مخيتريان الغامض يتخلى عن حلمه مع أرسنال

لأسباب تتعلق بسلامته الشخصية تخلى النجم الأرميني هنريك مخيتريان عن السفر مع فريقه أرسنال إلى باكو عاصمة أذربيجان لخوض نهائي الدوري الأوروبي، أمام تشيلسي.

القرار ليس سهلًا على اللاعب وناديه، كما أنه يثير الكثير من التساؤلات. هل هو حذر مبالغ فيه؟ أم قلق مبرر؟.

واختلفت الآراء في حالة مخيتريان، فقد قرر اللاعب بدافع من الخوف على سلامته الشخصية، عدم السفر مع فريقه لخوض النهائي المقرر يوم الأربعاء المقبل في باكو.

وغرَّد مخيتريان على "تويتر" متأسفًا لعدم مشاركته في اللقاء، وقال: "إنها نوع من المباريات التي لا تأتي كثيرًا بالنسبة لنا كلاعبين، ويجب أن أعترف، أن عدم المشاركة يؤلمني كثيرًا".

قرار مخيتريان يأتي على خلفية التوترات السياسية بين أذربيجان ووطنه أرمينيا، والأمر يتعلق في الواقع بشأن مصير إقليم ناجورنو كاراباخ، الذي يطالب به كلا البلدين. وخاضت أرمينيا وأذربيجان بين عامي 1992 و1994 حربا مريرة من أجل هذا الإقليم.

تهدئة حكومية

مخيتريان تخلى في السنوات الماضية عن السفر لأذربيجان عندما كان فريقه السابق دورتموند أو الحالي أرسنال يخوضان مباريات هناك. غير أن تلك المباريات لم تكن ذات أهمية مقارنة بنهائي الدوري الأوروبي الآن.

وعلق أرسنال على قرار مخيتريان قائلًا إنه "كان لاعبًا رئيسيًا في طريقنا إلى المباراة النهائية، لذلك من وجهة نظر الفريق فهذه تعد خسارة كبيرة لنا".

وأعلن النادي أنه سيسعى بعد النهائي إلى الاجتماع مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" من أجل التعبير "عن أن هذا الموقف غير مقبول، وسنحاول منع تكراره في المستقبل".

وعلى الجانب الآخر أكدت حكومة أذربيجان عبر متحدثة باسم خارجيتها أن "بإمكان مخيتريان المشاركة في نهائي الدوري الأوروبي".

بينما شدد الأمين العام للاتحاد الأذربيجاني لكرة القدم ألكان مامدوف، في خطاب للاتحاد الأوروبي "يويفا" على أن اللاعب "لن يواجه أية مشاكل هنا" على حد قوله.

وذكر "يويفا" أيضًا أن مخيتاريان ليس لديه سبب يدعو للقلق بشأن سلامته. وأصدر بيانًا جاء فيه: "حصل يويفا على ضمانات من أعلى السلطات في البلاد فيما يتعلق بسلامة اللاعب في أذربيجان ونتيجة لهذه الضمانات فقد تم وضع خطة أمنية شاملة، وتم تسليمها للنادي".

"أعلى السلطات" و"الخطة الأمنية الشاملة" عبارتان تجعلان الأمر يبدو وكأن ثمة تهديد أمني جسيم هناك. لكن ما يخافه مخيتريان بالضبط يبقى أمرًا غير واضح. وقد رفض أو لم يستطع مسؤولو الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الإجابة عن مزيد من أسئلة DW بخصوص هذا الأمر.

شعور غريزي أم حسابات أخرى؟

سوف يتساءل البعض: ما الذي يمكن أن يحدث له؟ أليس مخيتريان محميًا بمكانته المشهورة؟ ويا لها من فضيحة إذا أصابه شيء ما أو إذا أصبح ضحية لتهديد أو حتى اعتداء أو إذا تم القبض عليه أو اختطافه.

أمور لا يمكن تصورها في الواقع. ومع ذلك تظل مخاوف مخيتريان قائمة وكذلك شعوره الغريزي، الذي ينساق وراءه.

وعلق مدربه أوناي إيمري على هذا الأمر الثلاثاء الماضي، قائلًا: "إنه أمر شخصي للغاية"، موضحًا أنه كان يود أن يكون معه اللاعب في باكو، مضيفًا: "لكن لا يمكننا فعل أي شيء لأن علينا احترام رغبته".

فهل تعمد مخيتريان إحداث هذه الجلبة من أجل لفت انتباه وسائل الإعلام والجمهور لصراع ناجورنو كاراباخ من خلال عدم مشاركته؟ بيد أن هذا أمر لا يمكن تصوره إلى حد ما بالنسبة لرياضي طموح مثله لم يعد شابًا، فقد بلغ عامه الثلاثين.