رواية في الضياع (الفصل الثالث)

[postbg=https://i.servimg.com/u/f39/14/83/59/48/rip_jo10.png]

دخلت الى المنزل حوالي الساعة العاشرة صباحا لاجد امي تنتظرني وتسرع الي وتقول بقلق : أين كنت يا بني ؟ قلقت عليك ، لم تقل لي الى اين ذهبت وهاتفك مغلق .
قلت لها : لقد كنت عند صديقي يا امي ، ونسيت ان اشحن هاتفي فانطفأ ، ثم انني اعرف ما افعل لست صغيرا يا أماه .

وشعرت بعدم الراحة حين رأيت والدي قد اتى ، نظر الي نظرة غاضبة ثم بدأ يقول نفس الكلام للمرة الالف : يا للعار ، أسفي عليك ايها الشاب البائس ، كم مرة اخبرتك ان تنهي الجامعة ولم ترد ؟ انك في التاسعة عشرة وما زلت تلهو هنا وهناك ، ابحث عن عمل واعمل ، يا لك من شخص عديم المنفعة .
قلت وانا اكبت غضبي : اعرف منفعتي وافعل ما اراه مناسبا لي .
لكم ابي الجدار وقال : لا تحدثني هكذا يا ولد ..
قاطعته وقد نفذ صبري : أنت دائما يا ابي توبخني وتظل تقول عديم المنفعة وما شابه ، انك تكرهني

وتجاهلت نداء امي لي وصعدت نحو غرفتي ، دخلت وصفعت الباب خلفي ، ثم جلست على السرير ألعن كوني ابن هذا الرجل الذي يدعى والدي ، و احسست بالجوع فقررت النزول لتناول شيء من المطبخ رغم الارهاق الذي كنت اشعر به ، وحملت نفسي واندفعت خارج الغرفة ، وحين مررت بجانب غرفة والداي سمعت شيئا سمرني في مكاني ، سمعت صوت ابي يقول بغضب : ما كنت لاخذه لم كنت اعرف انه سيكون هكذا ..
اقتربت من الباب وسمعت صوت امي : لكننا تعبنا من اجل تربيته ، وصار مثل ابننا الحقيقي .‍
صوت ابي : ومع هذا لا يمكن لطفل متبني ان يكون كالابن الحقيقي
تجمدت في مكاني وانا احاول استيعاب ما سمعت ، طفل متبني ؟ ولد حقيقي ؟ ما هذا
ماذا يعنون ؟؟

وحينها فتح باب الغرفة بقوة ليدهش ابي من وجودي ويقول : ما..ما الذي تفعله ؟
واسرعت امي خلفه وحين راتني وضعت يدها على فمها .
قلت وانا اشعر بالالم الشديد : هل انا طفل متبني ؟
ولم يجبني احد فصرخت : اجيباني ، لقد سمعت كل شيء
قالت امي : ليس هكذا يا بني ..
صرخت : لا تناديني ابني .
قال ابي بعد صمت : يكفي ، من حقه ان يعلم الحقيقة
قلت وانا امسك براسي : اي حقيقة ؟ اي حقيقة؟
تردد قليلا قبل ان يقول : اخذناك من .. ميتم في صغرك .. و ..

قاطعته بغضب وكل كلمة اقولها تألمني : لماذا ؟ لماذا لم تخبروني ؟ هل انا .. حتى لا اعرف ..
وبهذا القدر انتهت كلماتي ، لن اتكلم اكثر ، وبسرعة رميت هاتفي في جيبي وخرجت مندفعا الى الشارع واولئك الاشخاص الذين سميتهم والداي ينادونني ، لكنني واصلت السير دون ان التفت خلفي ، لقد وقعت في الضياع ..

ملاحظة : سيتم نشر فصل يوم الثلاثاء وفصل يوم الجمعة

بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء

رواية في الضياع (الفصل الثالث) P_13821nmcx1

شعار مجموعة نرقى ليرقى منتدانا

سلمت اناملك الرائعة

» رواية في الضياع (الفصل الثالث عشر)
» رواية في الضياع (الفصل الرابع)
» رواية في الضياع (الفصل الخامس)
» رواية في الضياع (الفصل السادس)
» رواية في الضياع (الفصل السابع)