أبصرت فيك جراءةً وإباءَ
وتوقُّدًا وتعفُّفًا وحياءَ
وعزيمةً عُمَريَّةً ميمونةً
ترقَى بها بعدَ السماء سماءَ
وحصافةً عَمْريةً تجلُو الدُّجى
فترى الحقائقَ كالضُّحى بيضاء
وسماحةً من حاتم مرجوَّة
مثل الهتون وقبضة معطاء
وتلاوة في اللَّيل فيها أدمع
يقرعن أبواب السماء دعاء
يا أيها الحلم الجميل بمُقْلتي
كُنْهُ تكُنْ بين الرفاق لواء
واخْتَرْ لنفسِكَ صُحْبةً عُلويَّةً
أرواحُها مثلُ الملاك صفاء
كلٌّ يزيد أخاه من أفضاله
حتى تنالوا الجنَّةَ الفيحاء
أبُنيَّ إنَّ أباك مهر ظافر
نال المنى السمحاء والعسراء
فاجعله قدوتَكَ التي تزهُو بها
بل زِدْ عليه مطامحًا زهراء
وعساي أُبْصِرُ أشبلًا أنجبتهم
القدوة الحسنى سنًا وسناء
في الروع أمْنًا والأمان مضاربًا
تغشى وإن شحَّ الحيا أنواء
سنةٌ مضَتْ فرأيتُهم من بعدها
يتضوَّعُون فضائلًا حسناء
جرَآءَ لا ظلمٌ بهم أو غدرةٌ
نبلاءَ أنَّى يمَّموا بُشَراء