| يبتغون فضلا من ربهم | |
|
+6نطق الصمت دموع الحروف صدى الابداع الليدي لين عبودي العراقي أنجليك 10 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أنجليك مشرفة المنتدى العـام
الأوسمة : عدد الرسائل : 13321 العمر : 33 الإقامة : سوريا الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 08/03/2009 السٌّمعَة : 35
| موضوع: يبتغون فضلا من ربهم الخميس يونيو 02, 2016 4:54 pm | |
| في أوائل سورة المائدة، وبعد الأمر بالإيفاء بالعقود، جاء قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا وإذا حللتم فاصطادوا ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب} (المائدة:2). وقد تضمنت هذه الآية موضعان من النظائر القرآنية:
الأول: قوله سبحانه: {يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا} ونظيره ما جاء في سورة الفتح وهو قوله تعالى: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا} (الفتح:29) ونظيره أيضاً ما جاء في سورة الحشر: {للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا} (الحشر:8).
الثاني: قوله عز وجل: {ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا} ونظيره ما جاء في قوله تعالى: {ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا} (المائدة:8).
والسؤال الوارد بخصوص الموضع الأول: ما هو موجب اختصاص سورة المائدة بما ورد فيها من إضافة اسم الرب تعالى إليهم {يبتغون فضلا من ربهم} بخلاف سورتي الفتح والحشر، حيث قال سبحانه: {يبتغون فضلا من الله} فما وجه ما جاء في كل من الموضعين؟
أجاب ابن الزبير الغرناطي عن هذا السؤال بما حاصله: إن آية المائدة مبنية على تأنيس وتقريب واستلطاف، وقد جمع قوله عز من قائل: {من ربهم} هذه المعاني الثلاثة. ومن التأنيس أيضاً افتتاح خطاب من قُصِد بها بقوله: {يا أيها الذين آمنوا} مع أنهم نهوا عن عدة منهيات، والنهى مما يثير الخوف لمن قُصِد بالنهي، ويقوي ذلك ما وصف به أَمُّ البيت الحرام من ابتغاء الفضل والرضوان إلى ما تعضيده إضافة التخصيص في قوله: {من ربهم} إذ لا يحصل ذلك فيما لو قيل: يبتغون فضلاً من الله، عوض قوله: {من ربهم} ومعصية من خُص بتقريب ليست كمعصية من لم يُخص بذلك، والمعصية قد تكون واحدة، ثم تعظم بإيقاعها على صفة ما، كما ورد في الزنا بحليلة الجار، والزنا كله كبيرة، ولكن وقوعه بحليلة الجار زيادة؛ وذلك لحرمة الجار، وكذلك ما عظم الشرع من الإلحاد في البيت الحرام، والإلحاد كله كفر، ولكن في وقوعه في البيت الحرام زيادة حرمة.
كما أن هذه الإضافة في قوله تبارك وتعالى: {من ربهم} مشعرة إذا اقترن بها بعض القرائن بالتلطف والتقريب، وتأنيس من عَنى بها، وتخويف من انتهك حرمة من جرت الكناية عنه بها؛ تخصيصاً وتأنيساً؛ فلهذا خُص هذا الموضع بها، وقُدِّم أيضاً تأنيس من خوطب بالنهي، إذا هم امتثلوا، فأنسوا من شدة الخوف الحاصل من مجموع ما تقدم. فلأجْل ما قَصَدَ في هذه الآية من التأنيس والتخويف والاستلطاف، خُصت بقوله سبحانه {من ربهم}.
أما آية سورة الفتح فلم يرد فيها تخويف مرتكب معصية، ولا بُنيت على ذلك، ولا داعية إلى ما يستدعي التأنيس، كما في آية المائدة، بل إن المذكورين في آية سورة الفتح أعظم الأمة قدراً، وأجلُّهم خطراً، وهم أهل المزية والاختصاص، فلم تأتِ الآية إلا على مدحهم، وبيان مزيتهم، التي لا يدركها غيرهم، في حين أن آية المائدة وردت مورد البشارة، وتعريف حال الأنعام. وكذلك وردت آية الحشر متضمنة الثناء والمدح، ولم يتخللها نهي ولا تخويف، ولا ورود تفضيل بذكر مخالفي تلك الأحوال، فقال تعالى: {للفقراء المهاجرين} إلى قوله: {يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون} فقد وضح وجه ورود كل من هذه الآيات الثلاث على ما ورد.
والتناظر الثاني في الآية أنه سبحانه قال في سورة المائدة أولاً: {ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا} ثم قال في السورة نفسه فيما بعد: {ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا} فاتفقت الآيتان على وصية المؤمنين، وحضهم على مكارم الأخلاق، والعفو عمن تقدمت منه إساءة، حملت على بغضه، فكأنه قد قيل لهم: لا يحملنكم ما وقر في صدوركم من بغضكم من أساء إليكم على الانتقام منهم، والانتصار لأنفسكم، والعفو أقرب للتقوى.
وقد خوطب المؤمنون بهذا بعد فتح مكة، وإعلاء كلمة الله، فندبوا إلى العفو عما تقدم، ولا يحاسب سبحانه من انقاد لدينه، واستجاب لأمره ونهيه بما كان تقدم من عدوانهم، وإن وقر في النفوس من بغضهم على إساءتهم ما وقر، فاستوت الآيتان بأمر المؤمنين بمكارم الأخلاق، ثم اختلف تعليق ما حذروا منه، أن يحملهم عليه لحظ ما بقي في نفوسهم، فقيل في الآية الأولى: {أن تعتدوا} وفي الثانية: {على ألا تعدلوا} و(الاعتداء) أشد وأعظم من عدم العدل. والسؤال الوارد هنا: ما وجه ما ورد في كل من الموضعين؟
أجاب ابن الزبير عن هذا السؤال بما حاصله: إن الآية الأولى ورد فيها الإفصاح بعلة البغضاء، الحاملة على الانتصار والانتقام، وهي صد المشركين المؤمنين عن البيت الحرام عام الحديبية، وذلك قوله تعالى: {أن صدوكم} أي: من أجل أن صدوكم، أي: منعوكم، فـ {أن} هنا مصدرية في موضع المفعول من أجله، فلما وقع الإفصاح بسبب الشنآن، ناسب السياق الإفصاح بالعقوبة عليه، وهو الاعتداء بالانتقام، والمجازاة السيئة بالسيئة، فقيل: {أن تعتدوا} أي: لا يحملنكم ذلك على {أن تعتدوا} أي: على الاعتداء.
ولما لم يرد في الآية الثانية إفصاح بجريمة، بل بُنيت على أمر المؤمنين بالعدل، فقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط} فلما أُمروا بالعدل، ناسب ذلك وصيتهم، وأمرهم ألا يحملهم شيء على ترك العدل الذي أُمروا به، فقيل: {على ألا تعدلوا}.
فوضح وجه الالتئام والمناسبة في كل موضع، وورود كل من المنهي عن ارتكابه في الآيتين على ما يقتضي السياق، ويناسب المقام.
| |
|
| |
عبودي العراقي نجم المنتدى
الأوسمة : عدد الرسائل : 3781 العمر : 104 الإقامة : في العراق الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 04/11/2013 السٌّمعَة : 21
| موضوع: رد: يبتغون فضلا من ربهم الخميس يونيو 02, 2016 7:36 pm | |
| ﺗﺴﻠﻢ ﺍﻻﻧﺎﻣﻞ ﺍﻟﺮﻗﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﺬﻭﻕ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ ﺍﻻﺑﺪﺍﻉ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﺰ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺭﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﺘﺪﻯ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺍﺟﺪ ﻓﻲ ﻣﺸﺎﺭﻛﺎﺗﻚ ﻓﺎﺋﺪة ﻭﺩﺍﺋﻤﺎ ﺍﺭﻯ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺿﻴﻌﻚ ﻧﻈﺮﻩ ﺛﺎﻗﺒﻪ ﻫﻨﻴﺌﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻚ ﺑﻞ ﻟﻨﺎ ﺑﻚ.. | |
|
| |
عبودي العراقي نجم المنتدى
الأوسمة : عدد الرسائل : 3781 العمر : 104 الإقامة : في العراق الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 04/11/2013 السٌّمعَة : 21
| موضوع: رد: يبتغون فضلا من ربهم الخميس يونيو 02, 2016 7:36 pm | |
| ﺗﺴﻠﻢ ﺍﻻﻧﺎﻣﻞ ﺍﻟﺮﻗﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﺬﻭﻕ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ ﺍﻻﺑﺪﺍﻉ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﺰ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺭﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﺘﺪﻯ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺍﺟﺪ ﻓﻲ ﻣﺸﺎﺭﻛﺎﺗﻚ ﻓﺎﺋﺪة ﻭﺩﺍﺋﻤﺎ ﺍﺭﻯ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺿﻴﻌﻚ ﻧﻈﺮﻩ ﺛﺎﻗﺒﻪ ﻫﻨﻴﺌﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻚ ﺑﻞ ﻟﻨﺎ ﺑﻚ.. | |
|
| |
الليدي لين نائبة المدير العام
الأوسمة : عدد الرسائل : 56848 تاريخ التسجيل : 18/02/2008 السٌّمعَة : 141
| موضوع: رد: يبتغون فضلا من ربهم الخميس يونيو 02, 2016 8:31 pm | |
| تسلم الايادي الكريمة على جميل الجهود يبارك فيك ومانعدم تميزك
| |
|
| |
صدى الابداع صديق ذهبي
الأوسمة : عدد الرسائل : 2709 العمر : 24 الإقامة : العراق العظيم الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 27/01/2014 السٌّمعَة : 15
| موضوع: رد: يبتغون فضلا من ربهم الخميس يونيو 02, 2016 10:32 pm | |
| مجهود رائع بارك الله فيكـ ولا حرمكـ الأجر دمت برضى الله وفضله | |
|
| |
دموع الحروف مشرفة منتدى القرآن الكريم
الأوسمة : عدد الرسائل : 11816 العمر : 31 الإقامة : جزيرة وسط بحرالدموع الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 08/03/2013 السٌّمعَة : 32
| موضوع: رد: يبتغون فضلا من ربهم الخميس يونيو 02, 2016 10:42 pm | |
| أإسـ عٍ ـد الله أإأوٍقـآتَكُـم بكُـل خَ ـيرٍ دآإئمـاَ تَـبهَـرٍوٍنآآ بَمَ ـوٍآضيعكـ أإلتي تَفُـوٍح مِنهآ عَ ـطرٍ أإلآبدآع وٍأإلـتَمـيُزٍ لك الشكر من كل قلبى
| |
|
| |
نطق الصمت قمر المنتدى
الأوسمة : عدد الرسائل : 8390 العمر : 32 الإقامة : بالعالم الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 31/08/2013 السٌّمعَة : 22
| موضوع: رد: يبتغون فضلا من ربهم الجمعة يونيو 03, 2016 11:43 pm | |
| آللهْ يعطيكِ آلفْ ع ـآفيهْ جع ـلهُ آللهْ فيّ ميزآنْ حسنآتِك أنآرَ آللهْ بصيرتِك وَ بصرِك بـ نور آلإيمآنْ شآهِد لِكِ يومـ آلع ـرض وَ آلميزآنْ وَ ثبتِك علىـآ آلسُنهْ وَ آلقُرآنْ | |
|
| |
لحزني رواية مشرفة المنتدى الطلابي
الأوسمة : عدد الرسائل : 5487 العمر : 30 الإقامة : طرابلس الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 23/12/2013 السٌّمعَة : 1
| موضوع: رد: يبتغون فضلا من ربهم السبت يونيو 04, 2016 12:31 am | |
| الله ينور قلبك بنور الايمان
ويرزقك فسيح الجنان على حسن وروعة ماتضعيه لنا | |
|
| |
تايــ المقاتل القطب ـــتو مشرف منتدى وطني العربي
الأوسمة : عدد الرسائل : 3653 العمر : 35 الإقامة : العراق الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 05/06/2009 السٌّمعَة : 0
| موضوع: رد: يبتغون فضلا من ربهم السبت يونيو 04, 2016 1:31 am | |
| طــرح رائـع بارك الله فيك واثابك الجنه جزاك الله خيرا ورزقنا باب من ابواب الجنه وجعله في ميزان حسناتك دمت برضى الله | |
|
| |
iraqi شمس المنتدى
الأوسمة : عدد الرسائل : 13714 العمر : 33 الإقامة : iraq الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 30/08/2012 السٌّمعَة : 46
| موضوع: رد: يبتغون فضلا من ربهم السبت يونيو 04, 2016 1:35 pm | |
| شكر جزيلا لك لهذا الطرح الجميل ننتظر المزيد من الابداع والتميز من مجهوداتكم الرائعه تحيتي وتقديري لكم وددي قبل ردي .....!!
| |
|
| |
spacepower مشرف منتدى الأنمي الحديث
الأوسمة : عدد الرسائل : 50292 العمر : 35 الإقامة : spacepower الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 20/05/2009 السٌّمعَة : 94
| موضوع: رد: يبتغون فضلا من ربهم السبت يونيو 04, 2016 2:20 pm | |
| كالعادة ابداع رائع وطرح يستحق المتابعة شكراً لك بانتظار جديدك | |
|
| |
| يبتغون فضلا من ربهم | |
|