لبيك ............انه نداء المحب...؟

لبيك اللهم لبيك..
لبيك بالإيمان والإسلام.. والتوبة والإنابة
إيمان مغازي الشرقاوي
حاج يدعو الله
المؤمنون الذين فاتهم التلبية بالحج والعمرة يمكنهم إجابة نداء الرحمن بأداء واجب العبودية لله سبحانه.
لبيك اللهم لبيك... لبيك لا شريك لك لبيك.. إنه النداء المحبب الذي تشتاق إليه النفوس المؤمنة حين يبلغ الإيمان منها مبلغاً كبيراً، فلا ترى حينها إلا الله وحده وليّ نعمتها والمتفضل عليها بكل خير.. وهو أيضا ذلك النداء الذي تهتز له جنبات مكة عند بيت الله الحرام على ألسنة الملبّين، فتردّده جموع الحجيج كل عام في الأيام المباركات وقت موسم الحج والخيرات..
شوق القلوب : وإن كان الكثير من المسلمين يلبون النداء الخاص بأداء فريضة الحج حين دُعوا إليه حيث أحب أرض الله إلى الله وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى" كل ضامر يأتين من كل فج عميق (27)(الحج)، ..ولله على الناس حج البيت من \ستطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين 97(آل عمران).. فإن هناك الكثير أيضاً منهم ممن لم يمنّ الله عليه بهذه التلبية في تلك البقاع الطاهرة، تطير أفئدتهم شوقاً وتتمزق قلوبهم لهفاً لإجابة هذا النداء العظيم، لكنهم لم يستطيعوا إليه سبيلاً، وهم مع هذا الشوق، وذلك الحنين الشديد يسكبون الدموع الحارة انتظاراً ليوم اللقاء المشهود ذاك، حيث تتجدد في نفوسهم ذكرى نزول الوحي واتصال الأرض بالسماء، فيعلو وجوههم الوقار وتغشاهم السكينة ويحل الأمن محله من القلوب مصداقاً لقوله تعالى: وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى.. (البقرة:125) إجابة لدعوة أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام واجب العبودية: ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون 37 (إبراهيم)
إجابة النداء
وإن فات هؤلاء المؤمنين التلبية بالحج والعمرة وأداء المناسك، وإن لم يحظوْا بالزيارة لطيبة الطيبة، فيمكنهم إجابة نداء الرحمن حيثما كانوا وأينما حلّوا وأقاموا، ليس لأداء فريضة الحج التي لم يستطيعوها بل لواجب العبودية لمن كرمهم بها وخلقهم من أجل تحقيقها فقال: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون 56(الذاريات).
لقد دعا عز وجل جميع خلقه إلى رحابه وناداهم ليطرقوا بابه، حيث الرضا والرحمة والقرب والقبول، دعاهم جميعاً مسلمهم وكافرهم، كبيرهم وصغيرهم، غنيهم وفقيرهم، ذكرانا وإناثا، عرباً وعجماً، يا أيها الناس \عبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون 21(البقرة).. إنه نداء للعودة إلى فطرة الله التي فطر الناس عليها، إذ يدعوهم كلهم للدخول في رحاب الإيمان به والعمل في حقل طاعته بأجر جزيل ورزق وفير وحب وكرامة لا يعادلها كل ما بذروا فيه من بذور الخير، ولا التفاني أو الاجتهاد في ذلك العمل الرابح.. وما عليهم إلا أن يستعينوا بالله فيؤمنوا به أولاً، ثم يلقوا البذرة!
والله يدعو إلى دار السلام..
نعم.. وها نحن نرفع بها أكفنا وتلهج بحروفها ألسنتنا وتعيشها قلوبنا وتحياها جوارحنا، فلبيك اللهم لبيك.. لبيك في كل ساعة وفي أي وقت، لبيك اللهم لبيك ما دامت الصلة بيننا وبين طريق الوصول إليك كائنة، والعلاقة بيننا وبين ربنا المعبود قائمة: والله يدعو إلى" دار السلام ويهدي من يشاء إلى" صراط مستقيم 25(يونس) فلبيك اللهم لبيك. تلبية تتمثل في الخضوع التام لأوامرك دون وقت محدد، أو عمل معين، ليس في ذي الحجة من شهور العام فحسب بل في سائر الأعوام والأوقات، والدقائق والساعات.
لبيك بالتوبة والإنابة.. والاستغفار والطاعة.. وها هو نداء المولى يشملنا جميعا بلا استثناء، إذ يدعونا بحب ورحمة للعودة إلى رحابه كلٌ حسب حاله، فينادي العصاة وكلنا عصاة ويعدهم إذا ما لبوا نداءه بالقبول والمغفرة والتوبة، إنه سبحانه يدعوهم لبابه المفتوح دائماً لاستقبالهم قل يا عبادي الذين أسرفوا على" أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم 53 وأنيبوا إلى" ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون 54(الزمر). ..وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون 31(النور).. وما على العاصي المذنب، والمسيء المسرف، والظالم لنفسه بكفر أو شرك أو عصيان إلا أن يسارع ليؤمن ويتوب، ويلبي ويؤوب.. لبيك اللهم لبيك.. لبيك بالإيمان والإسلام، لبيك بالتوبة والإنابة، والاستغفار والطاعة.
هل أنت ممن يلبي نداء ربه عز وجل؟
[color=indigo]وفي القرآن الكريم تتجلى عظمة الخالق سبحانه في تلك النداءات الربانية التي يتعبدنا بها ويصلح الإنسان والكون مع تحقيقها والقيام بمتطلباتها، فهل تسمع نداء ربك لك؟ وهل تسارع فتلبي حين يناديك فيقول: يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على" رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا 136(النساء).
وذلك بالدخول في جميع شرائع الإيمان وشعبه وأركانه ودعائمه.
يا أيها الذين آمنوا \دخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين 208 (البقرة).
وذلك بالأخذ بجميع عرى الإسلام وشرائعه والعمل بجميع أوامره وترك جميع زواجره. يا أيها الذين آمنوا \تقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون 102( آل عمران).
وذلك بأن يطاع الله فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر. يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ..(الأنفال:24).
وذلك بطاعته، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، والاستجابة لأوامرهما وعدم مخالفتهما والتحاكم إليهما والثبات على دين الحق.
يا أيها الذين آمنوا \تقوا الله وكونوا مع الصادقين 119(التوبة)، وذلك بتقوى الله ولزوم الصدق يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله..(الصف:14).
وذلك بأن تكون من أنصار الله في جميع أحوالك بأقوالك وأفعالك ونفسك وأموالك وأن تستجيب لله ولرسوله.
يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على" ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى" واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ((المائدة).
وذلك أن تكون قواماً بالحق لله عز وجل لا لأجل الناس والسمعة، وتكون شاهداً بالقسط أي بالعدل لا بالجور.
يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما 29(النساء).
وذلك بالبعد عن أنواع المكاسب غير الشرعية كأنواع الربا والقمار، وما جرى مجرى ذلك من سائر صنوف الحيل، وإن ظهرت في غالب الحكم الشرعي مما يعلم الله أن متعاطيها إنما يريد الحيلة على الربا.;]COLOR]
دوام الذكر والإكثارمنه
يا أيها الذين آمنوا \ذكروا الله ذكرا كثيرا 41(الأحزاب).
وذلك بدوام الذكر والإكثار منه. يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون 6(التحريم)، وذلك بالعمل بطاعة الله واتقاء معاصيه وأمر الأهل بذلك.
يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا ..(التحريم:.
وذلك بأن تتوب إليه توبة صادقة جازمة، تمحو ما قبلها من السيئات، وتلم شعث التائب وتجمعه، وتكفه عما كان يتعاطاه من الدناءات.
فهل تلبي هذه النداءات الربانية وغيرها مما ذكر في القرآن الكريم أو دعاك إليها رسولنا الأمين صلى الله عليه وسلم لتكون من الفائزين؟
فرصة عظيمة.. فهل من مغتنم؟
إن موسم الحج فرصة عظيمة لتجديد النية لله عز وجل، وموسم من مواسم الطاعات بتلبية أوامره سبحانه دون تلكؤ أو تراخ أو تسويف، وإنْ علا صوت الحُجاج وارتفع ب "لبيّك اللهم لبيك" فإنما ذلك ليذكرنا بواجب عبوديتنا لله تعالى، فإذا ما سمعتَ معي صوتهم وهم يلبون وقد نأت بك الديار عنهم لعدم استطاعتك اللحاق بركبهم فلبّ أنت نداء ربك بصدق اليقين، وكمال الإيمان وسلامة التوحيد، وحسن العمل وإخلاص النية، وقل من أعماق قلبك شاكراً له: ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار 193(آل عمران).
م ن ق و ل

بورك فيك وفي انتقاءك اختي لين

مشكورة
جزاك الله خير

سعدت بتواجدكم الراقي بصفحتي

» لبيك ............انه نداء المحب...؟
» لبيك ............انه نداء المحب...؟
» لبيك عبدي
» لبيك إسلام البطولة.
» لبيك يا أقصى - عبد الفتاح عوينات