قَتَلُوكَ، لَكِن قَد حَيِيتَ بِجَنَّةٍ
فِيهَا النَّعِيمُ وَكُلُّ خَيرٍ دَانِ
مَا مَاتَ إِلَّا قَاتِلُوكَ حَقِيقَةً
فَقُلُوبُهُم مُلِئَت مِنَ النِّيرَانِ
وَيلُ لَهُم.. كَيفَ استَبَاحُوا أُمَّةً؟
وَمَنِ الَّذِي أَفتَى بِذَا الخُذلَانِ؟
هَل صَارَتِ الأَروَاحُ أَرخَصَ سِلعَةٍ
فَتُبَادُ بَيدًا كَامِلًا بِهَوَانِ؟
وَتُحَرَّقُ الأَجسَادُ حَرقًا سَافِلًا
وَيُمَثِّلُونَ بِجُثَّةِ الإِنسَانِ
مَا هَؤُلَا؟ أَيَهُودُ هُم؟ أَم شِيعَةٌ؟
أَم مَا لَهُم حَظٌّ مِنَ الأَديَانِ؟
أَم أَنَّهُم يَرجُونَ رِبحًا عَاجِلاً
فِي هَذِهِ الدُّنيَا مِنَ الأَوثَانِ؟
لَا تَحسَبُوا - يَا قَاتِلُونَ - لُحَيظَةً
إِهمَالَكُم مِن رَبِّنَا الدَّيَّانِ
فَغَدًا حِسَابٌ ثُمَّ إِمَّا جَنَّةٌ
أَو نَارُ رِجزٍ مَورِدٌ لِلجَانِي
صَبرًا فَيومُ الدِّينِ يَومٌ كَاشِفٌ
مَا كَانَ ذَا سِرٍّ وَذَا إِعلَانِ
أَمَّا الشَّهِيدُ فَيَا هَنَاهُ بِمِنَّةٍ
رَبِّي اصطَفَاهُ لِجَنَّةِ الرِّضوَانِ
بَاعَ النَّفِيسَ لِرَبِّهِ يَرجُو نَدًى
أَكرِم بِهَذَا البَيعِ وَالأَثمَانِ
وَدِمَاؤُهُ أَضحَت عَلَيهِم لَعنَةً
وَتَقُودُهُم لِلنَّارِ وَالخُسرَانِ
وَبَنُوهُ يَحفَظُهُم إِلهٌ أَكرَمٌ
إِذ كَانَ فِي دُنيَاهُ ذَا إِيمَانِ
يَحمِيهُمُ مِن كُلِّ كَيدٍ كَائِدٍ
وَيَصُونُهُم مِن شِيعَةِ الشَّيطَانِ
رَبِّ اقبَلِ الشُّهَدَا، وَمُنَّ بِرَحمَةٍ
وَلْتَرزُقَنِّي ذَاكَ يَا رَحمَانِي
لَا رَبَّ، لَا مَعبُودَ غَيرُكَ حَافِظٌ
فَلْتَحفَظَنْ مِن كَيدِ كُلِّ جَبَانِ.