أنتَ برقٌ واليومَ لاحَ وأوْمَضْ
هل رأيتَ البَريقَ إِنْ لاحَ يُقبَضْ؟
فاكتسبْ فرصةَ الحياةِ فهذي
فرصةٌ إنْ فقدتَها لا تُعَوَّض
واعرفِ النَّفسَ إنها لَعدوٌّ
بل أشدُّ الأعداء إنْ لمْ تُرَوَّضْ
وإذا قلتَ راقبِ القولَ واحزِمْ
لا يليقُ الحرامُ ممَّنْ تَمَضْمَضْ
وتجنَّبْ ما يُذْهِبُ الوقتَ هدْرًا
واحذرِ العابثينَ في النَّاسِ وانْفَضْ
اللقاءاتُ جلُّها اليومَ خُسْرٌ
فاقصرِ القولَ في اللقاءاتِ وانْهَضْ
هل ستأتي يومَ الحسابِ بوجهٍ
أسودِ اللونِ أم بوجهٍ أبيضْ؟
فتذكَّرْ واعملْ لذلكَ واعلمْ
أنَّ كلَّ الأعمال ثَمَّ سَتُعْرَضْ
وتخيلْ ميزانَ سعيِكَ فيها
سوف يَعلو بالأجر أم سوف يُخْفَضْ
وإذا كان مِنْ صلاحٍ فهل مِنْ
ضامنٍ بالقبول أن لا يُرْفَضْ
جدِّدِ العهَد واذكرِ الوعدَ واخْجَلْ
أيُّ عهدٍ عاهدتَهُ لم يُنْقضْ؟
كلما صحَّ منك عزمٌ لتوبٍ
يتهاوى في المُغِرِياتِ ويَمْرَضْ
وإذا ما بنيتَ بنيانَ خيرٍ
كنتَ مثل الذي تولَّى وقوَّضْ
كم فتحتَ العينينِ للذنبِ تهفو
هل نسيتَ العينينِ حين تُغمَّضْ؟
أنتَ في هذه الشؤونِ جميعًا
مثلُ نَسْرٍ على الطَّريدةِ يَنْقَضْ
وإذا ما رَجعتَ للخيرِ يومًا
كنتَ مثلَ الجدارِ إذ هو يَنْقَضْ!