أحلام اليقظة في علم النفس تناول فرويد رائد المدرسة التحليلية في علم النفس أحلام اليقظة على أنّها
تعبير الفرد عن أهدافه ورغباته المكبوتة، فهي الحالة الذي يُدخِل فيها الفرد نفسه لإشباع رغباته
وتحقيق أهدافه التي قُمِعَت وكُبِتَت في الحاضر أو في الماضي في مرحلة الطفولة بسبب رقابة الأهل
أو المجتمع، كما اعتبر فرويد أحلام اليقظة أنّها الحالة التي تقع بين النوم والاستيقاظ، أما حديثاً فقد
قام العالم إريك كلينجر عام 1980م بالكثير من الدراسات التي تناولت موضوع أحلام اليقظة، ووجد
أنّها تدور غالباً حول الأحداث اليومية العادية التي يمرّ بها الفرد، فمثلاً الأفراد العاملون في الوظائف المُملّة كسائقي الشاحنات، يستخدمون أحلام اليقظة للتخلُّص من حالات الملل والضجر التي يتعرّضون
لها بسبب طبيعة أعمالهم الروتينية، وبشكل عام لم يُجمِع علماء النفس على تعريف ثابت لهذه الظاهرة، ومن أهم المحاور في أحلام اليقظة ما يلي:
تعتبر أحلام اليقظة هي الأرض الخصبة للأفكار الإبداعية المبتكرة، وقد تكون متطلباً ضرورياً لبعض
أنواع الابتكار؛ أي أنّها انطلاقة القصة الأدبية التي يستخدمها الفرد في مخيّلته. بما أنّ أحلام اليقظة
هي بشكل أو بآخر تُشكّل عملية الاتصال بين الماضي والحاضر والمستقبل، فتظهر وظيفتها عبر
محاولتة استعراضها للأحداث المستقبلية من خلال التجارب والخبرات السابقة؛ بحيث يُعطَى الفرد
الفرصة لاختيار أفضل البدائل، والتوجه إلى الاحتمالات والاستجابات الأكثر فائدة وإيجابية، وبالتالي
التمكُّن من التخلص من الطرق والأساليب غير الفعالة في التعاطي مع الحاضر. استخدام الخبرات
السابقة في توقع الأحداث المستقبلية والتنبؤ بها، فأحلام اليقظة في هذه الحالة تعتبر من الأدوات
التلقائية لعملية التعلم والتخطيط، فالنظر في الاستجابات السابقة والحالة العاطفية أو الوجدانية التي
يتّبعها تجعل الفرد أكثر انفتاحاً لإدراك أبعاد جديدة لتأثير الأحداث السابقة على الفرد وعلى الآخرين. تحدّث بعض علماء النفس عن الوظيفة التكيُّفية التي تقوم بها أحلام اليقظة من خلال تقديمها الإثراءات المطلوبة على خبرات الفرد، وإضافة بعض العناصر التي تُضفي بعض الإثارة على التجارب والأحداث المُملّة. كما تعد أحلام اليقظة أحد أهم الأبواب الفنية الأصيلة والمهمة؛ إذ تظهر من خلالها قدرات
الفنان والأديب على تكييف إنتاجه الفني بإخراج حسّي بليغ؛ من خلال سد الفجوات والعثرات الفنية، والمقاربة بين الواقع الذي يُجمّله العمل الفني وبين أحلام اليقظة الملهِمَة للأفكار الإبداعية والفنّيّة.