بسم الله الرحمن الرحيم
سوف نكمل معكم عن موضوع حقيقة شهادة إن محمدا رسول الله.
سوف نتحدث عن فصل من فصول حقيقة شهادة إن محمدا رسول الله وهو (فصل عن خلقيه صلى الله عليه وسلم).
ونبينا صلى الله عليه وسلم قد كمله الله سبحانه, ورزقه جمال الظاهر وجمال الباطن, فكان أحسن الخلق صورة, وأكملهم خلقا صلى الله عليه وسلم.
والبحث في صفة النبي صلى الله عليه وسلم الخلقية يستفيد منها المؤمن أمورا:
منها: زيادة الإيمان, فان المسلم كلما كانت معرفته بالنبي صلى الله عليه وسلم وأحواله وأوصافه وتفاصيل ماجاء به أكثر كلما كان ذلك مدعاة ليكون إيمانه به أكمل, ومحبته له أعظم.
ومنها: انه قد جاء في حديث انس رضي الله عنه المتفق على صحته: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من راني في المنام فقد راني, فان الشيطان لا يتمثل بي, ورويا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزا من النبوة).
ومن جاء بعده ممن لم يراه في حياته صلى الله عليه وسلم ليس له طريق إلى معرفته إلا بصفاته , وقد جاءت مبينة بآثار صحيحة عن الصحابة رضي الله عنهم.
منها: حديث البراء من عازب رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم مربوعا, بعيد ما بين المنكبين, له شعر يبلغ شحمة أذنه, رايته في حلة حمراء, لم أر شيا قط أحسن منه, قال يوسف بن أبي إسحاق عن أبيه: (إلى منكبيه) أخرجه بخاري.
وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضليع الفم, أشكل العين, منهوس العقبين, قال: قلت لسماك: ما ضليع الفم؟ قال: عظيم الفم, قال: قلت: ما شكل العين؟ قال: طويل شق العين, قال: قلت: ما منهوس العقب؟ قال:قليل لحم العقب) اخرجه مسلم.
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: (لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطويل ولا بالقصير, شئن الكفين والقدمين, ضخم ألراس, ضخم الكراديس, طويل المسربة, إذا مشى تكفأ تكفؤا , كأنما انحط من صبب, لم أر قبله ولا بعده مثله)أخرجه الترمذي, وقال : حديث حسن صحيح.
وعنه رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضخم ألراس, عظيم العينين, هدب الاشفار, قال حسن وهو احد الإسناد الشفار: مشرب العين بالحمرة, كث اللحية , أزهر اللون, شئن الكفين والقدمين, إذا مشى كأنما يمشي في صعد قال حسن وإذا التفت التفت جميعا) أخرجه الإمام احمد.
ومعنى شئن الكف: أي: غليظة؛ قال الزمخشري في (الفائق): وهو مدح الرجال؛ لأنه اشد لعصبهم, واصبر لهم على المراس.
والكراديس: هي: رؤوس العظام. وقيل: هي ملتقى كل عظمين ضخمين, كالركبتين والمرفقين والمنكبين, والمراد: انه صلى الله عليه وسلم ضخم الأعضاء.
والمسربة: هي مادق من شعر الصدر سائلا إلى الجوف,(وفي لسان العرب)قال سيبويه :ليست المسربة على المكان ولا الصدر, وإنما هي اسم الشعر.
والصب: ما انحدر من الأرض . والصعد, قال في (النهاية): (كأنما ينحط في صعد) هكذا جاء في الرواية يعني: موضوعا عاليا يصعد فيه وينحط.... إلى أن قال: والصعد بضمتين: جمع صعود, وهو خلاف الهبوط.
وسف نكمل معكم مع فصول أخرى.
بحفظ الله ورعايته.