منتديات سبيس باور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات سبيس باور

 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
دراج الشبح
تفسير  سورة الفتح 2 Vote_rcapتفسير  سورة الفتح 2 Voting_barتفسير  سورة الفتح 2 Vote_lcap 
رياح وردة الليل
تفسير  سورة الفتح 2 Vote_rcapتفسير  سورة الفتح 2 Voting_barتفسير  سورة الفتح 2 Vote_lcap 
Kaiito
تفسير  سورة الفتح 2 Vote_rcapتفسير  سورة الفتح 2 Voting_barتفسير  سورة الفتح 2 Vote_lcap 

 

 تفسير سورة الفتح 2

اذهب الى الأسفل 
+3
* بقايا روح *
كاورو
شموخ العراق
7 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
شموخ العراق
نجم المنتدى
نجم المنتدى
شموخ العراق


الأوسمة :
عدد الرسائل : 4572
العمر : 30
الإقامة : العراق
الدولة : تفسير  سورة الفتح 2 Iraq
الجنسية : تفسير  سورة الفتح 2 Iraqy
تاريخ التسجيل : 27/01/2014
السٌّمعَة : 10

تفسير  سورة الفتح 2 Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة الفتح 2   تفسير  سورة الفتح 2 Emptyالخميس سبتمبر 24, 2020 8:50 pm


** سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلّفُونَ مِنَ الأعْرَابِ شَغَلَتْنَآ أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُمْ مّنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كَانَ اللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً * بَلْ ظَنَنْتُمْ أَن لّن يَنقَلِبَ الرّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَىَ أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنّ السّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْماً بُوراً * وَمَن لّمْ يُؤْمِن بِاللّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنّآ أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيراً * وَلِلّهِ مُلْكُ السّمَاوَتِ وَالأرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذّبُ مَن يَشَآءُ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رّحِيماً
يقول تعالى مخبراً رسوله صلى الله عليه وسلم بما يعتذر به المخلفون من الأعراب الذين اختاروا المقام في أهليهم وشغلهم وتركوا المسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتذروا بشغلهم لذلك وسألوا أن يستغفر لهم الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك قول منهم لا على سبيل الاعتقاد بل على وجه التقية والمصانعة, ولهذا قال تعالى: {يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم قل فمن يملك لكم من الله شيئاً إن أراد بكم ضراً أو أراد بكم نفع} أي لا يقدر أحد أن يرد ما أراده الله فيكم تعالى وتقدس, وهو العليم بسرائركم وإن صانعتمونا ونافقتمونا, ولهذا قال تعالى: {بل كان الله بما تعملون خبير} ثم قال تعالى: {بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبد} أي لم يكن تخلفكم تخلف معذور ولا عاص بل تخلف نفاق {بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبد} أي اعتقدتم أنهم يقتلون وتستأصل شأفتهم, وتستباد خضراؤهم ولا يرجع منهم مخبر {وظننتم ظن السوء, وكنتم قوماً بور} أي هلكى, قاله ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وغير واحد, وقال قتادة: فاسدين, وقيل هي لغة عمان. ثم قال تعالى: {ومن لم يؤمن بالله ورسوله} أي من لم يخلص العمل في الظاهر والباطن لله فإن الله تعالى سيعذبه في السعير, وإن أظهر للناس ما يعتقدون خلاف ما هو عليه في نفس الأمر. ثم بين تعالى أنه الحاكم المالك المتصرف في أهل السموات والأرض {يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء وكان الله غفوراً رحيم} أي لمن تاب إليه وأناب وخضع لديه.

** سَيَقُولُ الْمُخَلّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَىَ مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدّلُواْ كَلاَمَ اللّهِ قُل لّن تَتّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللّهُ مِن قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُواْ لاَ يَفْقَهُونَ إِلاّ قَلِيلاً
يقول تعالى مخبراً عن الأعراب الذين تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة الحديبية, إذ ذهب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم إلى خيبر يفتحونها أنهم يسألون أن يخرجوا معهم إلى المغنم, وقد تخلفوا عن وقت محاربة الأعداء ومجالدتهم ومصابرتهم, فأمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن لا يأذن لهم في ذلك معاقبة لهم من جنس ذنبهم فإن الله تعالى قد وعد أهل الحديبية بمغانم خيبر وحدهم, لا يشاركهم فيها غيرهم من الأعراب المتخلفين, فلا يقع غير ذلك شرعاً ولا قدراً ولهذا قال تعالى: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} قال مجاهد وقتادة وجويبر وهو الوعد الذي وعد به أهل الحديبية واختاره ابن جرير. وقال ابن زيد هو قوله تعالى: {فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبداً ولن تقاتلوا معي عدواً إنكم رضيتم بالعقود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين} وهذا الذي قاله ابن زيد فيه نظر, لأن هذه الاَية التي في براءة نزلت في غزوة تبوك وهي متأخرة عن عمرة الحديبية, وقال ابن جريج {يريدون أن يبدلوا كلام الله} يعني بتثبيطهم المسلمين عن الجهاد {قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل} أي وعد الله أهل الحديبية قبل سؤالكم الخروج معهم {فسيقولون بل تحسدونن} أي أن نشرككم في المغانم {بل كانوا لا يفقهون إلا قليل} أي ليس الأمر كما زعموا ولكن لا فهم لهم. 


** قُل لّلْمُخَلّفِينَ مِنَ الأعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَىَ قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِن تُطِيعُواْ يُؤْتِكُمُ اللّهُ أَجْراً حَسَناً وَإِن تَتَوَلّوْاْ كَمَا تَوَلّيْتُمْ مّن قَبْلُ يُعَذّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً * لّيْسَ عَلَى الأعْمَىَ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الأعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ وَمَن يَتَوَلّ يُعَذّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً
اختلف المفسرون في هؤلاء القوم الذين يدعون إليهم الذين هم أولو بأس شديد على أقوال (أحدها) أنهم هوازن, رواه شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير أو عكرمة أو جميعاً, ورواه هشيم عن أبي بشر عنهما وبه يقول قتادة في رواية عنه (الثاني) ثقيف, قاله الضحاك. (الثالث) بنو حنيفة, قاله جويبر ورواه محمد بن إسحاق عن الزهري وروي مثله عن سعيد وعكرمة. (الرابع) هم أهل فارس, رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما, وبه يقول عطاء ومجاهد وعكرمة في إحدى الروايات عنه. وقال كعب الأحبار: هم الروم, وعن ابن أبي ليلى وعطاء والحسن وقتادة: وهم فارس والروم, وعن مجاهد: هم أهل الأوثان, وعنه أيضاً: هم رجال أولو بأس شديد, ولم يعين فرقة, وبه يقول ابن جريج وهو اختيار ابن جرير. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا الأشج, حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق القواريري عن معمر عن الزهري في قوله تعالى: {ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد} قال: لم يأت أولئك بعد.
وحدثنا أبي, حدثنا ابن أبي عمر, حدثنا سفيان عن ابن أبي خالد عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله تعالى: {ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد} قال: هم البارزون قال وحدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً صغار الأعين ذلف الأنوف, كأن وجوههم المجان المطرقة»)قال سفيان: هم الترك, قال ابن أبي عمر: وجدت في مكان آخر, حدثنا ابن أبي خالد عن أبيه قال: نزل علينا أبو هريرة رضي الله عنه ففسر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تقاتلوا قوماً نعالهم الشعر» قال: هم البارزون يعني الأكراد, وقوله تعالى: {تقاتلونهم أو يسلمون} يعني شرع لكم جهادهم وقتالهم, فلا يزال ذلك مستمراً عليهم, ولكم النصرة عليهم أو يسلمون فيدخلون في دينكم بلا قتال بل باختيار.
ثم قال عز وجل: {فإن تطيعو} أي تستجيبوا وتنفروا في الجهاد وتؤدوا الذي عليكم فيه {يؤتكم الله أجراً حسناً وإن تتولوا كما توليتم من قبل} يعني زمن الحديبية حيث دعيتم فتخلفتم {يعذبكم عذاباً أليم}. ثم ذكر تعالى الأعذار في ترك الجهاد فمنها لازم كالعمى والعرج المستمر, وعارض كالمرض الذي يطرأ أياماً ثم يزول, فهو في حال مرضه ملحق بذوي الأعذار اللازمة حتى يبرأ. ثم قال تبارك وتعالى مرغباً في الجهاد وطاعة الله ورسوله: {ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار ومن يتول} أي ينكل عن الجهاد ويقبل على المعاش {يعذبه عذاباً أليم} في الدنيا بالمذلة وفي الاَخرة بالنار, والله تعالى أعلم.

** لّقَدْ رَضِيَ اللّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأنزَلَ السّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً * وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَان اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً
يخبر تعالى عن رضاه عن المؤمنين الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة, وقد تقدم ذكر عدتهم وأنهم كانوا ألفاً وأربعمائة, وأن الشجرة كانت سمرة بأرض الحديبية, قال البخاري: حدثنا محمود, حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن طارق أن عبد الرحمن رضي الله عنه قال: انطلقت حاجاً فمررت بقوم يصلون فقلت: ما هذا المسجد ؟ قالوا هذه الشجرة حيث بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان, فأتيت سعيد بن المسيب فأخبرته فقال سعيد: حدثني أبي أنه كان فيمن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة, قال: فلما خرجنا من العام المقبل نسيناها فلم نقدر عليها, فقال سعيد: إن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لم يعلموها وعلمتموها أنتم, فأنتم أعلم.
وقوله تعالى: {فعلم ما في قلوبهم} أي من الصدق والوفاء والسمع والطاعة {فأنزل السكينة} وهي الطمأنينة {عليهم وأثابهم فتحاً قريب} وهو ما أجرى الله عز وجل على أيديهم من الصلح بينهم وبين أعدائهم, وما حصل بذلك من الخير العام المستمر المتصل بفتح خيبر وفتح مكة, ثم سائر البلاد والأقاليم عليهم وما حصل لهم من العز والنصر والرفعة في الدنيا والاَخرة, ولهذا قال تعالى: {ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزاً حكيم}.
قال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان, حدثنا عبيد الله بن موسى أخبرنا موسى يعني ابن عبيدة, حدثني إياس بن سلمة عن أبيه قال: بينما نحن قائلون إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس, البيعة البيعة نزل روح القدس, قال: فثرنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو تحت شجرة سمرة فبايعناه, فذلك قول الله تعالى: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة} قال: فبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان رضي الله عنه بإحدى يديه على الأخرى فقال الناس: هنيئاً لابن عفان يطوف بالبيت ونحن ههنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو مكث كذا وكذا سنة ما طاف حتى أطوف».

** وَعَدَكُمُ اللّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجّلَ لَكُمْ هَـَذِهِ وَكَفّ أَيْدِيَ النّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطاً مّسْتَقِيماً * وَأُخْرَىَ لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللّهُ بِهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيراً * وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الّذِينَ كفَرُواْ لَوَلّوُاْ الأدْبَارَ ثُمّ لاَ يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً * سُنّةَ اللّهِ الّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنّةِ اللّهِ تَبْدِيلاً * وَهُوَ الّذِي كَفّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً
قال مجاهد في قوله تعالى: {وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونه} هي جميع المغانم إلى اليوم {فعجل لكم هذه} يعني فتح خيبر, وروى العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما {فعجل لكم هذه} يعني صلح الحديبية {وكف أيدي الناس عنكم} أي لم ينلكم سوء مما كان أعداؤكم أضمروه لكم من المحاربة والقتال, وكذلك كف أيدي الناس عنكم الذين خلفتموهم وراء ظهوركم عن عيالكم وحريمكم {ولتكون آية للمؤمنين} أي يعتبرون بذلك, فإن الله تعالى حافظهم وناصرهم على سائر الأعداء مع قلة عددهم, وليعلموا بصنيع الله هذا بهم إنه العالم بعواقب الأمور, وإن الخيرة فيما يختاره لعباده المؤمنين وإن كرهوه في الظاهر كما قال عز وجل {وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم} {ويهديكم صراطاً مستقيم} أي بسبب انقيادكم لأمره واتباعكم طاعته, وموافقتكم رسوله صلى الله عليه وسلم.
وقوله تبارك وتعالى: {وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها وكان الله على كل شيء قدير} أي وغنيمة أخرى وفتحاً آخر معيناً لم تكونوا تقدرون عليها, قد يسرها الله عليكم وأحاط بها لكم, فإنه تعالى يرزق عباده المتقين له من حيث لا يحتسبون, وقد اختلف المفسرون في هذه الغنيمة ما المراد بها فقال العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما هي خيبر, وهذا على قوله عز وجل: {فعجل لكم هذه} إنها صلح الحديبية, وقاله الضحاك وابن إسحاق وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم, وقال قتادة: هي مكة واختاره ابن جرير, وقال ابن أبي ليلى والحسن البصري: هي فارس والروم, وقال مجاهد: هي كل فتح وغنيمة إلى يوم القيامة. وقال أبو داود الطيالسي: حدثنا شعبة عن سماك الحنفي عن ابن عباس رضي الله عنهما {وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله به} قال: هذه الفتوح التي تفتح إلى اليوم.
وقوله تعالى: {ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار ثم لا يجدون ولياً ولا نصير} يقول عز وجل مبشراً لعباده المؤمنين, بأنه لو ناجزهم المشركون لنصر الله رسوله وعباده المؤمنين عليهم, ولا نهزم جيش الكفر فاراً مدبراً لا يجدون ولياً ولا نصيراً, لأنهم محاربون لله ولرسوله ولحزبه المؤمنين. ثم قال تبارك وتعالى: {سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديل} أي هذه سنة الله وعادته في خلقه, ما تقابل الكفر والإيمان في موطن إلا نصر الله الإيمان على الكفر فرفع الحق ووضع الباطل, كما فعل تعالى يوم بدر بأوليائه المؤمنين نصرهم على أعدائه من المشركين مع قلة عدد المسلمين وعددهم وكثرة المشركين وعددهم.
وقوله سبحانه وتعالى: {وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصير} هذا امتنان من الله على عباده المؤمنين حين كف أيدي المشركين عنهم فلم يصل إليهم منهم سوء, وكف أيدي المؤمنين عن المشركين فلم يقاتلوهم عند المسجد الحرام, بل صان كلاً من الفريقين وأوجد بينهم صلحاً فيه خير للمؤمنين وعاقبة لهم في الدنيا والاَخرة, وقد تقدم في حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه حين جاؤوا بأولئك السبعين الأسارى, فأوقفوهم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إليهم فقال: «أرسلوهم يكن لهم بدء الفجور وثناه». قال وفي ذلك أنزل الله عز وجل: {وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم} الاَية. وقال الإمام أحمد: حدثنا يزيد بن هارون, حدثنا حماد عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لما كان يوم الحديبية هبط على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثمانون رجلاً من أهل مكة بالسلاح, من قبل جبل التنعيم, يريدون غرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا عليهم فأخذوا. قال عفان: فعفا عنهم ونزلت هذه الاَية: {وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم} ورواه مسلم وأبو داود في سننه والترمذي والنسائي في التفسير من سننيهما من طرق عن حماد بن سلمة به.
وقال أحمد أيضاً: حدثنا زيد بن الحباب, حدثنا الحسين بن واقد, حدثنا ثابت البناني عن عبد الله بن مغفل المزني رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصل الشجرة التي قال تعالى في القرآن, وكان يقع من أغصان تلك الشجرة على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه. وسهيل بن عمرو بين يديه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: «اكتب بسم الله الرحمن الرحيم» فأخذ سهيل بيده وقال: ما نعرف الرحمن الرحيم, اكتب في قضيتنا ما نعرف فقال: «اكتب باسمك اللهم ـ وكتب ـ هذا ما صالح عليه محمد رسول الله أهل مكة» فأمسك سهيل بن عمرو بيده وقال: لقد ظلمناك إن كنت رسوله اكتب في قضيتنا ما نعرف فقال اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله «فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا ثلاثون شاباً عليهم السلاح, فثاروا في وجوهنا فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم, فأخذ الله تعالى بأسماعهم فقمنا إليهم فأخذناهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هل جئتم في عهد أحد ؟ أو هل جعل لكم أحداً أماناً ؟» فقالوا: لا , فخلى سبيلهم فأنزل الله تعالى: {وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم} الاَية رواه النسائي من حديث حسين بن واقد به.
وقال ابن جرير: حدثنا ابن حميد, حدثنا يعقوب القمي, حدثنا جعفر عن ابن أبزى قال: لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم بالهدي وانتهى إلى ذي الحليفة قال له عمر رضي الله عنه: يا نبي الله, تدخل على قوم لك حرب بغير سلاح ولا كراع ؟ قال: فبعث صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فلم يدع فيها كراعاً ولا سلاحاً إلا حمله, فلما دنا من مكة منعوه أن يدخل فسار حتى أتى منى, فنزل بمنى فأتاه عينه أن عكرمة بن أبي جهل قد خرج عليك في خمسمائة, فقال لخالد بن الوليد رضي الله عنه: «يا خالد هذا ابن عمك قد أتاك في الخيل» فقال خالد رضي الله عنه: أنا سيف الله وسيف رسوله, فيومئذ سمي سيف الله, فقال: يا رسول الله ابعثني أين شئت, فبعثه على خيل فلقي عكرمة في الشعب فهزمه حتى أدخله حيطان مكة, ثم عاد في الثانية فهزمه حتى أدخله حيطان مكة, ثم عاد في الثالثة فهزمه حتى أدخله حيطان مكة, فأنزل الله تعالى: {وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة ـ إلى قوله تعالى ـ عذاباً أليم} قال فكف الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم عنهم من بعد أن أظفره عليهم لبقايا من المسلمين كانوا بقوا فيها كراهية أن تطأهم الخيل, ورواه ابن أبي حاتم عن ابن أبزى بنحوه, وهذا السياق فيه نظر فإنه لا يجوز أن يكون عام الحديبية, لأن خالداً رضي الله عنه لم يكن أسلم بل قد كان طليعة للمشركين يومئذ, كما ثبت في الصحيح, ولا يجوز أن يكون في عمرة القضاء لأنهم قاضوه على أن يأتي في العام القابل فيعتمر, ويقيم بمكة ثلاثة أيام, ولما قدم صلى الله عليه وسلم لم يمانعوه ولا حاربوه ولا قاتلوه.
فإذا قيل: فيكون يوم الفتح ؟ فالجواب: ولا يجوز أن يكون يوم الفتح لأنه لم يسق عام الفتح هدياً, وإنما جاء محارباً مقاتلاً في جيش عرمرم, فهذا السياق فيه خلل وقد وقع فيه شيء فليتأمل والله أعلم. وقال ابن إسحاق: حدثني من لا أتهم عن عكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنه قال: إن قريشاً بعثوا أربعين رجلاً منهم أو خمسين, وأمروهم أن يطيفوا بعسكررسول الله صلى الله عليه وسلم ليصيبوا من أصحابه أحداً فأخذوا أخذاً, فأتي بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فعفا عنهم وخلى سبيلهم, وقد كانوا رموا إلى عسكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجارة والنبل. قال ابن إسحاق: وفي ذلك أنزل الله تعالى: {وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم} الاَية. وقال قتادة: ذكر لنا أن رجلاً يقال له ابن زنيم اطلع على الثنية من الحديبية, فرماه المشركون بسهم فقتلوه, فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلاً فأتوه باثني عشر فارساً من الكفار فقال لهم: «هل لكم علي عهد ؟ هل لكم علي ذمة ؟» قالوا: لا , فأرسلهم وأنزل الله تعالى في ذلك: {وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم} الاَية. 








تفسير  سورة الفتح 2 7zhXIC
اشكر اخي iraqi عالتوقيع الرائع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كاورو
(¸.•'´* كبرياء العراق*`'• .¸)
(¸.•'´* كبرياء العراق*`'• .¸)
كاورو


الأوسمة :
تفسير  سورة الفتح 2 I_5b2274d1fd1تفسير  سورة الفتح 2 1434606728541تفسير  سورة الفتح 2 I_e8385f594d1

انثى عدد الرسائل : 70859
العمر : 100
الإقامة : الرمادي
الدولة : تفسير  سورة الفتح 2 Iraq
الجنسية : تفسير  سورة الفتح 2 Iraqy
تاريخ التسجيل : 24/01/2009
السٌّمعَة : 187

تفسير  سورة الفتح 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الفتح 2   تفسير  سورة الفتح 2 Emptyالجمعة سبتمبر 25, 2020 8:24 pm




بسم الله ماشاء الله
دوما مواضيعك تبهرنا فهي غايه في الروعة
الله يديمك ويديم ابداعك











تفسير  سورة الفتح 2 P_13821nmcx1


شعار مجموعة نرقى ليرقى منتدانا


تفسير  سورة الفتح 2 I_9143faf3711
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
* بقايا روح *
مراقبة قسم المنتديات الاسلامية
مراقبة قسم المنتديات الاسلامية
* بقايا روح *


الأوسمة :
تفسير  سورة الفتح 2 1434607027571تفسير  سورة الفتح 2 I_c3c0f377bf1

عدد الرسائل : 17288
العمر : 31
الإقامة : دنيا الاحزان
الدولة : تفسير  سورة الفتح 2 Iraq
الجنسية : تفسير  سورة الفتح 2 Iraqy
تاريخ التسجيل : 04/03/2013
السٌّمعَة : 40

تفسير  سورة الفتح 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الفتح 2   تفسير  سورة الفتح 2 Emptyالجمعة سبتمبر 25, 2020 11:19 pm

بارك الله فيك وبجهودك
المباركة القيمة أسال لك التوفيق والسداد
وأن يجمعنا الله ويبقينا على الود والمحبة والإخاء
وان يجزيك خير الجزاء








شعار مجموعة نرقى ليرقى منتدانا

تفسير  سورة الفتح 2 P_220417ck92

تفسير  سورة الفتح 2 I_9143faf3711
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تايــ المقاتل القطب ـــتو
مشرف منتدى وطني العربي
مشرف منتدى وطني العربي
تايــ المقاتل القطب ـــتو


الأوسمة :
تفسير  سورة الفتح 2 P_473irh161

عدد الرسائل : 3653
العمر : 35
الإقامة : العراق
الدولة : تفسير  سورة الفتح 2 Iraq
الجنسية : تفسير  سورة الفتح 2 Unknow
تاريخ التسجيل : 05/06/2009
السٌّمعَة : 0

تفسير  سورة الفتح 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الفتح 2   تفسير  سورة الفتح 2 Emptyالجمعة سبتمبر 25, 2020 11:40 pm

الله يجازيك كل خير
مواضيع قيمة وانتقاء راقي جدا
جعلها الله في ميزان حسناتك
تقبلوا مروري









تفسير  سورة الفتح 2 ETQ54406

رحمك الله ياسيف العرب ستبقى حيا في قلوب الشرفاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نطق الصمت
قمر المنتدى
قمر المنتدى
نطق الصمت


الأوسمة :
تفسير  سورة الفتح 2 1434607027571تفسير  سورة الفتح 2 I_c3c0f377bf1

عدد الرسائل : 8390
العمر : 32
الإقامة : بالعالم
الدولة : تفسير  سورة الفتح 2 Sirya
الجنسية : تفسير  سورة الفتح 2 Syrian
تاريخ التسجيل : 31/08/2013
السٌّمعَة : 22

تفسير  سورة الفتح 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الفتح 2   تفسير  سورة الفتح 2 Emptyالأربعاء سبتمبر 30, 2020 11:05 pm

آللهْ يعطيكِ آلفْ ع ـآفيهْ
جع ـلهُ آللهْ فيّ ميزآنْ حسنآتِك
أنآرَ آللهْ بصيرتِك وَ بصرِك بـ نور آلإيمآنْ شآهِد لِكِ يومـ آلع ـرض وَ آلميزآنْ
وَ ثبتِك علىـآ آلسُنهْ وَ آلقُرآنْ








شعار مجموعة نرقى ليرقى منتدانا

تفسير  سورة الفتح 2 I_9143faf3711
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لحزني رواية
مشرفة المنتدى الطلابي
مشرفة المنتدى الطلابي
لحزني رواية


الأوسمة :
تفسير  سورة الفتح 2 1434607027571تفسير  سورة الفتح 2 I_c3c0f377bf1

عدد الرسائل : 5487
العمر : 30
الإقامة : طرابلس
الدولة : تفسير  سورة الفتح 2 Lebnan
الجنسية : تفسير  سورة الفتح 2 Lebaneez
تاريخ التسجيل : 23/12/2013
السٌّمعَة : 1

تفسير  سورة الفتح 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الفتح 2   تفسير  سورة الفتح 2 Emptyالثلاثاء أكتوبر 20, 2020 11:00 pm


الله ينور قلبك بنور الايمان
ويرزقك فسيح الجنان
على حسن وروعة ماتضعيه لنا








تفسير  سورة الفتح 2 P_153ha8z1

شعار مجموعة نرقى ليرقى منتدانا


تفسير  سورة الفتح 2 I_9143faf3711
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دراج الشبح
مشرف منتدى الكمبيوتر والانترنت
مشرف منتدى الكمبيوتر والانترنت
دراج الشبح


الأوسمة :
ذكر عدد الرسائل : 44467
العمر : 25
الإقامة : ليبيا
الدولة : تفسير  سورة الفتح 2 Lybia
الجنسية : تفسير  سورة الفتح 2 Lybian
تاريخ التسجيل : 12/09/2016
السٌّمعَة : 73

تفسير  سورة الفتح 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الفتح 2   تفسير  سورة الفتح 2 Emptyالجمعة ديسمبر 17, 2021 11:35 am


بارك الله فيك
على مجهودك الرائع

لك مني كل شكر وتقدير
بإنتظار جديدك‏‎










تفسير  سورة الفتح 2 P_1649f171j0
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير سورة الفتح 2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير سورة الفتح 3
» تفسير سورة الفتح 4
» تفسير سورة الفتح
» تعريف سورة الفتح
» خواطر حول سورة الفتح

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سبيس باور :: المنتديات الاسلامية :: منتدى القرآن الكريم-
انتقل الى: