الأوسمة : عدد الرسائل : 17084 العمر : 28 الإقامة : !!! EVERYWHERE الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 04/11/2017 السٌّمعَة : 35
موضوع: خطبة اليوم الثالث عشر من رمضان بعنوان الثلاثاء مايو 29, 2018 4:45 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رمضان كريم علينا وعليكم
وكل عام وانت بخير
خطبة اليوم الثالث عشر بعنوان..... ( مغالطة المفسدين وخداعهم)
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا، من يَهده الله فلا مضِل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه.
وبعدُ: فعندما يتعدَّى شخص أو أشخاص على منشأة قائمة، ويدكُّها بوسائل الهدم والتدمير على رؤوس المستضعفين من الأطفال والنساء والشيوخ، ومواد غذائهم، ووسائل حياتهم، ويجعلها مَقبرة للجميع، يبدأ في التفكير في إعادة إعمار ما أفسد، ويزعم - في غرورٍ وخداع - أنه مصلح، ويطلب المساعدة في إصلاح ما أفسد؛ استغفالاً لإخفاء مَكرِه وخداعه.
فما فعلتْه أمريكا ومن عاوَنها في الكثير من بلاد المسلمين - ومنها: أفغانستان، وفلسطين - بإعانة اليهود، وأخيرًا في العراق - هو من هذا النوع، وإن برَّرت لأفعالها باتِّهاماتٍ هي أوهى من خيط العنكبوت.
إن هذه الاتهامات لا تُجيز لأمريكا فعْل ما فعلتْه، ولو اتَّهمت أشخاصًا من المسلمين، أو من ينتسب للإسلام؛ فاتهامها لأشخاص لا يُبرر عقاب أُمة جعَلها الله خير أمة أُخرِجت للناس، ودينها الإسلام الذي رَضِيه الله لها، ومطاردة المصلحين فيها، ولكنَّ حِقْدَ الكفار من اليهود والنصارى على الإسلام، والخوف من انتشاره، وخوفهم من فقْد غرورهم وتجبُّرهم، والسيطرة على الماديات وخيرات الأرض التي منَحها الله للمسلمين في بلادهم - جعلهم يفعلون ما فعلوا، فيختبرون أسلحتهم في بلاد المسلمين، ويُدمرون منشآتهم، ويشغلون شركاتهم في إعادة إعمار ما أفسدوا، مما لا خطر عليهم فيه، وقد يساعدهم في ذلك بعض المنافقين ممن ينتسبون للإسلام أو يخافونهم.
وقد أخبرنا الله عن حال هؤلاء وأمثالهم، وحذَّر منهم، فقال - جل من قائل -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ﴾ [المائدة: 51، 52].
فعلى المسلمين أن يَحذروا مكر أعدائهم، والأساليب التي يُمَوِّهون بها، ومنها ما يَظهر تناقُضُهم فيه؛ حيث بُني على الهوى، فقد يُصبح من يدْعونه عدوًّا صديقًا عندهم، وكذلك العكس، فقد يستغلونه في وقتٍ لمصالحهم، ثم يدْعونه عدوًّا لهم؛ فمعاملتهم مبنيَّةٌ على الأنانية، ولا يرون غير مصلحتهم، وإن كانت على حساب ذَهاب معظم البشر.
ولهذا كله؛ أصبح معظم البشر في حَيرة من معاملة المستبدين الماديين، الذين لا يرون إلا إشباع شهوانيَّتهم السَّبُعيَّة، ولذَّاتهم الحيوانية، فعلى المسلمين - وخصوصًا من يملكون التصرف - أن يتَّقوا الله، ويعرفوا حقًّا رسالتَهم في هذه الحياة، وينصروا دينه ليَنصرهم، فإنهم محتاجون إلى الله، والله غنيٌّ عنهم، ليتأمَّلوا قول الله - جل وعلا -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ [المائدة: 54 - 56]. إن الله - سبحانه وتعالى - ناصرٌ دينَه، ومُعلٍ كلمتَه ولو كرِه الكافرون، وما يُصيب المسلمين هو ابتلاء وامتحان؛ ليظهر المخلص ممن في قلبه شكٌّ وريب، وثمرة طاعة الله ورسوله وأسباب الهزيمة والخِذلان.
ويجب علينا أن نأخذ العبرة مما حصل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسيِّد البشر وصحابته الكرام في غزوة أُحد، حين خالف الرُّماة أمرَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بلزوم مكانهم، لَمَّا رأوا هزيمة الكفار، وانشغلوا بجمْع الغنائم، وظنُّوا أن المشركين لن يرجعوا بعد هزيمتهم، فحصل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام ما حصل، وقُتِل مَن قُتِل، بعد أن كان النصر في أول المعركة للمسلمين؛ وذلك بسبب مخالفة الرماة لأمر الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - قال تعالى: ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 165].
ومن أسباب الخِذلان: ترْك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ ففي الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((والذي نفسي بيده، لتأمُرنَّ بالمعروف، ولتنهَوُنَّ عن المنكر، أو ليُوشكنَّ الله أن يبعثَ عليكم عقابًا منه، ثم تدْعونه فلا يستجيب لكم)).
فظهور المنكرات وعدم إنكارها وإزالتها، من أسباب تسلُّط الأعداء، وعدم استجابة الدعاء، والله يبتلي عباده بأنواع من المصائب؛ ليرجعوا إليه بصدقٍ، ويَمتثلوا أوامره، ويَجتنبوا نواهيَه؛ ليحصل لهم النصر على الأعداء، ويسعدوا في عاجلهم وآجلهم.
والله لا يظلم الناس شيئًا، ولكنَّ الناس أنفسَهم يظلمون، فكفاهم خداعُ أعدائهم الذين ألْصَقوا بهم التُّهم، وإن كانت لأفراد، فهم لا يريدون القبض عليهم، فتَفسد لُعبتهم، بل يريدون التعميم على المسلمين باسم أشخاص متَّهمين في نظرهم بأعمال ضدهم، فلو قبضوا عليهم، انتهت المسرحية وخافوا اللوم من التعميم، ولكن الله - جل وعلا - يُمهل ولا يُهمل، وإذا أخذ، فإن أخْذه أليمٌ شديد.
نرجو الله أن يردَّ كيد أعدائه في نحورهم، وأن ينصرَ دينه، ويُعلي كلمته، إنه سميع مجيب، وصلى الله على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
رياح وردة الليل شمس المنتدى
الأوسمة :
عدد الرسائل : 15305 العمر : 23 الإقامة : بلد مليون ونصف مليون شهيد الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 04/09/2014 السٌّمعَة : 62
موضوع: رد: خطبة اليوم الثالث عشر من رمضان بعنوان الثلاثاء مايو 29, 2018 5:08 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا اخي هيسو اسعد الله اوقاتك وتقبل صالح الاعمال
جزاك الله خيرا ع هذه الخطبة المهمة
جعل الله كيد اعدائنا في نحورهم وان ينصر الاسلام والمسلمين