[postbg=https://i.servimg.com/u/f39/14/83/59/48/rip_jo10.png]
استيقظت في صباح اليوم التالي وأنا اشعر بالتحسن ، وجلست في السرير ثم نظرت حولي ، غرفة صغيرة على احد جدرانها دولاب متوسط الحجم ، وعلى الجدار يمين السرير مكتب متواضع وضعت فوقه الكثير من الملفات والاوراق الفوضوية ، وعلى الارض فرش بساط اسود صغير ، نهضت من مكاني وخرجت من الغرفة الى الحجرة التي كنت فيها بالامس ، وهي اشبه بغرفة معيشة تحتوي كرسيين ذو اذرع واريكة صغيرة وتلفاز وطاولة ، وهناك رأيت ليفاي نائما متحشرا على الاريكة ، فشعرت بالذنب لكوني حملته هذه المتاعب ، وبينما انا واقف هناك رن هاتفه الموضوع على الطاولة ، فاستيقظ بسرعة ورد على الاتصال قائلا : نعم ؟ .. اه فهمت .. حسنا نلتقي مساءا .. وداعا
ووضع هاتفه ثم نظر الي قائلا : اهلا ، كيف تشعر؟
قلت : افضل ، انا سوف اذهب من هنا
وقف متثائبا ثم قال : الى اين؟
قلت : لا ادري ، لكنك تحملتني كفاية
قال بحزم : تمهل يا رجل ، علينا ان نتحدث
قلت : حول ماذا؟
رد : اجلس سأعد الشاي واعود ، تشربه اليس كذلك؟
قلت : دعك منه .. يكفي ما ..
قال وهو يشير الي : نعم تشرب ، اجلس عندك سآتي
قلت : اذن دعني اساعدك
قال مهددا : لا .. شكرا اجلس والا ساريك
قلت اخيرا باستسلام : حسنا
وجلست على احد المقاعد ذي الذراعين ، قال بمرح وهو يتجه الى المطبخ : عنيد
ابتسمت تلقائيا وانا افكر في نفسي ، يا له من شخص غريب
عاد ليفاي بعد دقائق ، وجلسنا نشرب الشاي ، وحكيت له كل ما حدث بالامس ، لقد استقبل كلامي واخذ يساعدني معنويا
سألني : وماذا ستفعل الآن ؟
قلت وانا احدق داخل كوب الشاي النصف فارغ : لا ادري ، سابحث عن عمل ما .
وحين لم يرد نظرت اليه لاراه ينظر بعيدا شارد الذهن .
قلت : بماذا تفكر ؟
لكنه لم يجبني واخذ ينظر الى الجدران وهو غارق في التفكير .
صرخت : ليفاي !!
فاستفاق بسرعة وقال : نعم ؟
قلت : قلت بماذا تفكر ؟
قال : لا شيء ، انسى الامر ، ما رأيك في البقاء عندي ؟
ترددت قليلا ثم قلت : لالا لقد تحملتني كفاية .
اغمض عينيه بصبر ثم سحب وسادة من جانبه وضربني بها على وجهي
صرخت : هاي ... ايها ال..
قاطعني قائلا : كم مرة اقول لك لا تشكو ، انت لم تحملني اي متاعب ، كما انني سررت بصحبة شخص عصبي عنيد مثلك .
ضحكت ثم قلت : يا لك من شخص عجيب
ابتسم لي ثم قال : انني جاد يا مايكل ، ابقى هنا حتى تدبر امورك .
صممت وانا افكر بالامر حتى قال : صدقني انك لا تتعبني اطلاقا
قلت : أانت متأكد؟
اجابني باصرار : نعم ، اخبرتك انني استمتع بصحبتك ، او..الازلت لا تثق بي ؟
صممت قليلا ثم قلت : اثق بك .
ابتسم وقال : جيد ، ابقى اذن .
واخيرا وافقت على البقاء لمدة قصيرة قال ليفاي : ما رأيك ان تأتي معي لرؤية صديق لي ، انا واثق انك ستحبه
واندهش عندما وافقت فورا ، لكنه سر بذلك ...