[postbg=https://i.servimg.com/u/f39/14/83/59/48/rip_jo10.png]
حل الليل وأنا في الشارع ، لم اهتم بالذهاب الى مكان ما للمبيت ، بقيت أسير من شارع وانا اشعر بالارهاق والضياع والجوع الشديد ، وحين لم اتحمل المشي أكثر جلست تحت عمود إنارة وكنت انظر نحو الارض شارد الذهن محطم الروح ، لا ادري كم بقيت على تلك الحال ، لم اعد اهتم بشيء ، لا بجوعي ولا بالموسيقى ولا حتى بمعرفة من انا ، ورحت افكر باستمرار ربما اسمي ليس مايكل . لا ادري ماذا يحدث لي ..
سمعت خطوات شخص يسير لكنني لم اهتم ، حتى سمعت صوتا مألوفا يقول : اهذا انت يا مايكل ؟
رفعت رأسي لاجد ليفاي أمامي وعلى وجهه ابتسامة خفيفة ، قلت بوهن : نعم ، أنا كما ترى .
قال : ما بك ؟ ما هذه الحالة المزرية التي انت فيها ؟
قلت : لا أهتم
مد يده الي وقال : تعال نمشي قليلا .
ترددت للحظة ثم قلت لنفسي : لا فرق فيما سافعله ، لن يتغير شيء .
وأخذت بيده ليجعلني اقف على قدمي ، ثم بدأنا بالسير في الشارع المظلم بصمت ، حتى قطع الصمت وسألني : الن تخبرني ما بك؟
ضحكت ضحكة مصطنعة وقلت : ليس بي شيئ ، لا تهتم .
نظر الي نظرته الهادئة وتوقف عن السير ، وكذا أنا توقفت تلقائيا وانا اشعر بالاعياء وبطني تقرقر من الجوع .
قال لي : لستَ بخير ، انت جائع وواضح انك متعب ، تعال لنأكل شيئا
قلت بضعف : لا اريد .
قال : لن يتغير شيء اذا بقيت جائعا ، اخبرني ما حدث وسوف ساعدك
بدءت الضحك المر وقلت : لماذا لا تدعني وشأني ، غادرت المنزل ، أتعرف لماذا ؟
ضحكت ضحكة يشوبها الالم ثم صرخت : انا متبني ، يعني انا نكرة ، لا ادري حتى اذا كان مايكل اسمي الحقيقي ..
وبدأت اسير كالمجنون والكم ما ارى امامي واقول : يا له من امر مضحك ، اترى ، شخص لا يعرف حتى ..
وفجأة اصابني الدوار وسقطت على الارض ، وسمعت صوت ليفاي : مايكل ، تماسك ساساعدك .. هيا
وأمسكني بقوة وقواي خائرة ، وساعدني على السير الى مكان لا اعرفه ، او بالاحرى شقة صغيرة في بناية ، فتح الباب واشعل الضوء وهو يلهث من التعب ، ثم وضعني على كرسي واسرع ليحضر لي بعضا من الطعام والماء ، قال : كل هذا ، منذ متى لم تأكل؟
لم ارغب بالاكل واستمر الدوار العنيف ، وكنت ما بين الوعي وفقدانه عندما قال : عليك ان تاكل والا ستسقط مغشيا عليه .
مددت يدي واكلت قليلا وشربت حتى ارتويت ثم قادني ليفاي الى سرير سقطت فيه نائما نوما مضطربا ، لقد كانت ليلة طويلة جدا ، بقيت احلم احلام سيئة عن طفولتي ، وعن كل ماضي الذي عشته ...