التردد في اتخاذ القرار

التردد في اتخاذ القرار

لكثير يعاني من مشكلة كبيرة في حياته ألا وهي التردد الشديد في اتخاذ القرارات بدءًا من أصغرها وصولًا إلى المصيري منها.. حتى أننا نجد صفة التردد ملازمة له قبل اتخاذ القرار وبعد اتخاذه .. فيبدأ بالتفكير من ناحية أخرى "أكان اتخاذه لهذا القرار صائبًا أم لا ..؟!"

مشكلة التردد في اتخاذ القرار لها جانبان أحدهما سلبي وهو الشعور المتواصل بالتردد والحيرة في الإقدام على أي أمر مهما كان بسيطًا، وأما الجانب الآخر فهو جانب إيجابي حيث يجبر التردد تفكيرك على وزن الأمور والنظر في عواقبها

الاعتدال هو الحل:
حيث لا يصل التفكير والحساب الشديد إلى الاحجام عن القرار، وبالمقابل لا يدفعنا التهور إلى اتخاذ قرار دون التفكير في عواقبه. ولذلك أحسن أبو الطيب حين قال:

إن كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة *** فإن فساد الرأي أن تترددا ..!

في بعض الحالات قد يكون التردد نابع من الوقوع في الخطأ.. فالبعض نجد لديه الحدة في جلد الذات وتأنيبها، وقد يعود السبب لضعف الثقة بالنفس وعدم وضوح الهدف، قد يعود السبب كذلك لقلة مصادر المعلومات المعينة على اتخاذ قرار بعد دزاسة كافة الزوايا ..

لايمكن حصر الأسباب التي تجعل من الفرد مترددا، لكن لعلنا نطرح بعض الخطوات التي تساعد في تجاوز هذا الأمر..

من المهم جدا تربية الأبناء منذ الطفولة وتعويدهم على خوض التجربة واتخاذ القرار هذا يساهم في زرع الثقة في نفوسهم صغارا ومراهقين وبناء شخصية قوية متزنة.
تساعد الخبرة والمرور بتجربة سابقة على معرفة االإيجابيات والسلبيات، وبناء مهارة التعلم من الخطأ .. وعليها يتم اتخاذ القرار بشي من السهولة والمرونة
قد لا نملك الخبرة السابقة التي تساعدنا في تسهيل اتخاذ القرار هنا يأتي دور المشاهدة والاستفادة من تجارب الآخرين حولنا، كذلك استشارة من نثق برأيه.
تقليد من هم أصحاب آراء سديدة يعتبر أحد مداخل الخبرة والتجربة، والتي تمكننا من تعلم تجارب جديدة أو الحذر من الوقوع في أخطائهم.
التجربة والخطأ.. قد يكون الأمر المتردد فيه غير قابل للمجازفة .. لكن هنا نطرح السؤال ماذا لو لم تتخذ قرارك واستمر ترددك في جميع قراراتك ..؟!
في هذه الحال ...
أحسن الظن بالله وتوكل عليه ولا تغفل عن الدعاء
خـذ بالأسباب المتاحة والممكنة أمامك .. وابذل قصارى جهدك في تجميع كل المعلومات ودراسة الموضوع والتخطيط له

حدد هدفك جيدًا من التجربة
استخر واستشر
درب نفسك على مهـارات الرضى وقبول النتائج وهي إحدى علامات الناجحين والعظماء حيث الاستفادة من خبراتهم ونتائجهم

د / فهد المنصور