الغشاشون في الامتحانات ...

الغشاشون في الامتحانات
مرضى و انتهازيون

ثمانون بالمئة من طلاب المدارس و الجامعات في أمريكا يعانون وباء الغش الدراسي في الامتحانات و التكليفات العلمية , بصورة تحولت إلى نوع من الإدمان و المرض النفسي , الذي لا يهدد فقط بانقراض الأمانة الأكاديمية , و إنما أيضا بالقضاء على جودة التعليم , و انهيار منظومة القيم و الأخلاق في المجتمع , و إسقاط مبدأ تكافؤ الفرص و المساواة أمام القانون .
يقول البروفيسور إيرك أندرمان , أستاذ السياسات التعليمية في جامعة " أوهايو " , و أحد الخبراء الدوليين في مكافحة الغش : إننا نعرف من و لماذا و كيف و متى يقوم الطلاب بالغش , و المشكلة الرئيسية تكمن في عدم تطبيق سياسات المكافحة و سياسات تحفيز الطلاب غير الغشاشين . و يضيف إيرك , الذي يرأس في الوقت نفسه " الجمعية الأمريكية لعلم النفس التربوي " , إن نسبة الطلاب الغشاشين في المدارس و الجامعات ارتفعت خلال ال50 عاما الماضية من 50% إلى 80% .
يشير إيرك إلى أنه وجد في إحدى الدراسات التي قام بها أن نسبة 21% من الطلاب يقولون إن الغش سلوك غير مقبول و لكنهم لا يرغبون في الامتناع عنه ! و يؤكد أنه وجد من واقع الدراسات العديدة التي قام بها حول ظاهرة الغش أن الأولاد أكثر ميلا من البنات للغش , كما أنهم أقل ميلا للشعور بالذنب عندما يقومون بالغش مقارنة مع البنات , مشيرا إلى أن الكثير من الآباء و الأمهات لا يعرفون أن أبنائهم يقومون بالغش ,و بالتالي لا يتخذون أي إجراءات لتصحيح ذلك . و يقول إن هناك علاقة بين الغش و التطور الأخلاقي , فبعض الطلاب الذين يقومون بالغش غير ملتزمين أخلاقيا في نواحي الحياة الأخرى و تتميز شخصياتهم بنزعة الامبالاة . و يؤكد إيرك أن النزعة إلى الغش تزيد عند انتقال الطلاب من المدارس الابتدائية إلى المدارس الإعدادية و تزيد مرة أخرى عند الانتقال من المدارس الإعدادية إلى المدارس الثانوية , مشيرا إلى أن تفشي ظاهرة الغش خلال هذه المراحل التعليمية الانتقالية يرتبط بتغيير لهجة خطاب المعلم الموجهة إلى الطالب , ففي المراحل الأولى يركز المعلم على أن التعليم يعد نوعا من المتعة و اللعب , و لكن مع تقدم الطلاب في العمر ينتقل خطاب المعلم إلى التركيز على الجدية و الالتزام .

السمات الشخصية للغشاش

برغم أن العديد من الدراسات تناولت موضوع الغش الدراسي في المدارس و الجامعات , إلا أن دراسة حديثة أجرتها " الجمعية الأمريكية للطب النفسي " حاولت أن تنظر إلى القضية من منظور مختلف , و هو التعرف إلى السمات الشخصية للطالب الغشاش . و تقول الدراسة أن شخصية الطالب الغشاش " سيكوباتية " تفتقر إلى الإحساس بالتعاطف مع الآخرين , مع مقدرة غير عادية على إخفاء ذلك , و إظهار عكس ما تبطن . و يقول البروفيسور ديلورس بلهوس , الذي أشرف على الدراسة , إن قائمة أعراض هذا الاضطراب النفسي تشمل إتباع نمط حياة متقلب و الرغبة في التلاعب بالقوانين و النزعة غير الاجتماعية . و يرى بلهوس أنه من غير المجدي إصلاح و توجيه الشخصية السيكوباتية و لذلك من الأفضل تجريدها من وسائل و أدوات الغش , مشيرا إلى أن الوسائل التقنية الحديثة بقدر ما سهلت مهمة الغش , سهلت مهمة اكتشافه . و يقول بلهوس إن الشخصية السيكوباتية عادة ما تشترك في بعض صفات النرجسية و الميكيافلية , أو الانتهازية القائمة على أن الغاية تبرر الوسيلة . ووفقا لدراسة أخرى أجرتها جامعة " أوهايو " فإن الطلاب المصابين بالنرجسية يشعرون أن الدرجات العليا التي سيحصلون عليها ستكون مصدرا للتفاخر و التباهي بأنفسهم أمام زملائهم , و لذلك لا يشعرون بالذنب عن أفعالهم .
و يقول البروفيسور أمي برونيل , أستاذ على النفس , الذي أشرف على الدراسة إن الشخص النرجسي يريد أن يكون محل إعجاب الجميع , مشيرا إلى أن الطلبة المصابين بميول النرجسية , هم أكثر ميلا إلى الغش للوصول إلى القمة و تحقيق أهدافهم . و يوضح برونيل أن النرجسية نوع من المرض النفسي الذي يدفع شخصية من يصاب به إلى التمحور حول ذاته و التضخيم من مواهبه و قدراته , مع ميل واضح إلى عدم التعاطف مع الآخرين . و يضيف برونيل أن الطالب النرجسي يشعر بحاجة شديدة إلى الحفاظ على صورته الذاتية إيجابية , و لذلك لا يمانع في تنحية الاعتبارات الأخلاقية جانبا , مشيرا إلى أن الرغبة في الاستعراض الملازمة للطالب المصاب بالنرجسية هي الأكثر تأثيرا في النزعة إلى الغش مقارنة مع سمات النرجسية الأخرى مثل التعطش للقوة و الاعتقاد بتفرد الشخصية .

شكرا على الموضوع الرائع و المفيد
بارك الله فيكي

للاسف نسبة كبيرة و كبيرة جدا من الغشاشين

و ذلك يعود لعدة اسباب منها الملل الدراسي و طول الدروس و تفاهتها

و من القسم الذي ادرس فيها تقريبا 5 بالمائة الذين لا يغشون للاسف

شكرا على الموضوع الرائع

شكرا على هذا الموضوع الجميل
قال صلى الله عليه وسلم من غشنا فليس منا) :|