روان ووحش الجزيرة>>>

""""""روان ووحش الجزيرة""""
روان و باسم،صديقين حميمين منذ الطفولة،كانا يعشقان ركوب البحر بالقوارب الشراعية او على متن يخت والد روان الكبير،حيث يصطادان الأسماك ويلاحقا الدلافين ويمارسان السباحة معهم،ولما شبا قررا تحقيق حلم راودهما منذ الطفولة،وهو السفر حول العالم لاكتشاف عوالم جديدة لم يصل إليها أي إنسان قبلهما.
وبعد أن مول والديهما الرحلة انطلقا بعد أن ودعهما سكان المدينة بحفاوة كبيرة،وخلال الرحلة تعرضا لنو مدمر حطم يختهما وقذف بهما الى جزيرة مجهولة ونائية.كانت الجزيرةفي قمة الجمال،بألوانها الثلاثية المتدرجة......رمال سواحلها الصفراء،ثم غابات نخيل جوز الهند الخضراء يتوسطها جبل كبير شاهق الإرتفاع اتمزج اللون الأخضر بلونه البني الداكن البديع،كان المنظربأكمله،كلوحة فنان.
وخلال تجوالهما على الشاطئ عثرا على قرية صغيرة،بيوتها عبارة عن أكواخ مصنوعة من أخشاب النخيل،تزين سقوفها سعافهاالخضراء،وأكثر ماشد انتباههم الخيول التي يربونها. فهما لم يشاهدا قط خيولا تتم تربيتها على السواحل..
تأملهما سكان الجزيرة_ذوي البشرة السوداء_ باستغراب شديد،
روان:اظنهم يحسبونا كائنات فضائية؟!
باسم بعدأن غير صوته وجعله مخيفا:نحن اسيادكم القدماء!
روان:باسم كف عن هذا!
باسم:دعينا نستمتع قليلا مع هؤلاء البدائيين.
ثم أخرج هاتفه النقال وقال لهم:إن لم تطيعوني،فسأقضي
عليكم بسحري_قام بتشغيل موسيقى فتراجعوا للخلف مرعوبين،فضحك منهم _لقد خافوا!
رد احدهم:بالتأكيد،فأنت مجنون!
استغربا لرؤية احد اولئك يتحدث بلغتهم.ثم تقدم منهما.
الرجل:هل أنت كذلك؟
باسم بإرتباك:لا لا!كنت امزح فحسب.
ضحك سكان القرية جميعا ومعهم الرجل،ثم ابتعدوا وبعضهم يقلد ماقاله بسخرية: نحن اسيادكم القدماء!!
ضحكت روان:ايها المغفل لقد سخروا منك هم!
ثم لحقت بالرجل الذي تحدث إليهما.
روان:مرحبا اسمي روان.
الرجل:أنا سيجام.
روان:هلا أخبرتني عن اسم جزيرتكم ؟
سيجام:انتما على جزيرة الجبل الأخضر_فتح باب كوخ_تفضلي.
ادخلها كوخه،فاندهشت عند رؤيتها لرسومات وكتابات على ألواح خشبية وأحجار ذهبية لرسوم تفصيلية لجسم الإنسان وأعضائه الداخلية،والحيوانات ولأشياء أخرى كثيرة،ثم أخرج خريطه للعالم.
سيجام:جزيرتنا تقع تقريبا في جنوب شرق الرجاء الصالح الأفريقي.
روان:يبدو أنكم لستم معزولين عن العالم كما ظننا!
سيحام:بلى نحن كذلك!
روان:لكن لاأصدق أنكم تعلمتم كل هذه الأشياء لوحدكم.
سيجام:ومن قال إننا تعلمناها وحدنا؟لقد جاء إلى هنا رجل ذو بشرة سمراء قبلكما بكثير.و قد علمنا هذه اللغة ايضا،
روان:وأين هو؟
سيجام:لقد مات منذ10سنوات، ولا نزال ندرس علومه حتى هذه اللحظة.
روان:ومااسمه؟
سيجام:اسمه الدكتور مرجان.
روان:ألم تستطيعوا أنتم الخروج من هنا واستكشاف العالم الخارجي؟
سيجام:لقد أخبرنا مرجان أن الأوضاع خارج جزيرتنا غير مبشرة،وأن العالم لو علموا بوجودنا فلن يدعوا ارضنا إلابعد أن يستنزفوا كل خيراتها من اشجار وحيوانات,,وحتى الأحجار الذهبية التي لاقيمة لها عندنا...قال بأنهم قد يقتلونا من أجلها.
دخل باسم وحدق بذهول إلى الأحجار الذهبية المنقوشة وقال:ذهب!!!
روان:معلمكم كان محقا.
وفي المساء،كان القرويين قد أعطواكوخا للصديقين ليمكثا فيه
باسم:لقد فشلنا من اول جولة.
روان:لن تكون الأخيرة بإذن الله.
باسم:حتى أننا لم نكن الأوائل على هذه الجزيرة التي لاموقع لها على الخريطة!!!
روان:سوف نجد غيرها.
باسم:ليتني لم أصدقك،ليتني بقيت في منزلي مع إخوتي،لا اعلم كيف جعلتني آتي معك في هذه الرحلة الجنونية_ثم استطرد بحماس_هاااه عرفت، لقد نومتني مغناطيسيا_غطت روان رأسها بالوسادة_لقد نومتني،ثم طلبت من اللاوعي في داخلي أن يوافق على طلبك ذاك!
روان:هلا صمت،أريد أن أنام!
نظر باسم إليها:تتحدثين وكأنك ستخرجين من هنا غدا صباحا!
روان:أنا متفائلة فحسب،
باسم:سوف أرى ماذا ستقولين بعد50عاما،وأنتي لاتزالين جالسة هنا بين أحفادك السود البشرة _صمت لبرهة ثم غير صوته_ليتني لم أقترح تلك الرحلة،وبقيت في منزلي!كنت قد تزوجت باسم ذاك الرجل الوسيم،ولكان لي أحفادرائعين مثله.
جلست روان وبإستنكار شديد:أهذا ماتعتقده....أنني قدأتزوجك؟
باسم:لا تنكري وتقولي أنك لم تفكري حتى بالأمر!
روان:لن أتزوجك ولو كنت آخر رجل على سطح الأرض!!!!
باسم بتهكم:نعم نعم،هذا ما تقلنه دائما ولاتفعلنه ايتها النساء،،لذا نحن لانصدقكن ابدا،ونفعل دائما مانراه نحن صائبا.
روان:إذن فرحلتي هذه صائبة!
باسم:أظنك نسيتي،أنني قلت بأنك قد__روان بسخرية:أنني قلت بأنك قد،يالها من أغنية جميلة__نومتني مغناطيسيا!
روان:تصبح على خير،
باسم:لن ادعك تنامين حتى تجدي حلا لما نحن فيه الآن!
رمته خارج الكوخ وأوصدت بابه،
هتف غاضبا:لقدخرجت بإرادتي،،فلا تظني بأنك قوية!!_ثم غمغم_لم أكن أعلم أنها قوية هكذا!
وقف ينثر الرمال عن ملابسه فشاهد طيرا في السماء المظلمة.
باسم:يالهذا الخفاش الكبير! يبدو أننا سنرى أشياء غريبةعلى هذه الجزيرة.
سار بإتجاه النخيل فوجد قطعة خشبية كالتي يبنى بها الأكواخ،فتفحصها بإمعان:إنها قوية...صلبة،وقد تنفعنا في بناء مركب.
شعر بشيئ مايحدث،فنظرخلفه ليرتاع عندما رأى كائنا مجنحا احمر العينين،له ذراعان كالبشر يتجه صوبه مباشرة، فأمسك بالخشب وضرب به الوحش كما تضرب الكرةفي العاب البيسبول.
ثم جرى وهو يصرخ:روان افتحي الباب!!
لكنها كانت تغط في النوم،ولم يكد يصل بابها حتى ضربه في عنف وهو يصرخ.
باسم:روان ارجوكي،افتحي الباب!!
فتحت روان الباب بتثاقل،وجن جنونهاعندما رأت الطائرالمخيف يطير بباسم،ثم جرت خلفهما وهي تصيح:النجدااااة،النجداااااة ارجوكم، صديقي في خطر!!!!!!!!!
لكن أحدا لم يسمعها،فأسرعت نحو احد الأكواخ،وضربت بابه بعنف حتى تحطم، فرأت رجلا يمسك برمح كبير،وكاد أن يهاجمها،وانعقد لسانها عندما رأت عائلته الصغيرة تمسك ببعضها وترتجف بخوف في زاوية الكوخ،
الرجل بتوتر واضح:هل رحل الوحش؟
شاهدت الوحش يبتعد بصديقها نحو الجبل،ثم نزلت دموعها.
روان:لقد أخذ صديقي!
صباح اليوم التالي دخل سيجام كوخ روان،فوجد الأخيرةجالسة بصمت على فراشها،جلس بجوارها وقال:لاعليك..
نظرت إليه حانقة:بلى علي!لقد كان معي في الكوخ لكني طردته!ولو أخبرني أحدهم بما يجري هنا لما فعلت مافعلت!!!!!
سيجام:أنا آسف حقا!
روان:اسفك هذا لن يعيد لي صديقي.
ساد الصمت لدقيقة.
سيجام:لست الوحيدة التي خسرت عزيزا،كل من في هذه القرية خسر عزيزا عليه او أكثر بسبب الوحش.
روان:ومن خسرت انت؟
سيجام:ابي واخي.
روان:وماذاك الشيء؟
سيجام:إنهم.....
قاطعته:إنهم!؟وهل عددهم كثير؟
سيجام:اجل،حتى أن منها انواع تسير مثلنا وهي أغلبها..لكنها لا تأخذ البشر كما تفعل الطائرة منها.
روان:وهل تأكلهم؟
سيجام:أظن هذا!
روان:مالذي تعنيه بـ"أظن هذا"؟
سيجام:أعني أن من يأخذوه لا يعود أبدا.
شعرت روان بحزن شديدورددت
في سرها:أنا آسفة جدا ياباسم...آسفة!!
بعدشهر من الحادثة،كانت روان قد انتهت من اعداد العدة للإنتقام،رماح وخناجر حجرية قصيرة وطويلة وحبال وسهام،وضعتهافي كيس جلدي وخرجت بإتجاه الغابة،فرآها سكان القرية ومن بينهم سيجام،فحاول أن يثنيها عماهي عازمةعليه لكنهارفضت وبشدة، ودخلت الغابةوحيدة،واثناءبحثها شعرت بأن أحدما يراقبها،فلم تكترث،بل زادت من سرعتها وسارت من بين الشجيرات،ثم دارت من حول النخيل،واستمرت هكذا..حتى أضاعهاالوحش الذي كان يراقبها،ولما أراد أن يعود ادراجه، الصقت رأس رمحها بصدغه.
روان:أمسكت بك أيها الوحش البغيض!،
الوحش بخوف:ارجوك لاتؤذيني ارجوك!!!
روان:ياللعجب،انت تتحدث لغتنا، هذا سيجعل انتقامي أكثر روعة!
الوحش:انتقام،ومالذي فعلته؟
روان:لقد قتل قومك صديقي.
الوحش:وماذنبي أنا؟
روان:ذنبك أنك واحد منهم،
سحب الوحش الرمح منهافجأة، ونظر إليها متبسما:اظننت حقا أني خفت منك؟
ارتعدت،ثم سحبت القوس و اخرجت السهم وحاولت بيد مرتجفة أن تهيأه،وهو واقف يتفرج عليها بهدوء وصمت،ولمّا استطاعت أخيرا أن تصوب السهم نحوه..لم تتمكن من إطلاقه.
الوحش:أتظنين لو أن وحشا آخر مكاني سينتظرك كل هذا الوقت حتى تقتليه؟_اختفى من أمام عينيها وفجأة صار خلفها_ لا أعتقد!
اغمضت روان عينيها برعب. فتعجب الوحش:مالذي تفعلينه؟
روان:انتظر أن تأكلني.
الوحش:هل تحسبين أننا...يخ...ياللقرف!
نظرت إليه مستغربة:ألا تأكلون البشر؟!
الوحش:لا،نحن نباتيين،نحب اكل ثمار جوز الهند وما يزرعه قومك.
روان:وماذا عن التي تطير؟
الوحش:حتى هي,,إنا تأخذهم فقط لتأكلهم الملكة.
روان:الملكة؟ألديكم ملكة؟
الوحش:نعم،؛؛؛؛؛؛؛؛والآن دوري لأطرح الأسئلة؟لم أنت مختلفةعن بقية قومك؟
روان:مختلفة؟!
الوحش:لونك مختلف عنهم؟
روان:لأنهم ليسوا قومي،ولكن البحر جرفني إليهم بـ.........
الوحش:إذن أنت تعيشين في البحر!
روان:لا،أنا اعيش على اليابسة ثـ...
الوحش:ولكن..........
قاطعته روان بحدة:اخرس ودعني اكمل!
الوحش بخوف:حسنا!!!وتقولين أنني أنا الوحش!
ضحكت روان.
الوحش:ماذا؟!
روان:ما قلته قبل قليل..ذكرني بصديقي،كان يقول الشيئ نفسه عندما أغضب!
الوحش:أنا اسمي آسوم.
نظرت إليه:وأنا....
قاطعها:روان.
روان بدهشة:كيف عرفت اسمي؟!!
آسوم:كنت اراقبك منذ فترة.
روان:دعني احزر ...منذ الصباح؟
آسوم:بل منذ أسبوعين.
تفاجئت روان:حقا؟لم أشعر بشيئ!
آسوم:لقد حرصت على ذلك،
روان:لماذا؟؟مالذي تنوي فعله بي؟هل ستأخذني إلى ملكتم لتأكلني؟
آسوم:لا..هذ من اختصاص الطيارة وليس نحن،.... .إلا إذا اردتُ رفع منصبي،وتكون لديّ أجنحة؟!
روان:ولديكم مناصب!عجيب!
آسوم:نعم..ادناها نحن،اللذين لا نملك أجنحة,ومهماتنا تكون عادة بإحضار جوز الهند أو سرقة الطعام من مزارعكم،،،يليها الطيارة وهم من يخطفون البشر،وعددهم ثلاثة،ثم الثالثة وهي الأخيرة وهو المستشار ويكون لديه وسام في جبهته،ولم يصل لها سوى واحد فقط وقد صار عجوزا الآن.
روان:وملكتكم مادورها في كل هذا؟
آسوم:دوركبير جدا،فنحن نعتمد عليها في تكاثرنا،وهذا لا يحدث إلا بأكلها القرابين.
روان:وكم تنجب ملكتكم عادة؟
آسوم:هذا يعتمد بعدد القرابين التي تأكلها،إذا أكلت واحدا تنجب واحدا،اثنان تنجب اثنان!وهكذا!
روان مستغربة:انظر إلينا نتحدث مع بعضنا وكأننا نعرف بعضنا منذ زمن طويل!!
ابتسم آسوم:مذ رأيتك أول مرة..أُعجبت بك كثيراً,,وأردت التعرف إليك,,لكني كنت مترددا.
روان:اُعجبت بي..من أي النواحي؟كوجبة دسمة أم...؟
آسوم:بل كـ...كـ...كـ...
دفعهافجأةنحوالشجيرات،ففزعت لكنه أغلق فمها بسرعة.
آسوم:أشش إنه غاني،أحد الطيارة،لو رآني أتحدث معكي فسيخبر الملكة،وهي بدورها لن ترحمني أبدا!
نزل الوحش من السماء،وبدأ يدور في الجوار سيرا،فاهتزت الشجيرات التي يختبأ فيها الأثنين،،فاقترب من الشجيرات بحذر.
غاني:أياً كنت,,فلن تستطيع الهرب مني أيها البشري.
خرج آسوم وهو يرتدى لباس روان.
آسوم:مرحبا غاني!
غاني بإحتقار:ماهذا الذي ترتديه ايها الشوبومي الحشرة؟
آسوم بمرح:لقد سرقته من القرية،الا يبدو رائعا عليّ!؟
غاني:هل تعلم بأني كدت أن اقتلك،فقد ظننت لوهلةأنني شممت رائحة بشري هنا!
ضحك آسوم فألصق غاني رأسه برأس آسوم:في المرة القادمة ثق بي،إن أعدتها فسأقتلك.....والآن هيا بنا!
خلع آسوم لباس روان ورماها خلف الشجيرات،وذهب.
تطلعت روان بحنق إلى ملابسها التي كانت بعيدة عن متناول يدها،
روان:لا أعلم كيف وافقتُ على اقتراحك هذا!!
شاهد سيجام روان وهي تخرج من الغابة بمظهر أشعث,فأسرع إليها.
سيجام:روان أين كنت؟
روان:أتنزه...تعلم أين كنت!!!!!!
سيجام:لقد مر وحش طائر قبل قليل،هل آذاك؟هل أمسك بك؟
نظرت إليه:لا أزال أقف أمامك كما أظن!!
سيجام مستغربا::كـ..كيف نجوت منه؟
روان:صدق او لا،لكن أحدهم أنقذني.
سيجام:أحدهم،تعنين أحداولئك الوحوش؟
روان:نعم،والآن هلا تركتني..اريد أن أرتاح فأنا متعبة.
وفي الصباح،فتحت روان عينيها، لترتاع عندما رأت وجه آسوم الرمادي أمامها!
آسوم متعجبا:مابالك؟
دفعته روان مغتاظة:بل مابالك انت؟انت من اقتحم بيتي!
آسوم:أنا آسف لم أكن أقصد إخافتك هكذا!
روان:كيف وصلت إلى هنا؟
آسوم:دخلت عبرالنافذة،يجب أن تحرصي على إغلاقها!
روان:بالتأكيدسأفعل كي لاتكرر
فعلتك هذه!
مسحت وجهها لتزيل التوتر الزائد..ثم نظرت إليه.
روان:لقد أنقذت حياتي البارحة شكرا لك.
آسوم:لا شكر على واجب.
سحبته من تلاليبه بحزم وعنف:لكن في المرة القادمة..أخبرني بما تخطط له,لأن ما فعلته امس قد أغضبني جداً..جداًً..وصدقني أنت لا ترغب رؤيتي عندما أكون غاضبة!!هل اتفقنا!؟
أماء آسوم برأسه بخوف..
فابتسمت:جيد....والآن..مالذي أتى بك إلى كوخي!؟
آسوم:أتيت فقط لأخبرك ان تقابلني في الغابة عصراليوم.
روان:ولم؟
آسوم:ستكون مفاجأة!
دخل سيجام ثم فزع عند رؤيته آسوم.
روان:سيجام هذاآسوم الوحش الذي أنقذني أمس!آسوم هذا سيجام.
سيجام:مالذي يفعله هنا؟
روان:إنه صديق!
سيجام وآسوم بصوت واحد:نحن لانكون صداقات_هؤلاء لا يكونون صداقات.
استل سيجام خنجره وانقض على آسوم لكن الأخير قفز من النافذه وهرب،
سيجام:إياك أن تثقي بهؤلاء الوحوش،فهم مخادعون.
لكن روان لم تأبه بم قال،بل ذهبت إلى لقاء آسوم في الموعد، لكنها لم تجده.
هتفت روان:آسوم،آسوم أين أنت؟لقد أتيت!
لم يجبها أحد،وعندما همت بالعودة إذ بآسوم يهبط أمامها من فوق نخلة،فصرخت فزعا
ثم قالت بغضب:إياك ....وأنا أعني ذلك......إياك أن تخفيني ثانية على هذا النحو!
آسوم:أمرك سيدتي!والآن...هل أنت مستعدة للمفاجأة؟
روان:نعم.
سوم:أغمضي عينيك.
فعلت ما قال بسرور..فغطى رأسها فجأة بكيس قماشي،ثم حملها وركض مسرعا في الغابة،وروان تصرخ مفزوعة، و تركل وتقاوم،حتى خرجا من الغابة،ثم وضعها وفك عنها القناع فصفعته في وجهه ، وولت هاربةعلى الفور، لتتفاجئ أنها كانت تركض في مرج فسيح مليء بالورود المختلفة الألوان والأشكال.
فتوقفت تنظر إليه:آه..........ياللروعة!
أتى آسوم:هل أعجبك؟
غطت وجههابيديهاخجلة:ياإلهي، أنا آسفة!ظننت أنك تريد خطفي.
آسوم:لاعليك،إنه خطئي لأني لم انبهك...كنت اريد مفاجئتك.
روان:ويالها من مفاجأة!!،
صمتا لبرهة.
روان:أتريد أن تسابقني،
آسوم:ولم لا!
روان:جيد....سنتسابق إلى تلك الصخرة الكبيرة هناك1 2 3!!
وجرت بأقصى سرعتها وآسوم لايزال واقفا في مكانه ينظر إليها ببرود ولما اقتربت من الصخرة،مر بجوارها آسوم كالريح،ولمس الصخرة قبلها،ثم استمرا في اللعب حتى مغيب الشمس،فنظر آسوم إليها وقال: بقي شيئ اريد أن اريك إياه.
نظرت إليه:ألا تنتهي مفاجئاتك؟
آسوم:تعالي.
عادا إلى الغابة وسارا مسافة غير قليلة ليخرجا إلى جرف صغير شاهق الإرتفاع،كانت ترى من قمته البحر..وكأن الشمس تغوص فيه عند الغروب،
روان:خلاّب..آسوم،لم تفعل معي كل هذا؟
آسوم:لأني أحبك.
حدقت به فكرر:أنا أحبك ياروان.
روان:ماتقوله غير صحيح!
أمسك بيدها:اقسم أن ماأقوله صحيح،
سحبت يدها:لاياآسوم،
آسوم:لماذا؟
روان:انظر إلينا،أنا من البشر وأنت......
آسوم:ارجوكي ياروان،لاتجعلي اختلاف جنسينا يقف حائلا بين قلبينا.
صمتت روان لبرهة ثم قالت: سأفكر بالأمر.
ابتسم آسوم:جيد،هل هذا يعني انني سأراك غدا؟
روان:بالتاكيد.
ولم يشعر الإثنان بأن شخصا ما يراقبهما،
عاد آسوم إلى قريته،فتلقاه الطيارة الثلاثة،وانهالوا عليه ضربا وركلا حتى دار رأسه،ثم قيدوه وطاروابه إلى كهف في اعلى هضبة،وسحبوه للداخل حيث كانت تجلس ملكتهم،كانت كأنها كتلةضخمة من الشحم،بلا اطراف سوى رأس صغير في القمة،فمالت نحو آسوم.وإذا بها عوراء.
الملكة:هل حقا ماسمعته ياآسوم؟!
جثاآسوم بصعوبة،واحنى رأسه وهو يجيبها:نعم ياصاحبةالسمو .الملكة:لماذا؟
آسوم:لأني...................... أحبها!
الملكة:اكثر مني؟
آسوم:بالتأكيد لا!
الملكة:إذن....احضرها لأجلي!
آسوم:مستحيل!!!
ركله غاني:افعل ماتطلبه منك الملكة!
عاد آسوم ليجثو على ركبتيه ثانية،ثم تفل دما ونظر لغاني: لن افعل هذا الشيئ أبدا!!!
هم غاني بخنقه لكن صوتا طلب منه التوقف حالا،فتركه غاني،ونظر نحو المستشارالذي اقترب من آسوم..ورفع رأسه بالعصا.
المستشار:لدينا عاشق هنا،،،،قلت لكِ أنه سيكون مختلفا منذ أن رأيت قربانه يا صاحبة الجلالة!
ابتسمت الملكة:كان قربانك عنيدا جدا، لم استطع أكله إلا بعد أن كتفه غاني وميشا ولاكو.
آسوم:وماشأني بالقربان؟
المستشار:شأن كبير،فكل قربان
تاكله ملكتنا،تنتقل كل صفاته إلى ابنها.
الملكة:آسوم أنت ولد مميز بالنسبةلي,,،فلا تجبرني على قتلك،احضر لي الفتاة وأثبت ولائك لي.
صمت آسوم ثم قال:ماذا لو فعلت شيئا أخر ؛شيئا عظيما.. لم يفعله أحد قبلي؟
نظرت الملكة إلى المستشار فأماء الأخير برأسه.
الملكة لآسوم:أنا مصغية!
كانت روان في كوخها تفكر بما قاله لها آسوم،فقطع تفكيرها قرع خفيف بشباك نافذتها،ولما فتحتها.
آسوم:مساء الخير.
روان مدعية أنها استيقظت توا من النوم:آسوم لم لم تنم حتى الآن؟
آسوم:أنا في مهمة.
روان:مهمة من اي نوع؟
آسوم:لقد جئت لأسرق الخيول.
ضحكت روان:يالك من لص مهذب!اذهب واسهر وحدك ياآسوم فأنا نعسة.
آسوم:اسمعي ماعليك فعله، عندما أبدأ بفك رباط الخيول، اصرخي بأعلى صوتك بأن شخصاما يسرق الخيول،واتركي الباقي لي.فهمت؟
وجرى نحو الخيول الخمسة،ثم بدأ يطعمهامكعبات غريبةاللون، وروان تراقب مايفعله بحيرة، حتى رأت الخيل تصهل بألم ادركت أخيرا مايجري.
روان:ياإلهي إنه لايمزح إنه لا يمزح_صرخت_هناك وحش سيسرق الخيول!!
هتف آسوم:قلت لك أن تنتظري حتى أفك رباطها!
هتفت مستنكرة:كن واقعيا!
أمسك بالحبال وقطعها معا بمخالبه،ثم صعد على احدها، وشاهد السكان وهم يخرجون إليه بأسلحتهم ومعهم روان.
آسوم:لقد فات الأوان.
احمرت عينا الخيول،وظهرت لها أنياب مخيفة،وجناحان كأجنحة الخفافيش،
سيجام بقهر:الحقير!
تراجع القرويون خوفاعندما رأوا ما آلت إليه خيولهم،
آسوم:إلى اللقاء.
وطاربأحدهم ثم لحق به البقية.
آسوم لروان بحنق:قلت لك إن هذه الوحوش عديمة الثقة ولا تصادق أحداً!
روان مغمغمة:تبا!
وفي اليوم التالي على الجرف وصل آسوم متدفئا بدثار طويل.
روان بغضب:لقد خدعتني!
آسوم:أنا لم أخدعك!لقد قلت لك بأني سأسرق الخيل.
روان:حسبتك تمزح!
آسوم:إذن لاتلوميني.
روان:لكنك استغللتني بصداقتك هذه.
آسوم:لا لم استغلها بالعكس لقد أنقذتها،
روان:كاذب!
آسوم:لقداكتشفواامري البارحة وعلمت الملكةبأني أقابل بشرية، لذا طلبت مني قتلك لأثبت ولائي لها،لكني قدمت لها عرضا أفضل وهو ماقمت به ليلةالبارحة.
روان:ألم يكن لديك خيار آخر؟
آسوم:بلى...........الموت!وهذامالاأريده
أبدا!
تبسمت روان:أتعني أنك...تحبني.. حقاً؟
أمسك آسوم بكتفيها:أحبك أكثر من أي شخص آخر!
تأملا بعضهما لبرهة ثم....دفعها من فوق الجرف،فصرخت وهي تهوي للأسفل ،لتراه يقفز خلفها رامياً بدثاره بعيداً.. ثم فرد جناحيه الكبيرين،
آسوم بمرح:اتريدين توصيلة؟
صفعته،ثم عقدت ساعديها حانقة:لقد ارعبتني ثالث مرة!!
أمسك بها:آسف لن اعيدها...... أعدك!
تمسكت بظهره وأخذها في جولةطويلة حول الجزيرةكاملة؛؛؛وعندما انتهيا،وقفا على الجرف يتأملان غروب الشمس البديع.
روان:كانت رحلةرائعةشكرا لك. قبلته على وجنته،
آسوم:هناك شيئ أود إخبارك به؟بس تذكري أن ماسأقوله سيكون لصالحنا!
روان:حسنا،
آسوم:أنا أريد الزواج بك!
روان مذهولة وضاحكة:مالذي تقوله؟
آسوم:أنا اريد الزواج بك،لكن ليس الآن!
روان:إذن متى؟
آسوم:بعد أن تنتهي الحرب.
روان:حرب ماذا؟
آسوم:الحرب التي سنشنها عليكم بعد أيام.
روان:ارجوك قلي بإنك تمزح؟
صمت آسوم،فصُدمت روان.
روان بحنق واستغراب: وتقولها بهذا البرود؟
آسوم:.............
روان:لكن لماذا؟
آسوم:لقد مللنا الإختباء،ونريد أن يكون لنا مكانا في الكون.
روان:مكانا...في الكون...!!أفهم من كلامك أن الحرب لن تُشن على الجزيرة وحدها!؟
آسوم:هذه الجزيرة ستكون بداية انطلاقنا.لنستولي على كوكب الأرض كاملة.وعندما سنحكمها ستكونين إلى جواري.
روان:في احلامك!_ثم استطردت بغضب_ كدت أن أعجب بك وأن أحبك، لكن حقيقتك ظهرت في اللحظة الأخيرة.
آسوم:حقيقتي؟لطالما ظهرت لك على حقيقتي،ولطالما قلت لك بمافي نفسي دون خداع أو مجاملة،ومنها هذه الحرب!!
هم أن يمسح وجنتها لكنها أبعدت يده بعنف،
فأخذ آسوم نفسا:روان..أمامكم يوم واحد فقط،يمكنكم أن تفعلوابها ماشئتم،لكن تذكري بعدالحرب ستصبحين ملكا لي.
طاربعيدا فأخذت بضعة من أحجار وبدأت ترميه نحوه لتنفس عن غيظها منه.
روان:سأقتل نفسي قبل أن أكون لك!!!!!!!
وصل آسوم إلى قريته فتلقاه غاني.
غاني:كنت معها؟
آسوم:هذا ليس من شأنك!
صفر فمر خيله المتوحش من فوقهما والق بلفافة جلدية إلى يد آسوم الذي تبسم ساخرا من غاني.
آسوم:بهذه سأنال المرتبة الثالثة.. والتي لم تتمكن لا أنت ولا ذليك الأثنيم من الوصول إليها،،بالرغم من سنين خدماتكم الطويلة للملكة.
غاني:لن تنالها قبلي وبهذه السرعة،
ضربه آسوم على رأسه باللفافة ضربة خفيفة مستفزة:سترى!
ودخل الكهف فاقتربت ميشا من غاني.
ميشا بسخرية:المسكين،سيصاب بخيبة أمل كبيرة!
لاكو:أخشى أن نصاب نحن بالخيبة.فآسوم شخص مختلف عنا!
غاني:مختلف عنا في ماذا؟
لاكو:يكفيك أنه تعرف ببشرية واظنه قد أحبها ايضا!
الملكة:كانت فكرة تحويل الخيول رائعة،وقد استحققت أن نرفعك في المرتبة.
آسوم:كل هذا لأجل ارضائك سيدتي الملكة.
المستشار:أخبرني كيف استطعت أن تحولها؟
آسوم:لقد أخذت عينة من دماء غاني عندما تعارك معي،ثم قمت بخلطها مع السكر!
الملكة:إذن فقدخططت للعملية مسبقا أيها الماكر؟!.......والآن ماذا لديك؟
آسوم:لدي مفتاح انطلاقنا في هذا الكون الفسيح.
الملكة:ماذا؟
آسوم:آن الأوان لأن نخرج ونرى العالم_فتح اللفافة_وهذه خطة الإنطلاق.
أخذ المستشار اللفافة ثم قرأ مافيها.
المستشار:هذه خطة للإستيلاء على الجزيرة فقط!
آسوم:أعلم وهذه ستكون البداية فقط...بعدها سنهاجم جزيرة أخرى ثم أخرى،وسنحاول خلالها الإبقاءعلى أكبر عدد ممكن من البشر،طبعا لك أيتهاالملكة،وبهذاسيكثر شعبنا وتتسع مملكتنا تدريجيا،حتى تصبح الأرض كلها لنا.
كانت الملكة تنظر إليه مبهورة مع المستشار.
الملكة:كنت اعلم أنك مميز،آسوم..ستقود أنت جيشي العظيم..وستقودهم بقوتك إلى العالم الجديد..سأجعلك ولي عهدي خارج هذا الكهف!!-ثم نظرت إلى مستشارها_دال..ولي العهد.. يجب أن يكون له مرتبة متميزة عن باقي أبنائي..
دال:نعم ياصاحبة الجلالة.
اقترب من الملكة وسحب من جسدها اللزج قطعة زجاجية زرقاءثم توجه لآسوم الذي جثا على ركبتيه،فألصق دال القطعة في جبين آسوم.
الملكة:نظيرا ذكائك الحاد و شخصيتك القيادية القوية،امنحك لقب ولي العهد الأمير آسوم.. مع وسام الحجر الأزرق الماسي.
خرج دال من الكهف الموجود في أعلى الهضبة ثم اطلق صيحة غريبةوغير حادة,,اجتمعت على اثرها الوحوش بالأسفل,,وكذلك الطيارة اللذين انتصبوا بإحترام على جانبي الهضبة بالأعلى.
غاني بتوتر:ترى مالأمر؟
دال:اسمعوني جيدا ياشعب الشابام،لقد اصبح لدينا ولي عهد جديد،سيكون يد الملكة العظيمة,,وستطيعون اوامره دون تردد او اعتراض،كما لو أنها صادرة من الملكة نفسها,,والآن اظهروا ولائكم وتعظيمكم للأمير آسوم.
خرج آسوم بمظهر غير المظهر المعتاد،فشكله اصبح أقل قبحا وأطول قامة،تزين وجههه ذاك الوسام الماسي الأزرق،فانحنى كل من في الأسفل له،ثم نظر متبسما نحو الطيارة المصعوقين وقال:حتى أنتم.
امتثل ثلاثتهم لأمره وانحنوا له,,فنظر آسوم نحو شعبه.
آسوم بصوت جهوري:يا شعب الشابام العظيم..بدأً من مساء الغد..سأقلب حياتكم إلى نعيم.. سأجعلكم ترون بأم أعينكم..مدى جمال وسعة العالم من حولنا,,الذي سيكون لنا وحدنا..من دون اولئك البشريين.
في القرية،اصيب السكان بفزع شديد،لما أخبرتهم روان بم ينوي آسوم فعله.
قال أحدهم:لنهرب من الجزيرة!!!
سيجام:لن يفيدك الهرب في شيئ فهم سيصلون إليك ماداموا ينون الأستيلاءعلى الأرض كافة.
قال آخر:ما الحل إذن يازعيم؟!
روان:لا حل إلا بمقاومتهم.
الرجل:لم يأخذ احد رأيك ايتها الخائنة!
روان:لوكنت خائنةلما أخبرتكم!
سيجام:أكره قول هذا لكن روان محقة،يجب أن نقاومهم، على الأقل سنموت احرارا..ولن نراهم وهم يستولون على الأرض.
ساد الصمت لبرهة،ليفجره صرخة طفلة مفزوعة:الطيارة وحوش طيارة!!!!!هبط لاكو على الأرض..وتأمل القرية الخاوية.
لاكو:جئت لعقد صفقة معكم.
خرجت روان بحذر وهي تمسك برمح:صفقة من اي نوع؟
تبسم لاكو:صفقة قد ترضي كل الأطراف عداك!
روان:ولم؟
لاكو:لأن بها..ستنتصر جميع الأطراف إلا..آسوم وتلك الملكة.
خرج سيجام ووقف بجوار روان.
روان:لنرى ماعندك أولا؟
لاكو:وكيف سأثق بك وأنت صديقة آسوم؟
روان:تذكر أنه لازال لدي ثأر خاص عند ملكتكم تلك.
لاكو:اتفقنا إذن.
وفي كوخ روان.
لاكو:عدد افراد جيشنا بنفس عددكم تقريبا،إلا أننا نتفوق عليكم بخيولنا المتوحشة.
سيجام:إنها خيولنا.
روان:أيا كانت،
لاكو:سيجند آسوم..وسيهاجمكم من كل الجهات الأربعة،وسيشرف مستشارنا على الحرب هذه،لأن الملكة تعتمد عليه في رواية تفاصيل الحرب،
روان:ولم لا تشرف الملكة على الحرب وتراها بنفسها؟
لاكو:لأن الملكةلا اطراف لديها،وهي ضخمة الحجم..لذا هي لا تخرج مطلقا من الكهف الذي تعيش فيه منذ عقود..ورغم حجمها الهائل.. إلا أنها عاجزة جدا في الدفاع عن نفسها.لذا هي تعتمد علينا نحن الطيارة لحراستها كما تعتمد علينا في إطعامها.
روان:وما المطلوب منا؟
لاكو:آسوم سيجند الشعب بأكمله في هذه الحرب..بما فيهم نحن الطيارة..أي أن ملكتنا ستكون وحيدة ومن دون حماية.
روان:تريد منا قتل ملكتكم؟!!
لاكو:إنها الطريقة الوحيدة التي نستطيع بها الإطاحة بآسوم من الزعامة..خطته الفاشلة ستطيح به.
سيجام:وكيف سنقتلها؟
لاكو:بكل سهولة...ما عليكم سوى قطع رأسها,لكن احضروا معكم حبلا..فالكهف الذي تختبأ فيه فوق هضبة عالية جداً!
سيجام لروان:مارأيك؟
روان للاكو:وماذا سيحدث بعدها؟
لاكو:لاشيء،،سيعيش كل منا لوحده مع قريته داخل حدوده الخاصة،,,فكما تعلمين لا أحد يأكل البشر سوى ملكتنا!
روان:هذا مناسب لنا تماما.
لاكو:إتفقنا إذن.
ولمّا رحل.
سيجام:أنا لاأثق به.
روان:دعنا من الثقة الآن،هذا الوحش يريدالإنقلاب على ملكته
فعلا،
سيجام:ولم يفعل ذلك؟
روان:حب السلطة كما أظن او ربما الحسد،أياً كان السبب فهو لا يهمنا،، ما يهمنا الآن,,مالذي علينا فعله.
تطلع سكان القرية ببعضهم البعض.
سيجام:ومالذي علينا فعله؟
روان:لا أدري لم نصبوك زعيما عليهم؟
سيجام:لأني اجيد القراءة أكثر من أي شخص هنا..
روان:تجيد القراءة ربما..لكنك لا تجيد الزعامة.
سيجام بحنق:هلا توقفتي..وأخبرتنا بما تفكرين.
روان:اسمعوني جيدا...ستختار أنت ثلاثة من أفضل محاربيك ليقوموا بقتل الملكة,,هؤلا ء الثلاثة سيختبئون في حفرة عميقه سنحفرها وسط الغابة قبل وصول الجيش.
سيجام:ولم الحفرة؟
روان:حتى لاتتبع الوحوش رائحتهم وهم قادمون إلينا.
ويوم المعركة،كان آسوم يقود جيشه بنفس التكتيك الذي أخبرهم به لاكو،روان كانت مع رجل القريةيستعدون للمواجهة,,وسيجام اختبأ مع ثلاثة من محاربيه في حفرة في الغابة، فكانوا يسمعون صوت أقدام الوحوش وحسيسها وهي تمر من فوق الحفرة،ولما حاصر جيش الوحوش القرية،هبط آسوم أمام روان.
روان منكرة:آسوم؟؟أهذا أنت.؟!
ابتسم:مارأيك..هل اصبحت وسيما؟
روان:بل وغدا!
انقضت عليه محاولة طعنه برمحها،فهم بعض جنوده لمساعدته،لكنه أشار لهم بالبقاء.
آسوم:أستطيع تدبر أمرها.
وفي قرية الوحوش،كان سيجام ورفاقه قد وصلوا إلى أعلى الهضبة،
سيجام:هل أنتم مستعدون؟
اجابه المقاتل1وهو يرفع سيفه:كل الإستعداد.
آسوم:هيا بنا.
ودخلوا المغارة،وساروا داخله بحذر حتى وصلوا إلى الملكة التي ارتاعت لما رأتهم.
الملكة:لكن كيف استطعتم التملص من جنودي؟
سيجام:بفضل احد اتباعك المخلصين.
وهجموا عليها،فأدخلت رأسها في جسدها،
المقاتل2حانقا: لم لم يخبرنا أحد بأن لديها رأس يتحرك؟!
سيجام:لن تخفي رأسها طويلا..فهي بحاجة للهواء.
نظر آسوم إلى روان التي تعبت من قتاله،فأمسك بيدها ووضع خاتما ذهبيا حول اصبعها.
آسوم: ستكونين زوجتي صباح الغد.
روان:لاتكن واثقا!
استغرب من إجابتها وابتسامتها،ثم نظر نحو الأسرى وتأملهم بنظرة سريعة قلقة،
آسوم:احدهم ناقص هنا!
نظر نحو الطيارة الثلاثة..فوجدهم ينظرون إليه نظرات شامتة.
آسوم:يا إلهي....الملكة!
فانطلق نحو الجبل.ولم يكد المستشار يفهم مايجري إلا وقد حوصر من قبل ميشا ولاكو .
لاكو:أنت انتظر معنا هنا!
أما غاني فلحق بآسوم.
هتف دال:امنعيه ياخيول الشبام!
نفذت الخيول الخمسة ما أمره ومنعت غاني من اللحاق بآسوم...وقامت بنهشه ونهش أجنحته كما تنهش الكلاب المسعورة..حتى اسقطته أرضا..
نهض غاني ثائرا وبدأ بشتمها..فعادت الخيول إلى مهاجمته.
فشعر لاكو بالقلق ونظر إلى روان:أتظنون أن مقاتليكم قد أتموا المهمة؟
روان:لاأدري!
ميشا:يستحسن بهم أن يفعلوا وإلا قُضي علينا!
دال متبسما:لقد قُضي عليكم بالفعل.
ضربته ميشا:أصمت ايها العجوز.
في الكهف كان الرجال يترقبون بحذرمن أين سيخرج رأس الملكة ،وفجأة خرج،و باتجاه المقاتل2 مباشرة،لتأكله بقضمة واحدة،
وآسوم يطير بأقصى سرعته كي يصل إليها،واستطاع المقاتل3 أن يمسك برأسها بالحبل وسحبها كي لا تدخل رأسها ثانية،وزاد المقاتل1 حبلا آخر حول عنقها.. فتقيأت رفيقهم.
سيجام:هل أنت بخير؟
المقاتل2:لا تقلق عليّ الآن! وأقتلها هيا هيا!
استل سيجام سيفه،ثم انتصب ليقتلها.وهوى بالسيف على عنقها,فصده سيف آخر،سيف آسوم.
آسوم:مرحبا!
ثم أمسك بعنقه ورماه فوق المقاتل 1..ثم امسك ب3وقال له:لقد هُزمتم!
وفي وقت السحر..كان النصر حليف الشوبوميين،،وتم نقل الأسرى إلى القرية، وسُحب الخونة الثلاثة عبر الغابة بلا رحمة،أما روان فقد نُقلت منفردة إلى كوخ صغير،حيث تم تجهيزها للزفاف....دخل عليها آسوم.
آسوم:كيف حالك؟
روان:رغم الهزيمة المنكرة،أنا بخير.
آسوم:ألن تقتلي نفسك؟
صمتت روان.
آسوم:في الواقع لقد حرصت على أن يبعدوا الأسلحة عنك.
تحسست روان بحذر احدساقيها.
آسوم:اتدركين مالذي كان سيحدث لو كنتم قتلتم الملكة؟
روان:ومالذي كان سيحدث؟
آسوم:كناسنموت جميعا معها..وكنتم ستنتصرون علينا!
روان:حياتكم مرتبطة بحياة ملكتكم؟
آسوم:نعم وهذا سر الملكة الدفين،حتى أولئك الخونةلم يكونوا يعلمون بهذا،فهي تخفيه عن الجميع سوى عن المقربين منها مثلي أنا ودال!
روان:ربما كان تمويها لأنها تخشى أن يتسلط عليها أحد،
ضحك آسوم،ثم توقف يتأملها.
روان:ماذا؟
آسوم :تبدين في غاية الروعة...ستعجب ملكتي بك كثيرا عندما تراك،استعدي سيبدأ الزفاف بعد قليل،
روان:آسوم.
نظر إليها.
روان:اريد باقة ورد،فالعروس عادة تحمل باقة من الورود في زفافها.
آسوم:سأحضرها لك فورا!
وعندما ذهب،رفعت فستانها لتخرج خنجرا كان مربوطا في ساقها.
روان:سامحني لماسأفعله يا آسوم..
وعند بدأ الزفاف كان آسوم ينتظرها قرب الهضبة،وخرجت روان من الكوخ وسارت ببطء كما تسير أي عروس،والكل ينظر إليها مدهوشا بجمالها وروعتها،ثم وقعت عيناها على آسوم الذي بدا لها كالنجم ببسمته الساطعة،ولأول مرة شعرت بخفقان قلبها تجاهه، فحاولت تجاهله لكن الخفقان كان يزداد كلما اقتربت بخطواتها منه،ولما وصلت،قبل جبينها،ثم حملهاوطاربها إلى أعلى الهضبة حيث كان دال في الإنتظار،
دال:ستقابلين ملكتنا أولا،بعدها سنبدأ بمراسم الزفاف.
آسوم:هيا ادخلي.
روان:وحدي؟!
دال:تريد رؤيتك منفردة،
روان:لكن.....
آسوم:لاتقلقي فهي لن تأكلك!أنا أضمن لك هذا.
سارت روان باتجاه الكهف,,لكنها توقفت ونظرت إلى آسوم،ثم عادت إليه.
آسوم:مالأمر؟
روان:لا أعلم كيف سأقول هذا، لكن اليوم فقط..اتضح لي بأنني أحبك فعلا،وهذا الحب جعلني أتخذ اصعب قرار في حياتي.
ثم قبلته قبلة طويلة..
تركته يحدث نفسه وهو يراها تدخل الكهف:ارجو أن لاتكون هذه القبلة هي اصعب قرار اتخذتيه!
سارت روان بخطوات واثقة داخل الكهف،وهي تمسك بباقة الورد بقوة، ولما رأت الملكة،
الملكة:اهلا بعروس ولي عهدي.
روان:لا أهلا بك ياكرة الدهن العملاقة!
الملكة:انت غاضبة جدا؛؛؛أخبريني هل لازلت تكرهيني لأني أكلت صديقك؟
روان:بل اخبريني أنت،هل تشعرين بالغيظ لأن آسوم يحبني أكثر منك؟
هجمت الملكة عليها وحاولت عضها بغيظ.
روان:على رسلك،لأنك إن قتلتني سيغضب آسوم كثيرا،ولن يهمه مالذي سيحدث بعد قتلك!
تراجعت الملكة لكنها ابتسمت
ثم قربت رأسها منها:أتعلمين أنه بإمكاني قتلك الآن إن أردت؟؟؟وسأخبر آسوم..بأني كنت ادافع عن نفسي لأنك كنت تريدين قتلي!
أخرجت روان خنجرها من باقة الورد:انا فعلا أريد قتلك!
الملكة متبسمة:لكن هذا سيقتل آسوم أيضا!عندها ستخسرين صديقا عزيزا آخر!
شعرت روان بغصة في الحلق
الملكة:أظنك أحببت آسوم لأن طباعه تشبه طباع صديقك الميت ذاك،أليس كذلك؟؟
شدت روان قبضتها الممسكة بالخنجر.
الملكة:سأخبرك شيئا....صديقك كان القربان الذي جعلني انجب آسوم!_نزلت الدموع من عينيّ روان،و الملكة تتابع حديثها_المسكين لقد قاومني بشدة، حتى إنه فقأ عيني هذه،ولأنتقم منه،قمت بأكله قطعة قطعة،بدأ بأطرافه الأربعة،ثم أحشائه، وأخيرا..رأسه.
طعنتها روان في العنق،ثم أضافت طعنة أخرى،ثم أخرى،وهي تتذكر كل لحظة جميلة قضتها سواء مع باسم،الصديق الذي شاركته احلامها،أو آسوم الحبيب الذي شاركته بقلبها،وفي كلا الحالتين كانت تدرك تماما أنها قد خسرتهما معا.تأملت روان رأس الملكةالذي تدلى برهة،ليسقط قرب قدميها،ثم سمعت صوت صراخ أليم،فرمت الخنجر وجرت إلى خارج لترى مشهدا مريعا،لأن الوحوش كانت تذوب ببطء ومن ضمنهم آسوم.
جرت إليه وعانقته بشدة..وهي تبكي.
آسوم متبسما رغم الألم:ظننت أن قبلتك تلك هي اصعب قرار اتخذتيه في حياتك!
روان:بل كانت الأروع على الأطلاق!_رأته يتألم_آسوم سامحني ارجوك،فقد كنت اريد إنقاذ شعبي..لقد كان خياراً صعبا جدا عليّ.
آسوم:لقد اتخذت القرارالأفضل......لذا..لاتلومي نفسك.لأني لا زلت احبك يا روان.
عانقته بشدة:احبك ياآسوم، وسأظل احبك ماحييت.
آسوم:انا احبك ايضا.
سكنت حركته،وبدأت صرخات الوحوش تخفت تدريجيا حتى ساد الصمت،فضغطت روان جثة آسوم وهي تبكي،وتأمل القرويون مذهولين الجثث المتناثرة في كل مكان،بعدها حدث شيئ غريب،بدأت جلود الوحوش تذوب عن اجسادهم الميتة،لتظهر مكانها اجساد بشرية،وحدق سيجام باحدهم.
سيجام:هذا أخي راو!
وأسرع إليه وتحسس نبضه،
سيجام:رباه لايزال حيا،أخي راو إنه حي!
روان_والتي لاتزال متشبثة بالجثة,وذراعاها قد تلطختا بجلد آسوم الذي ذاب_كانت تشاهد القرويون وهم يعانقون احبابهم واهاليهم التي ظهرت اجسادهم من تحت الجلود الميتة،ثم شعرت بنبض خفيف داخل الجسد الذي تضمه فنظرت إلى وجهه،وإذ به وجه باسم،فدمعت عيناها وهي تراه يحاول فتح عينيه.
باسم بصوت خافت:مالذي حدث لي؟
روان:لاشيئ...أنت بخير الآن.
وقف شخص خلفهما فنظرت
إلى رجل عجوز أبيض البشرة.
الرجل:عذرا آنستي.....اسمي الدكتور مرجان....هلا أخبرتني أين نحن الآن؟
.........النهاية
>>للمعلومية:أنا ألفت هذي القصة..وقد نشرتها سابقا في موقع آخر.

فعلا رائعة بل مدهشة اتمنى ان تواصل ابداعك

شكراااااااااااا ع الموضوع جميل
تقبل مروري