أيُّهم صادقٌ وأيٌّ عَقوقُ؟
فلماذا تُلغي الطريقَ الطريقُ؟
البداياتُ كلُّها عاثراتٌ
والنهاياتُ كلُّها لا تليقُ
كلَّما شَعَّ في الظلامِ بريقٌ
راح شَعبي يصيحُ: هذا البَريقُ!؟
لحظةً.. لحظتينِ.. ثم تَوارى
خلفَ لَيلٍ يَعافُهُ التحديقُ..
• • •
أيَّ شيءٍ أقول في زمنِ الخُلْ
فِ وماذا يفيدُني التنميقُ؟
كلُّهم يرقصونَ فوقَ جِراحي
وذِراعي مُكبَّلٌ مَوثوقُ
كلُّهم أغمدَ الخناجرَ في ظَه
ري تِباعاً.. فإنَّهُ التنسيقُ
كلُّهم واقفٌ على القبر يَبكي
ني، أشَجْوٌ بُكاؤهم أم نَعيقُ؟
أَرَصاصُ اليهود مزَّقَ أشلا
ئيْ أمِ الصمتُ والكلامُ الرقيقُ؟
• • •
حطِّموا قيديَ الثقيلَ فإني
أنا أَدرى بما عليهِ الطريقُ
ودَعوني أواجهُ النارَ حتى
يَبعثَ النورَ جسميَ المَحروقُ!
• • •
قدَري أن أكونَ وحديَ في السَّا
حِ وهذا الحصارُ والتطويقُ
قدري أن أعانقَ الموتَ مَشدو
داً وعَينايَ شبَّ فيها الحريقُ
غيرَ أني على العقيدةِ باقٍ
وسلاحي بكلِّ باغٍ يَليقُ
• • •
اللقاءاتُ لَيتني لا أَراها
إنها داؤنا العَريقُ العريقُ
فقطارُ الأيام في وطنِ المج
دِ ذليلٌ وصوتُهُ مخنوقُ
لم تحرِّكْ كل المجازرِ نبضاً
فالملايين صمتُها مرموقُ!
أَوَليسَ الطعام يُبذل بذلاً
في بلادي والخبزُ و(البرقوقُ)؟
والليالي بخَمرنا مترعاتٌ
والطواويسُ قدُّهنَّ رشيقُ!؟
وأغانٍ "لكوكبِ الشرق" تَصفو
في سَمائي والليلُ حلوٌ طليقُ!؟
أوْجهٌ كالبدور دون خمارِ
فلماذا هذا الخمارُ الصفيقُ!؟
ولماذا أقضُّ مضجع شعبٍ
هو في حَلْبة الرقادِ سَبوقُ..
دعه في نومهِ العميقِ.. حرامٌ
أن يُعكَّرْ هذا السباتُ العميقُ
ما لنا واليهودُ؟ نحن بخيرٍ
عندنا التبرُ وافرٌ والعقيقُ!؟
أيُّ حقٍ هذا الذي يُفسد الحُلْ
مَ علينا؟ غداً تُرَدُّ الحقوقُ!
• • •
ليتنا كالدجاج يفزعُ لمَّا
يَدهمُ (النمسُ) قُنَّها فتقيقُ
نحن قومٌ أعزَّنا اللهُ بالإس
لامِ يا قومُ فانهضوا وَأفيقوا
وابعَثوا النار في رمادِ الليالي
وأضيئوا كما تضيءُ البروقُ
وأريقوا هذي الدنانَ من الرِّجْ
سِ على جانب الطريقِ، أَريقوا
نحن لن نقهرَ اليهود إذا لَم
يُقهَرِ البغيُ عندنا والفسوقُ
كيف نستنبتُ النهارَ من اللي
ل وفينا الساسانُ والإغريقُ؟
كلَّما سرتُ خطوةً لبلادي
صدَّ خطوي الحاخامُ والبطريقُ
• • •
أمتي أمةُ العقيدة يا قَو
مِ، وهذا سلاحُها الموثوقُ..
كم دفنَّا رؤوسَنا وحسبنا
أن ذاك السرابَ ماءٌ رحيقُ
حسبُها أنها استطالت على الشم
سِ ومنها الفاروقُ والصدِّيقُ
أنا أدري بأنَّ شعريَ لَغوٌ
وبه هذهِ الصدورُ تضيقُ
أنا أَدري بأنهُ غيرُ مُجدٍ
بقوافيهِ لا تُشَقُّ طَريقُ
غيرَ أني صَرَختها دون وعيٍ
مثلما يطلِقُ الصراخَ الغريقُ
فعَسى أن تكونَ صرخةَ فجرٍ
يَقصِفُ الرعدُ بعدَها والبروقُ.