَتُهُ؟ وَهَلْ تُدَاوِيهِ يَوماً كَفُّ جَرَّاحِ؟
أَمْ هَلْ سَيَسْرِقُ مِنْ لَيلِ الدُّجَى قَمَراً؟ وَهَلْ سَتُشْرِقُ يَومَاً شَمْسُ مِصْبَاحِي؟
قَدْ كَانَ لِي بُلْبُلٌ بِالصَّدْرِ مَسْكَنُهُ يَشْدُو الزَّمَانُ بِصَوتٍ مِنْهُ صَدَّاحِ
وَالْيَومَ تَغْرِيدُهُ وَالشَّدْوُ ذُو شَجَنٍ قَدْ نَالَ حَظًّا لَهُ مِنْ فَيضِ أَتْرَاحِي
إِلَى مَتَى أَكْتَوِي بِالْحُزْنِ، أَكْتُمُهُ .. جَوفِي كَبِئْرٍ غَزِيرِ الْهَمِّ نَضَّاحِ
يَا نَفْسُ، لَا تَجْزَعِي فَالصَّبْر حُلَّتُنَا غَداً سَيُؤْذَنُ أَنْ يَا نَفْسُ تَرْتَاحِي
وَسَوفَ يَأْتِي ضِيَاءٌ مَا بِهِ غَبَشٌ يَجْلُو ظَلَاماً بَدَا مِنْ ظُلْمِ سَفَّاحِ
سَأَسْتَكِينُ إِلَى الأَحْزَانِ فِي دَعَةٍ حَتَّى تُوَاتِيَنِي بِالْعِتْقِ أَفْرَاحِي.