الأوسمة : عدد الرسائل : 17084 العمر : 28 الإقامة : !!! EVERYWHERE الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 04/11/2017 السٌّمعَة : 35
موضوع: خطبة اليوم التاسع عشر من رمضان بعنوان الإثنين يونيو 04, 2018 5:50 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رمضان كريم علينا وعليكم
وكل عام وانت بخير
خطبة اليوم التاسع عشر من رمضان بعنوان...
(كيف يكون بيتك سعيداً؟) الحمد لله الكريم، الحليم الحمد لله الغفور الرحيم، سبحانه لا نحصي ثناءً عليه، وله الحمد حتى يرضى وله الحمد إذا رضي، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب الأرض والسماء مالك الملك والملكوت ذي العزة والجبروت.
إلهي:
مهما كتبنا في عُلاك قصائداً
بالدمع خُطّت أو دم الأجفان
فلَأنت أعظم من مديحي كله
وأجّلُّ مما دار في الحسبان
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، خير بشر وطئت الثرى قدمه، ونطق بالحق فمه، وجرى في عرق دمه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
كلنا يبحث ويريد البيت المسلم السعيد البيت الذي فيه المأوى الكريم والراحة النفسية، البيت الذي ينشأ في جنَباته جيلٌ صالح فريد قال جل شأنه: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21].
البيت المسلم قائم بين الزوجين على عنصرين:
الأول: المودة، أما المودة: فهي شعور متبادل بالحب يجعل العلاقة قائمة على الرضاء والسعادة..
وإذا لم يتوفر هذان العنصران في الحياة الزوجية تحولت إلى حياة بهيمية، يلتقي فيها الرجل والمرأة كما يلتقي البهيم بالبهيمة، ولا علاقة ولا مودة ولا رحمة ولا تقدير ولا احترام، وإنما مشاكل على مشاكل حتى تصبح حياة كل من الرجل والمرأة معقدة، ويترتب على ذلك كراهية الإنسان حتى لنفسه، وكل هذا نتيجة عدم علم كل من المرأة والرجل بالواجب والمسؤولية الملقاة على عاتقهما تجاه بعضهما البعض.
عباد الله:
البيت نعمة لا يعرف قيمته وفضله إلا من فقده وعاش في ظلمات سجن أو في غربة أوفي فلاة قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا ﴾ [النحل: 80]
البيت نعمة من نعم الله على عباده يجد المسلم راحته وهدوء باله وفيه السكن والراحة والمودة في خضم مشاكل الحياة.
بيتك فيه زوجتك، رفيقة دربك أم أولادك، من تأنس إليها، وتبثها آمالك وآلامك، وتشاركك أفراحك وأتراحك، وتطلعها على إعلانك وإسرارك.. شريكة دربك التي جعلها الله لك آيةً وسكناً، وجعل بينكما مودة ورحمة.
بيتك الذي بذلت فيه ثمار جهد شبابك، كي تقيمه وتعمره، ولم تبخل عليه بمالك وجهدك وتفكيرك.. وهو مأواك الذي تأوي إليه بعد التعب والعناء والنصب واللغوب..
عباد الله:
إنّ طريق الفوز والنجاة في الدنيا والآخرة لا يبدأ إلا بِصلاح البيوت وتربيتها على الإيمان والقرآن والذكر.
أما الخسارة فستكون فادحة وعظيمة يوم يخسر الإنسان أهله ويُضّيع من يعول: ﴿ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ [الزمر: 15].
إن العلاقة الزوجية ليست علاقة دنيوية مادية ولا شهوانية بهيمية فهي أسمى وأعلى من ذلك إذ هي علاقة روحية كريمة إذا ترعرعت ونمت امتدت إلى الحياة الآخرة بعد الممات.
البيت السعيد أمانةٌ يحملها الزوجان وبهما تنطلق مسيرة هذا البيت فإذا استقاما على منهج الله قولاً وعملاً وتزيناً بزينة النفوس ظاهراً وباطناً، وتجملا بحُسن الخلق والسيرة الطبية، أصبح هذا البيت مأوى النور وإشعاع الفضيلة وأصبح منطلقاً لبناء جيلٍ صالح وصناعة مجتمع كريم وأمه عظيمة وحضارة راقية يبدأ من صلاح الزوجين فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته.
إخواني
البيت السعيد هو البيت الذي جعل منهجه الإسلام قولاً وعملاً.
البيت السعيد هو الذي يقوم على التوحيد لله جل وعلا والتوكل عليه والاستعانة به فمنذ لحظة الولادة، فعقب تلك اللحظة نؤذن في أذن المولود اليمنى، ونقيم الصلاة في أُذنه اليسرى، والأذان والإقامة كلاهما توحيد، لذا كان من السنة المطهرة أن تكون كلمات التوحيد هي أول كلمات يسمعها المولود فور خروجه من رحم أمه وقدومه إلى الدنيا.
البيت السعيد هو حصانة للفطرة من الانحراف، كما قال صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ مَوْلود يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ وَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانَهُ أَوْ يُنَصِّرَانَهُ أَوْ يُمَجِّسَانَهُ، كَمَا تَنْتُجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ» [متفق عليه].
قال ابن القيم رحمه الله «وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم وترْك تعليمهم فرائض الدين وسننه فأضاعوهم صِغاراً فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كباراً».
عباد الله:
ما أجمل أن يجمع الأب أبناءه فيقرأ عليهم القرآن ويعلمهم، ويسرد عليهم من قصص الأنبياء والصحابة ويغرس فيهم الأخلاق العالية.
إنّ أهم رسالة للبيت المسلم هي تربية الأولاد التربية الصحيحة لا غبش فيها ولا تشوه ولا تربية إلا بتحقيق القدوة الحسنة في الوالدين.
القدوة في العبادات والأخلاق.
القدوة في الأقوال والأعمال.
القدوة في المخبر والمظهر فيأمر الأب أولاده بالصلاة وهو أول المصلين ويأمرهم بالأخلاق وهو أعلاهم خُلقاً ويحثهم على الصدق وهو أصدقهم. قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74]، وتدبَّر دعوةَ إبراهيم عليه الصلاة والسلام: ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ﴾ [إبراهيم: 40]، وقال تعالى: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ [طه: 132].
مشى الطاووس يوماً باختيال فقلّده بمشيته بنوه
وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوّده أبوه
فالأولاد مفطورون على حب التقليد، وأول من يقلد الطفل أباه وأمه، لكن عندما انشغل الآباء عن تربية أبناءهم والقيام بالقوامة على نساءهم والحفاظ على أبناءهم من قرناء السوء والضياع والدمار عند ذلك تحطّمت الأسر والبيوت وضاع جيل بعد جيل: فليتق الله كل الآباء.
اعلموا عباد الله: أنّ البيت إذا امتلأ بالشحناء والبغضاء والمشاكل والمخاصمات والسب والشتم والقطيعة، انعكست كل هذه الأخلاق على النشء، ووجد جيلٌ خامل، جيلٌ فاشل، لأنه اكتسب هذه الأخلاق كلها من الأبوين الأم والأب.
إن البيت الذي لا يغرس الإيمان ولا يستقيم على نهج القرآن ولا يعيش في أُلفةٍ ووئام ينجب عناصرَ تعيش التمزُّقَ النفسي، والضياعَ الفكري، والفسادَ الأخلاقي، هذا العقوق الذي نجده من بعض الأولاد والعلاقات الخاسرة بين الشباب والتخلي عن المسؤولية والإعراض عن الله والتمرُّد على القيم والمبادئ الذي يعصِف بفريق من أبناء أمتنا اليوم، ذلك نتيجة حتمية لبيت غفل عن التزكية، وأهمل التربية، وفقد القدوة، وتشتَّت شمله.
البيت السعيد من صفاته أنه يرُد الأمور عند الخلاف إلى الله ورسوله قال تعالى: ﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ [النساء: 59] وقال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36].
البيت السعيد سعادته وأُنسه ولذته في ذكر الله ففي الحديث الصحيح عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت». وفي الصحيح أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم: «اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا».
وقال صلى الله عليه وسلم: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة» [رواه مسلم في صحيحه ح 780، 1/ 539].
وقال صلى الله عليه وسلم: «عليكم بالصلاة في بيوتكم فإن خير صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة» [رواه مسلم].
في هذه الأحاديث وغيرها دليل على مشروعية إحياء البيوت وتنويرها بالتسبيح والتهليل والتكبير وقراءة القرآن وصلاة النافلة، وإذا خلت البيوت من الصلاة ومن الذكر كانت قبوراً موحشة ولو كانت قصوراً.
فبدون الذكر تغدو البيوت مكاناً للشياطين سكانها موتى القلوب وإن كانوا أحياء.
البيت السعيد هو البيت البعيد عن المشاجرات والمهاترات وضرب الوجه والإهانة والإذلال سئل النبي صلى الله عليه وسلم: «ما حق امرأة أحدنا عليه قال أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسبت ولا تقرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلى في الفراش» [سنن أبي داود ح «2142». وأخرجه أيضا أحمد «4/447» وابن ماجه ح «1850»].
البيت السعيد ليس شرطاً أن يكون قصراً ليس شرطاً أن يمتلأ بالأموال والمأكولات والمشروبات.
ولكن يكفيه الكفاف والرضا بالمقسوم شعاره قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من بات أمناً في سربه معافى في بدنه معه قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها» [صحيح الجامع 5918].
جاء العباس: عمّ النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: علمني دعاء أدعو به، قال صلى الله عليه وسلم: « يا عم سل الله العافية في الدنيا والآخرة».
يرحم الله هارون الرشيد الذي ملك الدنيا وكان أميراً للمؤمنين جلس ذات يوم فعطش فطلب الماء فلما أحضر الكأس قال له قاضي القضاة يا أمير المؤمنين لو أنك مُنعت هذه الشربة ماذا ستفعل قال سأدفع نصف ملكي. فأعطاه فشرب ثم قال له يا أمير المؤمنين لو مُنعت هذه الشربة من الخروج ماذا ستفعل قال سأدفع نصف ملكي. قال قاضي القضاة تباً لملكٍ لا يساوي شرب ماء إدخالها وإخراجها.
وكان على رضي الله عنه بعد قضاء الحاجة يقول: يا لها من نعمة منسية قليلٌ شاكرها.
فيا عبد الله سل الله العافية في الدنيا والآخرة لك ولأهلك ولأحبابك.
البيت المسلم فيه يتغاضى كلٌ من الزوجين عن بعض ما لا يحب أن يراه في الآخر، ويضع كلاهما في حسبانه أنه إذا كره في الآخر صفة فلا بد أن تكون فيه صفة أخرى تشفع له. وهذا هو بعينه ما أشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: «لا يفرك مؤمن مؤمنة؛ إن كره منها خلقًا رضي منها آخر» [أخرجه مسلم وغيره].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات، والذكر الحكيم، أقول هذا وأستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
emily star شمس المنتدى
الأوسمة : عدد الرسائل : 13124 العمر : 19 الإقامة : :) الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 28/07/2016 السٌّمعَة : 48
موضوع: رد: خطبة اليوم التاسع عشر من رمضان بعنوان الثلاثاء يونيو 05, 2018 4:58 pm
السلام عليكم ورحمة الله
اسعد الله اوقاتك بالخير
رمضان مبارك تقبل الله صالح الاعمال
استغفر الله استغفر الله استغفر الله
شكرا لك على الخطبة النافعة
سلمت يمناك على جهودك الدائمة شكرا لك
بارك الله فيك وجزاك كل خير
ننتظر جديدك
تحياتي
دراج الشبح مشرف منتدى الكمبيوتر والانترنت
الأوسمة : عدد الرسائل : 44467 العمر : 25 الإقامة : ليبيا الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 12/09/2016 السٌّمعَة : 73
موضوع: رد: خطبة اليوم التاسع عشر من رمضان بعنوان الأحد يونيو 10, 2018 4:27 pm
_ _______ - وعليكم السلام اهلا بك أخي رمضان مبارك واعاده الله عليك بالخير وبركه تقبل الله صيامك وقيامك وصالح أعمالك شكرا جزيلا لك على هذه الخطبه الرائعة ننتظرك في أيام القادمة من أيام هذا الشهر الفضيل
روح الصداقة مراقبة قسم الانمي
الأوسمة :
عدد الرسائل : 59752 العمر : 29 الإقامة : ·♥ في وطني المجروح ♥· الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 19/07/2013 السٌّمعَة : 224
موضوع: رد: خطبة اليوم التاسع عشر من رمضان بعنوان الثلاثاء يوليو 03, 2018 7:51 pm
جزاك الله خير الجزاء عالمحاضرة القيمة ربي يباركك ويجعلها بموازين حسناتك
batman. صديق متميز
الأوسمة : عدد الرسائل : 599 العمر : 24 الإقامة : هنا الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 12/06/2020 السٌّمعَة : 2
موضوع: رد: خطبة اليوم التاسع عشر من رمضان بعنوان الثلاثاء يونيو 15, 2021 8:37 pm