تَراتِيل شتوية، ومَعاطف قطنِية !.

تَراتِيل شتوية، ومَعاطف قطنِية !.

/
، ،
بسم الله الرحمن الرحيم

،

دائماً ما يقولون:
الشتاء يُنطق الحجر الأبيض برداً، وسطح الماء يُكسيهِ صقيعاً، ويربك ذراتِ الترابِ بماءه، فتصير أقربَ ما تكون خبيصاً . .
في الحقيقة هم لا يقولونها، بل أنا من لهجتُ بها

فإذا بطة أرادت أن تسبح في فصلهِ في بحيرة ما، ناولت سطح ماءها طرف إحدى رجليها، لتستشعر حلاوة الماء ودفئه، وتكون أقواساً تتوهج توسعاً ثم تتلاشى مبتعدة، أما البطة! فترى بعد ذاك أمرها، إما أن تقفز سابحة مرحة، أو تغض النظر، وترجئ أمر السباحة إلى يوٍمٍ آخر، وتدعي المرض !.

أجل يا رفاق !.

في هذا الموضوع سيكون لنا أنشودة شتوية، تراتيلها متنوعة، ليس لها حدودٌ توقفها، ولا أسوارٌ تقف حدها، نتغنى فيها بالغمام المُلبد، والأحذية المُبللة، وأطراف الأثوابِ الغارقة، والأكتاف المَنقوشة بقطرات المطر !.

بالدفء الجامح نتداثر، وبالقلوب الغائرة نتشاعر، ومستفاض الأحاديث تتصاهر، في الجلسات الهادئة بجانب موقد النار، نتغنى بالحب الحالم، والبرد القاتم، وقائد الفرقة الحازم، والبحيرات المطرية وخشبها العائم، والعلاقة بين دواليب السيارات وبينها إذ تلامسها، فتنتشي مرحاً مطرطشاً طائشاً على من يمشون جانباً بالمحاذاة !.

،
أغنية صامتة، أو فوضوية عارمة، أو مُلحنة صاخبة، أو كما تريدونها ... ليس فيها إلا ريشةٌ وورقة صماء بيضاء حجرية، أو زجاجية، أو صلداءٌ رخامية، لا يهم! المهم أن لا ترفض إستقبال سكبنا في طياتها، فتحتوي حروفنا، وتنحني إجلالاً لأقلامنا !.
،
فأهلاً غريبـة :
بإصطكاك الأسنان،
بدخان الحساء.
برائحة البابونج.
بمغالبة الأغطية.
بحبات البنادول.
وبرجفة الشفاة.
ببرودة الكفين.
وبإحمرار الخدين
وبمصاحبة المدفأة.
و بـ قائمة الشتاء العريضة التي تطول ! . . .
،
فـ لنبدأ إذا يا أصدقاء !.

لنرتل معاً . . . انشودة الشتاء!
فليصطف إذاً الحاضرون الخاملون، وليكتب من أعلى الـ منصة المبدعون.