منتديات سبيس باور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات سبيس باور

 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
دراج الشبح
روان وسر الجرة الملعونة Vote_rcapروان وسر الجرة الملعونة Voting_barروان وسر الجرة الملعونة Vote_lcap 
رياح وردة الليل
روان وسر الجرة الملعونة Vote_rcapروان وسر الجرة الملعونة Voting_barروان وسر الجرة الملعونة Vote_lcap 
Kaiito
روان وسر الجرة الملعونة Vote_rcapروان وسر الجرة الملعونة Voting_barروان وسر الجرة الملعونة Vote_lcap 

 

 روان وسر الجرة الملعونة

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
هنوراس
صديق تحت الإختبار
صديق تحت الإختبار



ذكر عدد الرسائل : 3
العمر : 28
الإقامة : الرياض
الدولة : روان وسر الجرة الملعونة Soudiarabian
الجنسية : روان وسر الجرة الملعونة Soudian
تاريخ التسجيل : 30/05/2010
السٌّمعَة : 0

روان وسر الجرة الملعونة Empty
مُساهمةموضوع: روان وسر الجرة الملعونة   روان وسر الجرة الملعونة Emptyالأحد مايو 30, 2010 4:55 pm

روان..وسر الجرّةالملعونة
عاد الصديقان إلى بلدهما بعد سنة من غيابهما.. فاستقبلهما سكان المدينة بنفس الحفاوة التي ودعوهما بها...وفي مقدمتهم والد روان"زُهير الرومي"الرحالة وجامع التحف المعروف في كل البلاد...حتى أنه أنشأ متحفاً يعرض كل الاثار التي جمعها هو ووالده من كل انحاء الأرض,,بإختصار..الإستكشاف يجري في عروق هذه العائلة الثرية.
ذات يوم وبينما الاثنان بالسيارة.
باسم:لا زلت لا أصدق بأننا مكثنا في تلك الجزيرة اثنا عشر شهراً؟
روان:لماذا؟
رفع باسم لوحاً خشبياً:لأني دونت الأيام منذ وصولنا إليها وحتى رحيلنا..إنها احد عشر شهراً،وبالتحديد عشرة شهور وثلاثة عشر يوماً.
روان:أنت لا تجيد الحساب.
باسم:انظري,لقد غادرنا الميناء بتاريخ الواحد والعشرين من ابريل,ووصلنا الجزيرة بعديومين من رحيلنا,أي في الثالث والعشرين،ثم غادرناها في الثاني عشر من شهر مارس,أي أننا..-اصيب بالحيرة- .....فعلاً,أمضينا سنة تقريباً على تلك الجزيرة!!!-نظر في اللوح-لكني دونت هنا إلى الخامس من شهر فبراير فقط؟!-نظر نحو روان-روان..هل أنت متأكدة بأني مكثت في معدة تلك اللاأدري ماتكون..يومان فقط,وليس شهراً و سبعةعشر يوما!!؟
روان:ولم اخترت هذه المدة بالتحديد؟
باسم:لأنها الأيام الناقصة في هذا اللوح!!
سحبت روان اللوح منه ورمته من النافذة وهي تقول:تقبل الحقيقةالمرّة..أنت لا تجيد الحساب!!
اوقفت السيارة قرب متحف كبير,ولمّا دخلا,استقبل زهير ابنته...متجاهلاً باسم..ونظرت إليه روان..فأشار إليها بألا تكترث..وتوقف ينظر إليها وإلى والدها وهو يعرّفها إلى أصدقائه من اصحاب الطبقة الرفيعة,وعلماء الآثار,,ثم انتبه انه لم يكن وحده من يفعل ذلك.. فقد كان هناك فرّاش يعمل في المتحف.. أحدب الظهر ..رث الهيئة،يرقبها معه.
باسم:ألا زلت تحلم بالزواج منها يا راعي؟
راعي:أتظن أن هذا سيكون ممكناً؟
باسم:لو لم تكن أحدب الظهر لتزوجتك.
نظر راعي إليه مسروراً:أتظنه السبب الوحيد!!
باسم:ولا تنس أنك فقير..وتعمل أجيراً لدى اسرتها الثرية-نظر إليه- حتماً.. سترفض عائلتها حتى أن تطأ مدعسة قصرهم.
شعر راعي بالحزن..فربت باسم على ظهره:لا عليك..يوما ما ستجد المرأة الحدباء التي تناسبك!!!فلكل شيء توأم روح في هذه الحياة عداي.
راعي:وما السبب؟
باسم:لأن جمالي لا يضاهيه أي جمال في الكون..هذا هو السبب.
وذهب تاركاً راعي يغمغم:مجنون!!لا أعلم لم الآنسة تحب الجلوس معه دائماً!
.وحل المساء..وأصبح المتحف خالياً من الزوار..والأخير كان منهمكا بمسح جرّة كبيرة .. منقوشة بخطوط هيرولوغروفية..وظهرت روان فجأة.
روان:مرحبا يا راعي.
فزع.. وضرب كوعه الجرّة..التي تأرجحت لحظة..وروان..تنظر مفجوعة إليها..فركضت لإنقاذها لكن..الجرّة سقطت..وتحولت إلى فُتات..
راعي بخوف:آنستي هل أنتي بخير؟!
وقفت:لا لست بخير...انظر مالذي فعلته؟!!لقد حطمت أكبر وأندر تحفة في العالم..وآخر تحفة أحضرها جدي من رحلاته-نظرت إليه بحنق-أنت مطرود أيها العامل المتخاذل!!!!
راعي:آنستي أرجوك..إلى اين سأذهب؟؟أنت تعلمين ان لا منزل لي سوى هذا المكان!!!
جاء باسم:أهدأي يا روان ارجوك,,فهو لم يقصد تحطيمها!!
روان بحدة:حتى وإن لم يقصد..لقد حطمها!!باسم..أتعلم أين وجد جدي هذه الجرّة؟؟لقد ..وجدها في وسط الصحراء الكبرى بعد أن تاه فيها لأسبوعين ..وتحتوي رسوماتها على إثبات قاطع بوجود بلاد الذهب الفرعونية!
باسم:لكن هذه البلاد غير موجودة إلا في الأساطير.
راعي:بل هي موجودة..لقد رأيتها مع جدها وجدي.
باسم:أرأيتِ؟!-نظر إليه-انتظر ليس هذا ما توقعت أنت تقوله!
روان:هذا الكلام قد اخبرني إياه جدي أيضاً.
راعي:آنسة روان..انا حقاً آسف ونادم على فعلتي.
باسم:لا ياراعي لا داعي للاعتذار..فأنت لم تكن تقصد!
روان لباسم:وما شأنك أنت؟
راعي:فعلتي هذه قد سببت لك الحزن آنستي..وسأفعل أي شيء كي تسامحيني.
روان:يا للشهامة!!..إذن..احضر واحدة مثلها؟؟
راعي:لكن...
روان:قلت أنك ستفعل أي شيء حتى أسامحك..وأنا أريد واحدة مثلها!
باسم:لن يستطيع فعل هذا,,لذا تقاضي عن الأمر..أنسيت انه عمل لديكم مع جده المرحوم ثلاثين عاماً!!؟
رفعت قطعة محطمة امام وجهه:انظر.. مالذي...فعله؟حتى لو عمل ثلاثين ألف عام،فلن يستطيع تعويضها!!
سقط جزء منها......وحدقا مذهولين بلفافة قديمة,ظهر جزء منها من داخل القطعة..وبلا تردد فتحتها روان.
كان رسم لجزء صغير من القارة الأفريقية،وتحديداً الصحراء الكبرى,كما رُسم بداخل الصحراء,رأس ثور،جرادة,جمل,رأس لابن آوى أسود,وهرم.
باسم:إنها رموز فرعونية!!لكن مالذي تعنيه؟؟؟
روان:أظنها.........بل هي خريطة!
باسم:خريطة؟
روان بصوت مرتجف من شدة الحماس:اظنها الخريطة التي ستقودنا إلى بلاد الذهب الفرعونية...باسم..سنغدوا مشهورَين!
باسم:استووب.....مالذي تعنيه بقولك مشهورَين؟
روان:ألن تذهب معي؟
باسم:أين؟
روان:للبحث عن بلاد الذهب؟
باسم:حتى يأخذني طائر مجنح آخر!أو تبلعني كائنة بيضاءعملاقة؟! لا شكراً..لقد اكتفيت من الاثارة في حياتي.
روان:هل أكلتك بقضمة واحدة؟!
باسم:نعم..و...يخ..اتقزز كلما تذكرت ذاك اللعاب اللزج الذي كان يغطيني من رأسي وحتى أخمص قدمي..وساقاي وهما تغوصان في تلك معدتها الهُلامية,ذات الرائحة الكريهة ،التي تشبه رائحة الأرز المتشبع بالعفن!!
روان:تلك الساقطة الكاذبة..اخبرتني انها مزقتك أثناء أكلك!!
تنهد باسم:آآه...أهناك أسوأ مما حدث لي!؟
روان:نعم.
باسم:وماهو؟
روان:لقد واجهتها وحدي, وقطعت رأسها أيضاً!
تحسس راعي عنقه بتوتر.
باسم:أظنني كنت واضحا جدا عندما قلت بأنهاقدأكلتني!!أي أنني بقيت في معدتها لمدة لا اعلم كم كانت,,..و....تعلمين...خرجت كما تخرج الفضلات من أي كائن حي!!!
راعي:ياللقرف.
روان:لقد قبّلتُ أحد وحوشها!!
كاد باسم أن يتقيأ.
راعي متعجباً:هل فعلتِ؟!
روان:كـ..كـ..كنتُ مجبرة!!
باسم وهو يلهث:ارحمني يا إلهي....إنه أسوأ مما حدث لي فعلاً!
روان:قلت لك..والآن..هل ستذهب معي؟
باسم بحزم:لا.
روان:سأطرد راعي إن لم تفعل؟
نظر باسم إلى راعي مليّاً..ثم زفر.
باسم:تباً..أقصد حسناً.
سارا نحو الخارج وهما يواصلان حديثهما.
روان بحماس:رائع..أستعد..سننطلق بعد يومين.
باسم بارتياع:لكننا وصلنا منذ يومين!!
روان:إذن..بعد أسبوع..ولا تقل أن هذا ليس كافياً.
باسم بأسى:هذا ليس كافياً!!
قام راعي بكنس بقايا الجرّة..لكن روان عادت.
روان:ضع الحطام في كيس وارسلها إلى منزلنا..فهي لا زالت ذات قيمة!!ولا تنس إغلاق المكان.
ذهبت..فتنهد راعي وعاد للعمل,فسمع صوت شخص يدخل.
راعي:لقد فهمتُ ما طلبته مني..تريدين مني احضار حطام.......
توقف عن الحديث حينما رأى أن الداخل رجلاً.
راعي:أستاذ شريف..لقد أفزعتني!!!
شريف:لا عليك...أين الآنسة روان؟
راعي:لقد عادت للبيت.وأنت سيدي لماذا لم تعد للبيت حتى الآن؟!
شريف:اشعر بالشفقة عليك ..لأنها ستطردك حتماً من هنا-عاد راعي للعمل بصمت-إنها امرأة مغرورة وكذلك كان حال جدها وابيها !
راعي:هل تعلم ان الجرّة هي في الأصل ملك لجدي!
شريف مستغرباً:حقاً؟؟....ولم تخل عنها؟
راعي:لقد ألتقينا بجدها عندما كنا تائهين في الصحراء,وقد اعطاه إياها جدي مقابل ان ينقذ حياتنا!ومنذ ذلك الحين, أصبحنا خادمين له هنا!
نظر إليه شريف:هذا يعني..أنكما..
راعي:نعم..لقد رأيت أنا وجدي بلاد الذهب الفرعونية.
اقترب منه شريف:راعي..لم كتمتما الأمر كل هذا الوقت؟!!هل تدرك إن أعلنت عن وجودها ستنال شهرة واسعة وستكون لك مكانة خاصة بين العلماء وستغدو ثرياً..أثرى من عائلة السيد زهير حلمي.
انتهى راعي من تنظيف الأرض ثم نظر نحوه:وكيف سأفعل هذا؟
شريف:سأساعدك.
راعي:مقابل ماذا؟
شريف:تمنّى؟
راعي بتهكم:لا تقل بأنك تملك مصباح علاء الدين السحري؟!
ظهر من خلف راعي ومن تحت الأرض ..شبح اسود..سرعان ما تحول إلى شكل إنسان برأس كلب أسود...ثم أخفى وجهه بعبائة سوداء.
فتبسم شريف عندما رآه،وأجاب راعي:لا..لكني أعرف شخصاً يجيد تحقيق كل الأمنيات.
راعي:ومن يكون؟!
الرجل من خلفه:أنا.
استدار راعي بخوف:ماذا..كيف..من..
شريف:اسمه السيد سَت.
ازدادت نظرة راعي استغراباً...وتملكه رعب شديد.
فتبسم سَت:عائلتي تعشق الحضارة الفرعونية,ولقد ورثت عنهم هذا العشق.
راعي:هل-ازدرد لعابه-هل أنت جني علاء الدين ..سي..سي..سيد سس..ست..ست..؟
سَت:سؤال ذكي....لكن لا..لست كذلك,أنا بشر مثلكم.
راعي:وما الذي..تريدانه مني بالضبط؟
سَت:تلك المرأة المدعوة روان..اخذت شيئاً قيماً يخصني،،وأريد منك أن تستعيده منها.
راعي:تقصد الخريطة؟!!
سَت:إنها أكثر من مجرد خريطة!!
راعي:حقاً؟!
سَت:سأعطيك أي شيء إن أنت احضرته منها!-ثم رفع رأس راعي بطرف إصبعه المخيفة-بإمكاني أن أجعلها تقع في حبك..أليست هذه أمنيتك في الحياة؟
صمت راعي..وبدا له العرض مغرياً جداً.
في صباح اليوم التالي..وصل باسم إلى المتحف,فاندهش عندما رأى الشرطة مطوقة على المكان بالكامل،والتحريين والمحققين يتفحصون كل شبر فيها،حاول احدهم منعه,لكنه تركه بعدما أخبره بأنه يعمل في المتحف،ومر بجوار محقق انهمك بطرح الأسئلة على روان.
سمع روان تقول:لقد طلبت منه أن يحضر القطع المكسورة إلى البيت لكنه لم يفعل!!أظنه قد سرقها وحطم المكان ايضاً كي ينتقم مني!
امسك باسم ضحكته,ومر من أمامها متعمداً،كي يريها أنه يسخر منها ومما أصابها,ثم نظر في حجم الدمار الذي لم يصب سوى بجهة واحدة من المتحف،وتفتحت عيناه عن آخرهما عندما وقع بصره على شيء ما,,ثم أسرع يسحب روان.
باسم:يجب أن تري هذا!!
نظرت إليه:ماذا؟
أشار بإصبعه..فنظرت إلى حيث يشير..وما إن ابتعد المحققون من امام بصرها..حتى لاحت لها الجرّة..منتصبة في مكانها..ولا أثر لأي شرخ ولو صغير.
جاء المحقق:ماذا هناك؟
حاولت روان أن تتحدث,لكن باسم سبقها.
باسم:هذه الجرة تركناها مكسورة ليلة البارحة.
تأملهما المحقق بإرتياب,أما روان فقد شعرت بالغيظ من باسم.
روان:أحسنت قولاً ايها الغبي!!
المحقق:آنسة روان,أنت تعلمين عقوبة من يدلي بمعلومات كاذبة في التحقيق!
روان:أنا لم أكذب في حياتي قط!!راعي حقاً حطم منحوتة صغيرة للفرعون سَت،ثم سرق حطامها!بربك،من الذي يتمكن من إصلاح جرة بهذا الحجم وبهذه الدقة والبراعة،بين عشية وضحاها؟!!
حدق باسم بروان.
باسم بصوت منخفض:مالذي تقولينه؟
روان:ماكان ليصدقني لو اخبرته بما قلتَه أنت قبل قليل!!ثم إني قد علمت بها قبلك!!
باسم:وهل تعلمين أن أمراً غريباً قد حدث هنا غير الجرة؟!!
روان:ومالذي حدث أغرب من أن تعود جرّة جدي كما كانت؟
باسم:انظري-راقبه الحقق بإهتمام وهو يشرح-لا حطام في المتحف إلا في هذا الجزء,وهو يمتد بشكل مستقيم من هنا,- وسار على امتداد المكان من موقع الجرة,حتى وصل إلى آخر المتحف-إلى هنا!!كم أُحبني عندما أكون محقاً!
روان:هذا غير ممكن.
باسم:انظري..هنا عثروا على كومة الرماد.
روان بتهكم:وبعد!؟
المحقق:آنسة روان..لقد حلل مختبر الطب الشرعي هذا الرماد الذي وجدناه,فاتضح أنه لشخص يدعى شريف انور.
روان:رباه.
المحقق:هل تعرفينه؟
روان:بالتأكيد..إنه مدير المتحف!!
باسم:قلت لك.
روان:ماذا قلت؟
باسم:قلت لك بأن شيئا غريبا قد حدث هنا.
روان:لكنك لم تقل أن الرماد للأستاذ شريف!!أتعجب من الذي قتله بهذه الطريقة البشعة؟ولماذا؟
باسم:أتظنينه راعي؟!!ربما قتل شريف لأنه حاول منعه من سرقة قطع الجرة..آآ..أقصد المنحوتة!!
المحققق:راعي.. عامل النظافة؟!!
باسم:نعم.
المحقق:وأي قوة يملكها فراش احدب ليحول إنساناً إلى رماد؟
باسم:صحيح؟-فكر لبرهة-لدي تحليل آخر.
تمنت روان لو أنها تُخرسه خصوصاً وهي ترى المحقق يراقبه بحذر.
باسم:تخيلا معي هذه القصة-أسرع نحو الجرّة-يخرج شيء من حطام الجرة،فيُصلح الجرّة بطريقة غامضة,لكنه يكتشف أن شيئاً ما مفقوداً. روان:تقصد تمثال الفرعون سَت!!
باسم بعد أن ادرك خطأه:نعم..نعم..كم يصعب التمييز بين تلك الأشياء!!
المحقق:هلا تابعت الشرح.
باسم:بكل سرور............سأعيد من البدايةكي تتوضح الصورة ،لذا أرجو عدم مقاطعتي,,,,,,,,يخرج شيء من حطام الجرة،فيُصلح الجرّة بطريقة غامضة,لكنه يكتشف أن شيئاً ما مفقوداً,وهي-نظر إلى روان-لنقل شيء مربع،وعندما بدأ يبحث عن الشيء المربع,وجد شريف أمامه،الذي ربما حاول الهرب منه,-أشار باتجاه روان والمحقق-فجرى على امتداد هذا المكان،لكن الشيء أطلق عليه ربما..لنقل..شعاع أصفر رهيب،حطم هذه التحف التي على الجانبين-تقدم فارشاً ذراعيه-ووووووووووووف....ثم تشش-ضرب يديه ببعضهما-وصار رمادا هنا!
نظر إليهما:ما رأيكما؟
ساد الصمت لبرهة,ثم ضحك المحقق طويلاً.
المحقق:لقد كدت أن أصدقك!!أنا أيضاً أحب المزاح-ثم نظر لباسم نظرة غاضبة-لكن ليس في أوقات العمل!!آنسة روان..وقعي على إفادتك هنا.
وقعت روان:هل انتهيتم من التحقيق معي؟
ذهب المحقق:في الوقت الحالي.
باسم:لقد حسبت انه صدقني.
روان:والشيئ... ما عساه يكون؟
باسم:لا أدري,لكنه ليس إنساناً حتماً!!
صمتت روان ثم نظرت إليه.
روان:أتعلم مالذي يعنيه كلامك لو كنت محقاً؟
باسم:أنكِ في خطر كبير لأن الخريطة بحوزتك!!؟
روان بحماس:لا....بل إن الخريطة التي أمتلكها حقيقية..وأن بلاد الذهب موجودة!!
باسم:روان..ركزي على كلامي،لأني سأعيده ببطء..انت ....لديك..خريطة...يريدها ..شيء..لا أدري ما يكون..إذن..فأنت...في..خطر..!!وربما لن يقضي الأسبوع إلا وأنت ميتة!!
روان:لهذا سنقدّم الرحلة ونجعلها صباح الغد.
باسم:أتعلمين..لم لا تذهبين وحدك آنسة سنقدم الرحلة ونجعلها صباح الغد؟
تركها في حالة حنق:أهذا هو رأيك النهائي أيها الأبله!!؟؟هناك الكثير من أمثالك يحلمون بان ينالوا فرصة كهذه!!
لوح بيده:فلتستعيني بهم إذن.
روان:سأفعل,,وسيفوتك الكثير من الذهب!!!
حلّ المساء..وروان تحضّر حقيبتها للرحلة..لكنها لم تستطع ان تكمل عملها.
روان:تباً..لن تكون الرحلة ممتعة من دونه!
اخرجت هاتفها الخليوي واتصلت سريعاً بباسم.
روان:مساء الخير يا باسم.
باسم:ألا تزالين حية؟!
روان:حتى الآن.
ضحك باسم ثم قال:لن تصدقي مالذي أفعله الآن!
-ومن خلفه ظهر الشبح سَت دون أن يشعر به-
روان:لا تقلها؟
باسم:بلى..-وضع لباسه في الحقيبة-إنني اجهز حقيبتي لرحلة الغد.
صاحت روان بحماس:كنت اعلم.انك لن تخيب أملي.
باسم:في الواقع..انا أريد نصيباً من الذهب عندما نجد تلك البلاد.
روان:لك ما تريد.
استدار باسم وسمعت روان صوته وهو يصرخ فزعاً.
روان:باسم!
سمعت صوت سَت:أريد الخريطة!!
صوت باسم:لا توجد أي خريطة!
صوت سَت:كاذب!!
ثم سمعت صوت نافذته وهي تتحطم..
روان:ليس مجدداً!!
وفي قسم الطوارئ بالمشفى...كانت الممرضة تضمد الجرح الذي في جبين باسم..وقد اسودت عيناه..ووُضعت ضمادة حول رأسه..
الطبيب:من الذي احضر المصاب؟
روان:انا.
الطبيب:وما صلة القرابة؟
روان:لا قرابة..نحن صديقان فحسب...أخبرني هل سيكون بخير؟
الطبيب:نعم..لديه بعض الكدمات البسيطة في انحاء جسده..لا ارتجاج في المخ ولا كسور.
روان:هل هذا يعني أنه يستطيع السفر غداً؟
الطبيب:بالتأكيد...ويمكنه الذهاب حتى من الآن.
باسم لروان:إياكِ أن تفكري بهذا حتى!!
وفي طريق عودتهما بالسيارة.
روان:ظننت ان الوحش قد اختطفك كما حدث معنا في الرحلة السابقة.
باسم:لقد كان شيئاً آخر هذه المرة..شيئاَ مرعبا أكثر من اولئك أشباه الخفافيش-نظر إليها-روان...هل انت متأكدة مما أنت مُقدمة عليه؟
روان:نعم..ويمكنك التراجع إذا شئت الآن..ولن أقول شيئاً,,يكفي ما عانيته حتى هذه اللحظة.
ابتسم باسم:تعلمين أنني لن أتراجع عن اي كلمة أقولها.
وفي صباح اليوم التالي بدأت رحلة الصديقان,واتجهوا بعد رحلة مضنية وشاقة إلى الصحراء الكبرى،ولم يكونا وحدهما بل كان هناك شخص يتعقبهما..ثم استراحا عند قبيلةمن البربر،اللذين لم يبخلوا عليهما في شيء..فاكرموهما وأحسنوا ضيافتهما,,وبينما كانت روان ترتب متاعها سقطت ورقة ففتحتها.
"أوقفي البحث..وعودي للبيت".
روان:باسم.
جاء باسم:ماذا؟
ناولته الورقة..فقرأها.
باسم:أهو تحذير أم تهديد؟!
روان:أياً كانت فلن تثنيني عما أتيت من أجله-همت بالعودة للعمل لكنها توقفت-أعتقد أن من وضع الرسالة يجلس بالقرب منا الآن.
تلفت باسم حوله:لكني لا أرى أحداً مشبوهاً.
روان:إنه هناك..خلف جملينا..الرجل الأحدب!!
ضحك باسم:ذاك المبتدئ!!
وبعد أن قبضا عليه.
راعي بخوف:ارجوكما..سامحاني..لم أشأ أذيتكما صدقاني!!
روان:إذن اخبرني..ما قصدك بهذه الرسالة؟
راعي:أنا لم أكتب هذه أبداً!!
روان:إن لم تكتبها..فهذا يعني أنك كنت تتجسس علينا!!!.
راعي:أقسم لك يا آنسة روان..أنا لم أكن أتجسس أيضاً.
باسم:أنت في ورطة كبيرة يا رجل.
روان:قل لي.. من قتل مدير المتحف بتلك الطريقة؟
راعي:أنا لم أقتله!
روان:أنا لم أقل أنت..لكني متأكدة من أنك تعرف القاتل-مالت نحوه-لقد رأيته..أليس كذلك؟
ازدرد راعي لعابه:ننعم..وصدقيني ذاك الشيء لم يكن بشرياً،،لقد كان شبحاً لمومياء..لقد هددني بالقتل إن لم أسرق الخريطة منك,,وهو الذي قتل الأستاذ شريف!!!
باسم:أعتقد انه نفس الشبح الذي هاجمني...راعي..أخبرني هل كان الوحش بعبائة سوداء؟
أماء راعي برأسه.
باسم:ورأسه كرأس ابن آوى أسود!؟
راعي:لم أرى وجهه فقد كان يغطيه.
تكلم رجل عجوز:الفرعون سَت...فرعون العنف و العواصف و سيد الصحراء.
نظرت إليه روان:منذ متى وأنت تستمع إلينا؟
العجوز:مذ أن سمعت كلمة بلاد الذهب-شرب القهوة-هل تعلمين أن اسمها الحقيقي هي مملكة نب..ونب تعني ذهب..نسبة لبلاد النوبةالتي كانت مشهورة بمناجم الذهب آنذاك .
روان:يبدو أنك تعرف الكثير أيها الرجل العجوز؟
العجوز:لا..كل ما أعرفه ان المئات من الجشعين أمثالكم,قد جائوا لنفس الغرض الذي جئتم لأجله.
روان:وهل عثروا عليها؟
العجوز:بل ماتوا وهم يبحثون عنها.. تلك البلاد التي لا وجود لها.
روان:إن لم تكن موجودة..فلم ذاك الشيء يطاردنا؟
العجوز:سأحكي لكم الأسطورة.. كي تفهموا حقيقة ماأنتم متجهون إليه..في عهدالملك الفرعوني سَت الشرير,اشتد الظلم على عمّال مناجم الذهب في النوبة,وهُضمت حقوقهم,وسُلبت حريتهم بعدما أُجبروا على العمل في ذاك الجحيم,وذات يوم,ظهر عليهم شبح الملك أوزيريس،وكان قد قُتل علي يد شقيقه سَت,فأشفق لحالهم,فقضى على حراس سَت جميعاً،ثم ساعد العمّال على بناء مملكتهم الصغيرة التي استخدموا لبنائهاأحجار الذهب من المناجم ,,ولمّا علم الفرعون سَت بأمرهم,,ذهب مع جيش ضخم للقضاء عليهم,لم يكتف بهذا فحسب بل يُقال ايضاً انه سيّر معه عدداً من المخلوقات الشرسة التي كانت تعمل تحت إمرته,لكن ابن أوزيريس الملك الفرعوني حورس صدهم,ولأنه سيد السماء,فقد منح عمّال المناجم أجنحة كأجنحته كي يقاتلوا معه,فانتصروا عليهم،ثم حَول العدو إلى أشباه كلاب سود,,ومن بينهم ملكهم سَت,الذي حُبست روحه الشريرة في جرة ملعونة,ورُمي بجنوده إلى العالم السفلي..حيث استحال خروجهم مجدداً,ولكي يتأكد من سلامة شعب مملكة نب،قام بنقلهم إلى مكان مجهول في الصحراء واخفاهم هناك.
تطلع الثلاثة في بعضهم.
روان:ولم حبسه في الجرة؟لم لم يرسله مع رجاله إلى العالم السفلي؟
العجوز:لأنه أراد تعذيبه بشدة،انتقاماً لأبيه.
باسم:يا لها من قصة!
ضحك العجوز:إنها مجرد أسطورة,أظن أن الفراعنة كانوا يحكونها لأبنائهم لتخويفهم!!
روان:لكن هذا غير منطقي!
العجوز:وكيف هذا؟
روان:لقد رأى صديقي شبح المدعو سَت,وهذا الخادم..رآه أيضاً!!
نهض العجوز:أنصحكم بألا تذهبوا،وإلا لقيتم مصير اللذين سبقوكم.
روان:شكراً على النصيحة,ما كنت لتحكيها لنا لولم تكن حقيقية!!
ضحك العجوز.
نظرت روان إلى راعي:ستذهب معنا.
راعي بحماس:شكراً لك شكراً.
روان:وستحمل لنا الأمتعة.
راعي:سأفعل اي شيء.
جهز الثلاثة جمالهم..وحزموا أمتعتهم..وواصلوا المسير عبر رمال الصحراء..الذي كان يشبه البحر في سعته..والرمال كمائه..ولما حل المساء نصبوا الخيام.وتوجهت روان للنوم,فانتبهت إلى راعي الذي ينظر إليها مبتسماً.
روان:إن كنت تفكر الآن بالنوم في خيمتي,فأعد التفكير.
دخلت خيمتها واغلقتها,فهمّ بالذهاب إلى خيمة باسم,لكنه سمع صوته كما لو أنه يتشاجر مع شخص ما,فطل برأسه..ليجده يفعل ذلك وهو نائم.
فتراجع:لن أنام مع ذلك المجنون أبداً-ثم جلس-أعتقد أنني سأكتفي بالحراسة.
وبينما روان غارقة في النوم،ايقظها نغمة هاتفها..التي تشير إلى وجود رسالة نصية.
فحدقت به:لم أكن أعلم أن هناك أبراج وسط الصحراء!!!
تأملته..فلم تجد شعار الشبكة.
روان:غريب..كيف وصلتني هذه الرسالة إذن؟؟
فتحتها:"جأسيس بينلم".
روان بحيرة:ما هذا؟
سمعت زمجرة..فنظرت للخارج.
روان:راعي.......مالأمر؟
نظر راعي إليها بهلع:إنه توروس الثور المتوحش!!
روان:كنت أظن أن لا وجود لهذا الوحش.
طل باسم برأسه من خيمته:مثل بلاد الذهب؟!
أسرعت للداخل واخرجت مسدسين .. وبندقية صيد..ثم شحنتهم..وخرجت.
روان:راعي..هل تجيد أستخدام السلاح؟
راعي:قليلاًَ!
رمت له مسدساً:جيد.
راعي:هذه الأسلحة لن تنفع معه..إن لديه جلدا كالصخر,,لا يمكن اختراقه!
روان:إليك هذه القاعدة..لكل كائن حي,مهما بلغت قوته نقطة ضعف.
باسم:وماهي نقطة ضعفه أيتها الفيلسوفة؟
روان:العينان..أضعف نقطة لدى الأحياء قاطبة.
وصل الوحش..فشاهد الثلاثة..وحشاً بضخامة الفيل ورأس كرأس الثور وأنياب كأنياب الأسد....يقترب منهم ببطأ....وهو يلهث ولعابه يصب على الأرض........ولا عينان له.
فدار جدال بينهم بالهمس.
راعي بخوف:آنستي..نسيت أن اخبرك أن توروس لا عينان له!
روان:شكراً جزيلاً..للمعلومة المتأخرة!!
باسم برعب:مالعمل الان يا ذكية؟!
روان:أنا أفكر.
راعي:ربما علينا الهرب؟!!
روان:إذا ركضت فسوف يلحق بك حتماً..لأنه يملك حاسة سمع قوية!!
باسم بصوت أقرب للبكاء:لم لا يهجم علينا فحسب!؟لا داعي لكل هذا الترعيب!!
روان:إنه مرتبك..فهو لديه ثلاثة طرائد..ولا يعلم بأيهم سيبدأ-زمجر الوحش..فتبسمت-لكني أعلم من أين سأجعله يبدأ،،، ،انتما..ابتعدا رويداً رويداً عني..وأنا سأتراجع للخلف.
سار باسم ببطء شديد باتجاه الميمنة,وراعي إلى الميسرة،فسار الوحش ،متتبعاً رائحة روان،التي لم تتوقف عن المسير للخلف حتى اقتنعت بالمسافة التي تفصل بينها وبين الوحش.
هتفت فجأة:هيه انت!!
وانقض الوحش عليها بقفزة واحدة..فأطلقت الرصاص من بندقيتها الواحدة تلو الأخرى تلو الأخرى تلو الأخرى تلو الأخرى..فسقط الوحش أرضاً بعنف..وقد تهشمت جمجمته..وامتلأ المكان بدمائه.
تقدمت منه..ثم أطلقت رصاصة.
روان:لديك ذوق رفيع..كنت تعلم أن رائحتي أفضل من رائحتهما!!
ثم نظرت نحو رفاقها.
روان:شكراً على المساعدة..أيها الأرنبان!!
اسرعا يطلقان النار..بفزع على رأسه, حتى نفذت ذخيرتهما.
راعي بحماس:تستحق هذا أيها السافل!!
روان بتهكم:شجاع!!
ثم اخرجت هاتفها النقال..وناولتها باسم.
روان:انظرا..رسالة أخرى من ذاك الشبح.
راعي:منذ متى تستخدم الأشباح التكنلوجيا؟
توجهت روان نحو النار لتدفأ يديها:صدقا أو لا هذه الرسالة قد جائتني رغم عدم وجود أبراج هنا.
باسم بعدما قرأ الرسالة:ما هذا الكلام الغريب؟
روان:لا ادري ربما هي لغة سرية..فعندما جائتني ظهر الوحش مباشرة.
راعي:جأسيس بينلم...ماهذه اللغة؟
عندما قرأها راعي تنبهت روان إليها.
روان:أعد قرائتها كلمة كلمة.
راعي:جأسيس.....بينلم.
روان:اعطني الهاتف.
راعي:لماذا؟
سحبته قائلة:لإنه لي كما أظن,,والآن..اذهبا للنوم,سأكمل الحراسة انا الآن,،،راعي يمكنك النوم في خيمتي.
راعي بحماس:رباه.
وركض إلى داخل الخيمة،
روان:وإياك أن تلمس شيئاً.
ثم نظرت للرسالة وبدأت بمسح حروف وتغيير حروف،فأصابها قلق شديد وهي ترى الرسالة بعد التعديل"جاسوس بينكم "
روان بتوتر:هذه الرحلة لن تكون ممتعة أبداً.
وفي اليوم التالي..وبينما الثلاثة سائرون في الطريق الصحراوي..تركت روان راعي يتقدمها..لتسير هي بمحاذاة باسم.
روان بصوت منخفض:تلك الرسالة التي وصلتنا ليلة البارحة كانت تحذيرية.
باسم:وكيف ذلك؟
روان:اشش,,لا أريد أن يسمعنا راعي،،تلك الكلمات لم تكن سوى أخطاء إملائية،،ربما لأن كاتبها كان متعجلاً عندما قام بكتابتها.
باسم:ماذا كانت تعني؟
روان:إنها تعني"بينكم جاسوس".
حدق بها باسم:هل أنت متأكدة؟
روان:كل التأكيد..الشبح ليس مرسل هذه الرسالة،إنه شخص يحاول تحذيرنا،وأعتقد أنه نفسه الذي وضع الرسالة في أمتعتي!!
باسم:أتظنين..أنه ذاك العجوز؟
روان:لا أدري,,ما يحيرني حتى الآن..هو كيف وصلت هذه الرسالة النصية إلى هاتفي؟!
باسم:مالذي سنفعله الآن..هل سنوقف الرحلة؟!
روان:هل جننت؟؟بعد الذي تعرضنا له!!اسمع.. سنحاول التخلص من الجاسوس أولا..لأنه أكبر خطر يحدق بنا الآن.
باسم:ومن هو برأيك؟
رمقته بغضب.
باسم بتوتر:مستحيل ليس راعي!!
روان:اكنت تظنه احد الجمال التي نركبها؟!!
باسم:راعي رجل مخلص وأمين..و..
روان:ماذا لو لم يكن الرجل هذا راعي الحقيقي....بل الشبح سَت,اتخذ شكله ليخدعنا!!
باسم:ومالذي ننتظره..لنتخلص منه!!
روان:إن فعلنا ذلك,وكان الشبح فعلاً..فسنصير كومة من الرماد مثل شريف!!لذا..أقترح أن نراقبه اولا,,وسنخفي عليه اي شيء جديد قد نكتشفه...مفهوم؟
باسم:أنت الزعيمة.
هتف راعي:عاصفة رملية قادمة نحونا.
نزلت روان عن ظهر الجمل:أسرعا..لننيخ جمالنا..ولنجعلها دروعا.
راعي:لكنها ستفزع من الرمال وستهرب.
روان:لن تستطيع إذا غطينا أعينها.
افرغوا حقائبهم..وعصبوا بها عيون الجمال بعد ان وضعوها-الجمال- على شكل حلقة.
أصغ الجميع لصوت طنين مخيف.
روان بتوتر:ما هذا الصوت؟!
باسم:أنا لا أسمع شيئاً.
راعي:آنسة روان..إنها ليست عاصفة رملية.
وقفت جرادة على ذراعها و عضتها حتى أدمتها, فقتلتها روان بحنق,وتأملت شكلها الضخم,ورأسها الغريب الكبير.
روان:لم أكن أعلم أن الجراد يقرص بشدة!!
صرخ راعي برعب:إنه جراد آكل اللحم!!!!!!!!!!
روان:اسرعا!!!!!!!!!!!
اختبأوا بين الجمال وجعلوا الخيام الثلاثة فوق بعضها وجعلوها كغطاء لهم.
ثم مر الجراد عليهم..فكانوا يسمعون أصوات اجنحتها ونهشهشا للحم الجمال التي كانت تصدر أصوات الموت المخيفة..وبدا لهم وكأنهم هالكون تماماً.
وبعد أن عم السكون..فتحت روان عينيها..وتطلعت حولها..ثم رفعت الخيام عنها..لتصاب بالهلع..عندما رأت الجمال قد تحولت إلى أشباه هياكل..ولم يتبق منها سوى القليل من اللحم..
باسم:اظنها كانت جائعة جداً.
راعي:لقد نجونا بأعجوبة.
سقطت رسالة من ملابس روان..ففتحتها بسرعة.
"يعجز لساني عن وصف ما يشعر به قلبي تجاهك يا روان..منذ مدة طويلة..وأنا احاول أن اعبر لك عما بداخلي لكني لم أجرؤ حتى هذه اللحظة على قولها...أحبك".
مزقت الورقة وأسرعت ترميها بوجه باسم:أيها المجنون المغفل الذي لا يشعر بشيئ.
باسم:ماذا؟
روان:كيف استطعت كتابة شيء كهذا ونحن نتعرض للموت؟
باسم:لقد..لقد حسبت أننا لن ننجوا..لذا كتبت رسالةالوداع لك.
روان:وكيف كنت سأقرأها لو كنت ميتة؟
باسم:على الأقل سيعلم من يجدها بأني احبك.
ساد الصمت لبرهة.
روان:هل كنت تخفي كل هذه المشاعر عني..طوال السنين التي عشناها معا؟
باسم:نعم.
روان:باسم..في الواقع.............
قطع راعي حديثهما:آنسة روان!
نظرت إليه:ماذا؟
راعي:انظري،
شاهدت الجبل الذي أمامهم،ثم طالعت الخريطة,
روان:لا يوجد أي جبل في الخريطة!!.....أخ.....لقد تهنا!
راعي:ربما علينا العودة.
تطلعت به:اقتراح غير مقبول..سنتجاوزه...ثم إنه لا يبدو خطرا,,وسنعبره بسرعه خصوصا وأننا لم نعد نملك جمالا!-سارت-يمكنك أن تعود وحدك إذا شئت.
سار الثلاثة وراعي يراقب روان وباسم باهتمام.
روان وهي تتأمل الخريطة:أظن أن صور الحيوانات هذه,تعني بأننا سنجدها في طريقنا نحو بلاد الذهب,رأينااولاً الثور,ثم الجراد,ولم يتبق سوى اثنان,-أعادتها لجيبها-أتمنى أن يكونا ودودين!
باسم:انظري إليه،اظنه يتحرق شوقا لمعرفة عما نتحدث!
روان:دعه يحترق إذن!
وصلوا إلى الجبل الذي كان مسطحا بشكل عجيب وغريب.
روان:لم أرى في حياتي جبلا بهذا الشكل!
اقترب باسم منها:مارأيك لو استرحنا هنا.
استدارت:كنت سأقول هذا أيضاً!
سارت ووضعت حقيبتها فاقترب راعي وهمس:آنسة روان!
نظرت إليه:ماذا؟
راعي:هناك أمر سيئ اكتشفته هذا اليوم!لقد بقيت أسئل نفسي طوال الوقت مالذي يحدث لنا في هذه الصحراء، والآن اتضح لي كل شيئ!
روان:وضح كلامك وببطء أرجوك.
راعي:باسم.. يبدو أنه يتربص بنا!
روان:أنا حتى الآن لم أرى منه مايثير الشبهة!
راعي:ذاك الثور وذاك الجراد المميت!
روان:إنها تعني أننا نمشي في الطريق صحيح،انظر بنفسك_أخرجت الخريطة_
راعي:إنه ليس مجرد ثور أو جراد ،لقد رأيتي بعينيك ما فعلت!!.
روان:والمعنى؟
راعي:هناك من أرسل تلك المخلوقات كي تقضي علينا!!!!
وقفت:سأقضي عليك أنا إن لم تكف عن الثرثرة!
واتجهت نحو خيمتها وفرشتها ثم أمسكت بالمطرقة والسندان و ضربت الأرض،فاهتزت الأخيرة بعنف،
باسم:زلزاااال!!!
وانهارت الأرض من حول الجبل،وانزلقت روان نحو الأسفل وكادت أن تسقط إلى هوة سحيقة، لكنها تمسكت..بشعر.
روان مذهولة:ماالذي..ماهذا بحق الجحيم؟
سمعت صوت رغاء مدوي، وشاهدت مقابلها شيئا طويلاً يرتفع في السماء ،عندها اتضح لها كل شيء,,,لقد كانوا يجلسون على ظهر جمل عملاق,,وذاك الجبل لم يكن سوى سنامه.
وبدأ الجمل العملاق بالسير،و هي متشبثة بوبره حتى سمعت صوت أصدقائها وهم ينادونها.
روان:أنا هنا!
باسم:تمسكي جيدا،سننزل إليك حالا!
راعي:يبدو أنه كان في سبات وقد أيقظناه!
وبعد أن سحبوا روان، وقفت على متنه بسرور وأطلقت صيحة حماسية.
روان:ياللروعة....وكأننا في احدى قصص الف ليلة وليلة!!
ثم أسرعت نحو عنقها,وباسم وراعي يحدقان مذهولين لشجاعتها،ثم مالت جانباً متمسكة بوبرها بيد واحدة،وتأملت رأس الجمل الضخم،الذي بدى هادئاً جداً,,ثم تأملت إلى الأرض البعيدة,وأقدام الجمل التي كانت تسير على الرمال الذهبية بخطوات ملكية,وتأملت الطريق أمامها,كانت السرعة مذهلة,فمشية الجمل وإن بدت بطيئة،إلا أنها تقطع عشرة أمتار بكل خطوة تخطوها,
روان:وكأنها باخرة ضخمة،,
تأمل باسم روان..ثم ابتسم:إنها غاية في الروعة!!
سمعه راعي..لكنه التزم الصمت.
حل المساء فتوقفت الإبل لتأكل النخيل من احدى الواحات.
واستيقظت روان من النوم.
روان:هل توقفنا؟
باسم:لقد توقفت لتأكل.
روان:أنا عطشة.
ناولها باسم الزمزمية..فاستغربت.
روان:هذا غريب لقد كانت شبه فارغة قبل أن أغفو!
جلس باسم بجوارها:لقد ملأها راعي بينما كنا نائمَين!
روان:وكيف استطاع النزول والصعود إلى هنا بهذه السرعة؟
باسم:قال أنه استخدم الحبل.
روان:يبدو إنني نمت لعشرة أيام!
باسم:أو ربما كان شبح سَت!
تطلعت نحو راعي-الذي لم ينزل عينيه عنهما-ثم عدلت بطانيتها.
روان:الجو بارد هنا!!
باسم:هذالأننا في الليل ونجلس على ارتفاع شاهق.
تأملته لبرهة.
روان:باسم...أنا احبك.
باسم:وأنا أيضاً.
انفجرت ضاحكة:أوقعت بك!
باسم بحيرة:ماذا؟
روان:لقد صدقتني.. أليس كذلك؟
باسم:لكني أحبك فعلاً!!
زادت ضحكتها:أيها المسكين البائس!_ثم نهضت_عليك أن تذهب إلى طبيب نفسي!
باسم:ألا تحبينني أنت؟!
ابتعدت عنه وهي تجيب ساخرة:بربك!!أُفضل تقبيل الوحش ثانية على ذلك!!
سارت باتجاه راعي، وسحبته من يده وهمست بتوتر.
روان:لقد كنت محقا.
راعي:هل صدقتني بأنه جاسوس؟
روان:إنه ليس جاسوسا،أقصد هو الجاسوس ....ولكنه ليس باسم..إنه شخص آخر،لا أعلم من يكون لكن صدقني لقد أحسن التنكر،وكاد أن يخدعني لكني أوقعت به..وهو لا يعلم.
قاطعها باسم:بلى أنا أعلم.
استدارت بإتجاهه وهي تخفي خوفها مبتسمة.
روان:لقد كدت أن تخدعني.....سَت,,باسم ماكان سيرد بذاك الرد بعد الذي قلتُه!
باسم:وبم كان سيجيب؟
روان:لا شيء..سيضحك..وسيهزأ بي.
ابتسم باسم ثم تحدث بصوت سَت:في الحقيقة..لقد أوقعت بك أنت.
شاهدت مجموعة من أشباه الكلاب تخرج من تحت الرمال وتصعد الجمل بسرعة مخيفة وحاصروها،فنظرت نحو راعي,فرأته يقف على مسافة بعيدة عنها.
راعي:لا تقلقي سأعود لإنقاذك-وانتفض له جناحان ذاريش أبيض-أعدك!
وطار بعيدا تاركا روان في حالة من الذهول والصدمة.
سَت:كان يجب أن أتخلص منه في المتحف!لا يهم..لسنا بحاجته فما أريده بحوزتنا الآن،
روان:لن أعطيك الخريطة حتى تخبرني أين صديقي؟
سَت:هاهو ذا.
خرج من جسد باسم الذي حدق بروان لبرهة،
باسم:روان؟
صرخ فزعاً عندما رأى سَت يقف إلى جواره.واختبأ خلف روان.
سَت:لقد نفذت جزئي من الاتفاق..والآن دورك.
باسم:عن ماذا يتحدث؟
أخرجت روان الخريطة:إنه يتحدث عن هذه!
رمتها لسَت..فغضب باسم.
باسم لروان:لم فعلت هذا؟
نظرت إليه:تفضل واستعيدها منه ايها المغوار!!
ابتسم باسم لسَت:لقد حصلت على ما تريد..أعتقد أنه بإمكاننا الذهاب.
سَت:ليس بعد.
روان:مالذي تريده أيضاً؟؟؟نحن لم نعد نملك شيئاً!!
سَت:خذوهما من هنا..وشددا الحراسة..فقد يعود رفيقهما في أي لحظة.
جلس باسم وروان في مؤخرة الجمل.
روان:أخبرني..منذ متى وهو في جسدك؟
باسم:منذ أن رمى بي من النافذة!!
روان:وهل كنت تشعر بما يجري حولك؟!
باسم:لا..لقد سيطر على جسدي بالكامل.
ابتسمت روان وغمغمت بخفوت كي لا يسمعها:هذا أفضل!!
باسم:روان..أكان يقصد راعي عندما قال صديقنا؟
روان وهي تميئ برأسها:اهم.
باسم:ولكن كيف استطاع الهرب؟
روان:اتضح أنه لم يكن أحدبا....بل كان يخفي جناحيه!!
باسم:أهو من سكان بلاد الذهب؟
روان:نعم...وأظنه هو من حاول تحذيرنا طوال الوقت.
باسم:لا ليس هو....بل كنت أنا!
نظرت إليه:أنت من كتب رسائل التحذير؟
باسم:نعم,لكني كما أرى لم تأت بفائدة!
روان:اذن قل لي كيف استطعت ارسال الرسالة بدون وجود تغطية؟
باسم:بالبلوتوث!!
روان:كيف لم أفكر بهذا؟!!!!
باسم:بل كيف لم تفكري بفحوى الرسالتين التي كتبتهما لك,ألا تعلمين كم كنت أعاني للسيطرة على جسدي..حتى..
قاطعته روان:كتبت رسالتين فقط؟
باسم:نعم.
روان:من كتب الرسالة الثالثة إذن؟
باسم:لا أدري.....اي رسالة ثالثة؟
نظرت إليه:لا عليك..إنها ليست بالأمر المهم.
توقف الجمل..فنهضت روان لترى السبب,لكن حاول الجنود منعها, فدفعتهم عنها.
روان:أنا لن أهرب إلي أي مكان!!
باسم بتوتر:روان..أرجوك عليك أن لا تغضبيهم..لا ندري مالذي سيفعلونه إن أغضبتهم!!
سَت:اتركاها..هي لن تتمكن من الهرب في مطلق الأحوال.
سارت روان:قلت لكم.
وسار باسم خلفها إلى مقدمة الجمل..وانبهرا.
باسم:لقد..وجدناها!!
شاهدا مدينة تظهر من السراب..ذات أسوار عالية ذهبية..وبوابة ضخمة جداً..فربض الجمل..ونزل الجميع من فوقه,,
سَت:مملكة نب!استعدي للموت!!
روان:هل هي حقيقية؟
سَت:لم لا تلمسينها كي تتأكدي بنفسك؟
تحسست روان البوابة,فكانت يدها تبدو كالنملة امام ضخامتها.
باسم بحماس:إنهاغاية في الروعة!!
روان:لكن ما حاجتك للخريطة وقد وصلنا إليها؟!
سَت:إنها أكثر من مجرد خريطة بالنسبة لنا!!
همّت روان بأن تقول شيئاً,لكن باسم سبقها.
باسم:لقد كنت في الجرة التي كسرها راعي..أليس كذلك؟!
سَت:بلى,وقد أبطل اللعنة بكسره إياها!!
باسم:لكن الجرة قد أُصلحت..كان يجب ان تعود!!
سَت:وهذا ما ظنه راعي أيضاً عندما أصلحها..لكنه لم يحدث شيء كما ترى.
همّت روان بالحديث لكن باسم سبقها ثانية.
باسم:والأستاذ شريف لم قتلته؟!
سَت:لأنه كان يعرف سر القضاء عليّ!!وهددني بأن يفضح سري إن لم امنحه نصف مملكة الذهب-تذكر شريف وهو يهرب منه إلى آخر الممر فأطلق سَت عليه شعاع أسود حوله لرماد-لكنه لم يعلم بأن لا أحد يهدد سَت الملك الأقوى في الأرض!!
باسم مستغربا:أكنت تعرفه من قبل؟ً
ولم يشعر بعد بغضب روان التي كانت تكتم غيظهامنه لأنه ظل يقاطعها.
سَت:لا,بل التقيت به بعد أن كسر راعي الجرة مباشرة.
،،،،،،،ورجع بذاكرته للوراء،،،،،،،،،
((كان شريف يعمل على كتابة بعض الأوراق في مكتبه.فظهر عليه سَت من تحت الأرض,ففزع.
شريف بخوف:يا إلهي..احفظني..لا أصدق,,أنت الفرعون سَت,سيد العالم السفلي!
سَت:بل ملك العالم السفلي,،،والعلوي أيضاً!!
شريف:مممـ...مالذي تريده مني؟
سَت:أريد منك أن تساعدني,,سأعطيك أي شيءمقابل ذلك.
شريف بخوف:لكن..
اقترب سَت منه,ومرر يده فوق سطح مكتبه،، فتحولت الطاولة إلى ذهب.
سَت:هذا مثال بسيط مما أنا قادر على منحك إياه.
ذهل شريف ونظر نحو سَت:وكيف أساعدك؟
سَت:أريد أن تحضر لي شيئاً ثميناً!
ساد الصمت لبرهة.
شريف:فقط..هذا كل شيئ؟
سَت:نعم.
شريف:وماهو الشيئ الثمين الذي تريده؟!
سَت:لفافة كانت محفوظة داخل الجرة الكبيرة،إنها مع امرأة تدعى روان!!
شريف:ولم هي ثمينة؟
سَت بغضب:أنت تكثر من الأسئلة؟
شريف:لم لا تأخذ اللفافة بنفسك إذن!!
سَت:لا أستطيع,,تلك المرأة ترتدي تعويذة رع,وهي تحميها!!
شريف:حسناً،اجبني عن سؤالي؟
سَت:تلك اللفافة..هي تعويذة استخدمت ضد جيشي وضدي,إن حياتنا متعلقة بها الآن,وبقائنا من بقائها!!والان أسرع قبل أن تغادر المرأة المكان!!
نزل شريف ثم ظهر على راعي. الذي فزع.
راعي:أستاذ شريف..لقد أفزعتني.
شريف:لا عليك.أين الآنسة روان؟
راعي:لقد عادت للبيت..وأنت سيدي لماذا لم تعد للبيت حتى الآن؟!
شريف:لأني شعرت بالشفقة عليك ..لأنها ستطردك حتماً من هنا-عاد راعي للعمل بصمت-إنها امرأة مغرورة وكذلك كان حال جدها وابيها أيضاً!
راعي:هل تعلم ان الجرّة هي في الأصل ملك لجدي!
شريف مستغرباً:حقاً؟؟....ولم تخل عنها؟
راعي:لقد كنا تائهين في الصحراء..وقد اعطاه إياها جدي مقابل ان ينقذ حياتنا!
نظر إليه شريف:هذا يعني..أنكما..
راعي:نعم..لقد رأيت أنا وجدي بلاد الذهب الفرعونية.
اقترب منه شريف:راعي..لم كتمتما الأمر كل هذا الوقت؟!!هل تدرك إن أعلنت عن وجودها ستنال شهرة واسعة وستكون لك مكانة خاصة بين العلماء وستغدو ثرياً..أثرى من عائلة السيد زهير حلمي..
انتهى راعي من تنظيف الأرض ثم نظر نحوه:وكيف سأفعل هذا؟
شريف:سأساعدك.
راعي:مقابل ماذا؟
شريف:تمنّى؟
راعي بتهكم:لا تقل بأنك تملك مصباح علاء الدين السحري؟!
ظهر من خلف راعي ومن تحت الأرض ..شبح اسود..سرعان ما تحول إلى شكل إنسان برأس كلب أسود...ثم أخفى ووجهه بعبائة سوداء.
تبسم شريف عندما رآه:لا..لكني أعرف شخصاً يجيد تحقيق كل الأمنيات.
راعي:ومن يكون؟!
الرجل من خلفه:أنا.
استدار راعي بخوف:ماذا..كيف..من..
شريف:اسمه السيد سَت.
ازدادت نظرة راعي استغراباً...وتملكه رعب شديد.
فتبسم سَت:عائلتي تعشق الحضارة الفرعونية..ولقد ورثت عنهم هذا العشق.
راعي:هل-ازدرد لعابه-هل أنت جني علاء الدين ..سي..سي..سيد سس..ست..ست..؟
سَت:سؤال ذكي....لكن لا..لست كذلك.
راعي:وما الذي..تريدانه مني؟
سَت:تلك المرأة..تمتلك شيئاً قيماً،،وأريدك أن تسرقها منها.
راعي:تقصد الخريطة؟!!
سَت:إنها أكثر من مجرد خريطة!!
راعي:حقاً؟!
سَت:سأعطيك أي شيء إن أنت احضرتها-ثم رفع رأس راعي بطرف إصبعه المخيفة-بإمكاني أن أجعل روان تقع في حبك..أليست هذه أمنيتك؟
صمت راعي..وبدا له العرض مغرياً جداً.لكنه أجاب.
راعي:مستحيل!!
تحولت عيناه إلى شعاع ذهبي,ثم فرد جناحيه..وظهر نور من الجرة التي بدأت أجزائها تتجمع,
شريف بخوف:ماهذ الذي يحدث؟
راعي لسًت:يجب أن تعود إلى مكانك يا سًت!!
سًت بخوف:لاااا!
راعي:بلى.
تركبت قطع الجرة....ولم يحدث شيء.
راعي بتوتر:لم لم تعد؟!!
فضحك سًت بصوت عالي:هذا سر!!-ثم استطرد ساخراً-وشكراً لك أيها الحارس لأنك كسرت سجني!!
هم بضربه لكن راعي طار وهرب,
سًت:يوماً ما,سأقضي عليك وعلى مملكتك ايها النوبي!!وسأقتل كل من فيها!!
شريف:هل مملكة الذهب موجودة؟
سًت:نعم,وهي ليست أسطورة كما تظنون,دعنا من هذا الآن..اريدك أن تحضر الللفافة من تلك المرأة!
شريف:بم أنك ذكرت مملكة الذهب,عرفتُ ما أريد مقابل مساعدتك.
سًت:ماذا؟
شريف:أريد نصف المملكة تلك!!
سًت:لدي عرض أفضل،إن استطعت الهرب مني لآن,فسأتركك تعيش ما تبقى من حياتك!!
تطلع شريف إليه,ولمّا رأى مدى جديته,ارتجف,
سًت:سأعد حتى الثلاثة,1..2..
هرب شريف لكن سًت تبسم:ايها الجشع,كان عليك أن ترضى بالطاولة الذهبية.
أطلق من عينيه شعاع أسود حطم التحف التي حوله,-كما شرحها باسم بالضبط-,قبل أن يضرب ظهر شريف ويحوله إلى رماد)).
هم باسم بأن يتكلم لكن روان اغلقت فمه بقوة:دوري الآن!!
ونظرت نحو ست..ثم...لم تقل شيئاً...وبعد صمت طويل.
باسم:مالذي تنتظرينه؟
صرخت روان في وجهه:لقد نسيت سؤالي بسببك!!
سَت:رائع..لأني قد اكتفيت من الأسئلة!!والآن..أرجو أن تلتزما الأدب أثناء اقتحامي لهذه المملكة أنا وجيوشي!!
باسم:أتسمي بضعة رجال من حولك جيشاً؟
سَت:انظر خلفك.
استدار باسم وروان فصعقوا..عندما شاهدا جيشا كبيراً يشبه اسراباً من النمل الأسود,مدججين بالأسلحة,يخرجون من تحت الرمال,ويسيرون باتجاههم,وتقدم سَت منهم لاستقبالهم,فخر الجميع أمامه تبجيلاً له.
باسم:روان,مالعمل؟
روان:لا أدري،إنه جيش لا يهزم.
باسم:شكراً,,لقد رفعت معنوياتي حقاً!
روان:تلك الخريطة,,إن لها شأن آخر لدى سَت,ليتني استطيع معرفته.
باسم:ربما...لا لا ستسخرين مني!!
روان:أنا لم أسخر قط من أي استنتاج قلته-نظرت إليه-لأني أرى ان تخميناتك غالبا ما تصيب هدفها.
ذُهل باسم:لم تخبريني بهذا قط!!
روان:لأني...أحسدك دائما,فأنا لا أملك أي موهبة سوى تبديد الأموال هنا وهناك,وأشعر..بأني غير قادرة على فعل شيء!
امسك باسم بكتفيها:مالذي تقولينه؟أنا لم أرى في حياتي قط روح قوية مقاتلة ولا تعرف اليأس كروحك روان!!صدقيني هذه صفة..لا يمتلكها إلا قليلون جداً,وابتهجي......أنا لست منكم!!
ضحكت,ثم عانقته،فتفاجأ لكنه ابتسم بعدها,ثم رأى سًت قادم نحوهما وعلامات الحنق ظاهرة عليه،فأمسك بوجه روان واعطاها قبلة رقيقة على شفتيها،
باسم:أظن أن حياته مرتبطة بتلك الخريطة!!
حملقت به روان,ولما وصل سًت،سحبها باسم خلف ظهره.
غرق سَت في الضحك,
سَت:لا تقلق انا أفكر بقتلك أنت أولاً..كي يقل عدد المتنافسين.
لم يفهم أحدهما عم يتكلم.
سَت لروان:هناك ثلاثة أشخاص يتنافسون على الفوز بقلبك!وأنا وهذا أحدهما!
باسم:لستُ كذلك!!
سَت:لقد رأيتُ كل شيء تخفيه في باطنك عندما استعرت جسدك,وما فعلته قبل قليل يؤكد كلامي!
وقفت روان بجوار باسم،الذي نظر نحوها.
باسم:تلك القبلة كانت لرفع معنوياتك فحسب!
نظرت إليه بإبتسامة حنونة:وقد فعلت.
ثم نظرت إلى سَت:ومن هو الثالث؟
سَت:إنه صاحب الرسالة الرومانسية التي مزقتِها..راعي!!
تنهدت روان:كنت متأكدة أنه من كتبها.
جاء صوت راعي:سَت..دع هذان الاثنان فلا شأن لهما بما يحدث بيننا.
سَت:لن أفعل,,حتى تفتح لي البوابة!
راعي:لن تُفتح بوابة مملكة نب أبدا!
امسك سَت بعنق باسم,فهمت روان بمساعدته لكن سَت اوقفها.
سَت:أقسم إن اقتربت أكثر..فسأفصل رأسه عن جسده بيدي هذه!!
باسم:روان..اهربي!!
سَت:ألا زلت تنكر بأنك لا تبدي أي مشاعر تجاهها؟!!
لكن روان كانت تتقدم منه:خذني أنا بدلاً منه.
لكن سَت كان يتراجع للخلف بتوتر واضح:إياك أن تقتربي!!
روان:لم لا تأخذني؟لم أنت خائف مني؟
سَت:توقفي,,قلت توقفي!!!
نزل راعي،فأمسك بروان وطار بها إلى فوق,فحدقت روان بحزن نحو باسم،وهي تبتعد عنه,وترى سَت يدخل جسده,ثم ينظر نحوها بشماتة,فأخذت تقاوم راعي وتطلب منه تركها,لكنه استمر بالتحليق عمودياً نحو الأعلى, حتى وصل إلى آخر السور,ووضعها فدفعته بعيداً عنها.
روان:لم فعلت هذا؟؟
راعي:لقد أنقذتك!!
روان:لكنه يخشاني,,لا أدري ما االسبب,,لكنه يخشاني,لقد رأيت هذا في عينيه,,ألم تراه أنت!!؟
راعي:إهدأي أرجوكِ,سأفعل أي شيء لأنقذ صديقك.
استدارت روان حانقة,لكن حزنها تلاشى وهي ترى مملكة الذهب أمام عينيها,وشعبها من ذوي الأجنحة،وهم يطيرون هنا وهناك.
روان:كم كان يحلم باسم برؤيتها!
انتبه راعي إلى القلادة الذهبية التي تلمع على عنقها.
راعي:أنتي ترتدين تعويذة الشمس؟
ابتسمت روان:إنها هدية من جدي.
راعي:لهذا سَت لم يستطع سرقة الخريطة منك,لهذا هو لم يدخل جسدك كما فعل مع باسم!!
روان:عم تتحدث؟
راعي:إنه يخشاك،لأنك ترتدين هذه القلادة.
تأملتها روان ثم تنبهت للأمر:رمز النور و الشمس..لأقوى الأسياد الفرعونية على مر التاريخ..الفرعون العظيم آمون رع!!
سمعا صوت ضجيج في الخارج,فنظرت روان لترى بأن جنود سات قد ربطوا البوابة بالحبال,وأوصلوها بالجمل العملاق,وبدأوا يقودونه كي يسحبها.
راعي:لن تدوم البوابة طويلاً,إن استمروا هكذا!
وصل أحدهم:الملك يسألك عم يجري قرب البوابة!
راعي:اخبره..ان مملكتنا تتعرض لهجوم من قبل جيش سَت!!
فزع الرسول وحلق مسرعاً باتجاه القلعة.
راعي:أرجو أن يجدوا حلاً سريعاً.
سمعت روان صوت سَت يناديها،فنظرت نحوه.
سَت:لدي حيلة أخرى لأصدقائك.
حرك يده,لتتحرك رمال الصحراء،وتشكلت منها عاصفة رملية اتجهت مباشرة نحوهم.
روان عندما رأتها:جيد..هذا ما كان ينقصنا!!
روان لراعي:اطلب من قومك الأختباء،فهناك عاصفة قادمة نحونا!!!!!!!!!!
أسرع راعي إلى صولجان ذهبي ضخم،ورفع عصاة ذهبية غليظة،وضربها ثلاث ضربات متتالية,وسدت روان أذنيها بفعل الضجيج الذي أحدثه ذلك الصولجان.
هتفت:ماهذا؟
راعي:إنه جهاز الإنذار خاصتنا!!
ضحكت روان ثم طلت برأسها من السور،فرأت سَت يبتسم,ابتسامة هزت مشاعرها,
روان:باسم؟!
تلاشت بريق عينيه للحظة،لكنها عادت,وبلا تردد،نزعت قلادتها عن عنقها.ورمتها نحوه.
روان:أمسك هذه,إنه يخافها!
رفع باسم اللفافةهاتفاً:بل أنتي امسكي بهذه!!
رماها لأعلى مع وصول العاصفة الرملية,لتدفع اللفافة إلى داخل القلعة,مع الغبار الذي ضرب وجهها مباشرة,ورغم ذلك،استطاعت تتبعهاوهي تدور مع العاصفة في الهواء،وأبقت عيناها عليها،ولما خرجت اللفافة من العاصفة،سقطت لكن بإتجاه الخارج,وكادت روان أن تمسكها لكنها لم تنجح،فلم تجد بُداً سوى أن ترمي بنفسها خلفها.
وهي تهتف:راعي-نظر الأخير إليها وارتاع عندما رأها تسقط-أمسك بي.
فلحق بها,واستطاعت روان الامساك بها،لكنها فوجئت ب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هاجـر
مشرفة منتدى الصور العام
مشرفة منتدى الصور العام



الأوسمة :
روان وسر الجرة الملعونة 7BD76543

انثى عدد الرسائل : 4019
العمر : 30
الإقامة : السعوديه
الدولة : روان وسر الجرة الملعونة Soudiarabian
الجنسية : روان وسر الجرة الملعونة Soudian
تاريخ التسجيل : 27/02/2010
السٌّمعَة : 0

روان وسر الجرة الملعونة Empty
مُساهمةموضوع: رد: روان وسر الجرة الملعونة   روان وسر الجرة الملعونة Emptyالخميس يونيو 03, 2010 8:07 pm

مشكور اخي ع الكلمات رااااااااااااائع
بارك الله فيك
يسلموووووووووووووووووووووووووو
تحياتي

روان وسر الجرة الملعونة 537810 روان وسر الجرة الملعونة 537810
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
~دموع الورد~
صديق برونزي
صديق برونزي
~دموع الورد~


الأوسمة :
روان وسر الجرة الملعونة AgW76799

انثى عدد الرسائل : 1086
العمر : 34
الإقامة : في المنزلي
الدولة : روان وسر الجرة الملعونة Soudiarabian
الجنسية : روان وسر الجرة الملعونة Soudian
تاريخ التسجيل : 05/08/2010
السٌّمعَة : 0

روان وسر الجرة الملعونة Empty
مُساهمةموضوع: رد: روان وسر الجرة الملعونة   روان وسر الجرة الملعونة Emptyالجمعة أغسطس 06, 2010 11:18 pm

الله يعطيك العاااافية
يسلموووووو

تحيـــــــــــــــــــاتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
**angel love
صديق فضي
صديق فضي
**angel love


الأوسمة :
روان وسر الجرة الملعونة AgW76799

انثى عدد الرسائل : 1840
العمر : 29
الإقامة : يــــكــــفــــي آنـــني بـــرــريـــنــــســـيـــســـه
الدولة : روان وسر الجرة الملعونة Emarit
الجنسية : روان وسر الجرة الملعونة 3omany
تاريخ التسجيل : 24/05/2010
السٌّمعَة : 0

روان وسر الجرة الملعونة Empty
مُساهمةموضوع: رد: روان وسر الجرة الملعونة   روان وسر الجرة الملعونة Emptyالجمعة أغسطس 13, 2010 4:40 pm

شكرااا
ع
الموضوع
رائع
و
جميل
تقبل مروري

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
* مسلمة *
مراقبة قسم الفن الملتزم
مراقبة قسم الفن الملتزم
* مسلمة *


الأوسمة :
روان وسر الجرة الملعونة JFyn9Uروان وسر الجرة الملعونة 749335370روان وسر الجرة الملعونة AgW76799



انثى عدد الرسائل : 12874
الإقامة : العراق
الدولة : روان وسر الجرة الملعونة Iraq
الجنسية : روان وسر الجرة الملعونة Iraqy
تاريخ التسجيل : 11/07/2011
السٌّمعَة : 2

روان وسر الجرة الملعونة Empty
مُساهمةموضوع: رد: روان وسر الجرة الملعونة   روان وسر الجرة الملعونة Emptyالخميس يوليو 25, 2013 8:30 pm

طرح جذاب
و جهد مميز و راقي
ربي ما يحرمنا من جديد ابداعك

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
روان وسر الجرة الملعونة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» روان وكنز القياصرة
» نطقت الجرة
» قصة الأرض الملعونة
» من يصلح لنا الجرة????*⁉️
» روان ووحش الجزيرة>>>

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سبيس باور :: (¯`·._.·[المنتديات الادبية]·._.·`¯) :: منتدى قلم الأعضاء-
انتقل الى: